مراجعة للمشهد الثقافي بعد نصف قرن على تأسيس نادي جدة

«ملتقى قراءة النص» يثمّن الدور الريادي لـ«رؤية 2030»

الملتقى خُصص للخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة بمناسبة التأسيس (الشرق الأوسط)
الملتقى خُصص للخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة بمناسبة التأسيس (الشرق الأوسط)
TT

مراجعة للمشهد الثقافي بعد نصف قرن على تأسيس نادي جدة

الملتقى خُصص للخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة بمناسبة التأسيس (الشرق الأوسط)
الملتقى خُصص للخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة بمناسبة التأسيس (الشرق الأوسط)

ثمّن «ملتقى قراءة النص» الدور الريادي لـ«رؤية السعودية 2030» الداعمة والمحفّزة للأدباء والمثقّفين، مع اختتام أعماله في نادي جدة الأدبي، بعد 3 أيام من القراءات والمراجعات للخطاب الأدبي والنقدي على مدى 5 عقود، استضافتها جلسات حوارية ونقاشات تناولت المشهد الثقافي.

خصّصت دورة الملتقى الـ20، عنوانَها الأبرز هذا العام لـ«الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة»، بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس النادي، بينما دوّن المشاركون 7 توصيات في ختام الفعاليات، شاكرين القيادة السعودية على اهتمامها ورعايتها اللافتَيْن للقطاع.

وثمّنوا في مستهل التوصيات، الدور الريادي لـ«رؤية المملكة 2030»، متطلّعين إلى زيادة البرامج والمبادرات الثقافية وترسيخ تكريم رموزها، ودعم الملتقيات وتعزيز دورها؛ وأشادوا بالملتقى لأثره الفاعل في تكريم هذه الرموز على مستوى السعودية والعالم العربي.

مثقّفون وأدباء في جلسات النقاش (الشرق الأوسط)

وأقرّ الملتقى بضرورة العناية بمنجز نادي جدة، من ندوات، وأمسيات، ومطبوعات، ومادّة مسجّلة عبر الوسائط الحديثة لنشرها في الإعلام المرئي وتعميم الفائدة، وللربط بين الأجيال الأدبية والاهتمام بمادتها وحفظها في أوعية النشر عبر الوسائط الإلكترونية، مع توثيق منجزات الأندية الأدبية في المملكة لدورها الريادي في تنمية المشهد الثقافي السعودي والعربي.

كما دعت التوصيات إلى الإبقاء على مجلّات نادي جدة الخمس («جذور»، و«علامات»، و«الراوي»، و«نوافذ»، و«عبقر»)، إلى جانب السعي إلى تقديم مشروع ثقافي تكاملي تنهض به الأندية الأدبية والثقافية بالتعاون مع جمعيات معنيّة في المملكة، تُنمّي المواهب الأدبية والثقافية لدى الشباب، بما يحفظ الهوية العربية السعودية ويُعزّز حضورها.

وشدّدت التوصيات على ضرورة اهتمام الأقسام العلمية والمراكز البحثية في الجامعات السعودية بدراسة نتائج الأندية الأدبية عموماً، ونادي جدة خصوصاً، ورسم اتجاهاتها المعرفية والنقدية والأدبية.

رئيس نادي جدة الأدبي د.عبد الله السلمي خلال الملتقى (الشرق الأوسط)

كذلك شكر المشاركون مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرّمة الأمير خالد الفيصل، راعي الملتقى، ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، ونائب أمير منطقة مكة الأمير سعود بن مشعل، ومحافظ جدة الأمير سعود بن عبد الله لدعمهم ورعايتهم الحراك الثقافي والأدبي.

وشمل شكرهم «أدبي جدة» على اختياره موضوعات سنوية تخدم الحركة الأدبية، مؤكدين ضرورة استمرار الملتقى في دورته المقبلة، ومباركين مبادرة تكريم الأكاديمي والناقد السعودي د.عبد الله المعطاني، واختياره الشخصية المُحتفى بها.

أدباء ومثقفون بعد إحدى جلسات اليوم الأخير للملتقى (الشرق الأوسط)

وشهد اليوم الأخير للملتقى 4 جلسات، فقدّم د.محمد الشريف من جامعة الحدود الشمالية، ورقة بعنوان «الخطاب الأدبي والنقدي في نادي جدة الأدبي - قراءات ومراجعات في منجز المرحلة»، تناول فيها مدارات البحوث المنشورة في أعداد مجلة «جذور». كذلك شارك د.ظافر العمري، وهو أستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى، بورقة قدّم من خلالها «قراءة الشعر في دوريات نادي جدة الثقافي الأدبي»، فاقتصر مجال دراسته على مجلتَي «علامات»، و«جذور»، وتفحّص مناهج النقد ركيزةَ تلك البحوث، مع اهتمامٍ بالمنهج التراثي، والنظر في بعض البحوث وفق المنهج السيميائي.

أما د.أديم ناصر الأنصاري، الأستاذة المُساعدة في الأدب والنقد والبلاغة في جامعة حفر الباطن، فجعلت من المقالات المترجمة في مجلتَي «علامات في النقد» و«نوافذ» مسرحاً لبحثها. بينما قدّم د.سلطان العيسي دراسة موضوعية لطبيعة أمسيات الشعر المنبري عبر منبر «رواق السرد»، كذلك شهدت الجلسة الرابعة مشاركة أستاذ الأدب والبلاغة في جامعة الطائف د.أحمد الهلالي بورقة استقصت «نافذة التواصل الثقافي في نصف قرن»، واستخدام المنهج الوصفي بأداتي الإحصاء الجزئي والتحليل، بافتراض 3 مستويات تتمثّل في التواصل الثقافي بين «أدبي جدة» والمؤسّسات الأدبية والثقافية العربية، واستقطاب أعلام الثقافة العربية إلى أنشطة النادي المنبرية والكتابية، ونافذة الترجمة؛ متوقفاً عبر دراسته عند وعي «أدبي جدة» المُبكر بقيمة التواصل الثقافي بين الأدب العربي والآداب الأخرى.


مقالات ذات صلة

الخليج د.العيسى خلال التقائه بالمفتين والأئمة وعددٍ من الشخصيات الإسلامية في أثينا (الشرق الأوسط)

العيسى يلتقي المُكوِّن الإسلامي اليوناني ورئيس أساقفة أثينا

التقى الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في أثينا، المُكوِّن الإسلامي اليوناني والمُفتين ورئيس أساقفة أثينا.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
يوميات الشرق هاني المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» للفترة 2024 - 2026 (الشرق الأوسط)

بأغلبية ساحقة... السعودية رئيساً لـ«تنفيذي الألكسو» حتى 2026

فازت السعودية برئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) خلال الفترة 2024 - 2026، بأغلبية الأصوات وللمرة الثالثة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد إحدى الطائرات المدنية تحلق في سماء العاصمة السعودية (موقع طيران الرياض)

53 مليار دولار مساهمة قطاع الطيران في اقتصاد السعودية

قالت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي، إن قطاع الطيران المدني يقوم بدور حيوي في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة، إذ يسهم بمبلغ 53 مليار دولار في الناتج المحلي.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
يوميات الشرق «بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)

افتتاح أول بيت ثقافي في السعودية

افتتحت هيئة المكتبات السعودية، الجمعة، أول بيت ثقافي في البلاد، الذي تحتضنه مكتبة الدمام العامة (شرق المملكة)، ويمثل منجزاً وطنياً على مستوى القطاع.

