الجزائر: المعارضة تطالب بـ«تجاوز الجمود السياسي» تحسباً للاستحقاق الرئاسي

فيما تترقب أحزاب «الموالاة» ترشح الرئيس تبون لخوض حملة دعائية

الرئيس تبون يلمح لترشحه لولاية ثانية في خطاب أمام البرلمان (الرئاسة)
الرئيس تبون يلمح لترشحه لولاية ثانية في خطاب أمام البرلمان (الرئاسة)
TT

الجزائر: المعارضة تطالب بـ«تجاوز الجمود السياسي» تحسباً للاستحقاق الرئاسي

الرئيس تبون يلمح لترشحه لولاية ثانية في خطاب أمام البرلمان (الرئاسة)
الرئيس تبون يلمح لترشحه لولاية ثانية في خطاب أمام البرلمان (الرئاسة)

أعلنت 5 أحزاب جزائرية انضمام حزبين جديدين للمجموعة التي تبحث منذ أسابيع دخولها انتخابات الرئاسة المقبلة بمرشح واحد، في حين تستعد أحزاب كبيرة موالية للسلطة لخوض حملة دعائية لمصلحة الرئيس عبد المجيد تبون، بمجرد إظهار رغبة صريحة في الترشح لولاية ثانية.

واجتمعت أحزاب «التحالف الوطني الجمهوري» بقيادة رئيسه، الوزير السابق بلقاسم ساحلي، و«التجديد والتنمية» برئاسة أسير طيبي، و«جبهة النضال الوطني» بزعامة عبد الله حداد، و«حركة الوفاق الوطني» الذي مثله نائب رئيسه علي هاني، و«الجبهة الديمقراطية الحرة» بقيادة سمير سعداوي، الأحد، بالعاصمة «للبحث في مقترحات ذات صلة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتلك المتعلقة بالسياسة الخارجية ومنظومة الأمن والدفاع الوطني»، وفق تصريح لساحلي باسم الفريق الذي يسمي نفسه «لجنة التنسيق والمتابعة للأحزاب السياسية».

تكتل الأحزاب المعارضة (حسابات ناشطين سياسيين)

وأكد ساحلي، أن حزبين انضما إلى المجموعة، هما «الجبهة الديمقراطية» و«حركة الوفاق»، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول «إثراء الأرضية السياسية للمجموعة، التي ستتضمن تحليلاً وتشخيصاً للوضع العام للبلاد، وطرح تصور لكيفية تفعيل وإعادة الاعتبار للعمل الحزبي، وتجاوز حالة الجمود السياسي والغلق الإعلامي»، مبرزا أن «لجنة التنسيق الحزبية عكفت على تحديد آليات عملها النظامي، وبرنامج نشاطاتها السياسية والإعلامية والتنظيمية للعام الحالي، بالإضافة إلى التحضير لعمل مشترك وتوحيد الرؤى، ووضع تصور لموقف موحّد بخصوص الاستحقاق الرئاسي المقرر نهاية 2024».

وتنتمي الأحزاب الخمسة إلى المعارضة، وتملك حضوراً ضعيفاً في المشهد السياسي منذ بداياتها قبل سنوات طويلة. وأبرز هذه الأحزاب «التحالف الجمهوري» الذي أسسه «رجل الثورة»، رئيس الحكومة الأسبق الراحل رضا مالك، وخلفه في القيادة بلقاسم ساحلي.

اجتماع لجنة التنسيق الحزبي (حساب ناشطين سياسيين)

وتوصف هذه الأحزاب بأنها «تطل على الجزائريين عشية كل موعد انتخابي»، على أساس أنها غائبة عن الميدان خلال الخمس السنوات التي تسبق الاستحقاقات. ويرفض ساحلي هذه «التهمة»، وعاب على وسائل الإعلام «التعتيم على مواقفنا وأنشطتنا». كما ترى هذه المجموعة أن السلطات «تمنع وسائل الإعلام العمومية من التعاطي مع نشاطهم»، خصوصاً منذ إعلانهم، قبل شهر، عن إطلاق مجهود جماعي بهدف الاتفاق على مرشح واحد يمثلهم في الانتخابات المقررة نهاية العام.

