ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 90 شخصاً، صدرت بحقهم مذكرة توقيف، في إطار التحقيقات الجارية في الهجوم الإرهابي على مجمع محاكم «تشاغلايان» في إسطنبول.
وقالت مصادر أمنية، الأربعاء، إن فرق مكافحة الإرهاب نفذت مداهمات متزامنة على 67 عنواناً في أنحاء مختلفة في إسطنبول، في إطار التحقيقات المستمرة في الهجوم الذي نفذه رجل يدعى «إمره يايلا» وامرأة تدعى «بينار بيركوتش» ينتميان إلى «حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري» اليساري المتطرف المصنف تنظيماً إرهابياً، وقتلا في موقع الحادث في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة .
وكان الهجوم أسفر عن مقتل ديلفراز كاراتاش (57 عاماً)، وإصابة 5 آخرين، بينهم 3 من عناصر الشرطة.
وقال والي إسطنبول داود غل، في تصريحات عقب تشييع جنازة كاراتاش في منطقة باغجيلار، الأربعاء، إن اثنين من المصابين في الهجوم الإرهابي خرجا من المستشفى، فيما يستمر علاج ضابطي الشرطة اللذين أطلق عليهما الإرهابيان النار قبل مقتلهما.
وأضاف أن التحقيقات مستمرة، و«أن عدد المعتقلين على خلفية الهجوم الإرهابي قد يتزايد».
وحضّ والي إسطنبول المواطنين «على التحلي بالصبر ورباطة الجأش»، مشيراً إلى «أن مكافحة الإرهاب عملية طويلة وستستمر في المستقبل كما كانت في الماضي».
وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، أنه تم تحييد (قتل) منفذي الهجوم، وهما من أعضاء حزب «جبهة التحرير الشعبي الثوري»، الماركسية اللينينية المصنفة منظمةً إرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».
وقال: إن 6 أشخاص بينهم 3 رجال شرطة أصيبوا في الهجوم. وذكرت مصادر أمنية، لاحقاً، أن مواطناً توفي متأثراً بجروحه التي أصيب بها في إطلاق النار.
وتبين أن الشقيقة الكبرى لمنفذة الهجوم بينار بيركوتش، وتدعي «نجمية بيركوتش» كان لديها جلسة استماع في إحدى المحاكم داخل المجمع، وأنها مثلت أمام القاضي بعد وقوع الهجوم بنصف ساعة.
وكشفت مصادر أمنية عن القبض على نجمية بيركوتش و3 أشخاص حضروا جلسة الاستماع معها، في الدائرة الـ13 للمحكمة الجنائية.
ومثلت نجمية بيركوتش أمام المحكمة بتهمة « حيازة مواد خطرة دون تصريح” و«الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة”، وتم تأجيل نظر القضية إلى جلسة 2 أبريل (نيسان) المقبل.
ويعد هجوم الثلاثاء هو الثاني الذي ينفذه «حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري»، على مجمع محاكم تشاغلايان في إسطنبول، وسبق أن نفذ هجوماً في 31 مارس (آذار) عام 2015، قتل فيه المدعي العام محمد سليم كيراز.
كما جاء الهجوم بعد أقل من أسبوعين من هجوم نفذه تنظيم «داعش» الإرهابي على كنيسة «سانتا ماريا» في حي سارير في إسطنبول، في أثناء قداس الأحد قبل الماضي، نفذه مسلحان، طاجيكي وروسي ينتميان إلى التنظيم، ما أدى إلى مقتل شخص، وجعل المعارضة وخبراء أمنيين يتحدثون عن «ضعف أمني واستخباري».