«الشرق الأوسط» (الدمام)

كيف تبدو الحياة في «أسعد مكان على وجه الأرض»؟

جايد فينتونيمي خلال ممارسة التزلج على الجليد في لابلاند بفنلندا (جايد فينتونيمي)
جايد فينتونيمي خلال ممارسة التزلج على الجليد في لابلاند بفنلندا (جايد فينتونيمي)
TT

كيف تبدو الحياة في «أسعد مكان على وجه الأرض»؟

جايد فينتونيمي خلال ممارسة التزلج على الجليد في لابلاند بفنلندا (جايد فينتونيمي)
جايد فينتونيمي خلال ممارسة التزلج على الجليد في لابلاند بفنلندا (جايد فينتونيمي)

نمط الحياة في فنلندا مبني على التفاعل مع الطبيعة بشكل يومي أو أسبوعي، ومدنها قريبة من أماكن مفتوحة. هكذا تصف الأميركية جايد فينتونيمي الحياة في أسعد دولة بالعالم.

وتضيف جايد -وهي تعمل في التسويق الإلكتروني وتعيش في فنلندا منذ 5 سنوات- أنك في فنلندا ستستخدم الغابة طريقاً مختصراً؛ سواء كنت تمارس رياضة الجري أو تركب الدراجة.

وتقول، عبر موقع «سي إن بي سي» الأميركي: «أحد أفضل الأماكن التي أحبها بحيرة تابانيلا، وتقع خلف منزلي بنحو مائة متر، وأمامه بمائة متر بحيرة فيسجارفي».

جايد فينتونيمي تجلس على ضفاف بحيرة فيسجارفي في فنلندا (جايد فينتونيمي)

وتضيف: «في الصيف نبحر بالقارب في البحيرة، وفي الشتاء نتزلج فوقها. الفنلنديون لا يدعون الطقس يؤثر على استمتاعهم بالطبيعة، فحتى في أشد الأيام برودة يستمرون في المشي والتزلج وركوب الدراجات».

وتتابع: «التفاعل اليومي مع الطبيعي حسَّن من صحتي العقلية. عندما أكون في الغابة يكون ذهني صافياً وأتنفس بعمق».

ترى جايد أنه من اليسير الحفاظ على عادات صحية في فنلندا؛ لأن هناك ثقافة منتشرة حول ضرورة البقاء سليم الجسم طوال العمر، وتروي أنها عندما بدأت تعلم التزلج على الجليد، وكانت تتعثر في خطواتها الأولى، وجدت حولها جميع الأعمار، من الأطفال في سن 3 سنوات حتى سن 70 عاماً يمارسون أو يتعلمون التزلج. وتؤكد أن هناك منظمات في كثير من المدن تنظم دروس تعلم للرياضة لكل الأعمار.

جايد فينتونيمي خلال رحلة غلى متنزه كوسامو في فنلندا (جايد فينتونيمي)

وتشير جايد إلى أنها تشعر بالأمان لأن نظام الحياة في فنلندا مصمم لمساعدة الآخرين على الارتقاء، وتوضح: «هناك إجازة رعاية طفل كبيرة للآباء الجدد، والقانون يأمر بضرورة استخدام الإجازات، والتعليم الجامعي مجاني للمواطنين، والمواصلات العامة مريحة وفعالة، ولو كان معك عربة بها طفل صغير فإنك تستقل القطار أو الحافلة مجاناً، والحصول على الخدمات الطبية غير مكلف، وأحياناً مجاني».

وتختتم: «عندما جئت من الولايات المتحدة إلى فنلندا للمرة الأولى، فاجئني الهدوء في الأماكن العامة ومراكز التسوق».


3 نصائح من «فن إصلاح الخزف الياباني» لعلاقات إنسانية أكثر صحة واستدامة

يقدم الـ«كينتسوغي» 3 طرق لرعاية علاقات صحية وتعزيز النمو العاطفي (غيتي)
يقدم الـ«كينتسوغي» 3 طرق لرعاية علاقات صحية وتعزيز النمو العاطفي (غيتي)
TT

3 نصائح من «فن إصلاح الخزف الياباني» لعلاقات إنسانية أكثر صحة واستدامة

يقدم الـ«كينتسوغي» 3 طرق لرعاية علاقات صحية وتعزيز النمو العاطفي (غيتي)
يقدم الـ«كينتسوغي» 3 طرق لرعاية علاقات صحية وتعزيز النمو العاطفي (غيتي)

يُعطي الـ«كينتسوغي» وهو أحد أشكال الفن الياباني التاريخي، إسقاطات عميقة لفهم العلاقات الإنسانية. ويعد الـ«كينتسوغي» أو «الإصلاح بالذهب» فناً يابانياً قديماً لإصلاح الخزف المكسور، عن طريق ربط المناطق المكسورة بالغراء الممزوج بمسحوق الذهب أو الفضة أو البلاتين.

وبشكل فلسفي، يتم إصلاح الكسور في الـ«كينتسوغي» على أنها جزء من تاريخ الجسم، وليس عيباً يجب إخفاؤه؛ بل إنه يحتفل بها ويحولها إلى لمسات رائعة من الجمال.

إلى جانب جاذبيته الجمالية، يرمز الـ«كينتسوغي» إلى المرونة والقبول والقوة التحويلية لاحتواء النقائص، وفق ما ذكره موقع «psychology today» الخاص بعلم النفس.

يعد الـ«كينتسوغي» أو «الإصلاح بالذهب» فناً يابانياً قديماً لإصلاح الخزف المكسور (أرشيفية)

وفيما يلي 3 طرق يقدمها الـ«كينتسوغي» لرعاية علاقات صحية وتعزيز النمو العاطفي.

احتفل بالعيوب

في قلب الـ«كينتسوغي» تكمن فلسفة «وابي سابي» اليابانية الجمالية التي تركز على رؤية الجمال وسط كل شيء، وترمي لتقبل الأشياء كما هي وعلى طبيعتها، بعيوبها وبشوائبها وحتى بفنائها.

وغالباً ما يؤدي البحث عن الكمال في العلاقات إلى خيبة الأمل والإحباط. وبالاعتماد على تعاليم الـ«كينتسوغي»، يمكننا أن نتعلم كيفية تقبل العيوب باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا المشترك. ويمكننا أن نحتفل بالنمو والتواصل الأعمق والمرونة التي تنشأ بيننا عن طريق مواجهة التحديات معاً.

وبدلاً من توقع الكمال، من المهم أن ندرك أنه لا توجد علاقة مثالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قبول العيوب يخلق مساحة آمنة؛ حيث يتم الترحيب بالضعف وتتم مقابلة العيوب بالتعاطف، وهذا يعزز الالتزام تجاه العلاقة.

اصنع مرونتك

تؤكد فلسفة الـ«كينتسوغي» أن المرونة لا تقتصر على التعافي من الشدائد فحسب؛ بل تتعلق أيضاً بتبني عملية الإصلاح والتجديد. تماماً مثل العملية الدقيقة لإصلاح الفخار المكسور. تتطلب العلاقات الصبر والجهد والعناية لإصلاح العقبات في نسيج العلاقات الخاص بك.

تستلزم المرونة الالتزام بالتصرف على أساس الحب والتفاهم خلال الصراعات والنكسات. ومن خلال التواصل المفتوح والتعاطف، نقوم بتعزيز أساس علاقاتنا وتصبح أقوى من ذي قبل.

على سبيل المثال، مناقشة التحديات بشكل علني مع الشريك تقوي الروابط وتعزز مهارات حل المشكلات، والإطراءات من الشريك تعزز الثقة وتقدير الذات، كما أن التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة -مثل التخطيط لقضاء إجازة أو إدارة الشؤون المالية- يعزز العمل الجماعي، أما الانخراط في المناقشات الفكرية أو مشاركة الهوايات فيحفزان التعلم المتبادل والنمو الفكري.

افخر بالتغيير والتطور

بدلاً من إخفاء العيوب أو التشبث بالكمال الذي كان في الماضي، فإن عملية إصلاح الفخار المكسور على طريقة الـ«كينتسوغي» ترمز وتعترف بالتطور مع مرور الوقت.

