تركيا: حزام أمني داخل العراق بعمق 40 كيلومتراً بحلول الصيف

اجتماع أمني تركي - عراقي ببغداد خلال أيام لبحث التعاون ضد «الكردستاني»

جنود أتراك يقومون بدورية قرب الحدود التركية - العراقية (أرشيف - رويترز)
جنود أتراك يقومون بدورية قرب الحدود التركية - العراقية (أرشيف - رويترز)
TT

تركيا: حزام أمني داخل العراق بعمق 40 كيلومتراً بحلول الصيف

جنود أتراك يقومون بدورية قرب الحدود التركية - العراقية (أرشيف - رويترز)
جنود أتراك يقومون بدورية قرب الحدود التركية - العراقية (أرشيف - رويترز)

أطلقت تركيا مرحلة جديدة من عملياتها العسكرية في شمال العراق، تستهدف شل قدرات «حزب العمال الكردستاني»، وإقامة حزام أمني بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً في داخل الأراضي العراقية بحلول الصيف.

وفي الوقت الذي تصعّد فيه أنقرة من حراكها الدبلوماسي مع بغداد وأربيل، إلى جانب مشاوراتها مع أطراف أخرى، في مقدمتها الولايات المتحدة، أكدت أن عمليتها العسكرية (المخلب - القفل) المستمرة في شمال العراق منذ أبريل (نيسان) 2022، تشهد تكثيفاً أكبر، وأن وتيرة التنسيق مع بغداد ستزداد، وسيتم عقد اجتماع أمني جديد خلال الأيام المقبلة.

طوق أمني

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحات لعدد من الصحافيين الأتراك الاثنين: «تماشياً مع الإطار الذي رسمه رئيسنا (رجب طيب إردوغان)، سوف نكمل الدائرة التي ستؤمن حدودنا مع العراق هذا الصيف، ونزيل الإرهاب بحيث لا يصبح مشكلة تؤرق بلادنا».

وزير الدفاع التركي يشار غولر (أرشيفية - رويترز)

وأضاف: «نضالنا مستمر وفق خطة مدروسة منذ ما يقرب من 6 سنوات، والآن تحتاج تركيا للانتقال إلى مرحلة أخرى».

وجاءت تصريحات غولر بعد أيام من إعلان إردوغان، الأسبوع الماضي، أن تركيا بصدد إتمام الطوق لتأمين حدودها مع العراق، وأنه خلال الصيف المقبل «سنكون قد قمنا بحل هذه المسألة بشكل دائم». كما أشار إلى إصرار بلاده على إنشاء حزام أمني بعمق من 30 إلى 40 كيلومتراً على الحدود مع سوريا، و«لا يجب أن ينزعج أحد في المنطقة من ذلك».

وأوضح غولر أن «إصرار تركيا على إنشاء الحزام الأمني بعمق 40 كيلومتراً يرتبط بهدف عسكري وأمني، لأن هذه هي المسافة التي يمكن للإرهابيين (في إشارة إلى مسلحي العمال الكردستاني) أن يستقروا فيها ويشكلوا تهديداً لبلدنا بالموارد المتوفرة لديهم... إذا أبقيناهم على بعد من 30 إلى 40 كيلومتراً على الأقل من حدودنا، فإن أمتنا وحدودنا ستكون آمنة».

وتابع: «يجب علينا إنهاء هذه المهمة في أسرع وقت ممكن وإنقاذ تركيا من آفة الإرهاب هذه. ولن ينتهي نضالنا حتى يتم إغلاق الطوق الأمني وتطهير شمال العراق من الإرهابيين».

حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تتمسك بإقامة حزام أمني داخل الحدود العراقية (الرئاسة التركية)

توسيع العمليات

وأشار وزير الدفاع التركي إلى أن القوات التركية المشاركة في عملية «المخلب - القفل» بشمال العراق، قامت بتنظيف الكهوف التي أقامها مقاتلو «العمال الكردستاني»، ولم تعد منطقة جبل قنديل في شمال العراق موجودة كما كانت قبل 10 أو 15 سنة، مشيراً إلى أن مسلحي «الكردستاني» فروا إلى أسوس (جنوب)، لكن القوات التركية تتعقبهم وتطلق عليهم النار أيضاً.

وتابع: «لا تهمنا أسماء الأماكن، فأينما يعشش الإرهابي ويزدهر، ستفعل قواتنا ما هو ضروري. لا يوجد مكان آمن بالنسبة لهم».

ولفت غولر إلى أن التركيز الآن ينصب على إتمام عملية «المخلب - القفل»، وبعد ذلك سيتم توسيع العمليات إلى حيث تقتضي الضرورة.

وأوضح أن الحرب ضد الإرهاب ضرورية أيضاً لأمن وسلام القرويين الذين نزحوا بسبب «حزب العمال الكردستاني».

اجتماع أمني

وقال غولر: «العراقيون يؤكدون في تصريحاتهم أن حزب العمال الكردستاني يشكل خطراً عليهم، وأنه قام بإخلاء مئات القرى في شمال البلاد وتشريد سكانها... قبل عامين قلنا لننشئ مركز عمليات مشتركة واستجابوا لذلك، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوة في هذا الموضوع حتى الآن».

وأضاف: «سنجتمع مع نظرائنا العراقيين مرة أخرى ببغداد في الأيام المقبلة، وستكون هذه القضية على جدول أعمالنا... بالإضافة إلى ذلك، ترغب إدارة بغداد بشدة في تنفيذ مشروع طريق التنمية الذي سيصل إلى أوفاكوي بتركيا، نريد ذلك أيضاً. يمر مستقبل العراق أيضاً عبر هذا المسار التنموي. وستتم مناقشة هذه القضية في الاجتماع الذي سيعقد ببغداد».

وزيرا الخارجية التركي والأميركي خلال اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات التي انعقدت أخيراً في واشنطن (الخارجية التركية)

وتصاعدت وتيرة المباحثات بين الجانبين التركي والعراقي في الأشهر الأخيرة، حول التعاون في إنهاء نشاط «العمال الكردستاني». وعُقد اجتماع أمني بين الجانبين بأنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، برئاسة وزيري الخارجية ومشاركة وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن في البلدين الجارين.

وتوالت بعد ذلك زيارات المسؤولين الأتراك إلى بغداد وأربيل، في مقدمتهم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، كما زار مسؤولون أمنيون عراقيون أنقرة.

وازدادت الاتصالات بعد تكثيف «العمال الكردستاني» هجماته ضد القوات التركية بشمال العراق في شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين.

