عمل للفنانة السعودية دانا عورتاني ضمن «بينالي البندقية 2024»

اعتمدت عورتاني على تراث الفن الإسلامي ولغات التجريد لإبداع أعمال ذات عمق فلسفي (واس)
اعتمدت عورتاني على تراث الفن الإسلامي ولغات التجريد لإبداع أعمال ذات عمق فلسفي (واس)
TT

عمل للفنانة السعودية دانا عورتاني ضمن «بينالي البندقية 2024»

اعتمدت عورتاني على تراث الفن الإسلامي ولغات التجريد لإبداع أعمال ذات عمق فلسفي (واس)
اعتمدت عورتاني على تراث الفن الإسلامي ولغات التجريد لإبداع أعمال ذات عمق فلسفي (واس)

تشارك الفنانة السعودية دانا عورتاني في «بينالي البندقية 2024»، الذي يقام خلال الفترة من 20 أبريل (نيسان) وحتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

تأتي هذه المشاركة بتكليف من «مؤسسة بينالي الدرعية» التي تسعى لدعم الفنانين السعوديين والدوليين المقيمين بالمملكة، لتمثيلها في المشهد الثقافي الدولي، كجزء من استراتيجيتها الراعية للتعبير الإبداعي، وتهدف إلى تعزيز قيم الحوار والتفاهم والتسامح، وترسيخ مكانة البلاد كمركز ثقافي عالمي.

واعتمدت عورتاني على تراث الفن الإسلامي ولغات التجريد لإبداع أعمال ذات عمق فلسفي، تمزج الزخارف والهندسة الإسلامية بالفن الحديث، بالإضافة إلى النسيج والوسائط المتعددة. وتعّبر أعمالها عن مكانة وطابع التاريخ والتراث والثقافة والحرف التقليدية العربية.

يمزج العمل الزخارف والهندسة الإسلامية بالفن الحديث (واس)

وسبق أن شاركت في الدورة الافتتاحية لـ«بينالي الدرعية للفن المعاصر» عام 2021، و«بينالي ليون السادس عشر للفن المعاصر» عام 2022 بدعم من المؤسسة، و«بينالي الشارقة 15» عام 2023، كذلك «بينالي الدرعية الثاني للفن المعاصر» الذي افتتح في 20 فبراير (شباط) الماضي تحت شعار «ما بعد الغيث»، وقدمت فيه عملين هما «تعال، ودعني أداوي جروحك»، وفيلمها «أنصت إلى كلماتي».

بدورها، عدّت آية البكري الرئيس التنفيذي لـ«بينالي الدرعية»، هذه المشاركة ترجمة واضحة لاستراتيجية المؤسسة القائمة على تعزيز التبادل الثقافي والفني السعودي والدولي، وتأكيد على الدور المهم الذي تقوم به كجهة حاضنة للفن والفنانين، من خلال توفير منصة لعرض أعمالهم، وفتح الأبواب أمامهم للمشاركة في المحافل الدولية، ليسهموا بشكل إبداعي في تقديم الفنون السعودية عالمياً.



مصر تحتفل بتعامد الشمس على قدس الأقداس في الأقصر

جانب من الاحتفال بالتعامد في معبد الكرنك (محافظة الأقصر)
جانب من الاحتفال بالتعامد في معبد الكرنك (محافظة الأقصر)
TT

مصر تحتفل بتعامد الشمس على قدس الأقداس في الأقصر

جانب من الاحتفال بالتعامد في معبد الكرنك (محافظة الأقصر)
جانب من الاحتفال بالتعامد في معبد الكرنك (محافظة الأقصر)

احتفلت مصر، صباح السبت، بظاهرة فلكية فريدة تمثّلت في تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك في الأقصر (502 كيلومتر جنوب القاهرة)، بالتزامن مع بدء فصل الشتاء رسمياً، وفق الحسابات الفلكية. وضمّ الحدث الذي شهدته ساحة معابد الكرنك حشوداً من السياح، استمعوا إلى تسجيلات الصوت والضوء، وسط أزياء تستعيد روح الحضارة المصرية القديمة ومجد الفراعنة.

بدأت الاحتفالية قبل شروق الشمس؛ إذ احتشد كل مَن أراد مشاهدته في ساحة معابد الكرنك، وانطلقت عروض فنية وترفيهية نظّمتها «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، ثم قُدِّمت عروض الصوت والضوء عن تاريخ التعامد على مقصورة قدس الأقداس في واجهة الصرح الرئيسي لمعابد الكرنك.