وفي العلاقات الإنسانية، يستلزم تبني التحول السماح لكل فرد بالتطور بشكل مستقل، بينما ينمو أيضاً مع شريكه كوحدة واحدة. إن إدراك التغييرات التي تحدث بمرور الوقت واحتضانها يعززان النمو المستمر والتجديد في العلاقة. وتؤكد الأبحاث أنه عندما يخضع الأفراد للتوسع الذاتي الشخصي -أي تجربة التغيير الذاتي الإيجابي والنمو بشكل مستقل عن شريكهم الرومانسي- فإنهم أيضاً يواجهون شغفاً متزايداً في علاقاتهم الرومانسية.

إن احتضان رحلة التحول بانفتاح وامتنان، ينبئ بزيادة التواصل والرضا في العلاقة، مما قد يؤدي إلى تعزيزها. وليكن في معلومك أن كل تجربة؛ سواء كانت ممتعة أو مليئة بالتحديات، تساهم في تعميق القصة المشتركة. ومن خلال قبول التغيير والافتخار به، فإننا نبني علاقة مرنة قابلة للتكيف والاستمرار.


وائل كفوري ورامي شلهوب... «شراكة العمر» بدأت بأغنيتَين

الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب
الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب
TT

وائل كفوري ورامي شلهوب... «شراكة العمر» بدأت بأغنيتَين

الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب
الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب

حصل اللقاء الأوّل بين الفنان وائل كفوري والشاعر والملحّن رامي شلهوب خلال التحضير لأغنية «كلنا مننجرّ» منذ سنتَين. اللحن الذي وضعه شلهوب وجمال ياسين على كلمات الشاعر علي المولى لفتَ كفوري، فقرّر تكرار التجربة مع المؤلّف الشاب.

في 4 أبريل (نيسان) فاجأ المطرب اللبناني جمهوره بأغنية تميّزت شكلاً ومضموناً عمّا سبقها. علِقت اللازمة فوراً في الذاكرة: «غير البشر كلّهن هي... في شعور جديد عليّ». ثم جاء الفيديو كليب من إخراج دان حداد، ليكمل صورة وائل المتجدّدة.

يقول شلهوب عن «الوقت هديّة» إنها شكّلت نقطة تحوّل في مسيرته، ويضيف في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن تلك الأغنية التي تولّى كتابتها وتلحينها جاءت بمثابة تتويج مبكّر لعلاقته الفنية بكفوري: «نجحتُ في الاختبار عندما وافق وائل على الأغنية أسرع مما توقعت، وهو المعروف بتدقيقه الشديد في التفاصيل وقلقه الكبير على عمله، انطلاقاً من مسؤوليته تجاه جمهوره».

أرادَ شلهوب أن يقدّم كفوري في بُعدَيه الإنساني والعاطفي، من خلال «الوقت هديّة»، لذلك اختار مطلعاً يحمل معاني وجوديّة: «عشت وشفت كل البشر حافظهن كرجة ميّ»، لينتقل بعد ذلك إلى قصة الحب.

«رغبتُ في أن أركّز على وائل الإنسان الذي اختبر البشر واختمرت تجربته في الحياة، فصار قلبُه يعرف مَن يختار». يضيف شلهوب: «أردتُ أن أبرز للجمهور هذا الجانب الناضج في شخصيته، من خلال أغنية تُشبهه».

يضع شلهوب تعاونَه مع كفوري في كفّة، وكل الأغاني التي ألّفها سابقاً في كفّة أخرى. يوضح ذلك قائلاً: «كل النجاحات التي حققتها قبل، لا تُقارن بما يحصل الآن. نكهة النجاح مع وائل مختلفة. جمهوره ضخم، وشعرتُ بأنّه جرى تقدير لحني وكلمتي أكثر من أي وقت».

دمج شلهوب في «الوقت هديّة» المعاني الإنسانية والعاطفية بما يليق بتجربة كفوري (صور شلهوب)

بعد صدور «الوقت هديّة» انهالت التهاني من الفنانين والمتابعين، إلا أنّ التهنئة التي فاجأته أتت من كفوري شخصياً: «تصوَّري أنه تواصلَ معي ليبارك لي ويقول إنه فرحَ لي بهذا النجاح!».

يتحدّث شلهوب عن «إنسانٍ طيّب وكريم لا ينسى جهدَ أحد من الفريق». أما على الصعيد المهني، فـ«وائل دقيق جداً، ويتابع تفصيل التفصيل. يعرف ماذا يريد، ويلاحظ أي فرق بسيط قد يطرأ على العمل». غير أن هذا لا يعني -وفق شلهوب- أنّ كفوري يفرض رأيه أو تعديلاته على الأغنية؛ بل يكتفي ببعض التوجيهات إذا اقتضى الأمر، مانحاً المؤلّف مساحته الإبداعيّة.

يطلق رامي شلهوب على لقائه الفني بوائل كفوري: «شراكة العمر». ويتابع: «شرف كبير لي أن يختارني لأكتب وألحّن أغانيه». وفيما يبدو تعاوناً واعداً، فقد تكررت التجربة بعد شهر على صدور «الوقت هديّة». عاد شلهوب ليوقّع منفرداً أغنية ثانية لكفوري بعنوان: «لآخر دقّة».

يطغى على العمل الجديد مزاج البهجة. هي أغنية رومانسية؛ لكنها أقلّ كلاسيكية من سابقتها، مع العلم بأنّ الأغنيتَين تحملان طابعاً إيجابياً. يجنّب شلهوب أغانيه الكآبة والأسى: «الأغنية اللبنانية بحاجة إلى القليل من الإيجابية والفرح»، كما يقول. يرى واجباً «مساعدة الناس على السعادة والضحك والحب؛ بعيداً عن السرديّات الهدّامة وحكايات الخيانة والفراق». هذا لا يعني أنه لا يؤلّف أغاني حزينة: «لاً مفرّ منها؛ لكن يجب أن تكون هناك دائماً نقطة ضوء، بعيداً عن الأذى والتجريح».

يؤكد شلهوب أن الشراكة مع كفوري ستُثمر مزيداً من الأغاني؛ لكن ليس في القريب العاجل. في الأثناء، يتواصل نشاط الكتابة والتلحين لعددٍ من الفنانين ولشلهوب نفسه، فهو يخوض تجربة الغناء إلى جانب التأليف. أما أبرز المغنّين الذين تعاون معهم، فجوزيف عطية، ومحمد عساف، وسعد لمجرّد.

لا تطول القائمة لسبب واضح، وهو أنّ شلهوب خجول في عرض أعماله على الفنانين، وفق ما يعترف: «لو لم يكن جوزيف عطية صديقاً مقرّباً لما صنعنا –ربما- كل تلك النجاحات معاً». يؤمن بأنّ الأغنية المميزة تتحدّث عن نفسها، وتُجنّبه هذه القناعة قرع الأبواب من أجل تسويق أعماله.

تكرّر التعاون بين كفوري وشلهوب في أغنية «لآخر دقّة» الصادرة حديثاً (صور شلهوب)

يتمسّك رامي شلهوب بهويّة واضحة لأغنيته: «أنا من مناصري الأغنية الكلاسيكية لأنها تبقى وتعمّر، على عكس تلك الموسميّة». يعرّف الأغنية الكلاسيكية على أنها «تمنح المستمع شعوراً بالحنين، وبأنه يعرفها حتى وإن كان يسمعها للمرة الأولى». وهو يرى أن هذه الأغنية اكتسبت مزيداً من القيمة مؤخراً، وسط الموجات الموسيقية المتشابهة والضاربة حالياً.

يستقي مما تأثّر به صغيراً في منزل والدَيه في زحلة، ومما سمع هناك من حناجر فيروز، وأم كلثوم، وعبد الحليم، ومن نغمات الأخوين رحباني، وعبد الوهاب، وفيلمون وهبي، وملحم بركات، ولاحقاً مروان خوري وزياد برجي.

