بورتسودان في «عزلة كاملة» نتيجة قطع خدمة الاتصالات

جهاز حكومي يضع اللوم على «قوات الدعم السريع»

سودانيون في ميليشيا تدعم قوات الجيش بمدينة القضارف في شرق البلاد في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)
سودانيون في ميليشيا تدعم قوات الجيش بمدينة القضارف في شرق البلاد في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

بورتسودان في «عزلة كاملة» نتيجة قطع خدمة الاتصالات

سودانيون في ميليشيا تدعم قوات الجيش بمدينة القضارف في شرق البلاد في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)
سودانيون في ميليشيا تدعم قوات الجيش بمدينة القضارف في شرق البلاد في 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)

دخلت مدينة بورتسودان (شرق السودان)، التي توصف بأنها باتت العاصمة البديلة نتيجة القتال المستمر منذ أشهر في الخرطوم، في «عزلة كاملة» عن بقية أنحاء البلاد منذ ليل الأحد، جراء انقطاع الاتصالات بكل أنواعها من هاتف وإنترنت. وأرجعت هيئة الاتصالات الحكومية الانقطاع إلى إيقاف «قوات الدعم السريع» لمراكز بيانات شركتي «سوداني» و«إم تي إن» للهاتف الجوال، تحت ذريعة انقطاع الاتصالات عن ولايات دارفور في غرب البلاد. وأفيد بأنه تم إمهال شركة الاتصالات الثالثة «زين» ثلاثة أيام لإعادة الخدمة إلى دارفور، أو مواجهة قطعها عن ثلاث ولايات بينها بورتسودان.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سونا) عن جهاز تنظيم الاتصالات (الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم الاتصالات في البلاد)، أن «ميليشيا (قوات الدعم السريع)» تواصل «نهجها الإجرامي في التخريب»، وأنها «إمعاناً في زيادة معاناة المواطن السوداني» أوقفت العمل في مركزي بيانات شركتي «سوداني» و«إم تي إن» منذ الأحد، تحت ذريعة توقف خدمات الاتصالات في مدن إقليم دارفور الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع».

وقالت الشركة الثالثة «زين السودان» في نشرة صحافية مقتضبة، إن الانقطاع الحالي لخدماتها «يأتي لظروف خارج إرادتها»، وأوضحت أنها حرصت طوال أيام الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» على تقديم خدمات الاتصال والإنترنت؛ لدرء الآثار الكارثية التي قد يتعرض لها المواطنون في حال انقطاعها، على رغم الظروف القاسية والخطيرة التي ظل يعمل فيها فريقها الفني. في المقابل، أرجعت الشركتان الأخريان توقف خدماتهما إلى «ظروف خارج الإرادة»، لكنهما وعدتا بأن تعمل فرقهما الفنية على إعادة الخدمة في أقرب وقت.

الجنرال محمد حمدان دقلو قائد «قوات الدعم السريع» في 21 أكتوبر 2019 (رويترز)

ووفقاً لجهاز الاتصالات، أجبرت «قوات الدعم السريع» الفنيين في شركة الاتصالات «زين»، على إيقاف الخدمة عن ولاية نهر النيل وبورتسودان، وهددت بإيقافها كلياً، عادَّاً ذلك خرقاً واضحاً لـ«بيان جدة».

وتوجد المقسمات الرئيسية لشركات الاتصالات وسط العاصمة الخرطوم في منطقة تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» منذ الأيام الأولى لاندلاع القتال بينها وبين الجيش منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي.

وتعمل في خدمة الاتصالات بالسودان ثلاث شركات اتصالات، هي «سوداني» وهي شركة حكومية ورثت بنية هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية، والشركة السودانية للاتصالات الجوالة «زين»، وهي شركة مملوكة لدولة الكويت، وشركة «MTN» وهي استثمار خاص يملك معظم أسهمه رجل الأعمال عبد الباسط حمزة الذي يتردد أنه موقوف في مصر. وتتهمه الولايات المتحدة بتمويل حركة «حماس»، ورصدت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.

