«خيوط المعازيب»… دراما سعودية ترصد تحوّلات المجتمع الأحسائي

هناء العمير لـ«الشرق الأوسط»: كتبنا البايلوت الأول في 2018… وتأخير العرض جاء لصالح العمل

‎⁨يتناول المسلسل منطقة الأحساء في حقبة الستينات من القرن الماضي (الشرق الأوسط)⁩
‎⁨يتناول المسلسل منطقة الأحساء في حقبة الستينات من القرن الماضي (الشرق الأوسط)⁩
TT

«خيوط المعازيب»… دراما سعودية ترصد تحوّلات المجتمع الأحسائي

‎⁨يتناول المسلسل منطقة الأحساء في حقبة الستينات من القرن الماضي (الشرق الأوسط)⁩
‎⁨يتناول المسلسل منطقة الأحساء في حقبة الستينات من القرن الماضي (الشرق الأوسط)⁩

في السنوات الأخيرة، يلحظ الجمهور تركيز الدراما السعودية على المكان كذاكرة وحياة وتاريخ، وهذا العام تتجه البوصلة نحو منطقة الأحساء، في العمل الدرامي السعودي الوحيد الذي يُعرض في شهر رمضان على قناة MBC وهو «خيوط المعازيب»، والذي يرصد تحوّلات المجتمع الأحسائي قبل أكثر من 60 عاما، وللحديث أكثر عنه حاورت «الشرق الأوسط» المشرفة العامة على العمل هناء العمير.

ولأن الجمهور لطالما انتظر عرض «خيوط المعازيب» الذي تأخر قليلاً، فإن السؤال الأول هو عن الجدوى المرجوة من هذا التأخير، لتجيب العمير بالقول «بالتأكيد أي تأخير للعمل هو في صالحه، خاصة إن كان في مراحل ما بعد الإنتاج، لأنها تتطلب وقتاً كافياً لإنجازها بجودة عالية، وقد كان قراراً حكيماً جداً من القناة لحرصها على العمل وعلى أن يتم بأفضل مستوى ممكن».

يتعرف الجمهور على ملامح الحياة الاجتماعية الأحسائية القديمة في العمل (الشرق الأوسط)

المجتمع الأحسائي

ولكن ما الذي يراهن عليه هذا العمل لجذب الجمهور؟ تجيب العمير «خيوط المعازيب يتناول حقبة مهمة وهي فترة الستينات (من القرن الماضي)، منذ بدايتها وحتى نهايتها، فهناك امتداد زمني في العمل نرى من خلاله تحوّلات المجتمع التي تظهر على شخصياته، حيث تدخل الآلات والشركات والتعليم على مجتمع حرفي، ونراقب بشكل مكثف حرفة صناعة البشوت، والتحولات التي مرت عليها من خلال قصة شخصياتنا». وتتابع المشرفة العامة على العمل قائلة «كذلك هناك تركيز كبير على علاقة الأبناء بالآباء في ذلك الوقت والاختلاف ما بين الأجيال، إلى جانب كل ذلك فنحن نشاهد الأحساء بتنوعها الجغرافي وأجوائها الجميلة وأيضاً المغنين الشعبيين في تلك الفترة».

يركز العمل على علاقة الأبناء بالآباء قديما والاختلاف ما بين الأجيال (الشرق الأوسط)

الحياة الاجتماعية

ولأن عنوان «خيوط المعازيب» يعطي دلالة عن التفاوت الطبقي بين المعازيب (عِلية الناس) ومن هم أدنى منهم خلال تلك الحقبة الزمنية، ترد العمير على ذلك بالقول «العمل يتناول طريقة عمل معازيب البشوت في تلك الفترة والتي كانت تعتمد على عمل الأولاد بما يشبه السخرة... قبل انتشار التعليم وتغير معالم الحياة، لكنه يعطي شكلا للحياة وللناس باختلاف طبقاتهم الاجتماعية».

