منتجعات سياحية برائحة بحر صور

«توركواز» و«دار ألما» و«بيت الياسمين» ثلاثة عناوين لأجمل إقامة في الجنوب اللبناني

منتجعات سياحية برائحة بحر صور
TT

منتجعات سياحية برائحة بحر صور

منتجعات سياحية برائحة بحر صور

«دار ألما» و«توركواز» و«بيت الياسمين» هي العناوين الثلاثة لمنتجعات سياحية تقع في منطقة صور. أقل ما يمكن وصف هذه المنتجعات هي أنها بمثابة 3 قطع صغيرة من الجنّة واقعة على ساحل جنوب لبنان.
تبرز أهمية هذه المنتجعات الثلاثة في أنها ملاذ للسائح، الذي يبحث عن التسلية والفرح والاسترخاء بعيدا عن أي ضغوطات حياتية.
نقاط التشابه بين المنتجعات الثلاثة، أنها مطلّة على البحر وتتضمن فنادق للنوم ونشاطات رياضية وأخرى ترفيهية تنقلك من عالم الواقع إلى عالم الأحلام.
هذه المنتجعات تذكّرك في هندستها ومساحاتها الشاسعة والخدمات السياحية المقدمة فيها، بجزر الباهاماس ورودوس وهاييتي، وتجعلك تكتشف حقيقة معنى العبارة التي تغنّى بها الراحل وديع الصافي عندما أنشد «لبنان يا قطعة سما».
نبدأ رحلتنا هذه التي تلامس شاطئ لبنان الجنوبي الممتد ما بين مدينة صور وبلدة الناقورة، من منتجع «توركواز» الواقع في منطقة «القليلة».
> منتجع «توركواز»
اسم على مسمّى
شاطئه اللازوردي الذي تتلألأ فيه مياه البحر المتوسط الصافية، تخوّلك مشاهدة قعره الرملي وأنت تسبح فيه. فهو يدلّك مباشرة على اسمه المستوحى من هذه الحجرة الكريمة ذات الأزرق الصافي، التي ترمز إلى القوة الروحية.
يمتد منتجع «توركواز» (turquoise - lb.com) الواقع على أطراف مدينة صور، على مساحة شاسعة تصل إلى 22.000 متر مربع. يتضمن إضافة إلى برك السباحة الثلاث (اثنتان منها للكبار وواحدة للصغار)، والتي تحوز على ثلاثة أرباع مساحة المنتجع، مطعما و18 شاليها أو «بانغالو». هذه الشاليهات المبنية من القصب والخشب على طريقة شاليهات جزر الباهاماس وهاييتي، مجهزّة بأحدث وسائل الراحة، كما تحتوي بعضها على غرف لجلسات الجاكوزي. وتطلّ جميعها على شاطئ لازوردي تغطّيه الرمال الفضيّة والمطعمّة بالبحص البحري الملوّن. يمتد شاطئ منتجع «توركواز» على طول 120 مترا، وفي استطاعة محبي السباحة أو السير على الرمال الساخنة، ممارسة هوايتهما تلك على مدى ساعات النهار، تحت إشراف مختصّين ومدرّبين في سلامة السباحة. أما أسعار الإقامة في المنتجع فتتراوح ما بين 190 و700 دولار، وذلك حسب طلبات الزبون والخدمات الإضافية التي يرغب فيها، خصوصا وأن بعض تلك الشاليهات تتسّع لـ7 أشخاص.
> أيام العطلة في «توركواز»
حالمة كما ألوانه
