سمنة الوالدين تنتقل إلى الأبناء بمعدل 6 أضعاف

خطر السمنة ينتقل من الآباء إلى الأبناء (رويترز)
خطر السمنة ينتقل من الآباء إلى الأبناء (رويترز)
TT

سمنة الوالدين تنتقل إلى الأبناء بمعدل 6 أضعاف

خطر السمنة ينتقل من الآباء إلى الأبناء (رويترز)
خطر السمنة ينتقل من الآباء إلى الأبناء (رويترز)

توصلت دراسة نرويجية إلى أن الأشخاص «يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة في منتصف العمر»، إذا كان آباؤهم وأمهاتهم يعانون من السمنة. وذكر باحثون في دراسة حديثة نشرت نتائجها الخميس الماضي، عبر موقع «يوريك أليرت»، أن احتمالات الإصابة بالسمنة في منتصف العمر تزيد بمقدار 6 أضعاف إذا كان الوالدان يعانيان من السمنة في السن ذاته.

ووفق الباحثين، تُظهر الدراسات السابقة وجود علاقة قوية بين حالة السمنة لدى الآباء وأطفالهم، لكن القليل من الدراسات بحثت فيما إذا كان انتقال السمنة بين الأجيال يستمر بعد مرحلة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ.

وركز الباحثون في الدراسة الجديدة على رصد مدى ارتباط مؤشر كتلة الجسم للوالدين بمؤشر كتلة الجسم لنسلهم عندما يكون الأبناء في مرحلة البلوغ.

وجمع الفريق البحثي بيانات من دراسة صحية طويلة الأمد تعتمد على أجيال متتابعة من السكان في النرويج، وكانت تتراوح أعمار الأفراد بين 40 و59 عاماً في الفترة من 2015 إلى 2016. وشارك الآباء والأمهات في الدراسة ذاتها، عندما كانوا في سن 40 عاماً أيضاً.

وأظهرت نتائج الدراسة وجود ارتباط قوي بين مؤشر كتلة الجسم للوالدين في منتصف العمر (40 - 59 سنة) ومؤشر كتلة ذريتهما في العمر ذاته. وذكرت أنه عندما عانى كلا الوالدين من السمنة، زادت لدى نسلهم احتمالات الإصابة بالسمنة أيضاً في منتصف العمر بمقدار 6 أضعاف، مقارنة بالبالغين الذين يتمتع كلا والديهم بوزن طبيعي.

ووجد الباحثون أيضاً أن معاناة أحد الوالدين فقط من السمنة يضاعف احتمالات إصابة الذرية بالسمنة بمقدار حوالي 3 مرات في منتصف العمر.

وعندما عانت الأم فقط مع السمنة، كان لدى النسل احتمالات أعلى بمقدار 3.44 مرة للمعاناة من السمنة، فيما كانت النسبة 3.74 مرة لدى من عانى آباؤهم فقط من السمنة.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة بجامعة ترومسو النرويجية، ماري ميكلسن: «نعلم أن عدة عوامل تساهم في حالة السمنة المشتركة بين الآباء وأطفالهم، حيث تلعب الجينات دوراً مهماً من خلال التأثير على قابليتنا لزيادة الوزن والتأثير على كيفية استجابتنا للبيئات المسببة للسمنة، حيث يمكن أن يكون من السهل تناول الطعام غير الصحي». وأضافت: «أثبتت بعض الدراسات أيضاً أن الأطفال يميلون لاتباع عادات غذائية وتمارين رياضية مماثلة لوالديهم عندما يعيشون جميعاً معاً تحت سقف واحد، مما يؤدي لحالة مماثلة لمؤشر كتلة الجسم، وهذا ما وجدناه في دراستنا بالفعل، فالأطفال الذين عانى آباؤهم من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عندما يكونون في الأربعينيات والخمسينيات من عمرهم».

وأوضحت ميكلسن أن النتائج تؤكد أهمية علاج السمنة والوقاية منها لتجنب اعتلال الصحة والوفاة المبكرة، كما تضع الأساس للبحث في العوامل التي تؤثر على انتقال السمنة بين الأجيال، والتي يمكن استهدافها، لمنع الأبناء من قضاء حياتهم بأكملها متأثرين بالمرض.


مقالات ذات صلة

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

آسيا خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده.

«الشرق الأوسط» (سيول)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس... 19 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

أوربان يتحدى «الجنائية الدولية» ويدعو نتنياهو لزيارة المجر

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر في تحدٍّ لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».