الأحساء... نجمة العمل

وتبدو منطقة الأحساء (شرق السعودية) شخصية رئيسية في «خيوط المعازيب»، حيث تظهر بوضوح في العمل الذي تم تصويره فيها، وبسؤال العمير عن سبب اختيار هذا المكان وعما إذا كان لهذا علاقة بكونها ابنة الأحساء، تقول «الأحساء مدينة معروفة بتنوعها الجغرافي الجميل وهذا يجعلها مكانا مميزا للتصوير، كذلك لها تاريخ عريق وتتميز بتفاصيل جميلة، والحقيقة كوني بنت الأحساء، فقد ساعد هذا أولاً على كتابة البايلوت الأول للعمل في 2018 والذي بدأت منه رحلتي مع العمل حيث ظل قريباً إلى نفسي رغم أن الحلقة الأولى الموجودة الآن في المسلسل مختلفة تماماً عن البايلوت الذي كتبته، لأن القصة مرت بمراحل تطورت فيها بشكل كبير، وهي من تأليف الأستاذ حسن العبدي».

الفنان السعودي عبد المحسن النمر في مشهد من العمل (الشرق الأوسط)

وفيما يتعلق بالنص، تقول العمير «قمت بإدارة ورشة النص التي شارك فيها الكتاب: عباس الحايك ود. محمد البشير وأسامة القس وعبد المحسن الضبعان ويونس البطاط في كتابة الحلقات. كما شملت ورشة النص الأستاذ جعفر عمران والكاتب موسى أبو عبد الله والفنانين القديرين عبد المحسن النمر وإبراهيم الحساوي، وكما ذكرت سابقاً مر النص بمراحل تطور متعددة إلى أن وصل إلى شكله النهائي». وتضيف «كذلك فإن الأحساء بها كم كبير من الفنانين المعروفين وقد سبق أن كانت هناك تجربة مسلسل (مجاديف الأمل) التي نجحت نجاحاً كبيراً وصور بالكامل في الأحساء وبفنانين من المنطقة، وكانت هناك دائماً رغبة في إعادة هذه التجربة بشكل أقوى مناسبة في الوقت الحالي، وهذا تحقق بإنتاج مسلسل خيوط المعازيب».

مشهد من المسلسل المرتقب عرضه في رمضان على MBC (الشرق الأوسط)

تحدي الحقبة الزمنية

بسؤال العمير عن مدى انجذابها للأعمال المستلهمة من الماضي والموروث، تجيب «القصة أولاً هي ما تشدني... قد تكون من الماضي وقد تكون في الوقت الحاضر، ولقد عملت أعمالاً كثيرة ومنها (وساس) وكان معاصراً، ولكن أعمال الحقب الزمنية تشكل تحدياً كبيراً، إلا أنها في الوقت ذاته تخلق مرجعية بصرية غير موجودة، ولذلك هي مسؤولية وعلى الصعيد الآخر لها متعتها».

ولا يكتمل الحديث مع المخرجة القديرة هناء العمير، دون السؤال عن رأيها بواقع الدراما السعودية في الآونة الأخيرة، وهنا تقول «أنا متفائلة جداً بواقع الدراما السعودية لأنها في تطور ملحوظ ومن واقع عملي أستطيع أن أقول إن القادم أجمل بكثير ولا شك أن كل تجربة تسهم في تطور الدراما التلفزيونية بشكل عام... لدينا تنوّع كبير في القصص والمناطق والأجواء وماضٍ مليء بمخزن سردي من أساطير وحكايات وسير، وهذا أهم مورد لصناعة أعمال درامية قوية».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق «ليلة الأحلام» جمعت عمر خيرت وآمال ماهر في جدة (بنش مارك)

عمر خيرت: مشاركتي في «ليلة الأحلام» جعلتني أستعيد ذكريات عزيزة على قلبي

صعدت آمال ماهر إلى المسرح، وافتتحت عرضها بأغنيتها الشهيرة «اللي قادرة» بمشاركة عمر خيرت على البيانو، ثم تتابعت الأغاني بتألُّق صوتها وموسيقى الموسيقار المصري.

أسماء الغابري (جدة) نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

السعودية تحقّق هدف 2030 بتسجيل 8 مواقع تراثية بـ«اليونسكو»

نجحت السعودية في تحقيق مستهدف «رؤية 2030» بتسجيل 8 مواقع تراثية على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية، السبت.

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق يُقدّم مجموعة حِرفيين سعوديين أعمالاً مبتكرة أمام زوار المهرجان (وزارة الثقافة)

السعودية تبرز نهضتها الثقافية في «مهرجان جرش»

تستعرض السعودية تنوعها الثقافي والفني أمام زوّار «مهرجان جرش للثقافة والفنون 2024» في المدينة التاريخية الأردنية، وذلك خلال الفترة بين 24 يوليو و3 أغسطس.