ولم تصدر إفادة رسمية من «قوات الدعم السريع» إزاء قطع خدمة الاتصالات، بيد أن الناشط السياسي محمد خليفة، ذكر على صفحته بمنصة «فيسبوك»، أن «الدعم السريع» أخرجت شركتي «سوداني» و«MTN» من الخدمة وهددت شركة «زين» بتدمير محولاتها الرئيسية في الخرطوم، وخيّرتها بين إرجاع الشبكة لكل ولايات دارفور، أو قطع الخدمة عن مدينة بورتسودان، فاضطرت الشركة إلى قطعها عن المدينة الخاضعة لسيطرة قوات الجيش.

وقال مستخدمون لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: إن السودان يعاني قطعاً شبه كامل لخدمات الاتصالات وشبكات الإنترنت، ونقلت عن يسري مأمون المقيم في مدينة بورتسودان، أنه ومنذ الجمعة يحاول الاطمئنان على أفراد أسرته في ولاية غرب كردفان دون جدوى، وأنه تبعاً لذلك يشعر بقلق عميق على أسرته. وتعمل في هذه الولاية شبكة «زين» فقط، وبخدمة متذبذبة.

وترتبط خدمة الاتصالات والإنترنت في السودان بخدمات البنوك والمصارف، وخدمات الطيران، والخدمات الحكومية الأخرى كافة، وقطعها يكاد يكون «كارثة» تضاف إلى كارثة الحرب على المواطنين، خصوصاً في ظل انعدام السيولة، وما يمكن أن يؤدي إليه توقف الخدمات البنكية في حال استمرار قطع الاتصالات.

قادة في الجيش السوداني خلال تجمّع لميليشيات تدعم الجيش في القضارف بشرق البلاد يوم 16 يناير الماضي (أ.ف.ب)

ويخشى مأمون من أن يؤدي انقطاع شبكات الاتصالات إلى تهديد حياة الكثيرين الذين يعتمدون على خدمات التطبيقات المصرفية، ويقول: «إذا توقفت خدمة الإنترنت ستقف التطبيقات المصرفية، والتي تُعدّ شريان الحياة بالنسبة للكثيرين الذين يعتمدون عليها في تحويلاتهم المالية»، لا سيما في الخرطوم التي تصعب فيها الحركة ويعيش الناس فيها عن طريق التحويلات البنكية التي تأتيهم من الولايات الأخرى أو من خارج البلاد.

ونسبت «وكالة أنباء العالم العربي» إلى مصدر بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السودانية، أن فرق الصيانة تجد صعوبة في الوصول إلى المحطات الرئيسية والفرعية لصيانة الأعطال؛ بسبب وقوعها في مناطق الاشتباكات في قلب الخرطوم. ووفقاً للمصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن المحطات الرئيسية والفرعية لشبكتي «سوداني» و«إم تي إن» تقع في شرق الخرطوم في محيط القيادة العامة للجيش، وهي منطقة «يصعب الوصول إليها حتى وإن حصلنا على موافقة من طرفي الصراع».

ومنذ ما يزيد على الشهرين، تعيش مدن إقليم دارفور بغرب البلاد في عزلة عن العالم بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت. واستعاض السكان عنها بشبكات الإنترنت الفضائي التي تتوفر بشكل محدود في بعض المقاهي والأسواق.

وفرض انقطاع الاتصال والإنترنت تعتيماً كثيفاً على الأحداث، لا سيما في مناطق الصراع في العاصمة وإقليمي كردفان ودارفور.

واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» على نحو مفاجئ في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا سودانيون يتظاهرون دعماً للجيش في مروي الأحد 13 ديسمبر الجاري (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة: مقتل 100 مدني بهجمات المسيَّرات في كردفان خلال ديسمبر

أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم (الثلاثاء)، بأن ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 43 طفلاً، قُتلوا في هجمات متعددة بطائرات مسيَّرة بكردفان.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا جانب من اجتماع القوى السودانية في نيروبي (الشرق الأوسط)