لم يتخصص في العلوم الموسيقية؛ بل اكتفى ببعض دروس البيانو والعود: «لحّنتُ كل شيء في بداياتي، انطلاقاً من صفحات الجريدة، مروراً بقصائد حصة اللغة العربية، إلى أن صرتُ ألحّن كلماتي». هكذا يختصر شلهوب رحلة مع الكلمة واللحن بدأت في سن الـ13 وهي مستمرة، مع تمسُّكٍ بـ«المحتوى البسيط غير المتفلسف الذي يقول الكثير من دون استفاضة».


بأغلبية ساحقة... السعودية رئيساً لـ«تنفيذي الألكسو» حتى 2026

هاني المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» للفترة 2024 - 2026 (الشرق الأوسط)
هاني المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» للفترة 2024 - 2026 (الشرق الأوسط)
TT

بأغلبية ساحقة... السعودية رئيساً لـ«تنفيذي الألكسو» حتى 2026

هاني المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» للفترة 2024 - 2026 (الشرق الأوسط)
هاني المقبل رئيساً للمجلس التنفيذي لمنظمة «الألكسو» للفترة 2024 - 2026 (الشرق الأوسط)

فازت السعودية برئاسة المجلس التنفيذي لـ«المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)» للمرة الثالثة على التوالي، بانتخاب ممثلها، هاني المقبل، رئيساً للفترة 2024 - 2026، وذلك بأغلبية ساحقة، بعد حصولها على 18 صوتاً مقابل صوتين لمنافستها المغرب، فيما امتنعت دولة عن التصويت، وجاءت دولة قطر نائباً، والأردن مقرراً.

يأتي ذلك بعد اجتماع المجلس، عقب أعمال «المؤتمر العام» للمنظمة، في دورته الـ27، التي اختتمت بجدة، الجمعة، حيث أشاد الأعضاء بما تحقق من نتائج إيجابية وعمل تكاملي للمجلس خلال فترتي رئاسة السعودية السابقتين، منذ يوليو (تموز) 2021.

انتخبت السعودية بأغلبية ساحقة بعد حصولها على 18 صوتاً مقابل صوتين لمنافستها المغرب (الشرق الأوسط)

وأكدت الدول العربية ممثلةً في أعضاء المجلس، على أهمية المضي قدماً، واستمراره في رؤيته الجديدة والمتقدمة، واصفين ما تم إنجازه بالنقلة المهمة في تاريخه نحو تعزيز دوره في دعم المنظمة وبرامجها لخدمة توجهاتها، ورعاية مصالح الدول العربية بمجالات التربية والثقافة والعلوم، حيث رسمت السعودية خريطة طريق مؤسسية داخلَه، مما قاده إلى العمل بشكل فعال مع المنظمة وفق عمل تشاركي وتكاملي، وهو ما حوَّل المشاريع والتطلعات إلى واقع ملموس، بتمكين العمل الجماعي، وتحقيق التكامل بين الأعضاء وتنفيذ الأعمال برؤية مشتركة.

من جانبه، قال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إنه «خلال رئاسة المملكة للمجلس التنفيذي لـ(الألكسو)، وفي أقل من 3 أعوام، أطلقنا أكثر من 10 مشاريع وشراكات»، معرباً عن اعتزازه بثقة الأعضاء لإعادة ترشيح بلاده للرئاسة للمرة الثالثة على التوالي.

بدوره، ثمَّن المقبل ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد من تمكين ورعاية دائمين للدور السعودي في «الألكسو»، مما انعكس على فاعليته ورئاسة المجلس خلال الدورتين السابقتين، لتسهم بتأثير كبير ودعم دائم لتطوير العمل في المنظمة، منوهاً بدعم ومتابعة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال ترشح المملكة للرئاسة، مما أسهم بشكل كبير في فوزها بها، كذلك ما يقوم به من توجيه وإشراف لتسخير الإمكانات طيلة عامين وعشرة أشهر ماضية، ودعمه الذي طال مجالات عمل المنظمة كافة، بما يخدم أهدافها مع جميع الدول العربية.

وقدم شكره للأعضاء على ثقتهم، وما تحقق خلال الفترة الماضية من نتائج ومكتسبات طورت من عمل المجلس والمنظمة، موضحاً أن ذلك لم يكن ليتحقق إلا من خلال العمل الجماعي، وحرص الجميع على التطوير، والمشاركة البنَّاءة في تبني القرارات، وتنظيم مسارات العمل، للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة للإسهام في تحقيق الأهداف، وتعزيز بناء الحوار والتعاون، وكل ما يخدم المنظمة في عملها المشترك بين الدول العربية.

السعودي هاني المقبل رئيس المجلس التنفيذي لـ«الألكسو» خلال اجتماعات المنظمة في جدة (واس)

وقال المقبل: «نقدر جلياً تصويت الدول للسعودية، التي تعي حجم هذه المسؤولية، وما زالت تحرص على تعزيز العلاقات على مستوى الأعضاء، وصناعة قرارات تناسب تطلعاتهم، بما يمكِّن مشاريعها ومبادراتها»، متطلعاً لتحقيق مزيد من الإنجازات المشتركة عبر العمل الجماعي، ورعاية مصالح الدول، وتمكين رؤاها ومقترحاتها، لضمان عكسها على أرض الواقع وتنفيذها.

الدول الأعضاء وصفت الإنجازات بالنقلة المهمة في تاريخ المجلس نحو تعزيز دوره في دعم المنظمة وبرامجها (الشرق الأوسط)


عادل إمام يتصدر اهتمامات المصريين... والجمهور يستعيد أفلامه

قدم عادل إمام العديد من الأعمال في السينما والتلفزيون (لقطة من فيلم عمارة يعقوبيان)
قدم عادل إمام العديد من الأعمال في السينما والتلفزيون (لقطة من فيلم عمارة يعقوبيان)
TT

عادل إمام يتصدر اهتمامات المصريين... والجمهور يستعيد أفلامه

قدم عادل إمام العديد من الأعمال في السينما والتلفزيون (لقطة من فيلم عمارة يعقوبيان)
قدم عادل إمام العديد من الأعمال في السينما والتلفزيون (لقطة من فيلم عمارة يعقوبيان)

واصل الفنان المصري عادل إمام الملقب بـ«الزعيم» تصدر «التريند» على «إكس» خلال الاحتفال بعيد ميلاده الـ84 الذي وافق الجمعة 17 مايو (أيار). حيث تفاعلت شخصيات عامة وفنانون ومتابعون مع المناسبة. واستعاد الجمهور أعماله الفنية بنشر لقطات من أهم أفلامه على المنصات الإلكترونية المختلفة.

وكتب رجل الأعمال نجيب ساويرس على منصة «إكس»: «كل سنة وأنت طيب يا جميل... بالنيابة عن جيلي أشكرك على كل ضحكة ضحكناها وكل لحظة سعادة اديتهالنا ... أشكرك على مدرسة المشاغبين، والواد سيد الشغال، والإرهاب والكباب، وطيور الظلام، ربنا يبعدهم عنك وعنا».

وأبرز ساويرس حدثاً مهماً حين ذهب عادل إمام إلى أسيوط وعرض مسرحية هناك في وقت مكافحة الإرهاب، عادّاً أفلامه «علامة في السينما المصرية».

من التفاعلات الطريفة التي نشرتها قناة «الوثائقية المصرية» على «إكس»، فيديو مصور لعادل إمام في إحدى ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب يرد فيه على «إشاعة وضع صورته على الجنيه المصري».

في حين عرضت أكثر من قناة مصرية أفلاماً كثيرة من بطولة عادل إمام، أبرزها فيلم «واحدة بواحدة»، و«طيور الظلام»، و«الإرهاب والكباب».

