افتُتح، الخميس، معرض المصاحف الشريفة المذهَّبة والمزخرفة الذي تقيمه مكتبة الملك عبد العزيز العامة بفرعها في «مركز المؤسس التاريخي» بالرياض.
ويضم المعرض 42 مصحفاً نادراً من المصاحف المذهَّبة والمزخرفة التي تبرز عراقة الفنون الإسلامية في الكتابة والزخرفة والتلوين، واستلهام الآيات القرآنية في ذلك، مع تنوع الخطوط العربية والأوراق والمصاحف المنسوخة في مراحل تاريخية مختلفة.
وأوضح فيصل بن معمر، المشرف العام على المكتبة، أن المعرض يضم مجموعة من المصاحف النادرة، ويأتي تواصلاً مع برنامج المكتبة الذي يركز على إقامة المعارض النوعية، خلال المناسبات الوطنية والدينية والثقافية داخل السعودية وخارجها.
وأضاف أن قيمته تكمن في إلقاء الضوء على فنون الزخرفة والتذهيب، وتنميق المصاحف بمختلف مدارسها، والتعريف بها بوصفها فناً إسلامياً بارزاً، وإيضاح أهميتها في مصاحبة كتابة المصاحف ونَسْخها عبر العصور، والتعريف بجماليات وإبداع هذه التشكيلات والتشجيرات المستوحاة من عناصره.
وأوضح بن معمر أن الفنون الإسلامية ازدهرت في مختلف العصور، وهي نابعة بالأساس من تدبر آيات الله، وما جاء في القرآن الكريم من النظر إلى هذه الآيات واستلهامها في الكون والطبيعة والإنسان، مبيناً أن العالم، خصوصاً في الغرب، تأثّر بهذه الفنون، بالخطوط والمنمنمات والزخرفة والأنسجة والمنسوجات والزجاج والفخار.
وأشار إلى قيمة الخطوط في المصاحف وزخرفة الصفحات، حيث إن التمعن في دلالاتها وأنواعها والأشكال المذهَّبة والمزخرفة يعطي أهمية كبيرة لهذه الفنون تتمثل في أنها تشكل هوية جوهرية ووحدة فنية للعالم الإسلامي ولتاريخية الحضارة العربية الإسلامية وتأثيرها الكبير في الغرب والعالم.
وتمتلك المكتبة آلاف المخطوطات والنوادر التي تؤكد دورها المهم في حفظ التراث السعودي والعربي والإسلامي، كما تقتني أكثر من 350 مصحفاً نادراً كُتبت بجميع أنواع الخطوط، خلال مختلف العصور الإسلامية.
ورشة تدريبية لنسخ المصاحف
من جانب آخر، أطلقت «دارة الملك عبد العزيز» أول ورشة تدريبية لنَسخ المصاحف بالرسم العثماني في الوطن العربي، وتعدّ فريدة من نوعها؛ لِما تحمله من قيمة علمية وفنية، حيث تجمع بين علمي الرسم والضبط المصحفي، بوصفها خطوة لتعزيز مهارات الخطّاطين، والإرث الثقافي والتاريخي.
وتهدف الورشة إلى تزويد 16 متدرباً بالمهارات والمعرفة اللازمة لنَسخ المصاحف بخط النسخ المصحفي بدقة وإتقان، في تجربة فريدة يُتوقع أن تسهم في تطوير مهاراتهم، ورَفد المؤسسات والهيئات ذات الاهتمام بالدراسات القرآنية بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030».