المعارضة السورية تبدأ خطوة عسكرية جديدة على «داعش» بدعم طيران التحالف

كي مون: أمر جائر ومرفوض أن يكون التفاوض السياسي رهينة لمصير الأسد

المعارضة السورية تبدأ خطوة عسكرية جديدة على «داعش» بدعم طيران التحالف
TT

المعارضة السورية تبدأ خطوة عسكرية جديدة على «داعش» بدعم طيران التحالف

المعارضة السورية تبدأ خطوة عسكرية جديدة على «داعش» بدعم طيران التحالف

أعلن مقاتلو المعارضة السورية المدعومون من الولايات المتحدة، اليوم (السبت)، شنّ هجوم جديدٍ على تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا، بعد يوم من تصريح الولايات المتحدة بأنّها سترسل قوات خاصة لتقديم المشورة للمقاتلين الذين يحاربون المتطرفين.
وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في بيان مصور بُث على موقع «يوتيوب» كما بثه المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا: «نعلن اليوم البدء بالخطوة الأولى من عملنا العسكري، وذلك ضمن مخطط التحرير الكامل لتراب الوطن السوري من العصابات الإرهابية، وعلى هذا الأساس وبمشاركة كل الفصائل التي تكوّن قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم وتنسيق من طيران التحالف الدولي فإنّنا نعلن بدء حملة تحرير الريف الجنوبي من محافظة الحسكة».
وقوات سوريا الديمقراطية ائتلاف تشكل في وقت سابق من الشهر الحالي يضم جماعات سورية عربية وفصائل كردية مدعومة من الولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في حديث نشرته أربع صحف إسبانية اليوم، بأنّه أمر «جائر» و«مرفوض» بأن تكون عملية التفاوض السياسي بشأن الأزمة السورية «رهينة» لمصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال بان في هذه المقابلة مع صحف «إل باييس» و«إل موندو» و«اي بي سي» و«لا فنغارديا» أمس، فيما كان الأفرقاء الدبلوماسيون الرئيسيون المعنيون بالملف السوري، يعقدون اجتماعا في فيينا لم يفض إلى أي اتفاق: «إن مستقبل الرئيس الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري».
وفي موضوع الرئيس السوري قال بان بوضوح، إنه أمر «جائر وغير منطقي إطلاقا أن ترتهن كل عملية التفاوض السياسي بمصير شخص. إنه أمر مرفوض».
وفي حديثه عن الحل المقترح (تشكيل حكومة انتقالية) لخص بان كي مون التباين في المواقف بقوله إن «الحكومة السورية تصر على فكرة وجوب أن يكون الرئيس الأسد جزءًا منها، فيما تقول دول كثيرة وخصوصا الغربية إنه لا مكان له فيها».
من جهته، أضاف وزير الخارجية الكوري الجنوبي الأسبق الذي يتبوأ الأمانة العامة للأمم المتحدة منذ 2007 على القول: «لكن بسبب ذلك أضعنا ثلاث سنوات، وسقط أكثر من 250 ألف قتيل وأكثر من 13 مليون نازح في داخل سوريا (...)، إضافة إلى تدمير أكثر من 50 في المائة من المستشفيات والمدارس والبنى التحتية. لم يعد من الممكن إضاعة الوقت».
وقد تعثر اجتماع أمس بشأن الأزمة السورية، بسبب نقاط كثيرة أهمها مصير الرئيس بشار الأسد، لا سيما أن روسيا وحلفاءها يرفضون تمامًا فكرة رحيله.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».