ويعدّ عادل إمام واحداً من الجيل الثالث في الكوميديا المصرية بعد جيلي نجيب الريحاني وعلي الكسار، وفؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وهو خريج كلية الزراعة في جامعة القاهرة في ستينات القرن العشرين، واتجه للفن خلال تلك الفترة، وقدم أعمالاً مهمة للمسرح والسينما والدراما التلفزيونية.

بدوره، رأى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن أعمال عادل إمام وتاريخه الفني «علامة فارقة وحالة استثنائية في الأوساط الفنية بمصر والوطن العربي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «عادل إمام موجود دائماً في أعماله المتنوعة بين الجمهور، وهو ما يتضح من الزخم الكبير في بث أعماله على معظم الفضائيات العربية في جميع الأوقات تقريباً».

تفاعل سوشيالي واسع احتفالاً بذكرى ميلاد عادل إمام (صفحة محمد إمام على إكس)

وانتشرت مقاطع كثيرة من أفلام عادل إمام على منصة «إكس» من بينها أدواره في أفلام «الإرهاب والكباب»، و«الغول»، و«طيور الظلام»، و«السفارة في العمارة»، و«المشبوه»، ومسرحيتي «مدرسة المشاغبين»، و«الزعيم».

ونشرت الفنانة اللبنانية نيكول سابا التي شاركت عادل إمام بطولة فيلم «التجربة الدنماركية» صورة تجمعهما معاً، وكتبت تهنئة بعيد ميلاده على «إكس»: «كل سنة وأنت طيب، يا رب كل سنة وأنت زعيم قلوبنا وزعيم الكوميديا والسينما!!».

ونشر الفنان محمد إمام، نجل الزعيم، صورتين على منصة «إكس» معلقاً عليهما «أهم فنان في التاريخ – عيد ميلاد الزعيم».

وبدأ عادل إمام مشواره الفني عام 1962 بالانضمام إلى فرقة التلفزيون المسرحية، وكانت أول الأعمال التي شارك فيها مسرحية «أنا وهو وهي» عام 1964، من بطولة فؤاد المهندس وشويكار، وبعد مشوار حافل في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، كان آخر ما قدمه مسرحية «بودي جارد»، وفيلم «زهايمر»، ومسلسل «فلانتينو»، ومن ثمّ أعلنت أسرته في فبراير (شباط) الماضي أنه قرّر التفرغ للاستمتاع بالحياة الأُسرية والعائلية وسط أبنائه وأحفاده.


لصوص يسطون على متجر «هاري ونستون» للمجوهرات في باريس

مدخل متجر «هاري ونستون» في باريس بعد تعرضه لعملية سطو (أ.ب)
مدخل متجر «هاري ونستون» في باريس بعد تعرضه لعملية سطو (أ.ب)
TT

لصوص يسطون على متجر «هاري ونستون» للمجوهرات في باريس

مدخل متجر «هاري ونستون» في باريس بعد تعرضه لعملية سطو (أ.ب)
مدخل متجر «هاري ونستون» في باريس بعد تعرضه لعملية سطو (أ.ب)

هاجم عدة أفراد متجر «هاري ونستون» للمجوهرات، صباح اليوم، في جادة "مونتين" وسط باريس. ويقع المتجر في محيط قصر "الإليزيه" وفي منطقة تجمع أشهر محلات المجوهرات والأزياء الراقية.

وهي المرة الثالثة التي يتعرض فيها المتجر ذاته لهجوم من هذا النوع.

وفي التفاصيل أن 3 أو 4 أشخاص مسلحون نجحوا في اقتحام محل المجوهرات المحصن وحطموت سبع واجهات ونهبوا محتوياتها من مصوغات وساعات ثمينة. بعد ذلك غادروا المكان على متن دراجتين ناريتين وأطلق أحدهم رشقة رصاص في الهواء دون أن يصاب أحد بأذى.

وقع الحادث في عز النهار، وبالتحديد في الحادية عشرة وأربعين دقيقة من يوم السبت المخصص للتسوق في العادة.

وقد سبق أن سطا لصوص على متجر «هاري ونستون» في خريف 2007 وشتاء 2008. وفي المرة الأولى تسلل إلى المحل 4 رجال ملثمين ومسلحين يرتدون بزات عمال طلاء وخرجوا بما مجموعه 120ساعة يدوية مرصعة بالأحجار الكريمة و360 قطعة مجوهرات قُدّرت قيمتها بنحو 32 مليون يورو. وفي الثانية تنكر رجال مسلحون في أزياء نساء ونفذوا هجوماً استغرق أقل من 20 دقيقة وخرجوا بحصيلة ضمت 140ساعة يدوية و297 قطعة من المجوهرات، أي ما تم تقديره بأكثر من 70 مليون يورو.

وتعددت حوادث السطو على متاجر المجوهرات التي تتركز في جادة «مونتين» وساحة «فاندوم» بجوار وزارة العدل وفي مكان قريب من جادة «الشانزليزيه» وقصر «الإليزيه» الرئاسي. كما وقعت حوادث مماثلة في مدينة كان السياحية الجنوبية.


تدخين السجائر الإلكترونية يرتبط بالإصابة بالربو في سن مبكرة

تفاقم السجائر الإلكترونية من  مخاطر ظهور الربو (جمعية أمراض الصدر الأميركية)
تفاقم السجائر الإلكترونية من مخاطر ظهور الربو (جمعية أمراض الصدر الأميركية)
TT

تدخين السجائر الإلكترونية يرتبط بالإصابة بالربو في سن مبكرة

تفاقم السجائر الإلكترونية من  مخاطر ظهور الربو (جمعية أمراض الصدر الأميركية)
تفاقم السجائر الإلكترونية من مخاطر ظهور الربو (جمعية أمراض الصدر الأميركية)

كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة تكساس الأميركية للعلوم الصحية في هيوستن، عن وجود صلة كبيرة بين تدخين السجائر الإلكترونية وظهور الربو في سن مبكرة لدى البالغين في الولايات المتحدة.

ووجدت نتائج الدراسة المنشورة (الجمعة) في مجلة «شبكة الجمعية الطبية الأميركية مفتوحة المصدر» (JAMA) أن البالغين الذين كانوا لا يعانون من مرض الربو في بداية الدراسة، وأفادوا بتدخينهم السجائر الإلكترونية خلال الـ30 يوماً الأخيرة، زاد لديهم خطر الإصابة بالربو في سن مبكرة بنسبة بلغت 252 في المائة.

وهو ما علقت عليه الدكتورة أدريانا بيريز، الباحثة الرئيسية للدراسة، وأستاذة الإحصاء الحيوي وعلوم البيانات المتخصصة في جامعة تكساس للعلوم الصحية قائلة: «دراستنا هي الأولى التي فحصت عمر ظهور الربو».

الدكتورة أدريانا بيريز (جامعة تكساس للعلوم الصحية)

وأوضحت أن «بيان المخاطر المحتملة لظهور الربو في سن مبكرة وقياس مدى صلة ذلك بتدخين السجائر الإلكترونية قد يساعد غير المدخنين على اتخاذ قرار بعدم التدخين وقد يحفز المدخنين على التوقف عن التدخين».

وكانت النتائج قد استندت إلى تحليل بيانات دراسة التقييم السّكاني للتبغ والصحة، وهي دراسة وطنية طويلة عن تعاطي التبغ وكيف يؤثر على صحة البالغين والشباب في الولايات المتحدة.

وأضافت بيريز في بيان صحافي نشر على موقع الجامعة: «تؤكد نتائج الدراسة الحاجة لمزيد من البحث، خصوصاً فيما يتعلّق بتأثير استخدام السجائر الإلكترونية على الشباب ومدى ارتباطه ببداية الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى في سن مبكرة».

واستطردت: «تُسلّط الدراسة الضوء على أهمية تعديل إرشادات الفحص لتشمل التدخين الحديث للسجائر الإلكترونية، ما قد يساعد على الكشف المبكر عن الربو وعلاجه، ويقلل من معدلات الإصابة بالمرض والوفيات المرتبطة به».