قوى سودانية توقِّع على إعلان مبادئ لإنهاء الحرب

وقَّعت قوى سياسية وحركات مسلحة في نيروبي على إعلان مبادئ لوقف الحرب في السودان، وتصنيف حزب «المؤتمر الوطني» المعزول «منظمة إرهابية».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترمب لإنهاء الحرب في السودان

قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي يحكم البلاد فعلياً، إنه مستعد للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))
الخليج الأمير محمد بن سلمان استقبل في مكتبه بقصر اليمامة بالرياض رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان (واس)

ولي العهد السعودي يلتقي البرهان

التقى الأمير محمد بن سلمان، وليُّ العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، أمس، رئيسَ مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ليبيا: تضارب وشكوك تلاحق «الحوار الأممي المهيكل»

جانب من جلسات «الحوار المهيكل» الذي ترعاه البعثة الأممية في طرابلس الاثنين (البعثة الأممية)
جانب من جلسات «الحوار المهيكل» الذي ترعاه البعثة الأممية في طرابلس الاثنين (البعثة الأممية)
TT

ليبيا: تضارب وشكوك تلاحق «الحوار الأممي المهيكل»

جانب من جلسات «الحوار المهيكل» الذي ترعاه البعثة الأممية في طرابلس الاثنين (البعثة الأممية)
جانب من جلسات «الحوار المهيكل» الذي ترعاه البعثة الأممية في طرابلس الاثنين (البعثة الأممية)

​اختتم المشاركون في «الحوار المهيكل»، الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة في العاصمة الليبية طرابلس، اجتماعهم الأولي بعد مناقشات دامت يومين، فيما أعلن مجلسا «النواب» و«الدولة» عن اجتماعات لتوحيد المواقف، ومتابعة ملف المناصب السيادية.

وطبقاً لبعثة الأمم المتحدة، فقد اختتمت بنجاح الجلسات الافتتاحية للحوار، ضمن حوار ممتد هو الأول من نوعه داخل ليبيا، ويعدّ «أحد الأضلاع المهمة للعملية السياسية التي يقودها الليبيون، وتيسّرها الأمم المتحدة، إلى جانب تمهيد الطريق لانتخابات وطنية وتوحيد مؤسسات الدولة».

وأوضحت البعثة أن الاجتماع الافتتاحي شهد حضور ممثلين عن لجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا، وعدّته «ترجمة لدعم هؤلاء الأعضاء لخريطة الطريق، التي تيسّرها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي مستدام وشامل».

وشارك في الحوار المهيكل أكثر من 120 عضواً، تم اختيارهم من شرق ليبيا وجنوبها وغربها، بما يعكس «التنوع الجغرافي والسياسي والاجتماعي والثقافي في البلاد»؛ إذ تعتقد البعثة الأممية أن «الاختيار المتوازن» يعكس التزامها بالشمول، وتعزيز الملكية الوطنية للعملية السياسية.

ومع ذلك، يلاحق الحوار تضارب وشكوك واسعة؛ إذ يرى محللون سياسيون وأحزاب ليبية في آلية اختيار الأعضاء «سرية وتخبطاً وتكراراً لوجوه سابقة، واتهامات بإعادة إنتاج الأزمة، بدلاً من حلها، مع مخاوف من غياب تمثيل الأطراف الفاعلة الحقيقية، وفقدان مصداقية البعثة».

وأظهرت بيانات وتصريحات صادرة عن أطراف مشاركة وغير مشاركة، وجود اختلافات في توصيف طبيعة الحوار وأهدافه، إضافة إلى تساؤلات حول شفافية الإجراءات ومدى التزامها بمبدأ التوافق الوطني، مما يعكس فجوة بين الرواية الأممية والواقع السياسي، حيث يبقى مسار الحوار محاطاً بحالة من عدم اليقين حول قدرته على تحقيق نتائج قابلة للتنفيذ، وتحظى بقبول واسع. وستُعقد جلساته بالتتابع على مدار فترة تتراوح بين 4 و6 أشهر، بدءاً من يناير (كانون الثاني) المقبل، بحسب البعثة.

