الجيش المالي يعلن صد ثلاث هجمات «إرهابية» في جنوب البلاد

وقعت بفارق ست ساعات

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)
دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)
TT

الجيش المالي يعلن صد ثلاث هجمات «إرهابية» في جنوب البلاد

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)
دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

أعلن الجيش المالي في بيان صدّ ثلاث هجمات «إرهابية» استهدفت صباح السبت مركزاً تابعاً للجمارك وموقعين للجيش في جنوب البلاد.

ووقعت هذه الهجمات بفارق نحو ست ساعات وفقاً لبيان القوات المسلحة المالية. وأُجبر منفذو الهجمات على «الانسحاب»، بحسب الجيش.

استهدف الهجوم الأول مركزاً تابعاً للجمارك في دائرة كانغابا على مسافة نحو مائة كيلومتر من العاصمة باماكو وأسفر عن إصابة «موظفين مدنيين».

أحد شوارع مالي خلال وجود قوات الأمم المتحدة (أرشيفية - أ.ف.ب)

وجاء في بيان القوات المسلحة أن «رد» الجيش «مكّن من تحييد عدد من الإرهابيين»، في حين «انسحب» المهاجمون «الناجون» إلى غابة.

واستهدف الهجوم الثاني موقعاً عسكرياً في دانديريسو في منطقة سيكاسو، في حين استهدف الثالث موقع الجيش في ماهو في منطقة كوتيالا. وتقع هاتان المنطقتان قرب الحدود مع بوركينا فاسو.

وتشهد مالي منذ عام 2012 نشاطاً جهادياً وأزمات أمنية وسياسية وإنسانية خطيرة. وأنهى الجيش الذي استولى على السلطة في عام 2020 التحالف القديم مع فرنسا، القوة المهيمنة السابقة، وتحول عسكرياً وسياسياً نحو روسيا.

ويعدّ وسط مالي أحد مراكز العنف في منطقة الساحل. وكما هي الحال في أيّ مكان آخر في البلاد، تواجه عملية جمع المعلومات والتحقّق منها تعقيدات بسبب صعوبة الوصول إلى المواقع النائية والمصادر المستقلّة.

وتتردّد السلطات التي يهيمن عليها العسكريون والتي استولت على السلطة في عام 2020، في الإعلان عن الخسائر التي تكبّدتها، مؤكدة أنّ لها اليد العليا على الجماعات المسلحة.


مقالات ذات صلة

الجيش الجزائري يواصل ملاحقة الإرهابيين والمهربين

شمال افريقيا أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

الجيش الجزائري يواصل ملاحقة الإرهابيين والمهربين

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن «القضاء على إرهابيين اثنين وتسليم ثالث نفسه للسلطات العسكرية، خلال عمليات شنتها وحدات الجيش في مناطق متفرقة من الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
أوروبا الشرطة الألمانية خلال حملة مداهمات ضد عناصر اليمين المتطرف (أرشيفية - د.ب.أ)

ألمانيا: محاكمة عضو محتمل في حركة «مواطنو الرايخ» بتهمة الإرهاب

«مجموعة الإمبراطورية» تجمعت بهدف الإطاحة بالنظام الديمقراطي الحر لألمانيا الاتحادية ليحل محله نظام حكومي على غرار دستور الإمبراطورية الألمانية لعام 1871.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أفريقيا السكان المحليون تظاهروا طلباً للحماية من الإرهاب (صحافة محلية)

عشرات القتلى في هجمات إرهابية لـ«القاعدة» في مالي

قتل خمسة جنود من الجيش المالي، وجرح عشرة آخرون في هجوم إرهابي شنته كتيبة تتبع لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» ضد ثكنة للجيش في منطقة قريبة من موريتانيا.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا مسؤولو أمن باكستانيون يفحصون الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بختونخواه إثر مقتل نقيب بالجيش وجندي بينما قُتل 5 مسلحين مشتبه فيهم بعملية قائمة على الاستخبارات (إ.ب.أ)

الجيش الباكستاني يعلن القضاء على 23 إرهابياً خلال عمليات أمنية

أعلن الجيش الباكستاني عن نجاح قواته في القضاء على 23 إرهابياً خلال عمليات أمنية نفذتها يومي الأحد والاثنين بشمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
أوروبا صورة نشرتها وزارة الخارجية الروسية للقاء سابق بين الوزير لافروف وقادة من حركة «طالبان»

موسكو تتحرك لحذف حركة «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية

أعلنت وزارتا الخارجية والعدل الروسيتان دعمهما لحذف حركة «طالبان» من القائمة الرسمية للمنظمات الإرهابية وقدمتا اقتراحهما المشترك إلى الرئيس فلاديمير بوتين

«الشرق الأوسط» (موسكو)

جنوب أفريقيا: الانتخابات التشريعية تحسم مصير حزب مانديلا

الرئيس سيريل رامافوزا يخاطب الصحافيين في سويتو 29 مايو (أ.ب)
الرئيس سيريل رامافوزا يخاطب الصحافيين في سويتو 29 مايو (أ.ب)
TT

جنوب أفريقيا: الانتخابات التشريعية تحسم مصير حزب مانديلا

الرئيس سيريل رامافوزا يخاطب الصحافيين في سويتو 29 مايو (أ.ب)
الرئيس سيريل رامافوزا يخاطب الصحافيين في سويتو 29 مايو (أ.ب)

يدلي مواطنو جنوب أفريقيا بأصواتهم، الأربعاء، في انتخابات تشريعية تشهد منافسة أكثر احتداماً منذ نهاية نظام الفصل العنصري، وقد يخسر فيها حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، الحاكم منذ انتخاب نيلسون مانديلا في عام 1994، غالبيته المطلقة في البرلمان. وبعد الإدلاء بصوته قبل الظهر في سويتو قرب جوهانسبرغ، أكد الرئيس سيريل رامافوزا (71 عاماً) مرة جديدة أن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» سيخرج «بالتأكيد» منتصراً في الانتخابات.