وذكرت بيريز أن «الدراسة تسلّط الضوء أيضاً على الحاجة إلى معالجة العبء الصحي للربو، الذي يؤدي إلى خسائر سنوية بقيمة 300 مليار دولار أميركي، بسبب التغيّب عن المدرسة أو أيام العمل، وبسبب الوفيات، والتكاليف الطبية، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)».

وشدّد باحثو الدراسة على أن «هناك حاجة إلى لوائح جديدة للوقاية من تدخين التبغ، وحملات التدخل وبرامج الإقلاع عن التدخين لمنع ظهور مرض الربو في سن مبكرة لهذا السبب».


موسم عيد الأضحى في مصر يجذب أفلام «نجوم الشباك»

صناع فيلم «ولاد رزق 3 - القاضية» يحتفلون بانتهاء التصوير (صفحة مؤلفه على «فيسبوك»)
صناع فيلم «ولاد رزق 3 - القاضية» يحتفلون بانتهاء التصوير (صفحة مؤلفه على «فيسبوك»)
TT

موسم عيد الأضحى في مصر يجذب أفلام «نجوم الشباك»

صناع فيلم «ولاد رزق 3 - القاضية» يحتفلون بانتهاء التصوير (صفحة مؤلفه على «فيسبوك»)
صناع فيلم «ولاد رزق 3 - القاضية» يحتفلون بانتهاء التصوير (صفحة مؤلفه على «فيسبوك»)

اجتذب موسم عيد الأضحى السينمائي في مصر أفلام نجوم الشباك، حيث حجزت أفلام بإمكانات إنتاجية كبيرة مكاناً لها في دور العرض مبكراً، في حين تسعى أفلام أخرى للحاق به، لا سيما مع ارتباطه بموسم الصيف الذي يُعدّ أطول المواسم السينمائية وأكثرها تحقيقاً للإيرادات.

ويأتي فيلم «ولاد رزق 3- القاضية» في مقدمة الأفلام التي ستُعرض في موسم عيد الأضحى، وهو الفيلم الذي حظي بدعم الهيئة العامة للترفيه في السعودية، برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، وصُوّرت بعض مشاهده في مدينة الرياض.

ويضمّ الفيلم عدداً كبيراً من النجوم، من بينهم أحمد عز وعمرو يوسف ومحمد ممدوح وكريم قاسم وأسماء جلال وتايسون فيوري، كما ينضم له ضيف شرف الفنان كريم عبد العزيز، وهو من تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان.

وانتهى تصوير الفيلم قبل 3 أيام، وكتب المؤلف صلاح الجهيني عبر حسابه في «فيسبوك» معلناً انتهاء التصوير بعد 7 أشهر من العمل، ووجه الجهيني الشكر للمستشار تركي آل الشيخ على دعمه المادي واللوجيستي للفيلم ليكون أكبر فيلم «أكشن» عربي، حسبما يؤكد. موجهاً الدعوة للجمهور لمشاهدته يوم 13 يونيو (حزيران) المقبل في دور العرض المصرية.

وتدور أحداث الجزء الثالث من الفيلم بعد انفصال أولاد رزق واتجاه كلٍّ منهم في طريق، ويجبرهم شبح من الماضي على العودة لحياة الجريمة.

محمد إمام وباسم سمرة في فيلم «اللعب مع العيال» (الشركة المنتجة)

من جهة أخرى، انتهى المخرج الكبير شريف عرفة، الخميس الماضي، من تصوير آخر مشاهد فيلم «اللعب مع العيال» الذي كتبه أيضاً، ويعد أول لقاء يجمعه بالفنان محمد إمام، ويشارك في بطولته أسماء جلال، وباسم سمرة، وحجاج عبد العظيم، وويزو، ومصطفى غريب، وتدور القصة في إطار كوميدي حول مدرّسٍ شاب يتعرض لعدد من المواقف الصعبة التي تغيّر مجرى حياته.

فيما يواصل المخرج حسام سليمان تصوير مشاهد فيلم «عصابة المكس» من بطولة أحمد فهمي، ولبلبة، وروبي، وأوس أوس، وحاتم صلاح، كما يضمّ الفيلم عدداً كبيراً من ضيوف الشرف، من بينهم الفنان أحمد السقا، ويروي الفيلم في قالب كوميدي قصة «المكسيكي»، الذي اعتاد القيام بعمليات السرقة والتهريب بمفرده، غير أنه يتورط في عملية كبيرة يضطّر خلالها إلى الاستعانة بمجموعة تساعده في تنفيذها، لكنهم يورطونه في مشكلات تهدّد بفشل العملية، والفيلم من تأليف أمجد الشرقاوي ورامي علي.

فيلم «عصابة المكس» يشارك في الموسم السينمائي الصيفي (الشركة المنتجة)

ويخوض المنتج هشام عبد الخالق موسم العيد بفيلمي «اللعب مع العيال» و«عصابة المكس» ويفسّر اجتذاب موسم العيد لأفلام نجوم الشباك بـأن العيد هو بداية الموسم الصيفي السينمائي، وأنه موسم يتحمل عرض 10 أفلام، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «العيد هو بداية الموسم الذي يمتد طوال أشهر الصيف».

وعن مشاركته بفيلمين يقول: «هما فيلمان كبيران على المستوى الإنتاجي، وقد قصدت التنوع فيهما رغم انتمائهما إلى اللون الكوميدي، فأحدهما يصلح للعائلة والأطفال والثاني يصلح للشباب والعائلة أيضاً».

وينضم فيلم «أهل الكهف» للمخرج عمرو عرفة للعرض في موسم الأضحى بعدما تعطل تصويره لفترة طويلة، وانتهي في أغسطس (آب) الماضي، وهو من بطولة خالد النبوي، ومحمود حميدة، وغادة عادل، ومحمد فراج، ومحمد ممدوح، وصبري فواز، ومن تأليف أيمن بهجت قمر، عن رواية للأديب توفيق الحكيم، كما يلحق بالموسم فيلم «ري ستارت» الذي بدأ الفنان تامر حسني تصويره مؤخراً، وتشاركه البطولة هنا الزاهد.

ووصف الناقد سيد محمود موسم «الأضحى» المقبل بأنه «موسم الكبار والإيرادات وحصاد الملايين»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «لن يكون موسماً خفيفاً بل هناك أفلام ثقيلة على غرار (ولاد رزق) لتكلفته العالية، وضمه نجوماً وضيوف شرف كباراً»، وعدّه أيضاً «موسم الأفلام المؤجلة مثل فيلم (أهل الكهف) الذي تأجّل عرضه طويلاً ويضمّ عدداً كبيراً من الممثلين، وكذلك فيلم (الجواهرجي) لمحمد هنيدي الذي قد يدخل موسم الأضحى»، مشيراً إلى أن «شركات الإنتاج تسعى للوجود بهذا الموسم لثقتها أنها تستطيع خلاله تعويض أي خسائر تكبدتها من أفلام سابقة».


قرية بوليفية في منطقة الأمازون تعشق صناعة آلات الكمان

خوسيه مانويل أوراريبيا معلم في معهد أوروبيتشا للتدريب الفني والكورالي والأوركسترا (أ.ف.ب)
خوسيه مانويل أوراريبيا معلم في معهد أوروبيتشا للتدريب الفني والكورالي والأوركسترا (أ.ف.ب)
TT

قرية بوليفية في منطقة الأمازون تعشق صناعة آلات الكمان

خوسيه مانويل أوراريبيا معلم في معهد أوروبيتشا للتدريب الفني والكورالي والأوركسترا (أ.ف.ب)
خوسيه مانويل أوراريبيا معلم في معهد أوروبيتشا للتدريب الفني والكورالي والأوركسترا (أ.ف.ب)

مع بيوتها المصنوعة من الطين أو الخشب وشوارعها الترابية، تبدو أوروبيتشا كأي قرية تقطنها مجموعات من السكان الأصليين، لكنّ هذه القرية التي غالبية أفرادها من مجموعة غوارايوس باتت بفضل صانعي الآلات الوترية أهم منطقة لتصنيع الكمان في بوليفيا.