- كلّ ما ترغب أو تشتهي أن تمارسه من رياضات على مياه البحر، في استطاعتك القيام به في منتجع «توركواز» الواقع على أطراف مدينة صور الجنوبية. التزلّج على الماء، وركوب الزوارق، وركوب الأمواج (surfing)، وقيادة دراجات الـ«جيت سكي» وغيرها من أنواع الرياضة المرتبطة بمياه البحر، يؤمّنها لك منتجع «توركواز»، الذي أبى صاحباه حسن وطلال عز الدين (من أبناء المدينة) إلا أن يكون على المستوى المطلوب. «لقد أردنا أن يستمتع روّاد المنتجع بكلّ وسائل التسلية والراحة التي يحلمون بها»، يقول حسن عز الدين لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «هو منتجع يرضي أفراد العائلة بأكملها، بدءا من شاليهاته الرفيعة المستوى والمزودة بأحدث التجهيزات الكهربائية والإلكترونية، وصولا إلى النشاطات التي يمكن ممارستها في أرجائه، التي يمكن أن تشكّل هدفا للشباب الجامعي وواحة تسلية للأطفال».
يشرف على خدمة الزبائن في المنتجع 115 موظفا، مهمّتهم السهر على خدمتهم وراحتهم. فببشاشة وابتسامة عريضة يستقبلونك منذ لحظة دخولك المنتجع، إلى حين مغادرتك له. أما مطعم «توركواز» الذي يعمل فيه أكثر من 12 طبّاخا ماهرا تمّ انتقاؤهم بدقّة، فهم يحضّرون يوميا نحو 60 طبقا لبنانيا، لتشكّل لائحة طعام غنيّة بأنواع ثمار البحر والسمك واللحوم المشوية والمازة اللبنانية المشهورة لإرضاء طلبات أكبر عدد من الزبائن.
أما وجبة الإفطار التي تدخل ضمن إقامتك في المنتجع، فهي تتضمن أكلات عريقة ومعروفة في صور. فإضافة إلى الفول المدمّس والحمّص البليلة، توجد المناقيش بالصعتر واللبنة والجبن وغيرها من مكوّنات الإفطار اللبناني الأصيل، إضافة إلى الكرواسان الفرنسي الطازج ستتناولها ضمن وجبة الإفطار اللذيذة.
ميزة مطبخ «توركواز» تكمن في أنه مطابق لشروط سلامة الطعام المعتمدة من قبل قوة حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل). فقد أخذت على عاتقها الإشراف على طريقة العمل فيه وعلى مكوّنات الطعام المستخدمة في أطباقه كلّ 15 يوما. «لقد آثروا أن يقوموا بهذه المهمة منذ أن تعاقدنا على اشتراكات سنوية معهم لارتياد المنتجع» يقول صاحب المنتجع، ويضيف: «أي خلل نقوم به في هذا الصدد يفقدنا الشراكة معهم».
مساحات شاسعة مفتوحة أمام عينيك، وبمتناول يديك يقدّمها لك هذا المنتجع على طبق من «التوركواز».
تستجمّ وتستمتع بأشعّة الشمس، وتسبح وتتناول أطيب الوجبات، وتركب أمواج البحر أو تتأملها من مكان إقامتك، إذا كان الخريف قد بدأ، ومشاهد للوحات طبيعية مغرية تجدها فيه، فتشعر وكأنك في قلب عالم أزرق تعيشه وكأنك في حلم اليقظة.
> «دار ألما» من تحيّة للأمّ
إلى مشروع استجمامي بامتياز
«ألما» هو اسم والدة فيليب ثابت صاحب منتجع «دار ألما» السياحي الواقع في مدينة صور. فمنذ سنوات قليلة قرر فيليب إعادة إحياء ذكرى منزله العائلي في صور من خلال مشروعه هذا. فاشترى عقارا حوّله وبمساعدة زوجته سيلين إلى بيت ضيافة ليكون بمثابة تحية لروح والدته. ومع المهندسة الداخلية سارة الزير (مهندسة منتجع إده ساندس)، حوّل فيليب ثابت المنزل القديم هذا إلى بيت يتألّف من ثلاثة طوابق محافظا على هندسته المعمارية الأصيلة التي تعود إلى القرون الوسطى. وفي منزل هدفه تكريم الوالدة «ألما»، كان من اللافت أن يضخّ بزائره كثيرا من حبّ الأمّ وأسلوب حياة مزج ما بين الحداثة والعراقة معا.
