تقرير: «قوات الدعم السريع» تعطّل شبكات الاتصالات في أنحاء السودان

الجنرال محمد حمدان دقلو قائد «قوات الدعم السريع» (أرشيفية - رويترز)
الجنرال محمد حمدان دقلو قائد «قوات الدعم السريع» (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: «قوات الدعم السريع» تعطّل شبكات الاتصالات في أنحاء السودان

الجنرال محمد حمدان دقلو قائد «قوات الدعم السريع» (أرشيفية - رويترز)
الجنرال محمد حمدان دقلو قائد «قوات الدعم السريع» (أرشيفية - رويترز)

انقطعت الاتصالات عن معظم السودانيين، اليوم (الاثنين)، في حين يعتقد مصدران في قطاع الاتصالات ووكالة السودان للأنباء المتحالفة مع الجيش أنها خطوة متعمدة من «قوات الدعم السريع» التي تخوض قتالاً مع الجيش.

وبحسب «رويترز»، لم تعلق «قوات الدعم السريع»، لكن مصدراً منها قال: إن القوات شبه العسكرية لا علاقة لها بانقطاع الاتصالات.

وقال كثيرون من السودانيين إنهم لا يستطيعون الوصول إلى أفراد عائلاتهم؛ مما يفاقم آثار الحرب بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني التي أجبرت أكثر من 7.5 مليون شخص على الخروج من منازلهم وأثارت تحذيرات من مجاعة.

ويعتمد ملايين على الدفع عبر الإنترنت لشراء المواد الغذائية وغيرها من الضروريات التي لا يمكن الوصول إليها الآن بسبب تعطل الشبكة.

ونشرت منظمة «نتبلوكس» التي تراقب الإنترنت بيانات على منصة «إكس»، أمس (الأحد)، أظهرت أن الاتصال لاثنين من مقدمي الخدمة الرئيسيين، «إم تي إن سودان» المملوكة لجنوب أفريقيا و«سوداني» المملوكة للدولة، انخفض إلى صفر وقرب الصفر بدءاً من يوم (الجمعة).

وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) والمصدران من الاتصالات: إن «قوات الدعم السريع» قطعت اتصالات مقدمي الخدمة مع مطالبتها بإصلاح انقطاع الشبكة في المنطقة الغربية من دارفور التي تسيطر عليها إلى حد كبير. ولم يتضح على الفور سبب الانقطاع في دارفور، ورفضت «إم تي إن» و«سوداني» الرد على طلب التعليق.

وألقى مصدر «قوات الدعم السريع» بمسؤولية انقطاع الاتصالات في دارفور على عاتق الجيش، قائلاً: إنه أمر بقطع الاتصالات لمدة أشهر هناك ومناطق أخرى؛ وهو ما لم يثر قلقاً خارجياً مماثلاً. ولم يحدد الجهة المسؤولة عن انقطاع الاتصالات في مناطق أخرى من البلاد، لكنه قال إنه لا علاقة لـ«قوات الدعم السريع» بها.

وتسيطر «الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مرافق شركات الاتصالات. وقال مصدران في قطاع الاتصالات: إن «قوات الدعم السريع» تمكنت من إغلاق الشبكات دون التسبب في أضرار دائمة.

وقالت المصادر ووكالة الأنباء السودانية: إن «قوات الدعم السريع» أجبرت أيضاً شركة «زين» السودان المملوكة للكويت، المزود الرئيسي الثالث للخدمة في السودان، على وقف الخدمة في ولاية نهر النيل ومدينة بورتسودان الخاضعتين لسيطرة الجيش.

وقالت شركة «زين»، في بيان نشرته على صفحتها في «فيسبوك»، اليوم (الاثنين)، إن موظفيها «يعملون في ظل ظروف صعبة وقاسية وخطيرة جداً، و(زين) تود الإشارة إلى أن انقطاع الشبكة الحالي يرجع إلى ظروف خارجة عن إرادتها».

ورفض ممثل لشركة «سوداني» التعليق، لكن الشركة قالت يوم السبت على «فيسبوك»، إنها تعمل على استعادة الخدمة.

وقالت «إم تي إن» غروب الشركة الأم لشركة «إم تي إن» في بيان لـ«رويترز» اليوم: إن الانقطاع نشأ عن الصراع المستمر.

وأضافت، أن «(إم تي إن سودان) تعمل بنشاط مع أصحاب المصلحة المعنيين لتقليل مدة هذا الانقطاع».

وتعرّضت أبراج الشبكات وخطوط الكهرباء والبنية التحتية الأخرى لأضرار في القتال في أنحاء السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان).

وألقت الحرب بالسودان في خضم أكبر أزمة نزوح في العالم وواجه الجانبان اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم، من أن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل ساعتين في مخيم زمزم الكبير للنازحين في دارفور.


مقالات ذات صلة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عائلة تستريح بعد مغادرة جزيرة توتي التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في أم درمان بالسودان يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

السودان: 40 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

أفاد طبيب بمقتل 40 شخصاً «بالرصاص» في السودان، بهجوم شنّه عناصر من «قوات الدعم السريع» على قرية بولاية الجزيرة وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يخاطب حضور مؤتمر اقتصادي في مدينة بورتسودان اليوم الثلاثاء (الجيش السوداني)

البرهان عن صراعات حزب البشير: لن نقبل ما يُهدد وحدة السودان

أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان رفضه للصراعات داخل حزب «المؤتمر الوطني» (المحلول) الذي كان يقوده الرئيس السابق عمر البشير.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا جلسة مجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في السودان (د.ب.أ)

حكومة السودان ترحب بـ«الفيتو» الروسي ضد «مشروع وقف النار»

رحّبت الحكومة السودانية باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، اليوم (الاثنين)، ضد مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن بشأن السودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (د.ب.أ)

المبعوث الأميركي يلتقي البرهان في أول زيارة للسودان

التقى المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو الاثنين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أول زيارة يقوم بها إلى البلاد التي تمزقها الحرب.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.