يقول عميد معهد أوروبيتشا للتدريب الفني والكورالي والأوركسترا والدو بابو: «لم أرَ قط مكاناً يُصنّع فيه هذا العدد الكبير من آلات الكمان كما في هذه القرية».

تقع أوروبيتشا في منطقة الأمازون، وتضم 8 آلاف نسمة، تتحدث غالبيتهم لغة غوارايو، وهي إحدى اللهجات الـ37 المعتمدة رسمياً في بوليفيا. ويشير بابو إلى أنّ القرية تضم ما بين 40 إلى 50 مصنّعاً شهيراً للآلات الوترية.

نيلسون أوريبوشانغا أحد الطلبة في مدرسة ببلدة أوروبيتشا في بوليفيا يعمل على صناعة آلة الكمان (أ.ف.ب)

ورغم غياب أي أرقام رسمية، يقدّر وجود مصنّع واحد لكل 200 مقيم تقريباً. والمدرسة التي يديرها هي إحدى أشهر المدارس في بوليفيا لموسيقى الباروك. وتضم هذه المدرسة 600 تلميذ، يتعلّم نحو 20 منهم العزف على الكمان.

وفي هذه البلدة الصغيرة أوركسترا سيمفونية أيضاً، إلا أنّ هذه المهنة لا تزال تعتمد على التقاليد أكثر من المدرسة.

«التوصّل إلى الصوت الجيّد»

بات هيلديبرتو أورياي، البالغ 76 سنة، صانع آلات وترية بفضل والده. ويحتاج هذا الحرفي الشهير أسبوعين لتصنيع آلة كلاسيكية ذات 4 أوتار.

هيرنان ياريتا أحد الطلبة في مدرسة ببلدة أوروبيتشا في بوليفيا يعمل على صناعة آلة الكمان (أ.ف.ب)

ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية، بلهجة تمتزج فيها لغتا الغوارايو والإسبانية: «التوصّل إلى آلة صوتها جيّد يحتاج إلى صبر».

وتُباع كل آلة كمان، يصنعها من خشب الأرز أو المارا، وهما نوعان من الخشب المتين، لقاء ما يعادل نحو 580 دولاراً، بحسب عائلته. أورياي أرمل، وأب لـ5 أبناء، وله عدد كبير من الأحفاد. وقد بدأ هذا الحرفي الذي لا يتكلم كثيراً يعاني منذ مدّة من مشكلات في السمع.

ويقول الرجل جالساً أمام مشغله: «أحب العزف كثيراً».

هيلديبرتو أورياي البالغ 76 سنة يقول خلال جلوسه أمام مشغله: «أحب العزف كثيراً» (أ.ف.ب)

وعلى عكس حرفيين بارزين آخرين، لم ينجح أورياي في جعل أبنائه يواصلون مهنة تصنيع الآلات الوترية التي تعلّمها من جده.

«بدايةً... تصنيع آلات لنا»

لا يمكن الوصول إلى قرية أوروبيتشا إلا من خلال طريق طولها 300 كيلومتر، تربطها بسانتا كروز.

في بداية القرن التاسع عشر، جاء رهبان من الفرنسيسكان في مهمة إلى هذه القرية، وتبيّن لهم أن السكان الأصليين هم حرفيون ماهرون، ولاحظوا ميلهم إلى الموسيقى.

خوسيه مانويل أوراريبيا معلم في معهد أوروبيتشا للتدريب الفني والكورالي والأوركسترا (أ.ف.ب)

ويشير علماء الأنثروبولوجيا إلى أنّ هذا الميل متجذر في فكرتهم عن الموت. فهم يعتبرون أنّ روح أي فرد من مجموعة غوارايوس لتصل إلى الجدّ، أي الإله على ما يصفونه، عليها أن تغنّي وتعزف على «تاكوارا» أو مزمار الخيزران، بحسب ما يوضح المؤرخ خوان أورانيافي.

ويشير إلى أنّ الروح تركب تمساحاً لمقابلة جدّها، ولكن إذا كانت لا تعرف كيفية العزف على التاكوارا جيداً، «بسبب خطأ ارتكبته خلال حياتها»، فإن التمساح يرميها في النهر لالتهامها.

هيرنان ياريتا أحد الطلبة بمدرسة ببلدة أوروبيتشا في بوليفيا يعمل على قطعة خشب تستخدم في صناعة آلة الكمان (أ.ف.ب)

واستخدم رهبان الفرنسيسكانية الكمان كوسيلة للتبشير، مستفيدين من هذه الحساسية الموسيقية.

في البداية، لم يكن العزف على هذه الآلات ممكناً سوى في الكنيسة، ولكن لاحقاً «تعلّم السكان الأصليون أنفسهم من المبشرين» كيفية صنعها والعزف عليها.

نيلسون أوريبوشانغا أحد الطلبة في مدرسة ببلدة أوروبيتشا في بوليفيا يعمل على صناعة آلة الكمان (أ.ف.ب)

ومن هنا تعود الأهمية التي يتمتع بها صانعو الآلات الوترية في أوروبيتشا، الذين لا تُعَلَّم مهنتهم في المتاجر العائلية فحسب، بل في صفوف المدرسة الثانوية في المدينة أيضاً.

يقترب هيرنان ياريتا (38 عاماً) من الحصول على دبلوم في تصنيع الآلات الوترية. ويرغب في أن تصل آلاته إلى سكان القرية أولاً حتى لا يختفي التقليد. ويقول: «هناك أطفال لا يحوزون آلة كمان، لهذا السبب نريد تصنيع آلات لأنفسنا أولاً، ولأحبائنا».


حدث «كان» الأكبر هو حدث العام السينمائي بأسره

عالم جديد في «ميغلوبولوس» (مهرجان كان)
عالم جديد في «ميغلوبولوس» (مهرجان كان)
TT

حدث «كان» الأكبر هو حدث العام السينمائي بأسره

عالم جديد في «ميغلوبولوس» (مهرجان كان)
عالم جديد في «ميغلوبولوس» (مهرجان كان)

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان»-4

في الدقيقة 80 من بداية فيلم «ميغالوبوليس» يتقدّم رجل على المنصّة أمام الشاشة ثم يقف في نقطة معيّنة. على الشاشة ما زال الفيلم الجديد لفرنسيس فورد كوبولا معروضاً، لكن في اللحظة التي يقف فيها ذلك الرجل أمام الفيلم، هناك لقطة للممثل الرئيسي وهو محصور بإطار يبدو مثل نافذة ويتطلع صوب الرجل الواقف على المسرح. الرجل يسأل والممثل موجهاً نظره إليه (إذ من المفترض أنه يراه) يجيب.

يستمر هذا المشهد لنحو 30 ثانية فقط، لكنه من إبداعات المخرج ودعماً لرسالته التي يتضمنها الفيلم وتفعيلاً لفكرة لم تقم بها السينما من قبل. نعم، على المسرح لكن ليس في السينما.

لن يخسر الفيلم شيئاً لو لم يعمد إلى هذه الحركة، رغم ذلك لها وقع كبير لمؤازرة مضامينه. «ميغالوبوليس» فانتازيا يصفها المخرج بالأخلاقية تتكهن بأن الولايات المتحدة ستشهد نهاية كتلك التي شهدتها الإمبراطورية الرومانية قبل الميلاد وتعمد إلى استيحاء الأحداث المستقاة من ذلك التاريخ لكي ترسمها على وضعٍ يراها مشابهة اليوم.

