بين فترة وأخرى تتصدر أخبار انفصال الفنانين اهتمامات المصريين عبر «السوشيال ميديا»، يأتي ذلك وسط تقارير عن «انفصال» الفنان المصري أمير عيد نجم فرقة «كايروكي» عن زوجته الفنانة التشكيلية ليلى الفاروق، بعد تصدرهما «التريند» في مصر على محركات البحث في «غوغل» و«إكس»، الأحد. ما يطرح تساؤلات حول سر استحواذ تلك الأخبار على اهتمام جمهور «السوشيال ميديا».
وشهدت الأوساط الفنية في مصر حالات انفصال عدة شغلت اهتمام متابعي «السوشيال ميديا» خلال العام الماضي، كان أشهرها انفصال المطرب تامر حسني وزوجته بسمة بوسيل، وأحمد فهمي وهنا الزاهد، وشيرين وحسام حبيب، ويوسف الشريف وإنجي علاء، وأحمد سعد وزوجته علياء بسيوني.
ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، أن «هناك مجموعة كبيرة من الفنانين يرون أن حياتهم يجب أن تكون على الملأ ليتصدروا (التريند)»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «في الفترة الأخيرة سمعنا عن شيرين عبد الوهاب أكثر من مرة تتصدر (التريند) بسبب أنباء الانفصال عن زوجها»، وبينما لفت إلى أن بعض الفنانين أصدر بياناً مثل ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي، وكذلك طارق صبري وشيري عادل، قال: «يبدو أن الهدف من هذه البيانات إعلام الرأي العام، ولكن هو في الحقيقة نوع من صناعة (التريند الأكبر)، ولفت الانتباه أكثر في (السوشيال ميديا)».
وأشار إلى أن «بعض الناس يهتمون بهذا الأمر نتيجة الفراغ، لعدم وجود عمل لديهم أو لضغط الظروف الاقتصادية، فيكون التنفيس لديهم بالنميمة المتداولة في الوسط الفني»، ولفت إلى أن هذه الأخبار «تصنع شهرة لبعض الفنانين لفترات قصيرة».
وترى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة هالة منصور أن الاهتمام بمثل هذه الأخبار مرتبط بشرائح معينة لدى متابعي الـ«سوشيال ميديا» والإعلام عموماً، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «من يهتم بأخبار طلاق الفنانين عادة ما يكونون من الشرائح التي تعاني فراغاً».
ووصفت من يهتمون بمثل هذه الأخبار بأنهم «ليسوا من كل القطاعات، بل فقط ممن لديهم درجة من الضعف أو الوهن الاجتماعي والثقافي».
وذكرت أن هناك «توجيهاً لهذه الأخبار على (السوشيال ميديا) وفي الإعلام المرئي»، مشيرة إلى «برامج كبيرة لمذيعين ليست فنية بالضرورة، ولكنها تهتم بتلك المادة، وتروج لها بشكل واسع»، ما عدّته أستاذة علم الاجتماع «نوعاً من الفوضى الإعلامية التي تعطي صورة غير حقيقية عن اهتمامات الشعب المصري، كأن شغله الشاغل هو طلاق الفنانين، وهو أمر غير صحيح».
ونشر حساب باسم هدورا على «إكس» صورة للثنائي أمير عيد وليلى الفاروق وتساءل: «هل انفصالهما حقيقي»؟
هو انفصال #امير_عيد_وليلي حقيقي؟ حد يعرف
ليلى #فضفض_بمشاعرك #صباح__الخيرِ pic.twitter.com/JzlgO6kPzt— هدورا ️ (@Hdr_m1) February 18, 2024
وذكر حساب باسم لولو على «إكس»: «لما أمير عيد يسيب ليلى يبقى الخير في مين»؟!
لما امير عيد يسيب ليلي يبقي الخير ف مين ؟؟؟
— L O L O (@Hala235775) February 18, 2024
وتساءل أكثر من متابع لصفحات الفنان أمير عيد وزوجته ليلى الفاروق عن حقيقة الخبر وعن سر عدم تحدثهما في الأمر سواء بتأكيد الأمر أو نفيه.
وتعد علاقة أمير عيد وليلى فاروق لها طابع خاص تحدث عنه أمير في تصريحات تلفزيونية سابقة مؤكداً أنهما «مرتبطان منذ الصغر»، وأن علاقتهما توطدت على مر السنين، وكان قد كتب أغنية وقدمها باسم «ليلى» بمناسبة عيد ميلاد زوجته.
واهتم بعض رواد «إكس» بإعادة نشر فيديو شهير للثنائي أمير وليلى وهي تقص له شعره، ويخبر الجميع بأنها قصت له شعره بمقص المطبخ.
المختص في «السوشيال ميديا» خالد البرماوي عدَّ هذا الاهتمام بالمشاهير وحياتهم الخاصة «أمراً قديماً وأصبح معتاداً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «أدوات (السوشيال ميديا) جعلتنا نرى هذا الأمر بوصفه قصصاً رائجة».
ووصف البرماوي، أمير عيد بأنه «من المطربين الذين لديهم شريحة من جمهور المتابعين بمستوى ثقافي معين، وغالباً على (إكس)، ومن السهل جداً أن يصبح فيها (ترينداً)»، وأشار إلى أن «بعض الفنانين لا يهتمون بتوضيح أمورهم الخاصة مثل الزواج والانفصال رغم أنهم هم أنفسهم من اختاروا أن تكون تلك الأمور تحت الأضواء، فحين يحدث فيها تغيير المفروض يظهر بيان لتوضيح الأمر حتى لا يكون هناك جدل».
وأضاف أن «موضوع أمير أصبح ترينداً لأنه لا يوجد خبر أو تفاصيل واضحة، فقط توجد تكهنات، وأدوات متاحة يستخدمها المتابعون لتتبع تفاصيل حياة الفنانين، مثل هل ما زالوا أصدقاء على (فيسبوك) و(إكس) و(إنستغرام)؟ هل حذفوا صورهم؟... وهكذا».
وكانت من أشهر حالات الانفصال الفني في بداية عام 2024 حالة الفنانة ياسمين عبد العزيز والفنان أحمد العوضي، وجرى تداول هذا الخبر على نطاق واسع مرفقاً بنبوءة لليلى عبد اللطيف، توقعت هذا الخبر في لقاء تلفزيوني، وآخر الحالات كان انفصال الفنانة شيري عادل وطارق صبري.
ووصف الأكاديمي المتخصص في الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور عثمان فكري، منصات التواصل بأنها «ليست إلا مجرد وسائط لعرض المحتوى... والسؤال هو من يصنع هذا المحتوى؟» ويجيب لـ«الشرق الأوسط» أن من يصنعه هم «المتخصصون والمؤثرون ووسائل الإعلام والجمهور العادي»، موضحاً أن «البعض يصنع محتوى سطحياً لجذب فئات بعينها من الأجيال الجديدة، والبعض الآخر يصنع محتوى قوياً، ويقدم معلومات مهمة لا نراها في وسائل الإعلام التقليدية».
وبخصوص أخبار طلاق الفنانين أضاف أن «الفنان شخصية عامة لها جمهورها ومن يتابعونها بالملايين، وبالتالي فإن أخبار الفنانين الخاصة على وجه التحديد تحظى باهتمام لافت من قبل هذه الجماهير، مع الوضع في الاعتبار أن الفنان نفسه غالباً هو من يتحدث عن أخباره الشخصية وينشرها عبر صفحاته على منصات التواصل».