جدّد سفراء «اللجنة الخماسية» التعبير عن تفاؤلهم بإيجاد حل لأزمة الانتخابات الرئاسية، مؤكدين وحدة الموقف بينهم، وذلك في الاجتماع الذي عقدوه الجمعة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
والتقى سفراء اللجنة، وهم سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبدالله بخاري، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، وسفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، ميقاتي، في السراي الحكومي، الذي أشاد بجهودهم و«شجعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعياً للحوار وداعماً للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الأساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف».
وأكد ميقاتي «أن لبنان يقدر جهود دول الخماسية وحرصها على استقراره وأمنه»، وتمنى «أن يتحمل النواب مسؤولياتهم في انتخاب الرئيس».
استقبل رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي، صباح اليوم في السرايا، سفراء "اللجنة الخماسية العربية الدولية" وهم: سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبدالله بخاري، سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، سفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة... pic.twitter.com/nr5YuxFjvT
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) March 1, 2024
وبعد اللقاء، وصف السفير المصري، اللقاء، بـ«المهم جداً»، وصرّح: «استكملنا محادثاتنا وجولاتنا التي بدأت قبل فترة على المسؤولين اللبنانيين وعدد من قادة الكتل السياسية، وكما قلت إننا نتحرك بعض الأحيان كلجنة خماسية، وفي بعض الأحيان الأخرى نتحدث بشكل ثنائي، ولكن في الوقت ذاته نعبر عن وجهة نظر الخماسية».
ولفت إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء على «ثوابت عدة، وهي أن الأمر بات ملحاً لسرعة انتخاب رئيس، فالظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة تدفعنا جميعاً، سواء الإخوة في لبنان، أو بمساعدة الخماسية، لإنجاز هذا الاستحقاق، وأكدنا مرة أخرى وحدة موقف الخماسية والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا أن الالتزام والإرادة موجودة بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية».
وتحدث عن «نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول إلى موقف واحد وخريطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية».
وقال في رد على سؤال عن الخطوة الحقيقية باتجاه انتخابات الرئاسة، خصوصاً مع التفاؤل الذي يعبرون عنه، «حتى الآن لا نزال متفائلين، وبعد اجتماعنا مع دولة الرئيس خرجنا بإحساس كبير بالتفاؤل. وما سمعناه منه يشجع ويدفعنا لاستكمال ما بدأناه منذ فترة عندما التقينا رئيس البرلمان نبيه بري».
أما في ما يتعلق بالتوقيت، فشدد موسى على أن «العملية ليست بالسهولة ومعقدة، وتخضع للظروف المحيطة بها، وبالتالي لا يوجد تأخير قياساً على الفترة التي بدأنا بها جميعاً منتظرين انتخاب رئيس، والفترة المقبلة لن تؤثر كثيراً إنما ستساعد على تهيئة الأجواء».
وتطرق السفير المصري إلى الحراك الذي يقوم به تكتل «الاعتدال» عبر طرحه مبادرة لانتخاب رئيس، وقال: «حراك القوى السياسية وما يدور حالياً نرى فيه حقاً أصيلاً للقوى السياسية والكتل النيابية ومجموعة النواب الذين يتحركون، وجميعهم يهدفون إلى تسهيل وخلق أرضية مشتركة يمكن للجميع العمل عليها من أجل تسهيل انتخاب الرئيس، بالتالي هم مشكورون على جهودهم ويؤتي بنتيجة»، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يستكملوا في الفترة المقبلة محادثاتهم ولقاءاتهم «مع مختلف القوى السياسية للوصول إلى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن». وجدد التأكيد أن «اللجنة لا تتناول أسماء، وهو حق أصلي وحصري للبنان وللقوى السياسية اللبنانية».
وعن ربط الانتخابات الرئاسية بالحرب في غزة، وعما إذا كان انتخاب الرئيس يحتاج إلى تسويات إقليمية، قال: «نعتقد أنه ليس بالضرورة أن يكون هنا ربط مباشر بين ما يحدث في غزة ولبنان، ما يحدث في غزة يؤثر ليس فقط على لبنان بل على كل المنطقة»، مضيفاً: «ونحن نقول بأهمية النظر إلى الربط الإيجابي، بمعنى أن ما يحصل في غزة يجب أن يكون دافعاً أكبر للبنان من أجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس، لأنه أمر في غاية الأهمية والضرورة ليس الآن فقط، بل لأجل الأيام المقبلة وما ستشهده المنطقة من تحديات والتزامات توجب أن يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه، وهذا أمر بالغ الأهمية. هذا ما نسعى إليه خلال الفترة المقبلة، ألا وهو مرة أخرى تهيئة الأجواء والخروج بالتزام واضح من القوى السياسية التي لديها رغبة حقيقية للاتجاه في إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت ممكن».
وجدد موسى تأكيد عدم وجود خلاف في المجموعة الخماسية، وقال: «موقف الخماسية واحد وهم يتحدثون بنفس ولغة واحدة ولا توجد أي خلافات بين أعضائها، وفي المرة المقبلة سندعوكم إلى حضور مداولات الخماسية حتى تعلموا مدى التناغم والتنسيق الموجود بين أعضائها».