رئيس وزراء إثيوبيا: ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن

نفى وجود وفيات من الجوع في بلاده

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

رئيس وزراء إثيوبيا: ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد (أرشيفية - د.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، إن ملء سد النهضة لن يكون محل نقاش بعد الآن، لكنه أبدى استعداد بلاده للتفاوض حول السد، وتلبية مطالب مصر «بأقصى ما في وسعها».

ونقلت «وكالة الأنباء الإثيوبية» عن رئيس الوزراء تأكيده أيضاً على ضرورة إظهار مصر استعدادها لتلبية مطالب أديس أبابا.

جاءت تصريحات أحمد رداً على استفسارات من مجلس النواب، حيث أشار إلى أن إثيوبيا «مستعدة للاستماع إلى مطالب الشعب المصري الشقيق، وتلبيتها بأقصى ما في وسع إثيوبيا».

وفي سياق متصل، نفى رئيس الوزراء الإثيوبي أن الناس يموتون من الجوع في بلاده، ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، والتي تواجه أزمة غذائية ضخمة بسبب توالي النزاعات الداخلية وموجة جفاف شديدة، وقال رداً على أسئلة النواب في البرلمان، إن «لا أحد يموت من الجوع في إثيوبيا»، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «الناس ربما توفوا بسبب أمراض» مرتبطة بسوء التغذية.

في نهاية يناير (كانون الثاني)، أكد مكتب أمين المظالم الإثيوبي، وهو هيئة فيدرالية مسؤولة عن ضمان الحكم الرشيد واحترام سيادة القانون، تسجيل ما يناهز 400 حالة وفاة بسبب الجوع في منطقتي تيغراي وأمهرة الشماليتين. وأشار مسؤول الهيئة للصحافيين إلى أن هذه الوفيات وقعت خلال الأشهر الستة السابقة، بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وندد المسؤولون المحليون بوقوع وفيات بسبب الجوع، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها هيئة فيدرالية عن هذا الأمر الذي لطالما نفته حكومة آبي.

وأضاف رئيس الوزراء، الثلاثاء: «لا يمكن اتهامنا بتجاهل الجفاف والجوع»، مشيراً إلى أن حكومته خصصت أكثر من 250 مليون دولار «مساعدات غذائية» للمناطق المتضررة، وأكد أن «استخدام الجفاف لأغراض سياسية هو أمر مدان».

في مطلع فبراير (شباط)، تحدث شيفيراو تكليماريام، رئيس لجنة إدارة المخاطر الإثيوبية، وهي هيئة حكومية، والمنسّق المقيم للأمم المتحدة في إثيوبيا رامز الأكبروف، عن «انعدام يثير القلق للأمن الغذائي وزيادة في سوء التغذية».

وأوضحا، في بيان مشترك، أن «معدلات سوء التغذية» في مناطق معينة من البلاد «تتجاوز بالفعل المستويات المحددة عالمياً باعتبارها سمة للأزمة»، إلا أنهما أشارا إلى أن الوضع «لا يمكن مقارنته حالياً بالمجاعة». واعتبرا أن نحو 10.8 مليون شخص قد يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» الذي من المتوقع أن يبلغ ذروته خلال موسم الحصاد المقبل (بين انتهاء المخزون والموسم المقبل في يوليو «تموز» - سبتمبر «أيلول»)، في بلد يعتمد فيه 20 مليون شخص من السكان البالغ عددهم 120 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية. وأشارا إلى أن «تأثير الجفاف الذي تغذيه ظاهرة الـ(نينيو) مدمر للمجتمعات»، وأن «الظاهرة المناخية كان لها تأثير على أمطار الصيف، مما تسبب في نقص المياه وجفاف المراعي وانخفاض المحاصيل».

وأكدا أن سكان الولايات الإقليمية الشمالية - تيغراي وأمهرة وعفار - الذين لم يتجاوزوا بعد تبعات عامين من النزاع (2020 - 2022) عندما حدث الجفاف، هم الأكثر تضرراً. كما تشهد أمهرة نزاعاً جديداً منذ عدة أشهر. وأكدت عدة مصادر في مجال الإغاثة الإنسانية قابلتها «وكالة الصحافة الفرنسية» في إثيوبيا، خطورة الأزمة الغذائية في إثيوبيا، لكنها أشارت إلى أنه ليس بحوزتها بيانات تؤكد صلة الوفيات مباشرة بالجوع في البلاد.


