عاودت «قوات الدعم السريع»، الأربعاء، الهجوم على مقر «سلاح الإشارة» شمال مدينة الخرطوم بحري (إحدى مدن العاصمة السودانية)، واشتبكت مع قوات الجيش المتمركزة حول المقر العسكري المطل على القيادة العامة للجيش على الضفة الأخرى لنهر النيل.
وقال شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن «الدعم السريع» حشدت قوات كبيرة، وعاودت الهجوم على «سلاح الإشارة» من ثلاثة محاور بالتركيز على الجهة الشمالية.
وكانت قوات الجيش المتمركزة حول «سلاح الإشارة» تمكنت خلال اليومين الماضيين من صد هجوم لـ«الدعم السريع» التي تحاول السيطرة على الموقع المهم الذي يربط شمال الخرطوم بحري بمدينة الخرطوم عبر جسري: القوات المسلحة، وكوبر.
وأشار الشهود إلى أن الجيش استهدف بالمدفعية المكثفة تحركات وتمركزات «الدعم السريع» حول مقر «الإشارة»، فيما ردت «الدعم» بقصف مدفعي على ارتكازات الجيش.
وتشهد جبهات القتال في «الخرطوم، وأم درمان» اللتين تشكلان إلى جانب «الخرطوم بحري» العاصمة الكبرى، هدوءاً حذراً عدا التبادل المدفعي المتقطع من معسكرات الجيش في منطقة كرري العسكرية شمال أم درمان، ومواقع «الدعم» شمال بحري.
65 ألف نازح
في غضون ذلك، تتواصل معارك عنيفة منذ أيام بين الجيش و«الدعم السريع» حول مقر «الفرقة 22» مشاة التابعة للجيش في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، وأبلغ سكان «وكالة أنباء العالم العربي» أن «الفرقة 22» تمكنت من صد هجوم لـ«الدعم» هو «الأكبر من نوعه».
وقالت «غرفة طوارئ بابنوسة» إن «65 ألف نازح يواجهون خطر المجاعة ونقص الإمدادات الطبية بغرب كردفان فروا من جحيم الحرب الدائرة في بابنوسة».
وأبلغ المتحدث باسم «غرفة طوارئ بابنوسة»، معمر قذافي، «وكالة أنباء العالم العربي»، أن «جميع سكان بابنوسة أجبروا على ترك ديارهم والنزوح إلى معسكرات في مدن غرب كردفان»، مشيراً إلى أن «المدينة أصبحت جزيرة معزولة بسبب حصار (الدعم السريع)، ولا يوجد مسار آمن لإيصال المساعدات، مما أدى إلى ندرة السلع وارتفاع أسعارها، وأن النازحين لا يملكون المال وأجبروا على مغادرة ديارهم دون حمل أي شيء».
وذكر أن قطاعات الزراعة والتجارة والرعي انهارت تماماً منذ بدء الاشتباكات في المدينة في يناير (كانون الثاني) الماضي، كما فشل الموسم الزراعي بنسبة 100 في المائة مما أثر على مهنة الرعي.
وفي مدينة الفاشر شمال دارفور، أفاد شهود بأن اشتباكات دارت بين الطرفين، صباح الأربعاء، في عدد من أحياء المدينة، مشيرين إلى أن «الطيران الحربي التابع للجيش أغار على مواقع (الدعم السريع) في منطقة الزُرق بالفاشر الليلة الماضية، فيما سمعت أصوات المضادات الأرضية».
«انتهاكات الدعم»
واتهمت «لجان مقاومة ود مدني» بولاية الجزيرة وسط البلاد، «قوات الدعم السريع» بمواصلة الانتهاكات ضد المواطنين والمدنيين بالقرى الآمنة في ولاية الجزيرة «عبر النهب والسلب والاغتصاب والابتزاز، وانتهاك حقوق الإنسان وإذلاله، وارتكاب جرائم الحرب».
وقالت، في بيان، إن كل «الانتهاكات التي مورست من قبل (ميليشيا الدعم السريع) في جميع قرى ومدن ولاية الجزيرة موثقة ومرصودة لدينا، ولن تسقط بالتقادم ولن تذهب طي النسيان».
ونفى البيان ما وصفها بشائعة تقدم قوات الجيش والأجهزة النظامية لتحرير ولاية الجزيرة من عدة محاور، حيث لا صحة لما يتم تداوله عن أي عملية تقدم للجيش تجاه ولاية الجزيرة، وأضاف: «بالأمس القريب حدثت مجزرة أم جريس، وتلاها اقتحام قريتي البرياب والربوة، من قبل مرتزقة ميليشيا الجنجويد (اسم يطلق على قوات الدعم)، وخلفت هذه الاقتحامات والهجوم عدداً من الضحايا والمصابين في صفوف الأهالي والمدنيين».
وتابع البيان: «الآن يعيش مواطنو ولاية الجزيرة في ظل ظروف معقدة غير إنسانية، ومع انعدام كامل لوسائل ومسهلات الحياة الأساسية من عدم توفر العلاج والأكل والشرب والمواصلات، وانقطاع للتيار الكهربائي في أغلب الولاية مع استمرار انقطاع شبكات الاتصال المختلفة مما ينذر بشبح المجاعة في أكبر منطقة إنتاج زراعي وأرض لأكبر مشروع زراعي في أفريقيا والشرق الأوسط».
وسيطرت «الدعم السريع» على ولاية الجزيرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقب انسحاب الجيش منها بعد اشتباكات استمرت أياماً.
واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» على نحو مفاجئ في منتصف أبريل (نيسان) بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.