تصاعد الخلاف بين «النواب» و«الدولة» حول قوانين الانتخابات الليبية

صالح لمناقشة تسمية المناصب السيادية وآلية تشكيل حكومة مصغرة

لقاء المنفي مع وزير خارجية الجزائر بطرابلس (المجلس الرئاسي)
لقاء المنفي مع وزير خارجية الجزائر بطرابلس (المجلس الرئاسي)
TT

تصاعد الخلاف بين «النواب» و«الدولة» حول قوانين الانتخابات الليبية

لقاء المنفي مع وزير خارجية الجزائر بطرابلس (المجلس الرئاسي)
لقاء المنفي مع وزير خارجية الجزائر بطرابلس (المجلس الرئاسي)

بينما تتصاعد حدة الخلافات بين مجلس «النواب» والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا حول ملفي تشكيل «الحكومة الموحدة»، وقوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، يستعد رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، لتقديم إحاطة جديدة إلى مجلس الأمن الدولي. ومن المقرر أن تتضمن الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، منتصف الشهر الجاري، أيضاً تقريراً للجنة العقوبات على ليبيا.

يستعد عبد الله باتيلي لتقديم إحاطة جديدة إلى مجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الحالي (البعثة)

وأكد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، الذي يعتزم عقد جلسة هذا الأسبوع في بنغازي (شرق) لمناقشة تسمية المناصب السيادية وآلية تشكيل حكومة مصغرة، «ضرورة تشكيل حكومة موحدة، بدلاً من حكومة الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، «مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات، وفقاً لإرادة الشعب الليبي».

وأعلن صالح، خلال لقائه سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، السبت، تلقيه دعوة رسمية للقيام خلال الأيام المقبلة بزيارة فرنسا، لافتاً إلى أنهما بحثا مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، خصوصاً الجهود المبذولة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

اجتماع صالح مع سفير فرنسا (مجلس النواب)

من جانبه، وصف رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، مجدداً القوانين الانتخابية بأنها «معيبة وغير توافقية». واتهم مجلس النواب بمحاولة السطو على صلاحيات «الأعلى للدولة».

ورأى تكالة، بحسب تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، السبت، أن تصريحات رئيس مجلس النواب «مجرد مناكفة سياسية وتلاعب بالرأي العام المحلي والدولي». واتهم صالح بـ«إصدار قرارات البرلمان بمفرده، وهو ما يُثير التساؤل حول التدخلات الخارجية». وقال بهذا الخصوص: «نرفض ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين بسبب رغبتنا في عيش ديمقراطية حقيقية»، مشيراً إلى أن الحل هو «التوافق على قوانين انتخابية جديدة، ثم الذهاب إلى حكومة موحدة».

بدوره، قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، إن «إجراء الانتخابات يعتمد على توافق السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية»، مشيراً خلال مشاركته، مساء الجمعة، في ورشة عمل بتونس، إلى أن العملية الانتخابية «هي محور الصراع السياسي القائم حالياً في ليبيا. والمفهوم السائد لدى الجميع بأن مسؤولية تنفيذ العملية الانتخابية منوطة بالمفوضية فقط هو مفهوم خاطئ، لأن المفوضية ليست لديها مصلحة مباشرة في تنفيذ العملية الانتخابية، بل هي مصلحة جميع الليبيين، وعندما تكون المصلحة عامة يجب أن يشترك جميع الليبيين في الوصول بهذه المصلحة إلى بر الأمان والنجاح».

السايح خلال مشاركته في ورشة عمل تونس (مفوضية الانتخابات)

وبعدما لفت السايح إلى أهمية دور الإعلام في تغيير المفاهيم الخاطئة، والعمل على توسيع نطاق المشاركة الانتخابية، للوصول إلى معدلات عالية من المصداقية، أكد تطلع المفوضية إلى «تعزيز الشراكة مع الإعلام، سواء في انتخاب المجالس البلدية أو الانتخابات العامة، في حالة تم التوافق عليها».

في غضون ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، إنه تلقى رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال اجتماعه، السبت، مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي وصل بشكل مفاجئ إلى العاصمة طرابلس، قادماً من تونس، في زيارة لم يسبق الإعلان عنها.