ومطلع الشهر الحالي، دعت المحامية المعروفة ورئيسة حزب «الاتحاد من أجل التغيير والرقي» المعارض، زبيدة عسول، الجزائريين إلى «ممارسة حقهم في التصويت» في الانتخابات الرئاسية، معلنة الترشح. وهي بذلك أول شخصية سياسية تؤكد عزمها المشاركة في المنافسة الانتخابية المرتقبة.

أما أحزاب «الموالاة» الكبيرة، مثل «جبهة التحرير الوطني» التي لها تمثيل واسع في البرلمان والمجالس البلدية، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، فلم تحسم أمرها بعد. وقال قياديون في الحزبين، إنهم سيدعمون الرئيس عبد المجيد تبون إن ترشح لولاية ثانية.

أمين عام «التجمع الوطني» مع الرئيس تبون (رئاسة الجمهورية)

وكان تبون لمح، نهاية العام الماضي، إلى أنه سيطلب التمديد، وذلك عندما ناشده أحد النواب الترشح للمرة الثانية، خلال خطاب ألقاه أمام البرلمان، إذ ردّ عليه: «الله يعطينا الصحة». كما رد على مجموعة برلمانيين دعوه إلى التمديد قائلا: «في النهاية، ومن خلالكم سنترك الشعب ليقرر». وفهم من كلامه أنه لا يرى مانعاً من البقاء في السلطة، إذا وصلته إشارات قوية بأن ذلك يعكس إرادة عدد كبير من الجزائريين.

وأبدت قيادة الجيش، من خلال ما نشرته «مجلة الجيش» في عدد يناير (كانون الثاني) الماضي، دعماً لولاية ثانية مفترضة، عندما نشرت أن «ما تحقق في ظرف أربع سنوات (منذ انتخابات نهاية عام 2019) يبعث على الأمل، ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته».


مقالات ذات صلة

المعارضة الجزائرية تطالب بـ«إصلاحات جادة للحفاظ على الاستقرار»

شمال افريقيا الرئيس تبون وعد بـ«حوار شامل مع جميع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين» لكن دون تحديد موعد له (أ.ف.ب)

المعارضة الجزائرية تطالب بـ«إصلاحات جادة للحفاظ على الاستقرار»

طالب قادة 3 أحزاب من المعارضة الجزائرية السلطة بـ«تكريس انفتاح سياسي حقيقي»، و«إطلاق تعددية حقيقية»، و«احترام الحريات العامة»، و«إطلاق مشروع للسيادة والصمود».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)

الطاقة تعزز مكانة الجزائر في أوروبا

كشفت بيانات حديثة نشرتها وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات» عن أن الجزائر تفوّقت على روسيا في أكتوبر الماضي في مجال تصدير الطاقة إلى أوروبا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر ولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)

تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

شدّد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأحد على دعم دول المجلس للجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن واستقرار سوريا والوقوف مع الشعب السوري

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا عنوان صحيفة «المجاهد» حول احتجاج الجزائر على الاستفزازات الفرنسية (الشرق الأوسط)

الجزائر تتهم المخابرات الفرنسية بـ«زعزعة استقرارها»

الكشف عن معلومات خطيرة تتعلق بتورط جهاز الأمن الخارجي الفرنسي في حملة لتجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر بهدف زعزعة استقرار البلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
TT

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد، عادّاً أن المسار الوحيد الممكن هو «وقف إطلاق النار والتفاوض».

وقال ماكرون خلال جولة في القرن الأفريقي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: «ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح، وكل الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دوراً إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيراً».

وأضاف وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض، وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيراً للإعجاب خلال الثورة، مكانته» في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلاً كبيراً.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو؛ وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجدداً، الخميس، بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.

وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.