ولا تركز المباحثات التركية - العراقية على الملف الأمني والتعاون في مكافحة نشاط «العمال الكردستاني» فحسب، وإنما تتناول قضايا المياه والطاقة ومشروع طريق التنمية.

وانتقد غولر ما وصفه بالدعم الذي يقدمه الأميركيون لـ«العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تشكل غالبية قوام «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، بدعوى تعاون هذه الجهات الكردية في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال: «لا يمكنك التعاون مع منظمة إرهابية لمحاربة منظمة إرهابية أخرى... تركيا أكثر دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حارب جيشها (داعش) وجهاً لوجه، نكرر عرضنا باستمرار لأميركا للقتال معاً ضد (داعش)».

وبينما تحدث غولر عن تصعيد وتيرة عملية «المخلب - القفل» في شمال العراق، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان الاثنين، إنه تم القضاء على 5 من عناصر «العمال الكردستاني» في هاكورك الواقعة ضمن نطاق العملية.

وكانت الوزارة أعلنت الأحد، مقتل 10 من عناصر «الكردستاني» في المنطقة.


مقالات ذات صلة

إردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا

شؤون إقليمية إردوغان بحث مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته علاقات تركيا والاتحاد الأوروبي خلال لقائهما في أنقرة أبريل الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان يطالب الاتحاد الأوروبي بتجنب السياسات الإقصائية تجاه تركيا

حث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتحاد الأوروبي على تبني نهج عادل في علاقاته مع بلاده وتجنب السياسات الإقصائية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية منظر عام لطائرة شحن تابعة لشركة FedEx Airlines Boeing 767 هبطت بمطار إسطنبول يوم الأربعاء دون نشر مُعدات الهبوط الأمامية لكنها تمكنت من البقاء على المدرج وتجنب وقوع إصابات على مدرج في إسطنبول بتركيا 8 مايو 2024 (رويترز)

انفجار إطار طائرة أثناء هبوطها في تركيا

انفجر الإطار الأمامي لطائرة بوينج 737 تابعة لشركة كوريندون إيرلاينز لدى هبوطها في مطار بجنوب تركيا اليوم الخميس ولكن دون حصول إصابات لدى ركاب الطائرة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحضر مؤتمرا صحافيا في 22 أبريل 2024 (رويترز)

تركيا: لم نخفف إجراءات حظر التصدير لإسرائيل

قال وزير التجارة التركي عمر بولات اليوم الخميس إن المزاعم الإسرائيلية بشأن تخفيف أنقرة حظرها التجاري مع إسرائيل «محض خيال، ولا علاقة لها بالواقع»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)

تركيا على وقع جدل حول «الانفراجة» أو «التطبيع» بين المعارضة والحكومة

تسارعت المباحثات حول الدستور الجديد لتركيا عبر زيارات رئيس البرلمان نعمان كورتولموش للأحزاب السياسية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في ضيافة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

إردوغان وأمير الكويت يبحثان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية

وصل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا (الثلاثاء) في أول زيارة يجريها لدولة غير عربية منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تدابير مشددة لـ«الأمن العام» اللبناني إزاء مخالفات السوريين

إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)
إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

تدابير مشددة لـ«الأمن العام» اللبناني إزاء مخالفات السوريين

إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)
إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)

بدأت عناصر «الأمن العام» اللبناني تطبيق تدابير وإجراءات مشددة في مختلف المناطق والقرى، تنفيذاً لتعليمات صارمة أصدرها المدير العام لـ«الأمن العام» بالإنابة، اللواء إلياس البيسري، لمعالجة المخالفات المرتبطة بالوجود السوري في لبنان.

ونفّذت عناصر الأمن حملات واسعة في العاصمة بيروت، وفي مختلف المناطق اللبنانية، جرى أثناءها توقيف سوريين لمخالفتهم نظام الإقامة والعمل، ودخولهم البلاد خلسة، كما تم إقفال عدد كبير من المحال التي يديرها عمال سوريون.

وأثنى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على إجراءات «الأمن العام»، معتبراً أنها «خطوة أولى على طريق الألف ميل». وأضاف، في تغريدة له على موقع «إكس»: «نحن في انتظار الخطوات التالية».

إقفال مؤسسات تجارية وتوقيفات

وأفاد موقع «النشرة» الإلكتروني أن «دوريّات من شعبة معلومات الجنوب في الأمن العام، والأمن القومي، وشعبة الاستقصاء والتّحقيق في مركز أمن عام قانا في قضاء صور، نفّذت بناءً على توجيهات وتعليمات المدير العام للأمن العام بالإنابة اللّواء إلياس البيسري حملة في قرى وبلدات مركز أمن عام قانا الإقليمي، لقمع المخالفات ومراقبة العمالة السّورية».

وأشار الموقع إلى أنّ «الحملة أسفرت، بناءً على إشارة المحامي العام الاستئنافي في الجنوب، القاضية ديالا ونسة، عن إقفال فرن في بلدة حانويه في صور، وفرن آخر في قانا، ومحلّ لبيع الخضار والفاكهة في بلدة صديقين، يديرها عمّال سوريّون»، لافتاً إلى أنّه «تمّ ختم الفرنَين والمحل بالشّمع الأحمر، وتوقيف 4 سوريّين لمخالفتهم نظام الإقامة والعمل، ودخولهم البلاد خلسة».

مقتل مهرب سوري وتوقيف آخر

في هذا الوقت، أعلن الجيش اللبناني أنه خلال محاولة وحدة منه، تؤازرها دورية من مديرية المخابرات، توقيف عدد من المهربين في منطقة دير العشاير في البقاع (شرق البلاد)، حاول السوري «خ.ع» طعن عناصر الوحدة بحربة، فأطلقوا النار باتجاهه، ما أدى إلى إصابته، ونُقل إلى أحد المستشفيات حيث فارق الحياة. وقال الجيش، في بيان، إنه تم أيضاً توقيف السوري «أ.و»، وتجري المتابعة لتوقيف بقية المتورطين.

من جهتها، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن حراس الليل في بلدية جبيل (شمالاً) قبضوا فجر السبت على عصابة سورية لتهريب السوريين إلى لبنان عبر الحدود بطريقة مبتكرة.