> موقع «دار ألما» يخوّلك سماع
همس الموج وحفيف أوراق الشجر
- يتميّز منتجع «دار ألما» (www.daralma tyr) بموقعه الذي يجمع ما بين متعة مشهد البحر من ناحيته الغربية، ودفء الجلسة اللبنانية العريقة من ناحيته الشرقية. ففي دارة غنّاء تجمع في أحواضها الورود والأزهار والأشجار تطلّ من جدرانها الصفراء النوافذ القروية، تقابلك دارة أخرى يفصل ما بينها وبين الأولى زقاق قديم. وفيها شرفات تأخذك إلى جهة البحر على مشهد واسع وفسيح لبحر صور.
لا يستوعب «دار ألما» إلا قلّة من الزبائن الذين في إمكانهم الإقامة في غرف الدار التي لا تزيد عن 10 غرف. وهي تتوزّع ما بين غرف الأسرة المزدوجة (Double rooms) و5 أجنحة (suites) كبيرة واثنتين أصغر منها. جميعها مطلّة على البحر ومجهزة بالخدمات الحديثة من إنترنت وغيرها.
تكلفة الإقامة لليلة واحدة في «دار ألما» تتراوح ما بين 110 دولارات و290 دولارا. وتتضمن وجبة الإفطار التي في إمكانك تناولها على شرفة غرفتك المطلّة على البحر، أو في صالة «ألما» الخاصة بالإفطار في الهواء الطلق ذات النكهة الصيفية بامتياز. وتتألّف من اللبنة والجبن والمناقيش من صنع الدار، إضافة إلى الكرواسان الفرنسي والبيض بالقاورما وفتّة الحمص البلدية.
ومن «دار ألما» في استطاعتك أن تمارس هوايات عدّة، تتنوّع ما بين رياضة المشي، والسباحة وتجميع الصدف والأحجار البلوّرية، وكذلك التجوّل في أسواق صور القديمة والتعرّف على معالمها الأثرية وإلى جبل الجمل المطلّ على المدينة ومينائها القديم.
> «بيت الياسمين» تذكرة سفر لسياحة داخلية تنقذك
من الرتابة وتسمح لك
بممارسة رياضات الأثرياء
الهروب من المدينة المكتظة بالضغوطات الحياتية المتعبة، فكرة قد تراودنا جميعا عندما نشعر بالإرهاق من روتين يومي ثقيل يسكن يومياتنا. «بيت الياسمين» هو واحد من الأماكن الموجودة في لبنان، وبالتحديد في شارع سيدة البحار في منطقة معالية في مدينة صور، الذي سيشكّل لك تذكرة سفر محليّة تقوم من خلالها بجولة سياحية داخلية بيئية. فهذا القصر الريفي الأنيق سينقلك إلى عالم لا يشبه بتفاصيله الخلّابة أي مشهد سبق. فتحيط به بساتين البرتقال ويضم حظيرة للغزلان ومستعمرة لطيور الفلامينغو وبركة سباحة في الهواء الطلق وملاعب لكرة المضرب والـ«ميني غولف».
> موقع «بيت الياسمين»
قطعة فنيّة رسمتها الطبيعة بأيادي أصحابها
قد يخيّل إليك وأنت تسير في أقسام «بيت الياسمين» أنك تشارك في تمثيل فيلم سينمائي، تشارك أبطاله الهوليووديين روبرت ريدفورد وميريل ستريب عين مخرجه الثاقبة سيدني بولاك، فأي مشهد يقع عليه نظرك سيجعلك ترسم علامة استفهام عما إذا كنت في حالة حلم أم علم.
