قال الفنان الكويتي محمد المنصور إن انعقاد مهرجان «بغداد السينمائي» يعد برهاناً على عودة الحياة الثقافية والفنية إلى العراق مجدداً لتبقى دوماً منارة للفن والإبداع، وكشف المنصور في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الفنان المصري الكبير الراحل فريد شوقي تمنى تقديم دوره في فيلم «القادسية».
وأوضح أنه عمل بنصيحة الفنان الكبير زكي طليمات، وواصل الدراسة حتى حصل على درجة الماجستير، مشيراً إلى أنه سيشارك في مسلسل غنائي استعراضي، كما يستعد لتقديم برنامجين بكل من قناتيَ «إم بي سي» و«تليفزيون دبي».
ويعد المنصور رائداً من رواد الفن بالكويت، فقد لعب بطولة أول فيلم روائي كويتي طويل «بس يا بحر» 1972 للمخرج خالد الصديق، كما شارك في بطولة الفيلم الروائي السعودي «ظلال الصمت» 2006 مع المخرج عبد الله المحيسن، وشارك في بطولة فيلم «القادسية» 1981 وهو إنتاج عراقي وإخراج المصري صلاح أبو سيف1981، وفي مسيرة الفنان الكويتي أعمال درامية كثيرة، من بينها «بوهباش»، و«أسد الجزيرة»، و«الصفقة»، كما قدم عشرات الأعمال المسرحية، من بينها «حفلة على الخازوق»، و«على جناح التبريزي وتابعه قفة»، إلى جانب تميزه في تقديم البرامج، ومن بينها «تو الليل».
وشارك الفنان الكويتي عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الأولى لمهرجان بغداد السينمائي، وكشف أن الأفلام المشاركة شهدت منافسة كبيرة لتميز مستواها، وهو ما حققته السينما العربية في السنوات الأخيرة، وأشاد المنصور بما تقوم به وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح ونقابة الفنانين العراقيين، مؤكداً أنه إنجاز يستحق التقدير بعدما نجحت في إحداث حراك فني وثقافي لافت.
ويعد فيلم «القادسية» أحد الأعمال المهمة في مسيرته الفنية وإحدى أيقونات السينما العربية، وحول كيفية مشاركته به، قال إن صديقه المؤلف محفوظ عبد الرحمن هو من رشحه للمخرج صلاح أبو سيف الذي اختاره لأداء شخصية «القائد»، ورغم أن العمل بالفيلم كان فرصة مهمة جداً لكنه تردد أمام هذا الدور قائلاً: «كان عليّ أن أقوم بضرب سعاد حسني ضمن مشاهد الفيلم، وقد كانت صديقتي وهي رقيقة وجميلة ومحبوبة من الجمهور العربي، وخشيت أن يكرهني الجمهور لذلك».
ويضيف أن «مصادفة مثيرة أنقذته من مخاوفه بعدما شاهده المخرج صلاح أبوسيف أثناء مشاركته بمسرحية «عريس لبنت السلطان» أثناء عرضها ضمن الأسبوع الثقافي الكويتي في بغداد، وفوجئ به يسند له شخصية (أبو محجن الثقفي) وكان فارساً وشاعراً، وهذا الدور غبطني عليه ممثلون كبار كانوا يتطلعون لكي يسنده أبو سيف لهم، وأذكر أن الفنان فريد شوقي قال لي بمحبة، أنت أخذت الدور الذي كنت أحلم به، ثم احتضنني مهنئاً وضحكنا كثيراً، وقد كان هذا العمل فرصة كبيرة لي في فيلم شارك به ممثلون عرب، ونال تقديراً واهتماماً»، ووصف سعاد حسني بأنها «فنانة لا تتكرر».
ورغم تقديمه أعمالاً مسرحية ودرامية كثيرة، فإنه قدم أعمالاً سينمائية أقل، لكن المنصور يؤكد: «لا يقاس الأمر بالكم، وفي رصيدي الفني كثير من الأفلام التي أعتز بها، ومنها «بس يا بحر» 1972 لصديقي المخرج خالد الصديق، وهو أول فيلم كويتي طويل، وقد تناول حياة صيادي اللؤلؤ في الكويت، وكان أول فيلم كويتي يرشح للأوسكار ضمن دورته الـ45».
كما يتوقف عند فيلم «ظلال الصمت» للمخرج عبد الله المحيسن، ويقول «هو فيلم سعودي طويل شاركت به ضمن نخبة من الممثلين العرب، من بينهم، الفنان السعودي عبد المحسن النمر، ومن سوريا غسان مسعود ومنى واصف، ومن لبنان إحسان صادق».
وحول قلة الإنتاج السينمائي بالكويت يقول محمد المنصور: «رجال الأعمال الذين كان بإمكانهم الدفع بالإنتاج السينمائي اتجهوا إلى (مجال البزنس)، وبالتالي تأثر الإنتاج السينمائي في الكويت عموماً».
وعن مدى تأثر الإنتاج السينمائي العربي المشترك بالمواقف السياسية بين البلدان العربية يقول: «بالطبع تأثر كثيراً، ولم يعد هناك تجارب مماثلة على غرار (القادسية) و(ظلال الصمت) اللذين جمعا فنانين من مختلف الدول العربية».
وحصل الفنان الكبير على دبلوم الموسيقى وبكالوريوس الفنون المسرحية، كما حصل على درجة الماجستير من أكاديمية الفنون بالقاهرة، ويؤكد أن سبب حرصه على الدراسة يرجع للفنان المصري زكي طليمات مثلما يقول: «لقد عملت بنصيحته، فقد أكد لي على أهمية الدراسة الأكاديمية وأن الموهبة وحدها لا تكفي، وتصقلها الدراسة والقراءة، وكان على حق».
وكشف المنصور عن استعداده لبدء تصوير مسلسل غنائي استعراضي كتبه مؤلف مصري وأعجبه كثيراً لكنه أبدى تحفظاً في الكشف عن تفاصيله.
وجمع الفنان الكويتي بين التمثيل وتقديم البرامج التي برع فيها ويجد فيها متعة أخرى حسبما يقول: «لديَ برنامجان جديدان سأقدم أحدهما بقناة (إم بي سي)، والآخر بتلفزيون دبي عقب شهر رمضان».