باسيل: لا نتكل على الدولة

وفي كلمة له، خلال مؤتمر للبلديات في منطقة البترون (شمال لبنان)، شدّد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على دور البلديات في معالجة أزمة النزوح، وعدّ أن «الاتّكال على الدّولة المركزيّة، بوزاراتها وإداراتها ومؤسّساتها، هو في غير محلّه، إلّا إذا كان لدينا محافظ (قبضاي) كمحافظ الشّمال رمزي نهرا، ليس لأنّها عاجزة، بل لأنّها غير راغبة باتخاذ قرار سياسي بملف النازحين بوجه المجتمع الدولي»، مشدّداً على أنّ «القرار السّياسي غير موجود إلّا بالكلام الجميل، أمّا التّنفيذ فمعدوم، بسبب الخضوع للرّغبة الخارجيّة بإبقاء النازحين على أرضنا».

وجزم باسيل بأنّه «لا عذر لدى أيّ رئيس بلديّة من أجل أصوات انتخابيّة، أن يفشّل مشروع حماية المنطقة والبلد من خطر زواله»، مضيفاً: «يجب أن نخلق الوعي لدى النّاس بكلّ انتماءاتهم، و(بدنا نزعّل يلّي ما بدّن يحترموا القانون)»، مركّزاً على أنّ «العامل الّذي يريد أن يعمل في لبنان يجب أن يكون شرعياً، ومعه إجازة عمل، ومن يريد أن يسكن في البلد يجب أن تكون معه إقامة، وليس له الحق في أن تكون عائلته معه، فالإجازة له وحده، والعائلات يجب أن تعود إلى بلدها، ويزورها العامل أو يرسل لها أموالاً».


مسؤولون إسرائيليون لا يعتقدون بأن السنوار في رفح  

يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)
يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون لا يعتقدون بأن السنوار في رفح  

يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)
يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أنهى عمليته العسكرية في خان يونس وسط قطاع غزة وبدأ بالتركيز على رفح أقصى جنوب القطاع، فإن مسؤولين إسرائيليين لا يعتقدون بأن زعيم «حماس» الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) يحيى السنوار، موجود أصلاً في رفح. وقال مسؤولان مطلعان لـ«تايمز أوف إسرائيل» إن زعيم «حماس»، يحيى السنوار، لا يختبئ في رفح. وبعد 7 أشهر من الحرب الطاحنة في شمال ووسط وجنوب القطاع وقتل إسرائيل قيادات في «حماس» و«القسام» من بين 35 ألف فلسطيني، وتدمير أحياء ومقار حكومية وأمنية وأنفاق وجامعات ومدارس ومستشفيات، لا يزال الوصول إلى السنوار أو محمد الضيف قائد «كتائب القسام»، هدفاً رئيسياً، وربما وحده من شأنه أن يمنح إسرائيل «صورة النصر» المفقودة. وقال موقع «تايمز أوف إسرائيل» إن الجيش الإسرائيلي حقق بعض النجاحات على هذه الجبهة، حيث قتل نائب قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» مروان عيسى، الذي يُعدّ القائد الثالث للحركة في غزة، إلى جانب قادة كبار آخرين في الأشهر الأخيرة. لكن السنوار وضيف ظلا بعيدَي المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي يقترب منهما. ولم يتمكّن المسؤولان اللذان تحدثا إلى «تايمز أوف إسرائيل» من تحديد موقع السنوار حالياً على وجه اليقين، لكنهما استشهدا بتقييمات استخباراتية حديثة تشير إلى أنه يوجد في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد نحو 8 كيلومترات شمال رفح. وأكد مسؤول ثالث، إسرائيلي، أن السنوار لا يزال في غزة.

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (أرشيفية - رويترز)

وكانت إسرائيل جعلت من «القضاء على السنوار» عنصراً أساسياً في هدفها المتمثل في تدمير «حماس». وفي شهر فبراير (شباط) الماضي نشر الجيش الإسرائيلي لقطات، قال إنها للسنوار وهو يسير عبر نفق مع عديد من أفراد عائلته، وهي المرة الأولى التي يتم رصده فيها على ما يبدو منذ قبل هجوم 7 أكتوبر المباغت الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة. وكان الجيش الإسرائيلي بدأ هجوماً على رفح يوم الاثنين، سيطر خلاله على معبر رفح من الجهة الفلسطينية، ثم صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر (الخميس) لصالح الموافقة على توسيع مدروس للعملية في رفح، بهدف البقاء ضمن نطاق ما ستكون واشنطن على استعداد لقبوله. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه سيتوقف عن إرسال أسلحة هجومية معينة إلى الجيش الإسرائيلي، إذا مضت إسرائيل قدماً في هجوم بري كبير على المراكز السكانية في المدينة التي التجأ إليها أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني. وقد قام بالفعل بتعليق إرسال شحنة من القنابل الثقيلة الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن تقوم القوات الإسرائيلية باستخدامها في رفح. ويصر نتنياهو على شنّ هجوم كبير في رفح، بحجة أن العملية ضرورية لهزيمة «حماس» التي تحتفظ بأربع من كتائبها في المدينة. وثارت تكهنات أن السنوار قد يكون وصل إلى رفح بالفعل في الأشهر القليلة الماضية مع تكثيف الهجوم على خان يونس، ومثله الضيف، ومعظم المحتجزين الإسرائيليين، إلى جانب قوات النخبة في «حماس». لكن أحد المسؤولين الذين تحدّثوا إلى «تايمز أوف إسرائيل» قال إن عديداً من مقاتلي «حماس» في رفح عادوا فعلاً باتجاه الشمال مع تكثيف التهديدات الإسرائيلية باجتياح المدينة في الأسابيع الأخيرة. وبينما تقول إسرائيل إنه تم تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لـ«حماس» تمكّن مقاتلو الحركة من إعادة تجميع صفوفهم والعودة إلى المناطق التي كان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه «طهّرها» في السابق. والسبت، احتدمت اشتباكات في حي الزيتون ورفح وقرب جباليا. وحذر مسؤولو أمن من أن الجيش سيضطر إلى مواصلة «لعبة القط والفأر» مع «حماس» حتى تقدم الحكومة الإسرائيلية بديلاً قابلاً للحياة لحكم «حماس». وفي حين أن كثيرين في المؤسسة الأمنية يرغبون في رؤية السلطة الفلسطينية، أو على الأقل فلسطينيين مرتبطين بالسلطة الفلسطينية، يقومون بملء الفراغات التي يخلقها الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة من خلال عملياته في القطاع، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يرفض الفكرة رفضاً قاطعاً. وقال مسؤول إسرائيلي إنه في ظل غياب استراتيجية دبلوماسية، فإن «عديداً من إنجازات الجيش الإسرائيلي على الأرض كانت قصيرة الأجل».