يقع «بيت الياسمين» (www.alyasmine guest house) على مساحة تناهز الـ20.000 متر مربع. بحيرة اصطناعية هنا، وبركة للسباحة هناك، إضافة إلى ميدان لركوب الجياد، وحديقة تتنقلّ فيها الغزلان، ومساحة لإقامة حفلات الزفاف هي بعض الأجزاء التي تتألّف منها أقسام «بيت الياسمين». فغرفه الـ16 الشاسعة الموزّعة على أطراف حديقة غنّاء تم تأثيثها بذوق رفيع يمتّ بصورة مباشرة لأجواء البحر وبمدينة صور بالتحديد. وقد تم طلاؤها أيضا بألوان زاهية تزوّدك في الشعور بالفرح والراحة معا. تكلفة الإقامة في «بيت الياسمين» تتراوح ما بين مائتي و250 دولارا.
> في «بيت الياسمين»
جلسات تنبض بالحياة
عمد آل عرب أصحاب «بيت الياسمين» للضيافة، إلى تجهيزه بأرقى مستحدثات الإقامة المريحة. حيث تجلس على أرجوحة بيضاء وأمامك مشهد للبحر، أو أن تستلقي على كرسي البحر وأنت على ضفاف بركته الخاصة بالسباحة، أو أن تسير مع الحبيب وأنت تتأبّط ذراعه ونظركما يجول معا حول بحيرة متعددة المستويات، وهي بعض اللوحات الطبيعية التي في استطاعتك أن تكتشفها بنفسك وأنت تسير في خطوط رسومها النافرة.
أما أشجار النخيل والصفصاف والحمضيات وغيرها، فهي ستجذبك دون شكّ للاتكاء على أحد جذوعها، أو التفيّؤ تحت ظلالها لتراقب الشمس وهي تغطس في مياه البحر الزرقاء معلنة لحظات غيابها.
أما النشاطات التي في استطاعتك أن تمارسها أثناء إقامتك في «بيت الياسمين»، فهي قد تأخذ الطابع الرياضي حيث يمارسها الأثرياء عامة. فهي تشمل ألعاب كرة المضرب والغولف في مساحات خاصة بها، وكذلك ممارسة رياضتي ركوب الدراجة الهوائية والسير على الأقدام. وقد تأخذ طابعا رومانسيا حينا آخر من خلال جلسات متنوعة استحدثها أصحاب البيت هنا وهناك، لإضفاء الحميمية عليها مرة والجمعة المسليّة مرات أخرى. كما في استطاعتك ممارسة متعة استكشاف مدينة صور العريقة في أزقتها وأسواقها والتعرّف على محمية السلاحف البرمائية الموجودة فيها.
ولهذه الأخيرة موقع معروف في مدينة صور يقصده الزوّار بهدف التمتع برؤية السلاحف التي يفوق عمر بعضها مائة عام، تسير ضمن مساحة خاصة بها تسمّى محمية السلاحف، وقد أقامها مهتمون في شؤون البيئة والثروات على قطعة أرض في صور ضمن نطاق محدد يعرف بـ«المنزل البرتقالي». هناك ستشاهد بعض تلك السلاحف التي تضع بيضها عند بلوغها الـ25 عاما (سنّ البلوغ لدى السلحفاة) في شهري أغسطس (آب) وأيار (مايو (أيار)، عند النقطة التي ولد فيها تماما. أو ستراقب العشرات منها مجتمعة تغطس في مياه البحر المحددة لها ويبلغ طول أجسام بعضها المترين.
ثلاثة خيارات متنوعة لتمضية أيام عطلة لا تشبه في مضمونها ونشاطاتها أيام عطلة أخرى سبق وأن قضيتها في لبنان، هي اليوم بمتناول يديك من أجل كسر رتابة أيامك العادية التي ترافقك طيلة فترة السنة. فمع أجواء البحر وزرقة مياهه وفي حضن الطبيعة الدافئ، أنت مدعو لشد حزام قرارك والتوجّه إلى مدينة صور الجنوبية لتتنفس جرعة سعادة تفرح القلب وتسعد العين.

برك سباحة خارجية كبرى في منتجع «توركواز»

جلسات خارجية مريحة في «دار ألما»

بحيرة اصطناعية تزين حدائق منتجع «الياسمين»



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».