الوقت المناسب

الفيلم في بال كوبولا منذ 1974. لكنه كان يحتاج لتمكين نفسه اسماً فنياً كبيراً ولامعاً. ما بين 1972 و1974 أنجز ذلك، لكن الوقت لم يكن مناسباً. ربما لم تتكوّن معطيات الفيلم بوضوح آنذاك، أو ربما أدرك أن رؤيته ستصطدم بمعيقات مادية. في عام 2001، إثر الهجوم الإرهابي على نيويورك، عاد إلى الفكرة لكنها كانت تحتاج لمزيد من الكتابة والقليل من الانفعال.

انتظر كوبولا الوقت المناسب الذي هو الحالي. وقت تمر فيه الولايات المتحدة والعالم بسلسلة من المآزق التي تضع إسفيناً ما بين عالم متخبط ومغمور بالثورة المادية وبين أخلاقيات الحياة والمبادئ التي باتت غير قادرة على الدفاع عن الإنسان وحضاراته.

أدرك كوبولا، وقد بلغ الخامسة والثمانين من عمره، أنه قد لا يحقق فيلماً آخر بعد اليوم وأن عليه، إذا ما أراد تحقيق هذا الفيلم فعلاً، أن يموّله من جيبه. المشروع كبير ومعقد وكثيف الجوانب البصرية وفيه كمٌ كبيرٌ من الممثلين وأجواء وتصاميم فنية وديكوراتية كبيرة. لم يبخل كوبولا على حلمه، بل وضع ثروة بلغت 130 مليون دولار، مدركاً أنه سينجز فيلماً من الصعب جذب الجمهور الكبير إليه. جمهور «العرّاب» (بجزئيه الأول والثاني) وجمهور «المحادثة» أو حتى «القيامة الآن» (الشركة الموزّعة هي ألمانية اسمها Constantine ولا يوجد للآن موزّع أميركي).

كوبولا خلال التصوير (أميركان زوتوب)

لا يبدو أن ذلك يحرم كوبولا من النوم. على العكس أنجز الرجل حلم حياته، وهو فعل أكثر بكثير من أحلام عديدة تنتابنا لا نستطيع تحقيقها. جمع للفيلم أسماء رنانة. أدام درايڤر في دور سيزار، ولورنس فيشبورن، ودستين هوفمن، وجونن ڤويت، وشايا لابوف لجانب أخرى غير معروفة على نطاق واسع: نتالي إيمانويل، وأوبري بلازا، وجيان كارلو إسبوزيتو، وعشرات آخرين.

مفاجآت بصرية

مطلوب من هذه الشخصيات الماثلة الترميز للشخصيات التي عاشت في زمن قياصرة روما (كاليغولا، سيزار، سيسيرو، كراسوس... إلخ) وهي تفعل ذلك، لكن ليس بلباس تاريخي، ولا تقع أحداث الفيلم أساساً في حقب تاريخية. إنه عن عالم معاصر يدمج اليوم بالمستقبل لكنه يتحدّث عن الآفة التي لا تعرف تميّز العصور: السُلطة والجاه حين لا تستندان إلى نفع عام. في نظر كوبولا، ما حدث للإمبراطورية الرومانية هو التنافس على المصالح الشخصية واستفحال التنافس عليها. ما يوازيه، في منظور المخرج، هو وجود هذا التنافس وذلك الاستفحال في الزمن الحاضر في أميركا.

أدام درايڤر وأودري بلازا في لقطة من الفيلم (أميركان زوتروب)

آدم درايڤر هو مصمّمٌ معماري ذو رؤية مستقبلية لتحويل المدينة التي يعيش فيها إلى صرح شامخ بمادة اكتشفها (لا يتوقف الفيلم عند تفاصيلها) ستنقل الحاضر إلى المستقبل. يقاومه في هذا المشروع محافظ المدينة (إسبوزيتو) وهناك من يعارض المدينة الجديدة انطلاقاً من أنه يريد إنشاء كازينو كبير.

سيزار يحب جوليا (إيمانويل) ابنة المحافظ الذي يتودّد حيناً ويعارض معظم الأحيان، خصوصاً في مسألة زواج ابنته بسيزار. هناك مشكلة أخرى في حياة سيزار وهي أن عشيقته واو (أوبري بلازا) تريده لنفسها وهي تملك زمام أمره لأن والدها (جون ڤويت) هو أثرى أثرياء المدينة، ويستطيع وقف تمويله وتجميد حساباته المصرفية.

في ساعتين و14 دقيقة يستعرض «ميغالوبوليس» مشاهده في سلسلة متواصلة من المفاجآت البصرية. هذا عالم شيّده كوبولا كما كان أورسن ويلز، وفدريكو فيلليني، وكوبولا نفسه شيدوه من قبل. لا يوجد شيء سهل في النظرة الأولى، وكل شيء ممكن تنفيذه مغلّفاً بجاذبية الفكرة وما تفصح عنه من مضمون وبالأسلوب الذي ينتمي إلى مخيلة لا تفتقر القدرة على الإدهاش. بما أن هذه القدرة تعتمد على جديّة المضمون وأبعاده فإنها ليست خاوية مطلقاً.

صرخة

يحشد كوبولا كل ما في وسعه لتنفيذ رؤية تتبلور على أكثر من صعيد. من الكتابة إلى آخر لقطة من الفيلم، هذا عمل مجبول بخيال بمهارة حرفية نافذة. نصف الساعة الأخيرة تعاني من ثقل ما سبقها لكن الفيلم لا يقع وما ينقذه هو المستوى المتواصل من دون هوان والمليء بالمفاجآت البصرية وكلها غير مجانية ولا تهدف لكي تتبوأ عناوين لافتة. الفيلم بأسره هو صرخة زيّنها المخرج بخيال رحب وواسع. المفارقة هي أنه إذ يعرض واقعاً متشائماً لا يعمد إلى تظليله ومنحه صورة داكنة للتأكيد عليه، بل ينجز فيلماً لافتاً في مساحاته وفضاءاته البيضاء.

تصوير متمكن من ميهاي ملامار جونيور (صوّر لبول توماس أندرسن The Master)، لكنه لم يُقدم على تصوير فيلم آخر بالدرجة نفسها من التعقيد. اثنان كتبا الموسيقى الرائعة التي تنساب من دون إزعاج هما أوسڤالدو غوليوف (اشتغل سابقاً مع كوبولا في «شباب بلا شباب») والمؤلّفة غريس ڤاندرڤال (اشتغلت على أفلام مستقلة صغيرة من قبل).

هذا فيلم، والحديث عنه يطول جداً، يقسم المشاهدين إلى معجبين متيّمين (وهذا الناقد أحدهم) وإلى نابذين ومنتقدين، وكل من الفريقين له وجهة نظر تؤيده، مما يجعل كليهما صحيحاً على صعيد مبدأي.

قد ينتقد البعض المضمون الأخلاقي والبعض الآخر الكثافة البصرية والطرح المناوئ للحريات الفردية التي لا ضابط لها (مادية وجنسية)، لكن هذه المسائل ذاتها التي تجعل الفيلم نادراً. كوبولا يفصح في كل زاوية منه عن نقد أكبر شأناً حول حياتنا العصرية. السعي للديمومة والانصراف للملذات المتاحة للبعض بلا عوائق أخلاقية. بطل الفيلم في تصميمه على خلق حياة جديدة تخلف الواقع المعاش ليس بدوره بريئاً أو خالياً من العيوب. إنه واحد من النخبة التي حدث أنها تفكر على نحو مختلف.

في الوقت نفسه، فيلم كوبولا الجديد عاكس لا لفنه والخامة الكبيرة التي يستخدمها في أفلامه فقط، بل لشخصه أيضاً. هو موجود محل أدام درايڤر واحداً من الذين يريدون تغيير الواقع. هو، الثري، لا يفكّر بالطريقة نفسها، بل يستخدم فيلمه لنقد الحاضر من فوق. يوعز بأنه صرف على الفيلم من جيبه عوض أن يكتم شهادته التاريخية.