مقتل 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل شمالي رفح

منزل مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في خان يونس (إ.ب.أ)
منزل مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في خان يونس (إ.ب.أ)
TT

مقتل 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل شمالي رفح

منزل مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في خان يونس (إ.ب.أ)
منزل مدمر نتيجة القصف الإسرائيلي في خان يونس (إ.ب.أ)

أفاد المركز الفلسطيني للإعلام، اليوم (السبت)، بمقتل 9 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً من الصفيح في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وذكر المركز أنّ المنزل الذي استُهدف يقع في منطقة عريبة شمال المدينة، ولم يقدم المركز تفاصيل أخرى على الفور، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

كانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، ارتفاع عدد القتلى في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 34 ألفاً و971 قتيلاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 78 ألفاً و641 مصاباً.

وقالت الوزارة، في بيان، إن 28 فلسطينياً قُتلوا وأصيب 69 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.


القضاء اللبناني يصدر لائحة ادعاء جديدة لعصابة الـ«تيكتوكرز»

عصابة «التيكتوكرز»... توقيفات جديدة بتهم الاغتصاب وتبييض الأموال والاتجار بالبشر (المركزية)
عصابة «التيكتوكرز»... توقيفات جديدة بتهم الاغتصاب وتبييض الأموال والاتجار بالبشر (المركزية)
TT

القضاء اللبناني يصدر لائحة ادعاء جديدة لعصابة الـ«تيكتوكرز»

عصابة «التيكتوكرز»... توقيفات جديدة بتهم الاغتصاب وتبييض الأموال والاتجار بالبشر (المركزية)
عصابة «التيكتوكرز»... توقيفات جديدة بتهم الاغتصاب وتبييض الأموال والاتجار بالبشر (المركزية)

يبدأ قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، القاضي نقولا منصور، استجواباته مع 10 موقوفين من أعضاء عصابة الـ«تيكتوكرز» المتورطين في اغتصاب الأطفال واستغلالهم في تبييض الأموال وترويج المخدرات والاتجار بها، وتترقّب الأوساط القضائية المذكرات التي سيصدرها قاضي التحقيق بحقّ الأشخاص الفارين إلى خارج لبنان لتحويلها إلى مذكرات توقيف دولية.

وبعد لائحة الادعاء التي سطّرها المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضي طانيوس السغبيني، يوم الخميس الماضي، وشملت 12 شخصاً، أصدر مساء الجمعة لائحة جديدة بأسماء 5 موقوفين، أبرزهم الفتاة غدير صالح غنوي، المعروفة باسم «جيجي غنوي»، التي يعتقد الادعاء أنها تولّت دوراً أساسياً لجهة الإيقاع بأطفال عبر تطبيق «تيك توك» ومن ثم استدراجهم وتسليمهم للعصابة.

وأكد مصدر قضائي مطلع على حيثيات القضية أن الادعاء «أسند إلى المدعى عليهم الجدد جرائم جنائية تتراوح عقوباتها ما بين 3 أعوام و20 عاماً أشغالاً شاقة».

اتجار بالبشر وتبييض أموال واغتصاب

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن القضاء أسند إلى هؤلاء تهم «تأليف شبكة إجرامية للاتجار بالبشر وتبييض الأموال واستخدام تطبيقات إلكترونية، ولا سيما الـ(تيك توك)، واستعمال أسماء وهمية، واستدراج أطفال وممارسة العنف معهم وتهديدهم بالقتل واغتصابهم، والقيام بأفعال منافية للحشمة»، لافتاً إلى أن الادعاء «جاء وقعه ثقيلاً على رؤوس الشبكة، خصوصاً الاتهامات المتعلقة بالاتجار بالبشر، وإرغام الأطفال المعتدى عليهم على تناول المخدرات، ومن ثمّ اغتصابهم وتصويرهم وهم عراة، وتسويق هذه الصور وبيعها إلى الآخرين، ومحاولة القتل من خلال ضربهم وتعذيبهم وظهور آثار العنف على أجسامهم».

وفي موازاة الإجراءات القضائية، تستمرّ التحقيقات الأولية أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية. وأوضح المصدر القضائي أن «جهود المكتب المذكور تنصبّ الآن على مطاردة كلّ الذين ظهرت أسماؤهم في التحقيق، وما زالوا متوارين عن الأنظار، وتعقّب متورطين آخرين لم تحدد هوياتهم حتى الآن».

«مهام خطيرة» لـ«جيجي»

وبعد أيام قليلة على صدور بلاغ بحث وتحرٍ بحقّها، أوقف مكتب جرائم المعلوماتية الفتاة غدير صالح غنوي، المعروفة بـ«جيجي غنوي»، ليرتفع عدد الموقوفين في هذا الملف إلى 11 شخصاً.

وكشف مصدر متابع لسير التحقيق عن كثب أن الادعاء يعتقد أن هذه الفتاة «نفّذت مهام خطيرة، تمثّلت بالتعرّف على عدد كبير من الأطفال عبر تطبيق (تيك توك)، وعملت على استدراجهم بذريعة تأمين عمل لهم في شركة مهمّة، وحدّدت مواعيد لهم مع مدير الشركة المزعوم، ولدى وصولهم إلى العنوان المحدد مسبقاً كانت تستقبلهم عند باب الشقة، وما إن يدخلوها حتى يجدوا في داخلها رجالاً يقومون بتقديم شراب لهم يحتوي على مادة مخدرة، ثم يقومون باغتصابهم».

ويؤكد المصدر أن «المهمة الأخطر تتمثّل بإقدام (جيجي) على تصوير الأطفال أثناء اغتصابهم، ثم ترسل الصور إلى رؤوس الشبكة في الخارج، ومنهم وفقاً للائحة الادعاء بول المعوش، المعروف باسم (jay) المقيم في السويد، وبيار نفّاع، الموجود في دبيّ، بالإضافة إلى آخرين».

وينتظر أن تصدر لائحة ادعاء جديدة، الأسبوع المقبل، تضمّ 10 أشخاص، هم من تبقى من الأسماء المتورطة في القضية، ومن بينهم المحامي «خالد م»، الذي يرجّح أن تعطي نقابة المحامين إذناً بملاحقته خلال الساعات المقبلة، وحسن سنجر الذي تفيد المعلومات أنه مقيم في سويسرا.

