قال رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، إن قواته تتقدم في كل محاور القتال ضد «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال تفقُّده قوات بولاية كسلا: «قريباً ستلتقي كل القوات في كل شبر من أرض هذا الوطن»، بحسب بيان لـ«مجلس السيادة».
وأشاد البرهان بـ«المستوى العالي لاستعداد القوات النظامية بجميع وحداتها بالمنطقة الشرقية، وجاهزيتها لتنفيذ المرحلة المقبلة من العمليات العسكرية»، مؤكداً أن القوات المسلحة «ماضية في معركتها حتى دحر هذا التمرد وهزيمته نهائياً».
كان البرهان أكد، الثلاثاء، أنه لن تكون هناك عملية سياسية في البلاد، إذا لم تنتهِ الحرب الدائرة مع «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خلافات حول خطط لدمج «الدعم» في الجيش، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
ونقل بيان لـ«مجلس السيادة» عن البرهان قوله خلال تفقده قوات بـ«الفرقة الثانية مشاة» بالجيش في ولاية القضارف: «كيف يمكن عمل اتفاق وسلام مع شخص لا يلتزم، وكل يوم له رأي؟ لذا نقول: لن يكون هناك سلام إلا بعد نهاية هذا التمرد»، في إشارة إلى قوات دقلو.
ووجَّه البرهان رسالة «للسياسيين الذين يتحدثون عن دعاة الحرب»، قائلاً إن «دعاة الحرب هم مَن يبحثون عن السلاح من خارج البلاد ليقتلوا به السودانيين». وأضاف أن على «الطرف الآخر الذي يقول: (لا، للحرب)، ويدعو للسلام، أن يُخرِج المتمردين من بيوت الناس ومن المدن، فنحن لسنا دعاة حرب».
وشدد قائد الجيش على أن «المعركة الآن أخذت طابعاً مختلفاً عن العشرة أشهر الماضية، وقد أصبحت لازمة وواجبة لإعادة كرامة الشعب الذي انتُهِكت حقوقه، لأننا ذهبنا للسلام في جدة صادقين، وتم الاتفاق على كثير من الالتزامات والعهود، لكن لم ينفذها أحد».
إلى ذلك، أكد عمار حمودة، المتحدث باسم «قوى الحرية والتغيير» في السودان، أن البلاد بحاجة إلى وقف إطلاق النار بصورة عاجلة بسبب الظروف الكارثية للأوضاع الإنسانية، التي اقتربت من المجاعة.
وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «هناك المزيد من المعاناة في الطريق إذا لم نصل إلى وقف سريع لإطلاق النار. الآن هناك شبه مجاعة في السودان، والوضع الإنساني كارثي، ولذلك فإن مسألة وقف إطلاق النار أصبحت ضرورة».
وأوضح حمودة قائلاً إن «المرحلة الأولى من الوصول إلى سلام هي إيقاف الحرب وإسكات صوت البنادق وطي صفحة العملية العسكرية ثم بدء المباحثات السياسية، وهذا أمر بديهي ومعروف ولا جديد فيه».
ورداً على سؤال عن دور القوى المدنية في السودان، ومن بينها «قوى الحرية والتغيير»، في فرض وقف إطلاق النار، قال حمودة: «مسألة وقف إطلاق النار في يد العسكريين، ونحن (القوى المدنية) ليس لنا غير أن نضغط في اتجاه أن ينصاعوا لصوت العقل».
ومضى حمودة يقول: «الجيش رد بصورة مبدئية، لكنه لم يحدد أين ومتى سيجتمع معنا، ونحن في انتظار ذلك، لأن الاتفاق مع طرف واحد لا يجدي، فالمطلوب هو إيقاف الحرب، والحرب لها أكثر من طرف، وبالتالي التواصل مع الطرف الثاني يصبح ضرورة».
وتحدث عن التحركات المقبلة للقوى المدنية في محاولة الوصول إلى حلول للأزمة، وقال: «في الفترة المقبلة سنحض كل دول الجوار والدول الإقليمية الفاعلة على العمل على إنهاء الحرب، وعدم صب الزيت على النار، وعدم تشجيع الأطراف للمضي بشكل أكبر في الحرب، وكذلك تشجيع الأطراف على العودة إلى منبر جدة (مفاوضات بين الطرفين المتحاربين برعاية السعودية)، ومواصلة جهود الحوار وصولاً إلى وقف إطلاق النار، ثم بدء العملية السياسية التي تحل جذر المشكلة».