يأتي ذلك فيما رحبت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية لدوله، بإطلاق البعثة للحوار المهيكل، الذي عدّته «خطوةً مهمةً» في خريطة الطريق السياسية، التي قدمتها رئيسة البعثة هانا تيتيه، إلى مجلس الأمن الدولي في أغسطس (آب) الماضي.

هانا تيتيه (غيتي)

وتمنت البعثة الأوروبية للمشاركين التوفيق في صياغة رؤية مشتركة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع الليبي الطويل، وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة، والدفع بالجهود الرامية إلى توحيد مؤسسات الدولة، وتعزيز الحوكمة وتحسين المساءلة. ودعت جميع الأطراف المعنية في مختلف أنحاء البلاد، إلى المشاركة البنّاءة في العملية السياسية، التي ترعاها الأمم المتحدة، والتحرك بحزم لتنفيذ الخطوات المهمة المتبقية، بما في ذلك إعادة تشكيل مجلس المفوضية العليا للانتخابات، وتعديل الإطار الانتخابي.

وأكد البيان التزام الاتحاد الأوروبي الراسخ بدعم التقدم «نحو ليبيا مستقرة وموحدة وذات سيادة»، من خلال العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، ويقودها ويملكها الليبيون.

كما رحبت سفارة بريطانيا بإطلاق الحوار المهيكل في طرابلس هذا الأسبوع، واعتبرت في بيان مساء الاثنين، «أنه من المهم أن تُسمع الأصوات من جميع أنحاء ليبيا، بما في ذلك أصوات النساء والشباب والأشخاص ذوو الإعاقة، بوصفهم جزءاً من خريطة الطريق السياسية التي يقودها الليبيون وتُيسّرها البعثة الأممية».

ومع ذلك، رصد التقرير المقدم من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمجلس الأمن، الذي يتناول التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية بليبيا، في الفترة الممتدة من 2 أغسطس (آب) إلى 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، «تقدماً بطيئاً في الاجتماعات الدولية والليبية لتوحيد المؤسسات وصياغة إطار انتخابي».

وعكس التقرير الذي نشرته البعثة، الثلاثاء، وفقاً لمراقبين محليين، «جموداً سياسياً عميقاً وترسيخاً لمصلحة النخب في الشرق والغرب، التي تفضل بقاء الوضع الراهن على التنازلات اللازمة للانتخابات»، مشيراً بشكل غير مباشر، إلى عدم التزام حقيقي من الأطراف الرئيسية، مقابل ضغوط دولية غير كافية لفرض حل، ما يعزز المخاوف من التصعيد الأمني إذا استمر الفراغ.

تكالة فى اجتماع بطرابلس لبحث ملف «المناصب السيادية» (المجلس الأعلى للدولة)

في غضون ذلك، أعلن المجلس الأعلى للدولة أن رئيسه محمد تكالة، ترأس اجتماعاً رسمياً، مساء الاثنين في طرابلس، خُصّص لمتابعة تطورات ملف المناصب السيادية في إطار التنسيق والتواصل المستمر مع مجلس النواب، إلى جانب مناقشة مستجدات خريطة الطريق السياسية، والجهود الرامية إلى توحيد المواقف وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في الوصول إلى توافق وطني شامل، يُفضي إلى إنجاز الاستحقاق الانتخابي.

صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع لجنته التشريعية في بنغازي الاثنين

في المقابل، بحثت اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، مساء الاثنين في مقرها بمدينة بنغازي (شرق)، عدداً من مشاريع القوانين المقدمة للجنة.

بدورها، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات مواصلة فريق مركز العد والإحصاء، بإشراف إدارة النظم والمعلومات، مطابقة البيانات الخاصة بالاقتراع في المرحلة الثالثة من انتخابات المجالس البلدية، تمهيداً لإعلان النتائج الأولية، فور استكمال عمليات المراجعة والتدقيق الفني.