«الشرق الأوسط» (جرش)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)

ندى كوسا تفوز بلقب ملكة جمال لبنان (صور)

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)
ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)
TT

ندى كوسا تفوز بلقب ملكة جمال لبنان (صور)

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)
ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)

تُوِّجَت ندى كوسا، مساء أمس (السبت)، بلقب ملكة جمال لبنان لسنة 2024، في نسخة نسائية بكامل تفاصيلها من المسابقة أُقيمت في بيروت وتبنّت قضية «تمكين المرأة» عنواناً لها.

وحصلت كوسا (26 عاماً)، وهي من بلدة رحبة في قضاء عكار بشمال لبنان، في ختام المسابقة التي أُقيمت عند واجهة بيروت البحرية على اللقب الذي احتفظت به ياسمينا زيتون سنتين، بعد تعذُّر إقامة المسابقة العام الماضي.

وقالت كوسا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بعد دقائق من تتويجها: «هذا الفوز يُظهر أننا جميعاً قادرون على الوصول. وكما وصلتُ أنا الليلة من دون أن أتوقع ذلك سلفاً، أعتقد أن كل من يحاول يستطيع أن يصل».

وتوجَّهت إلى مواطنيها بالقول: «بصمودنا سنتمكن من (...) تحقيق ما نريده، ومن الوصول إلى لبنان الذي نحبه».

واعتبرت أن لديها «مسؤولية كبيرة»؛ ليس فقط لأنها فازت «بل لأن شابات كثيرات سبق أن رفعنَ اسم لبنان».

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)

وحلّت ملكة جمال لبنان السابقة ياسمينا زيتون في مارس (آذار) الماضي، وصيفة أولى لملكة جمال العالم التشيكية كريستينا بيشكوفا، وفازت بالمركز الأول بين المتباريات من قارتي آسيا وأوقيانيا، خلال المسابقة التي أُقيمت في مدينة بومباي الهندية.

وأضافت الملكة الجديدة: «من هذا المنطلق، يجب أن أكون على قدر هذه المسؤولية، وأقوم مجدداً بكل خطواتهن».

وفضلاً عن توليها تمثيل لبنان في مسابقتي ملكة جمال العالم وملكة جمال الكون، ستنال كوسا التي درست علم النفس العيادي في جامعة البلمند جائزة مالية قدرها مائة ألف دولار، إضافة إلى مجوهرات وسيارة ومنزل خشبي ورحلة سياحية إلى تركيا ومستحضرات تجميل ومفروشات.

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)

أما التاج الذي زيّن رأس الملكة المنتخبة، فعنوانه «أرزة الأمل» وهو مزيّن بشجرة الأرز التي تُعَدُّ رمز لبنان، وهي مرصَّعة بالماس والأحجار الكريمة بألوان العلم اللبناني.

وتنافست 15 مشتركة للفوز بلقب المسابقة التي رعتها وزارة السياحة، وتولت تنظيمها ونَقْلَها المباشر محطة «إل بي سي آي».

وضمت لجنة التحكيم ملكة جمال الكون لعام 1971 جورجينا رزق ومجموعة نساء من مختلف القطاعات والميادين.

وارتدت المشاركات فساتين سهرة من توقيع المصمم اللبناني العالمي طوني ورد.

واختارت لجنة التحكيم بعد ذلك 8 من المتسابقات، وتولى أفرادها طرح أسئلة مختلفة عليهن.

وتأهلت بعدها 5 مشاركات للمرحلة النهائية، وطُرح عليهن سؤال موحَّد عن كيفية تعاطيهن مع التعليقات السلبية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأجابت المشتركة الفائزة: «كل شخص لديه الحق في أن يعبر عن رأيه. أقرأ التعليقات بعقل منفتح. والتعليقات الإيجابية تساعدني لأنمو وأتطور. أما التعليقات السلبية، فهي هدامة ومحض سلبية وفيها كراهية، فأغض النظر عنها وأتجاهلها».

وتميزت بداية الأمسية بشهادات مؤثرة أدلت بها بعض المشاركات عن معاناتهن، وتناولن قضايا تهم المرأة، كالتنمر والتحرش ومرض فقدان الشهية العصابي (أنوريكسيا)، وأكدن إصرارهن على الاستقلالية والنجاح.

وأحيت المغنية اللبنانية إليسا الحفلة، ورأت أن «على المرأة أن تبحث عن القوة بداخلها، وعن القوة التي يعطيها إياها الإيمان بقدراتها».