وبعد ذلك، انطلقت موسيقى شروق الشمس التراثية أمام الصرح الرئيسي لمعابد الكرنك، واستمرّت ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس حتى السابعة صباحاً.

لقطة من الاحتفالات المصرية بتعامد الشمس في الكرنك (محافظة الأقصر)

في هذا السياق، قال نائب محافظ الأقصر، الدكتور هشام أبو زيد، في حديث تلفزيوني، إن «الحدث ظاهرة فريدة تثبت عظمة الحضارة المصرية منذ آلاف السنوات، وتفرّدها، ويشهد على ذلك عدد الحضور اللافت من جميع الجنسيات، ومن المصريين الذين حرصوا على مشاهدة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك، ما يُنبئ بموسم سياحي قوي تستعدّ له الأقصر».

بدوره، عدَّ عالم الآثار المتخصّص في الحضارة المصرية القديمة، الدكتور حسين عبد البصير، تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الكرنك في الأقصر من الظواهر الفلكية الرائعة التي تحتفي بها مصر سنوياً؛ إذ يتزامن مع بدء موسم الشتاء فلكياً في 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تعدُّ هذه الظاهرة أحد الإنجازات الهندسية والمعمارية العظيمة التي تركها المصريون القدماء؛ إذ تعكس قدرتهم الفريدة على دمج العلم بالدين والعمارة».

وتتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس، وهو الجزء الأعمق والأقدس داخل معبد الكرنك، لتضيء التمثال الرئيسي للإله آمون رع، مما يرمز إلى ارتباط الملك بالشمس وتجديد الطاقة الإلهية للموسم الجديد. ويحدُث هذا التعامد بشكل دقيق؛ إذ تدخل أشعة الشمس من المحور الرئيسي للمعبد لتصل إلى قدس الأقداس، في مشهد مهيب يستمر لدقائق، وفق عالِم الآثار.

تعامد الشمس في معبد الكرنك يتزامن مع بدء فصل الشتاء فلكياً (محافظة الأقصر)

وأشار إلى أهمية هذا الحدث؛ لذلك «شهد حضوراً كبيراً من المسؤولين والسياح الأجانب والمصريين؛ إذ تُنظم احتفالات تشمل عروضاً فنية وفلكلورية، وهو مناسبة مهمّة للترويج للسياحة الثقافية والأثرية، وجذب اهتمام عشاق التاريخ والآثار من مختلف أنحاء العالم».

وتعكس هذه الظاهرة مدى تقدُّم المصريين القدماء في علمَي الفلك والهندسة؛ إذ صُممت المعابد بعناية لتتماشى مع الأحداث الفلكية، وتؤكد دور العمارة المصرية في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للمجتمع.

وتحتفل محافظة الأقصر فجر يوم 21 ديسمبر من كل عام بهذا الحدث المهم على مستوى العالم؛ إذ يتعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع بالكرنك، وذلك إعلاناً بالانتقال الشتوي رسمياً؛ علماً بأن معبد آمون رع يُعدُّ أحد أكبر معابد الكرنك الذي أقامه المهندسون المصريون القدماء، بمشهد بديع وسحر خاص على محور شمسي، مما يُعدّ إبداعاً فلكياً هندسياً معمارياً تاريخياً بأرض الأقصر.

حشود من جنسيات مختلفة في انتظار مشاهدة تعامد الشمس (محافظة الأقصر)

أما الأكاديمي المتخصّص بالحضارة المصرية والإرشاد السياحي، الدكتور محمود المحمدي، فأشار إلى أن «الظاهرة تؤكد مهارة المصريين القدماء في علم الفلك؛ إذ تدل على بداية فصل الشتاء، مما يثبت معرفة المصري القديم بالتقويم الشمسي وربطه بحياته الاجتماعية والدينية».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الظاهرة تجذب أنظار العالم إلى مصر وأسرار الحضارة المصرية القديمة، عبر تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع بالكرنك، فيسطع قرص الشمس وهو يتوسّط البوابة الشرقية الواقعة على محوره الرئيسي الذي يمثّل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه، ويحدّد فلكياً بيوم بدء الشتاء، وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك (الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الإله آمون)، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار».

وكان «المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية» بمصر قد أعلن عن بدء فصل الشتاء رسمياً، اليوم، في نصف الكرة الشمالي، ويستمرّ لـ88 يوماً و23 ساعة و39 دقيقة، مع تسجيل أقصر مدّة للنهار بنحو 10 ساعات، وأطول مدة لليل بنحو 14 ساعة، وأطول ظلّ للإنسان على الأرض، وفق وكالة الأنباء الرسمية.