على خلفية وصول بعثة حركة «حماس» إلى القاهرة، واستئناف الجهود لعقد «قمة باريس» مرة أخرى، أعربت أوساط عليمة في تل أبيب عن تفاؤلها بإمكانية حصول تقدم يؤدي إلى إطلاق صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس» في مطلع شهر رمضان المبارك، بعد نحو أسبوعين.
ونقلت «قناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي على لسان مسؤولين القول إن الوزراء يشعرون بأنه يوجد نوع من التقدم. هم يتحدثون عن إشارات مختلفة أرسلت بين الطرفين، خصوصاً بسبب وجود رئيس جهاز وكالة المخابرات الأميركية المركزية ومبعوث الرئيس بايدن، ويليام بيرنز، الذي من المفترض أن يصل إلى إسرائيل. وقال أحد هؤلاء الوزراء، حسب القناة: «بما أنه يفصلنا عن شهر رمضان أسبوعان ونصف أسبوع، على ما يبدو توجد مصلحة لجميع الأطراف لاستغلال المناسبة من أجل التوصل إلى صفقة». وأضاف: «إسرائيل تريد صفقة، والمصريون والقطريون يريدون الهدوء، والأميركيون يريدون وقفاً لإطلاق النار يؤدي إلى فرص جديدة، في حين (حماس) تريد مساحة تتنفس بها، وأن يبقى لديها رهائن. لذلك، فإنه رغم الصعوبات للتواصل مع (حماس) في غزة، وخصوصاً مع يحيى السنوار، فإن هناك تفاهماً ضمنياً من الجميع بأنه توجد هناك فرصة يجب استغلالها بالكامل. وما يخلق الفرصة هو تقارب المصالح».
وذكر عاموس هرئيلن، المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، أنه «للمرة الأولى منذ بضعة أسابيع سمعت بالأمس علامات من التفاؤل الحذر في إسرائيل بخصوص احتمالية إحراز تقدم في المفاوضات حول صفقة تبادل مع (حماس). يبدو أن التغيير حدث نتيجة جهود أميركية جديدة من أجل التوصل إلى اختراق في المفاوضات. هذه الجهود يقودها رئيس (سي آي إيه) ويليام بيرنز، ويشارك فيها أيضاً مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك».
وبحسب إذاعة الجيش في تل أبيب، تلقى مسؤولون إسرائيليون مشاركون بالاتصالات لإبرام صفقة الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين خلال الأيام الأخيرة، وبعد انقطاع متواصل، رسائل جديدة من قبل الوسطاء وصلتهم من المحيطين بيحيى السنوار. وذكرت هيئة البث الرسمية «كان» أن هذا يعني بأن السنوار رجع بالتواصل مع قيادة «حماس» في الخارج عن طريق المحيطين به. وقالت إن «استئناف الاتصال يأتي بعد انقطاع على مدار أسابيع بين قائد (حماس) في غزة وقيادة (حماس) في الخارج». وأفادت «كان» بأنه خلال فترة الانقطاع بدأت قيادة «حماس» دراسة إمكانية تعيين بديل للسنوار في حال اغتياله. وأفيد بأن السنوار لم يتدخل بصياغة الرد النهائي الذي قدمته «حماس» لإسرائيل على مخرجات قمة باريس.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه «خلال الأيام الأخيرة سجل تشدد وحتى تصلب بمواقف (حماس). اجتماعات أعضاء «حماس» في القاهرة ستكون وفقاً للتقديرات والمؤشر الذي سيقود إلى أين تتجه الأمور. وحالياً يصرح أعضاء (حماس) بأن الاتفاق سيتم التوصل إليه فقط مع وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي، وإعادة الإعمار».
وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير في «القناة 12»، إن «دولة عربية بالمنطقة معروفة بقربها من (حماس) تواصلت مع قيادة الحركة مؤخراً وطلبت منهم وقف الحرب، وإن هذه الدولة حاولت ممارسة ضغوط عليهم لوقف الحرب والدفع لوقف إطلاق نار. وبخصوص السنوار قال المسؤولون إنهم سمعوا من القيادة أن السنوار يعاني من التهاب رئوي حاد».
وقالت القناة إن «المفاوضات تتقدم الآن في عدة بنود رئيسية، منها (البند الرئيسي) - العلاقة بين عدد المخطوفين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، ومدة وقف إطلاق النار التي سترافق نبضات إعادة المخطوفين، وإبعاد انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع خلالها. في الإدارة الأميركية يركزون الجهود في محاولة للتوصل إلى صفقة قبل بداية شهر رمضان، الذي سيبدأ تقريباً في 10 مارس (آذار)».
يذكر أن عائلات الأسرى الإسرائيليين أعربت عن اقتناعها بأن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بصفقة، وتسعى لتخريب الجهود للتوصل إليها. وقد تعززت هذه القناعة لدى خروج وزير المال بتسلئيل سموتريتش بتصريحات أكد فيها بأن إبادة «حماس» هي المهمة الأساسية، وبعدها فقط يوضع هدف إعادة الأسرى.