مذكرات إلى الإنتربول

وفيما تتجه الأنظار إلى القرارات التي سيتخذها القاضي نقولا منصور، ومنها مذكرات التوقيف الوجاهية بحقّ الموجودين، والغيابية بحق الفارين من العدالة، أكد المصدر القضائي أن المذكرات الغيابية «ستحوّل إلى النيابة العامة التمييزية التي تحيلها فوراً على الإنتربول الدولي، وعندها تصبح مذكرات توقيف دولية تعمم على الدول التي يوجد فيها المطلوبون».

وكشف المصدر أن القضاء اللبناني «تلقى إشارات إيجابية من الدول التي يقيم فيها بعض أفراد هذه العصابة، بدرس المذكرات سريعاً وتنفيذ مضمونها، إن لم تكن تتعارض مع قوانين هذه الدول»، لافتاً إلى «وجود تعاون سابق بين لبنان وهذه الدول، وهذا ما يشجّع على مساعدة لبنان في هذا الملفّ، خصوصاً أن الجرائم المرتكبة من هذه العصابات تخطّت حدود لبنان، وتهدد أمن الدول التي يقيمون فيها».


بحر غزة... ملاذ النازحين الأخير

شاحنة تنقل فلسطينيين ومتاعهم عند مدخل مخيم للنازحين غرب رفح الجمعة (أ.ب)
شاحنة تنقل فلسطينيين ومتاعهم عند مدخل مخيم للنازحين غرب رفح الجمعة (أ.ب)
TT

بحر غزة... ملاذ النازحين الأخير

شاحنة تنقل فلسطينيين ومتاعهم عند مدخل مخيم للنازحين غرب رفح الجمعة (أ.ب)
شاحنة تنقل فلسطينيين ومتاعهم عند مدخل مخيم للنازحين غرب رفح الجمعة (أ.ب)

«وين بدنا نروح، البحر قدامنا واليهود ورانا»... بهذه الكلمات الغاضبة، عبّر الغزي أمجد صبح (41 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، والنازح إلى رفح جنوب القطاع منذ أشهر، عن حاله وحال مئات آلاف آخرين، اضطروا للنزوح مجدداً منها إلى شاطئ بحر خان يونس.

وبدت حالة من الصدمة والذهول على ملامح صبح، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، عن معاناته في رحلة نزوح لا تتوقف، بدأها من مخيم الشاطئ بعدما تدمر بيته هناك، فاضطر للذهاب إلى النصيرات وسط قطاع غزة، ثم إلى خان يونس، ومنها إلى رفح، وعاد مجدداً هذه المرة إلى خان يونس، وتحديداً إلى شاطئ إحدى المستوطنات الإسرائيلية التي أخليت عام 2005.

فلسطينيون على الشاطئ في دير البلح الجمعة (أ.ف.ب)

قال صبح: «يا لسخرية القدر، الاحتلال ترك مستوطناته قسراً، والآن نحن نعود إليها قسراً... طيب وين نروح. وين نروح بحالنا وأولادنا. أولادنا اليوم عاشوا الذي عاشه أجدادهم عام 1948 وأصعب». ومع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع، لم يجد عشرات آلاف الغزيين مكاناً يحتضنهم في غزة التي تحوّلت إلى كومة ركام وتجمعات نازحين، سوى شواطئ البحر القريب.

ورصدت «الشرق الأوسط» موجة نزوح كبيرة لمئات آلاف الغزيين من سكان المدينة والنازحين إليها، فكّكوا خيامهم من مدينة رفح، ونصبوها على شواطئ عدة مناطق، من بلدة الزوايدة وسط القطاع، حتى مواصي، شمال رفح جنوباً.

وقال أيمن ياسين (38 عاماً)، وهو نازح من سكان حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، إلى رفح: «اضطررنا لاستئجار أرض مخلاة برفقة عوائل أخرى في منطقة دير البلح. نصبنا الخيام وجلسنا».

فلسطينيون يستعدون لرحيل جديد من شرق رفح السبت (رويترز)

مخيم للنازحين في دير البلح قرب البحر السبت (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» إنها «رحلة ذلّ جديدة. وقهر مستمر». واضطر ياسين لدفع مبالغ مضاعفة من أجل التنقل وشراء حاجيات. وشرح كيف أنه دفع 1000 شيقل (أكثر من 250 دولاراً)، من أجل الوصول مع عائلته إلى دير البلح، بعد أن كان يكلف ذلك قبل النزوح 50 شيقلاً (ما يعادل 13 دولاراً).

وشوهدت مركبات ودراجات نارية نصف نقل (تكتك)، وعربات تجرها حيوانات، وهي تنقل المواطنين من مناطق متفرقة برفح إلى خان يونس ودير البلح والزوايدة وغيرها. وطلب الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، من أحياء ومخيمات ومربعات سكنية جديدة في رفح إخلاء السكان منها، وجزء منها يقع في شمال ووسط المدينة، وذلك بعد قرار اتخذه مجلس الحرب الموسع، بتعميق وتوسيع العملية العسكرية في المدينة، تزامناً مع منح فريق التفاوض صلاحيات أكبر لمحاولة التوصل لاتفاق مع «حماس» بشأن الإفراج عن المختطفين.

واللجوء إلى شاطئ البحر يبدو أنه أصبح الملاذ الوحيد في كل قطاع غزة، حتى مناطق الشمال، وفاجأ الجيش الإسرائيلي، آلافاً من سكان مناطق جباليا وتل الزعتر وبيت لاهيا، شمال قطاع غزة، السبت، وطالبهم بإخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق غرب غزة. وقالت منال عواد (54 عاماً) لـ«الشرق الأوسط»: «مش عارفين وين نروح بحالنا، كل فترة يعملون فينا هيك ويطالبوننا أن نطلع من بيوتنا، ونرجع بعد فترة وبنلاقيها متضررة أكثر من قبل، وكثير منا يلاقوا بيوتهم دمرت».

واضطرت عواد للنزوح من مخيم جباليا مرتين سابقاً بفعل مطالبات مماثلة، وتخطط الآن للنزوح غرباً باتجاه مخيم الشاطئ على البحر، وقالت: «نروح على البحر». وكثير من العوائل التي تقطن بمناطق شمال القطاع، التي طالب الاحتلال بإخلائها، تفكر بالذهاب إلى غرب غزة، وهي المناطق القريبة من شاطئ البحر، باعتباره المتسع الوحيد الذي يحتضن سكان القطاع الذين يضطرون للنزوح من منازلهم في هذه الآونة.

