قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن بلاده لن تتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة، محذراً من أن طهران «لن تتردد في الرد على أي هجوم أميركي يستهدف أراضيها»، وذلك بعدما أحجم البيت الأبيض عن تأكيد أو نفي توجيه ضربة مباشرة لإيران.
وصرح كنعاني خلال مؤتمر صحافي أسبوعي بأن إيران والولايات المتحدة تتبادلان الرسائل عبر الوسطاء، مشدداً على أنه «لا حاجة للتفاوض المباشر».
شنت الولايات المتحدة سلسلة ضربات ضد أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا رداً على مقتل 3 عسكريين أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة في قاعدة بالأردن يوم 28 يناير (كانون الثاني) الماضي.
أعلن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جايك سوليفان، الأحد، أن الولايات المتحدة «ستواصل» ردها ضد المجموعات الموالية لطهران في العراق وسوريا، لكنه رفض تأكيد أو نفي ما إذا كان الجيش الأميركي سيوجه ضربات في عمق الأراضي الإيرانية.
وقال كنعاني، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «الجمهورية الإسلامية لن تتردد في استخدام إمكاناتها لتوجيه رد يجعل المعتدين يندمون». وأضاف: «لقد لمس الآخرون هذه الإمكانية والقوة بالفعل، وسيفكرون ملياً قبل القيام بأي تصرف سيئ».
وقال رداً على مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» في طهران، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وجهت تحذيراً لإيران قبل الهجوم على اليمن وسوريا والعراق، وأن إيران سحبت قواتها من تلك المناطق على هذا الأساس، قال كنعاني: «لا علم لي بالتحذير، من الأساس. أميركا ليست في موضع لتوجيه التحذير إلى إيران»، دون أن يؤكد أو ينفي الانسحاب من سوريا.
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا قصف عشرات الأهداف في اليمن، السبت، رداً على هجمات متكررة يشنها الحوثيون المدعومون من إيران على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح كنعاني الاثنين، أن طهران «لا تسعى إلى تصعيد التوتر والأزمات في المنطقة، ولم تدعم قط التوترات والأزمات»، وفق ما اقتبست من أقواله «وكالة الصحافة الفرنسية».
بدورها؛ نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن كنعاني قوله إن «إيران ليست لديها قوات وكيلة في المنطقة. أميركا هي التي تستخدم إسرائيل بالوكالة لتحقيق مصالحها».
واحتج كنعاني على الضربات الأميركية والبريطانية على الحوثيين في اليمن، وذلك بعدما هاجمت الجماعة الموالية لإيران سفناً تجارية في البحر الأحمر بدعوى صلتها بإسرائيل. وقال إن أميركا وبريطانيا بمواصلة هجماتهما «تعملان على تأجيج عدم الاستقرار والأزمة في المنطقة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ».
وندد كنعاني بالضربات الجوية في العراق وسوريا، ووصفها بأنها «مغامرة» و«غير قانونية» و«انتهاك لسيادة البلدين»، عادّاً أنها نُفذت في إطار «سياسة الدعم الكامل» لإسرائيل.
وأطلق «الحرس الثوري» الإيراني في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي صواريخ باليستية على أربيل؛ مركز إقليم كردستان العراق، وإدلب في شمال شرقي سوريا، معلناً ضرب ما وصفه بمركز تابع للموساد الإسرائيلي ومواقع لتنظيم «داعش». ونفت بغداد وجود مركز إسرائيلي في أراضيها.
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام «الحرس الثوري»الإيراني عن مقتل قيادي في ميليشيا «فاطميون» المكونة من مسلحين أفغان، في الضربات الأميركية الأخيرة لأهداف إيرانية في شرق سوريا.
وأفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الاثنين، بأن حمزة علوي (65 عاماً)، القيادي في «فيلق فاطميون» قتل في ضربات فجر السبت، مشيرة إلى أن السلطات أبلغت أسرته التي تقيم في خيام للمهاجرين الأفغان بمدينة مشهد شمال شرقي إيران.
وأشارت الوكالة إلى أن علوي يحمل في سجله القتال ضمن صفوف القوات الإيرانية خلال حرب الخليج الأولى مع العراق، في الثمانينات.
وأشارت مواقع إيرانية إلى 6 آخرين من ميليشيا «فاطميون» كانوا يرافقون علوي. وقضى 40 قتيلاً في الضربات الأميركية.
وكانت وكالة «رويترز» قد ذكرت الأسبوع الماضي أن «الحرس الثوري» عاد لتجنيد مقاتلين أفغان وباكستانيين لتعزيز ميليشيا «فاطميون»، وأيضاً «زينبيون» المكونة من عناصر باكستانيين.
ونفى «الحرس الثوري» مقتل أي من ضباطه في الضربات.