صورة وزعتها «مفوضية الانتخابات» الليبية لمركز العد والإحصاء

وأشارت المفوضية إلى وصول صناديق استمارات النتائج من مكاتب الإدارة الانتخابية في بنغازي وطبرق إلى مركز العد والإحصاء بمقر المفوضية. وجرت هذه المرحلة في 9 بلديات رئيسية بشرق وجنوب البلاد، وسط ترحيب أممي ومحلي بعد تأجيلات سابقة، بهدف تجديد الشرعية المحلية وتعزيز اللامركزية.


السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث

السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث في ظل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف (رويترز)
السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث في ظل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف (رويترز)
TT

السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث

السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث في ظل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف (رويترز)
السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث في ظل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف (رويترز)

تصدَّر السودان، مجدداً، قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية، الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، في ظل صراع مستمر أودى بحياة عشرات الآلاف، وفق ما أورده تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء. وهذه هي المرة الثالثة على التوالي، التي يتصدر فيها السودان القائمة، التي نُشرت اليوم الثلاثاء. وتُسلط القائمة الضوء على الدول العشرين الأكثر عرضة لحالات طوارئ إنسانية جديدة، أو تفاقم أخرى جارية.

وقال ديفيد ميليباند، الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، في بيان: «ما تشهده اللجنة على أرض الواقع ليس حادثاً مأساوياً، فالعالم لا يكتفي بالتقاعس عن الاستجابة للأزمة، بل إن الأفعال والأقوال تسهم في تفاقمها وإطالة أمدها»، مضيفاً أن «حجم الأزمة في السودان، التي تصدرت قائمة المراقبة، للعام الثالث على التوالي، والتي أصبحت الآن أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق، دليل على هذا الخلل».

واندلعت الحرب السودانية في أبريل (نيسان) 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» شِبه العسكرية، قبيل انتقالٍ مخطط له إلى الحكم المدني، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. ونزح أكثر من 12 مليون شخص بالفعل، جراء الحرب الدائرة في السودان، حيث يفتقر العاملون في المجال الإنساني إلى الموارد اللازمة لمساعدة الفارّين، الذين تعرّض كثيرون منهم للسرقة، وفقدان أقارب جراء العنف، فضلاً عن حالات الاغتصاب.

وجاءت الأراضي الفلسطينية وجنوب السودان وإثيوبيا وهايتي خلف السودان على قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إنه على الرغم من أن هذه الدول لا تضم ​​سوى 12 في المائة من سكان العالم، فإنها تمثل 89 في المائة من المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية.

وأضافت أنه من المتوقع أن تستضيف هذه الدول أكثر من نصف مَن يعانون الفقر المُدقع في العالم بحلول عام 2029. أما بقية الدول على القائمة فهي: ميانمار وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي وبوركينا فاسو ولبنان وأفغانستان، والكاميرون وتشاد وكولومبيا، إضافة إلى النيجر ونيجيريا والصومال وسوريا وأوكرانيا واليمن.


الأمم المتحدة: مقتل 100 مدني بهجمات المسيَّرات في كردفان خلال ديسمبر

سودانيون يتظاهرون دعماً للجيش في مروي الأحد 13 ديسمبر الجاري (إ.ب.أ)
سودانيون يتظاهرون دعماً للجيش في مروي الأحد 13 ديسمبر الجاري (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: مقتل 100 مدني بهجمات المسيَّرات في كردفان خلال ديسمبر

سودانيون يتظاهرون دعماً للجيش في مروي الأحد 13 ديسمبر الجاري (إ.ب.أ)
سودانيون يتظاهرون دعماً للجيش في مروي الأحد 13 ديسمبر الجاري (إ.ب.أ)

أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم (الثلاثاء)، بأن ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 43 طفلاً، قُتلوا في هجمات متعددة بطائرات مسيَّرة في منطقة كردفان السودانية منذ الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وقال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: «أشعر بالقلق إزاء زيادة حدة الأعمال القتالية»، في إشارة إلى الاشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في كردفان، وهي منطقة تضم ثلاث ولايات في وسط السودان وجنوبه.

ولم يذكر تفاصيل عن الجهة المسؤولة عن الغارات الجوية التي قال إنها استهدفت مستشفيات وروضة أطفال وقاعدة للأمم المتحدة.