وقال مراد مطر (26 عاماً) من سكان بلدة بيت لاهيا: «خليهم يرمونا في البحر ويخلصوا منا، زهقنا الحياة كلها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» إن والده يفكر في نصب خيمة على شاطئ بحر مخيم الشاطئ، ولا ينوي العودة إلا عندما تنتهي الحرب... «تعبنا من النزوح المتكرر».

خيم نازحين على الشاطئ في دير البلح الجمعة (أ.ف.ب)

وألقت إسرائيل قذائف دخانية وبيانات على سكان جبالبا وتل الزعتر وبيت لاهيا لإجبار المواطنين بالقوة على النزوح من منازلهم، أو ما تبقى منهم، وشمل ذلك إخلاء مراكز الإيواء، مثل المدارس وغيرها، التي تكتظ بالنازحين. ويدعي الجيش الإسرائيلي أن عمليته في جباليا تهدف إلى تفكيك خلايا منظمة تحاول حركة «حماس» إعادة بنائها في تلك المناطق، بعد أن رصد مؤخراً مثل هذه المحاولات في تلك المنطقة ومناطق مجاورة لها، وكذلك في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة. ونقل موقع «واللا» العبري، عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله، إن العمليات ستتكرر طالما اقتضت الضرورة لذلك، من أجل تفكيك أي خلايا وقدرات لـ«حماس»، ولمنع بناء نفسها مجدداً، حتى إيجاد بديل سياسي لها يحكم القطاع.


«كتائب القسام» تعلن وفاة محتجز بريطاني متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي

أبو عبيدة الناطق باسم «القسام»
أبو عبيدة الناطق باسم «القسام»
TT

«كتائب القسام» تعلن وفاة محتجز بريطاني متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي

أبو عبيدة الناطق باسم «القسام»
أبو عبيدة الناطق باسم «القسام»

قالت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، السبت، إن أحد المحتجزين في غزة يحمل الجنسية البريطانية توفي متأثرا جراحه.

وأضح أبو عبيدة المتحدث باسم «كتائب القسام»، في بيان عبر تليغرام، أن المحتجز «نداف بوبلابيل» (51 عامًا) ويحمل الجنسية البريطانية توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها بعد استهداف الطيران الإسرائيلي لمكان مكان احتجازه قبل أكثر من شهر.

وتابع المتحدث أن المحتجز «تدهورت حالته الصحية ولقي مصرعه لعدم تلقيه الرعاية الطبية المكثفة في مراكز الرعاية بسبب تدمير المستشفيات في قطاع غزة وخروجها عن الخدمة».

واحتجزت الفصائل الفلسطينية أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.


«العصائب» تسلم بقدرة السوداني على إخراج الأميركيين

معدات عسكرية أميركية في قاعدة «عين الأسد» الجوية بمحافظة الأنبار (أرشيفية - رويترز)
معدات عسكرية أميركية في قاعدة «عين الأسد» الجوية بمحافظة الأنبار (أرشيفية - رويترز)
TT

«العصائب» تسلم بقدرة السوداني على إخراج الأميركيين

معدات عسكرية أميركية في قاعدة «عين الأسد» الجوية بمحافظة الأنبار (أرشيفية - رويترز)
معدات عسكرية أميركية في قاعدة «عين الأسد» الجوية بمحافظة الأنبار (أرشيفية - رويترز)

بعد أيام من إعلان فصائل عراقية مسلحة مواقف متشددة حيال الوجود الأميركي، خرج زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي بموقف بدا مختلفاً لجهة آلية تطبيق انسحاب الأميركيين من العراق.

وقال الخزعلي، خلال حوار مع «المنتدى السياسي لحركة عصائب أهل الحق»، الجمعة، إن «خروج القوات الأميركية ليس أمراً سهلاً».

وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من واشنطن، أبريل (نيسان) الماضي، تغيير طبيعة العلاقة بالتدريج بين بغداد وواشنطن من مستوى التحالف الدولي إلى العلاقة الثنائية.

ورحبت القوى السياسية العراقية بهذا الإعلان في سياق تأييدها لمخرجات الزيارة.

قيس الخزعلي زعيم حركة «العصائب» (أ.ف.ب)

موقف شعبي

وتردد قبل ذلك، أن الفصائل المسلحة التزمت بهدنة ترمي إلى عدم استهداف الأميركان في العراق، لكن فصيلي «كتائب حزب الله» و«النجباء» أظهرا اعتراضاً في مناسبات مختلفة.

وأوضح الخزعلي أن «خروج المحتل يحتاج إلى موقف شعبي وسياسي رافض»، مؤكداً أن «المواقف الشعبية وفصائل المقاومة ترفض وجود القوات الأجنبية داخل الأراضي العراقية».

ولفت الخزعلي إلى أن «الموقف العراقي قوي ووطني وقادر على فرض إرادته وإخراج القوات الأجنبية»، وأن «موقف الحكومة غير قابل للتنازل ويتمثل بخروج القوات الأجنبية على أساس فني».

ومع ذلك، قال الخزعلي إن «الحكومة العراقية حريصة على أن يكون موعد خروج القوات الأميركية مبنياً على أسس فنية».

وأشار الخزعلي إلى أن «فصائل المقاومة وعملياتها أرسلت رسائل واضحة لإخراج المحتل»، ورجح أنه «لا يطول موعد خروج القوات الأميركية خلال أشهر، والحكومة بانتظار رأي القادة العسكريين».

رئيس الحكومة محمد شياع السوداني (إكس)

«النجباء» تتوعد

ومع أن موقف «العصائب» يبدو مختلفاً منذ البداية عن موقف باقي الفصائل لانخراطها في العملية السياسية؛ إذ تملك كتلة برلمانية ولديها وزارة في الحكومة (التعليم العالي والبحث العلمي)، فإنها تتخذ دائماً مواقف رافضة لاستمرار الوجود الأميركي في العراق بصيغته القتالية، لكنها تفضل الأطر الرسمية في التعامل مع الأميركان.

وفي سياق استمرار التباين في ردود الفعل داخل الفصائل المسلحة حيال الوجود الأميركي في العراق، فإن أهمية تصريحات الخزعلي تأتي في وقت صعدت هي وحركة «النجباء» مواقفهما حيال الوجود الأميركي في العراق.

وأعلنت «كتائب حزب الله»، على لسان المتحدث أبو علي العسكري، أخيراً، أنها «لم تلمس جدية» على صعيد الانسحاب الأميركي من البلاد.