مقالات ذات صلة

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

شمال افريقيا سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

قال وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، الاثنين، إن بلاده تطبق خطة شاملة لتعظيم الاستفادة من مواردها المائية المحدودة.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الري المصري خلال لقائه مع أمين عام المجلس الأعلى للبيئة بالسودان (الري المصرية)

«سد النهضة»: مصر والسودان تجددان رفضهما المساس بحقوقهما المائية

جددت مصر والسودان رفضهما «أي مساس بحقوقهما المائية من نهر النيل»، وأكد البلدان على «مخاطر إنشاء (سد النهضة) الإثيوبي، دون أي تشاور مع دولتي المصب».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا مصر تحمّل «التعنت الإثيوبي» مسؤولية تعثر مفاوضات «سد النهضة»

مصر تحمّل «التعنت الإثيوبي» مسؤولية تعثر مفاوضات «سد النهضة»

حملت مصر مجدداً ما تصفه بـ«التعنت الإثيوبي» مسؤولية تعثر مفاوضات «سد النهضة»، الذي تقيمه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويواجه باعتراضات دولتي المصب.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا الوزير المصري سويلم يلتقي السفير الألماني بالقاهرة (وزارة الموارد المائية والري)

مصر تحذّر دول نهر النيل من تفعيل اتفاقية «عنتيبي»

حذّرت مصر دول نهر النيل، من تفعيل «الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل»، المعروفة باسم اتفاقية «عنتيبي»، مؤكّدةً أنها بشكلها الحالي «تخالف قواعد القانون الدولي».

أحمد إمبابي (القاهرة)

عشرات المفقودين في غرق قارب مهاجرين قبالة المغرب

قارب على متنه مهاجرون غير نظاميين خلال غرقه (أرشيفية)
قارب على متنه مهاجرون غير نظاميين خلال غرقه (أرشيفية)
TT

عشرات المفقودين في غرق قارب مهاجرين قبالة المغرب

قارب على متنه مهاجرون غير نظاميين خلال غرقه (أرشيفية)
قارب على متنه مهاجرون غير نظاميين خلال غرقه (أرشيفية)

أعلنت باماكو مساء الخميس أنّ قاربا على متنه مهاجرون غير نظاميين كان في طريقه إلى إسبانيا حين غرق في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري قبالة السواحل المغربية ما أسفر عن فقدان حوالي 70 شخصا، من بينهم 25 ماليا، ونجاة 11 شخصا.

وقالت الحكومة المالية في بيان إنّ «عدد ركاب القارب الذي كان متّجها إلى إسبانيا كان 80 شخصا (...) وقد تمّ للأسف تحديد هويات 25 شابا ماليا في عداد الضحايا»، مشيرة إلى أنّ 11 شخصا تمّ إنقاذهم. وبحسب الحكومة المالية فإنّ هذه الحصيلة تمّ احتسابها استنادا إلى «معلومات وردت من مصادر مختلفة، لا سيّما من سفارتي مالي في موريتانيا والمغرب، ومن أهالي الضحايا (..) ومن بعض الناجين».

وبحسب منظمة "كاميناندو فرونتيراس" الإسبانية غير الحكومية فإنّ أكثر من 10400 مهاجر قضوا أو فُقدوا في عرض البحر خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا هذا العام الذي شهد تدفّقا قياسيا للمهاجرين إلى جزر الكناري. ويوازي هذا المجموع مقتل 30 شخصا في اليوم الواحد في المعدّل، بين يناير (كانون الثاني) و15 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وفق ما أعلنت هذه المنظمة التي تُخطر في العادة السلطات البحرية حينما تكون هناك زوارق مهاجرين تواجه صعوبات في عرض البحر.

ويعدّ «هذا العام الأكثر حصدا للأرواح» منذ بدأت «كاميناندو فرونتيراس» بتسجيل بيانات في هذا الخصوص، بحسب ما أوضحت المنظمة في بيان. وتعاني مالي من أزمة أمنية خطرة ومتعددة الأبعاد منذ اندلع فيها تمرد انفصالي وآخر إرهابي في 2012.