في المقابل، أعلن زعيم «التحالف الديمقراطي»، وهو أكبر حزب معارض، جون ستينهويزن أنه لن يحقق «أي حزب» الغالبية المطلقة، في إشارة إلى الحزب الحاكم، مضيفاً أنه لأول مرة منذ قيام النظام الديمقراطي، أمام البلاد أخيراً «فرصة للتغيير». ومن غير المتوقع صدور النتائج النهائية قبل نهاية الأسبوع.

تنافس محتدم

وفي سويتو، الحي الفقير الشاسع الواقع قرب جوهانسبرغ، الذي يعد رمزاً للنضال ضد الفصل العنصري، تعاقب الناخبون منذ الصباح وسط برد الشتاء الجنوبي للإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع. وقالت أنياس نغوبيني (76 عاماً)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، معبّرة عن تأييدها لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي: «استيقظت باكراً لأصوت من أجل الحزب الذي أحبه، ذلك الذي جعل مني ما أنا فيه اليوم»، مضيفة وهي تبتسم: «اليوم أيضاً ستكون لصوتي أهمية».

ناخبون يدلون بأصواتهم في هوبتاون 29 مايو (أ.ف.ب)

في المقابل، قال دانفيريز ماباسا (41 عاماً) العاطل عن العمل: «أريد تغييراً، ننتظره منذ زمن طويل... لا وظائف لدينا، لا مياه، لا شيء يعمل». كذلك قال جيفري بينزان (75 عاماً)، الذي يعتزم حرمان «المؤتمر الوطني الأفريقي» من صوته للمرة الأولى: «نصوت لهم، لكنهم لا يفعلون شيئاً من أجلنا». وفي نكاندلا بمنطقة الزولو في شرق البلاد، صوت نوكوتهوبيكا نغوبو (26 عاماً) بحماسة من أجل الحزب الصغير الذي يقوده الرئيس السابق جاكوب زوما، واثقاً من أنه قادر على «تغيير الأمور». وبعد الإدلاء بصوته لأول مرة، قال دوميساني كهانييلي، الشاب العشريني: «آمل حقاً ألا يظن أولئك الذين نصوت لهم أننا أغبياء، وأن يساعدوا الناس على حل مشكلاتهم».

نهاية هيمنة المؤتمر الوطني

يرى أليكس مونتانا، من مكتب «فيريسك مابلكروفت» الاستشاري لتقييم المخاطر، أن هذه الانتخابات تُشكّل «منعطفاً في تاريخ البلاد السياسي». ولفت المحلل السياسي دانيال سيلك إلى أنها «بالتأكيد أكثر (انتخابات) لا يمكن التكهن بنتائجها منذ 1994».

الرئيس السابق زوما يصوت في قريته نكاندلا 29 مايو (رويترز)

وعلى ضوء الخيبة المتزايدة حيال حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، على خلفية البطالة المتفشية والفقر والفساد وأزمة المياه والكهرباء، من المتوقع أن يحقق الحزب الحاكم «نتيجة قد تكون أدنى من 50 في المائة». وفي حال صحّت هذه التوقعات، سيتحتم عليه تشكيل ائتلاف للبقاء في السلطة. وستُحدّد طبيعة هذه التحالفات سواء كانت باتجاه الوسط الليبرالي أو نحو يسار الحزب، برأي سيلك «التوجه المقبل لجنوب أفريقيا». أما في حال تخطّت نتيجة الحزب الحاكم التوقعات، وجاءت أدنى بقليل من عتبة 50 في المائة، سيتمكن عندها من الحفاظ على خطّه العام بعد استمالة بعض البرلمانيين المنتمين إلى أحزاب صغيرة.

تراجع الإقبال

تراجعت نسبة المشاركة في الانتخابات بانتظام من اقتراع إلى آخر، فتدنّت من 89 في المائة عام 1999 إلى 66 في المائة في 2019. لكن في ظلّ معارضة مشرذمة، من المفترض أن يبقى حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» القوة الأكبر في البرلمان، حيث تعد كتلته حالياً 230 نائباً من أصل 400.

جوليوس ماليما زعيم «المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية» لدى وصوله إلى مكتب اقتراع في بولوكوان (أ.ف.ب)

غير أن سيلك لفت إلى أن «قوته» المرتبطة بهالته بوصفه حركة تحرير سابقة أنهت نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، في تراجع. وهذا ما «يولد بالتأكيد فرصاً، وإن كان ذلك يُنذر بمستقبل غير مستقر، ولا يمكن التكهن به». ووفق استطلاعات الرأي، فإن التحالف الديمقراطي الذي يعد بـ«إنقاذ جنوب أفريقيا»، ولا سيما اقتصادها، قد يحصل على ما يقارب 25 في المائة من الأصوات. غير أن أكبر خطر يواجهه الحزب الحاكم قد يأتي من الحزب الصغير بقيادة جاكوب زوما، الذي قد يستقطب أصوات ما يصل إلى 14 في المائة من الناخبين، مستفيداً من تأييد الذين خيّب حزب «المؤتمر الوطني» آمالهم.