وذهب العسكري بعيداً في التشكيك بما يعده السوداني أهم مشروع تنموي عراقي، وهو مشروع طريق التنمية، الذي تم التوقيع عليه أخيراً خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد، بين العراق وتركيا وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

أما «النجباء» التي التزمت نسبياً بالهدنة مع الأميركيين، فإنها بعد الضربة التي تلقاها مقرها، بما في ذلك مكتب فضائيتها في دمشق، توعدت بالرد على إسرائيل، قائلة في بيان إنها سوف تصل إلى عمق إسرائيل.

ومع أن التهديد يطال إسرائيل لا الولايات المتحدة الأميركية، فإنه كثيراً ما يحصل خلط في الأهداف سواء داخل العراق أو سوريا، مما يجعل هذه الفصائل عرضة لنوعين من الضربات، بعضها تنفذه إسرائيل والآخر من قبل الولايات المتحدة الأميركية، التي وصلت خلال الشهور الماضية إلى حد اغتيال قادة كبار لها داخل العراق وسوريا.


الجيش الإسرائيلي: إطلاق 4 صواريخ من رفح تجاه منطقة كرم أبو سالم

بطارية من نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي في محيط غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
بطارية من نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي في محيط غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: إطلاق 4 صواريخ من رفح تجاه منطقة كرم أبو سالم

بطارية من نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي في محيط غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
بطارية من نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي في محيط غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه تم إطلاق أربعة صواريخ من رفح في جنوب قطاع غزة على منطقة كرم أبو سالم.

وقال الجيش، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية، إن منظومة القبة الحديدية اعترضت واحدا من هذه الصواريخ، بينما الثلاثة الأخرين سقطوا في مناطق مفتوحة، مضيفا أنه لم تقع إصابات.

كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي دعا إلى إخلاء المزيد من الأحياء في شرق رفح لتوسيع نطاق العملية العسكرية هناك.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية في شرق مدينة رفح يوم الإثنين الماضي، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات شن عملية عسكرية في المدينة التي يوجد بها قرابة 1.5 مليون فلسطيني نزحوا من أنحاء القطاع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي انطلقت ردا على هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس واليوم السبت، عن تنفيد سلسلة من العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة شرقي مدنية رفح وإيقاع قتلى وجرحى بين صفوفهم.


بآلة صغيرة... مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة (فيديو)

مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يستعين بآلة تمزيق صغيرة نسخة من ميثاق الأمم المتحدة (رويترز)
مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يستعين بآلة تمزيق صغيرة نسخة من ميثاق الأمم المتحدة (رويترز)
TT

بآلة صغيرة... مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة (فيديو)

مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يستعين بآلة تمزيق صغيرة نسخة من ميثاق الأمم المتحدة (رويترز)
مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يستعين بآلة تمزيق صغيرة نسخة من ميثاق الأمم المتحدة (رويترز)

استعان مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة بآلة تمزيق صغيرة، ليمزق خلال كلمته في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، نسخة من ميثاق الأمم المتحدة، احتجاجاً على التصويت على منح حقوق إضافية لفلسطين.

وألقى مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الذي كان يتحدث من المنصة قبل التصويت، ميثاق الأمم المتحدة في آلة التقطيع وقال للأعضاء: «أنتم تمزقون ميثاق الأمم المتحدة بأيديكم. عار عليكم!».

وقال إردان إن التصويت لصالح إقامة دولة فلسطينية «تدمير وتمزيق للميثاق الأممي»، وفق ما أفادت به صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية، الجمعة، لصالح مشروع قرار يوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر بإيجابية في مسألة حصول فلسطين على العضوية الكاملة، لكن الولايات المتحدة ألمحت باستخدام حق النقض (الفيتو) مجدداً في مجلس الأمن.

مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يستعين بآلة تمزيق صغيرة نسخة من ميثاق الأمم المتحدة (رويترز)

وتقول الأمم المتحدة إن القرار الذي حظي بموافقة 143 عضواً، «يدعم طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب، كما يحدد طرقاً لإعمال حقوق وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركة فلسطين بالأمم المتحدة».

وصوت 9 أعضاء فقط ضد القرار من بينهم الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما امتنع 25 عضواً عن التصويت بما فيهم بريطانيا وألمانيا وكندا.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يستمع إلى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان أثناء حديثه مع أعضاء مجلس الأمن أثناء حضوره اجتماعاً لمعالجة الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك (رويترز)

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور: «لقد وقفت على هذه المنصة مئات المرات، وفي كثير من الأحيان في ظروف مأساوية، ولكن لا شيء يمكن مقارنته بما يعيشه شعبي اليوم». وأضاف: «لقد وقفت على هذه المنصة مئات المرات، لكن لم يسبق لي أن وقفت من أجل تصويت أكثر أهمية من هذا اليوم التاريخي».

مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور يصفق على تصفيق الجمهور أيضاً بعد خطابه أمام تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب فلسطين لتصبح عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك (إ.ب.أ)

وفي مواجهة الحرب في غزة، كرّر الفلسطينيون مطلع أبريل (نيسان) طلباً تقدموا به عام 2011، ويسعون عبره إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة؛ حيث تتمتع حالياً بصفة «دولة غير عضو لها صفة مراقب»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تتمتع فلسطين بوضع دولة مراقب غير عضو منذ عام 2012، ما يسمح ببعض الحقوق التي لا تصل إلى مستوى العضوية الكاملة. ولا يمكن اتخاذ القرار بشأن العضوية إلا من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويتطلّب منح العضوية الكاملة، قبل التصويت في الجمعية العامة بغالبية الثلثين، توصية إيجابية من مجلس الأمن، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بهذا الشأن في 18 أبريل. ورغم أن الجمعية العامة لا يمكنها تجاوز هذا «الفيتو»، فإن الفلسطينيين قرروا التوجه إلى الدول الأعضاء الـ193 ليثبتوا بذلك أنه من دون «الفيتو» الأميركي كانوا ليحصلوا على غالبية الثلثين اللازمة للمصادقة على العضوية.


ارتكابات السوريين ترتفع وجرائم القتل تثير قلق اللبنانيين

أحد مخيمات النازحين السوريين في لبنان (أسوشيتد برس)
أحد مخيمات النازحين السوريين في لبنان (أسوشيتد برس)
TT

ارتكابات السوريين ترتفع وجرائم القتل تثير قلق اللبنانيين

أحد مخيمات النازحين السوريين في لبنان (أسوشيتد برس)
أحد مخيمات النازحين السوريين في لبنان (أسوشيتد برس)

ارتفع في الأسابيع الأخيرة معدّلُ الجرائم التي يرتكبها سوريون في لبنان، لا سيما جرائم القتل التي باتت تثير القلق إلى حدّ كبير، وأضحت سبباً مباشراً للمطالبة بترحيل النازحين السوريين إلى بلادهم أو أي وجهة أخرى، كما أضحت مادة سجال سياسية حادة، خصوصاً بعد إعلان المفوضية الأوروبية أخيراً دعم لبنان بمبلغ مليار يورو، عدها معارضون «رشوة» تهدف إلى إبقاء النازحين في البلاد.

وما زاد من نقمة الشارع اللبناني أخيراً، تورّط سوريين في عدد من الجرائم الخطيرة للغاية، أبرزها اشتراك 6 أشخاص من التابعية السورية في جريمة خطف وقتل منسّق حزب «القوات اللبنانية» في مدينة جبيل باسكال سليمان، ورمي جثته داخل الأراضي السورية، ثمّ إقدام السوري خلف برغش، قبل أيام، على قتل الموظفّة في أحد فنادق بيروت زينب معتوق، لأسباب ما زالت مجهولة، وفراره إلى بلاده، قبل أن يُختتم الأسبوع الماضي على جريمة طعن شخصين من التابعية السورية طفلاً لبنانياً في منطقة فرن الشبّاك، ومحاولة قتله قبل أن تنقذه العناية الإلهية.

مسؤولية الدولة

وهناك أسباب عدة تحفّز بعض السوريين المقيمين في لبنان، سواءً كانوا نازحين أو مقيمين بصورة شرعيّة، على مخالفة القانون وارتكاب الجرائم، منها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتراجع قدرة الدولة في فرض سلطة القانون.

ويعدُّ الباحث في الشؤون الأمنية العميد خالد حمادة أن «المشكلة الأساس تكمن في عدم تعامل الدولة بمسؤولية مع أزمة النزوح منذ البداية، وغياب الضوابط التي تجعل وجود النازحين تحت رقابة السلطات الأمنية». ويرى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدولة «لم تتعامل مع النازح السوري كما تتعامل معه تركيا والأردن ومصر وغيرها من الدول»، محملاً الدولة اللبنانية «المسؤولية الكبرى عمّا آلت إليه الأمور لجهة تفشّي الجريمة على نطاق واسع»، مبدياً خشيته من أن «تستخدم بعض الأطراف ورقة النازحين في التوظيف السياسي».

ضعف الإمكانات الأمنية

وتعترف المؤسسات الأمنية اللبنانية بضعف إمكاناتها وتراجع قدرتها على فرض سلطة القانون والأمن الاستباقي. ويشدد مصدر في وزارة الداخلية على أن «تنامي الجريمة ليس سببه التقصير المتعمّد من الأجهزة الأمنية، بل تراجع قدراتها وإمكاناتها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة».

ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة الكبرى تكمن في تقليص عديد الضباط والعناصر لدى الأجهزة، خصوصاً قوى الأمن الداخلي الموكل إليها حماية الأمن وتطبيق النظام في الداخل». ويقول: «لا يعقل أنه منذ عام 2017 لم تجر أي مباراة لتعيين عناصر أمن جديدة بسبب قرار الدولة وقف التوظيف، مقابل النزف الهائل في المؤسسة، عبر إحالة المئات سنوياً إلى التقاعد، واستقالة المئات بسبب الأزمة المالية وتدني الرواتب إلى الحدّ الأقصى»، مشيراً إلى أن الوزارة «حاولت الاستعانة بشرطة البلديات، خصوصاً في العاصمة بيروت، لسدّ الفراغ الناشئ لدى القوى الأمنية، لكنها لم تثبت فاعليتها بشكلٍ كافٍ».

الحاجة إلى قرار سياسي

لكن ضبط الوضع الأمني ومكافحة الجريمة لا يشترط في رأي العميد حمادة زيادة أعداد عناصر الأمن بقدر ما يحتاج إلى قرار سياسي تطبقه الأجهزة الأمنية على الأرض. ويقول حمادة إنه «يمكن ضبط وضع النازحين، وبالتالي تقليص جرائمهم إلى حدّ كبير، عندما يجري إخضاعهم للقانون، ويتم وضعهم تحت سلطة الرقابة، سواء من البلديات أو دوريات قوى الأمن، والتفريق بين من تنطبق عليه صفة النازح ومن يستغلّ هذه الصفة لغايات أخرى».

ويشدد حمادة على أن السوريين الذين يرتكبون الجرائم في لبنان «يتأثرون بالبيئة، فعندما يجدون أن القانون لا يحترم ولا يشعرون بإجراءات قضائية فاعلة، فهذا يشجّعهم على ارتكاب المخالفات والتمادي في ارتكاب الجرائم».

جرائم النازحين في أرقام

وأعدت مؤسسة «الدولية للمعلومات» تقريراً منتصف الشهر الماضي عن نسبة الجرائم التي يرتكبها سوريون، فأوضحت أنّ «40 في المائة من السوريين على الأراضي اللبنانية يقيمون بصورة غير شرعية، فيما يبلغ العدد التقديري للنازحين حسب الأمن العام اللبناني نحو مليونين و100 ألف، أي ما يعادل 43 في المائة من عدد المقيمين على الأراضي اللبنانية».

وأوضح التقرير أن «نسب الجرائم التي ارتكبها موقوفون سوريون في السجون اللبنانية تتوزّع وفق التالي: 22 في المائة مخالفة أنظمة وقوانين، 19 في المائة جرائم مختلفة، 18 في المائة نصب واحتيال وترويج عملة مزوّرة ومخدرات، 15 في المائة دخول غير شرعي، 8 في المائة تهريب أشخاص وسرقات، 7 في المائة تزوير، و3 في المائة جرائم قتل».

وطالما أن عدد السوريين في لبنان يفوق ثلث عدد اللبنانيين، فمن الطبيعي أن يصبح عدد الموقوفين ثلث عدد السجناء في لبنان، وفق تعبير مصدر أمني مطلع. ويقول المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «لم يرتكب كل السوريين الموقوفين جرائم بمفردهم، بل أغلبهم ينتمون إلى عصابات وشبكات يقودها لبنانيون، يستسهلون استمالة السوريين وإشراكهم في أفعالهم»، لافتاً إلى أن «هناك عصابات محترفة ناشطة في مجال سرقة السيارات والاتجار بالمخدرات والسطو، تغري بعض السوريين بالمال وتجندهم للعمل لصالحها».