وأوضح المنفي أنه ناقش مع عطاف تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وتأثيرها على دور الجوار، مشيراً إلى «التأكيد على أهمية توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في إطار تجسيد، وتعزيز أواصر الأخوة والتضامن والتعاون، والحفاظ على تقاليد التشاور والتنسيق وتكثيفها، بما يخدم مصالح البلدين واستقرار المنطقة وجوارها الإقليمي».

من جهة أخرى، طالب وزير الحكم المحلي بحكومة الاستقرار «الموازية»، سامي الضاوي، مجدداً رؤساء المجالس التسييرية للبلديات بضرورة التقيد التام بالقرارات والتعليمات الصادرة عن السلطات التشريعية والتنفيذية الشرعية، وعدم الاعتداد بأي إجراءات أو قرارات تصدر عن حكومة الدبيبة، التي وصفها بـ«الحكومة منتهية الولاية بعد انقضاء ولايتها القانونية»، بوصفها «قرارات باطلة».

وأوضح الضاوي أن هذه التحذيرات تأتي التزاماً بالقرارات الصادرة عن مجلس النواب، ومراسلات رئيسه ورؤساء هيئة الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة، بشأن منع تنفيذ أي قرارات، أو تعليمات تصدر عن حكومة الدبيبة، بدءاً من تاريخ منح مجلس النواب الثقة لحكومة أسامة حماد، وتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية والتأديبية في حق مرتكبيها، بالتنسيق مع السلطة المختصة.


مقالات ذات صلة

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات

شمال افريقيا جانب من أشغال مؤتمر «قادة دول الاستخبارات العسكرية لدول الجوار» في طرابلس (الوحدة)

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات

الدبيبة يؤكد أن بلاده «لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية، ولن تستخدم ورقة ضغط في الصراعات الدولية والإقليمية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» في روما الخميس (البعثة الأوروبية)

ليبيا: خوري تسارع لتفعيل مبادرتها وسط صراع على ديوان المحاسبة

تسعى المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني خوري إلى جمع الأفرقاء السياسيين على «المبادرة» التي أطلقتها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع الماضي.

جمال جوهر (القاهرة)
تحليل إخباري بلقاسم حفتر ملتقياً القائم بالأعمال الأميركي (السفارة الأميركية)

تحليل إخباري لماذا تَكثّفَ الحراك الدبلوماسي الأميركي في بنغازي؟

تتخذ مباحثات المبعوث الأميركي الخاص السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال برنت جيرمي، طابعاً دورياً مع الأفرقاء الليبيين، إلا أن هذه المرة لها وقع مختلف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي (وسط) مع المدعي العام لدى المحكمة العليا الإيطالية (مكتب الصور)

قصة 5 ليبيين حُكم عليهم بالسجن 30 عاماً بإيطاليا

كانت محكمة إيطالية قضت عام 2015 بالسجن 30 عاماً على خمسة لاعبين ليبيين بتهمة «الاتجار بالبشر»، ومنذ ذاك التاريخ وهم قيد الحبس إلى أن تحركت السلطات الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع أعضاء مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في مدينة بوزنيقة المغربية (رويترز)

«إزاحة» المنفي والدبيبة... محاولة ليبية على وقع انقسام سياسي

تجاهلت سلطات العاصمة الليبية التعليق على اتفاق بين ممثلين لمجلسي النواب و«الدولة» في المغرب يقضي بإزاحتها من الحكم، وسط ترحيب من جبهة شرق البلاد.

جمال جوهر (القاهرة)

صفقة سلاح أميركية جديدة لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

صفقة سلاح أميركية جديدة لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأميركية أنها وافقت على بيع معدات عسكرية لمصر، تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار، وهو ما عده خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، اليوم السبت، «تعزيزاً للشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، مشيرين إلى أن الصفقة تأتي في ظل تقارب بين القاهرة وواشنطن، ومساعي الجانبين لوقف التصعيد في المنطقة.

وبحسب إفادة رسمية لـ«الخارجية الأميركية»، فإن الوزارة أبلغت الكونغرس الأميركي بموافقتها على «بيع تجهيزات خاصة بـ555 دبابة من طراز (إيه1 إم1 أبرامز) الأميركية الصنع، بقيمة 4.69 مليار دولار، و2183 صاروخ جو - أرض من طراز (هلفاير) بقيمة 630 مليون دولار، وذخائر موجّهة بقيمة 30 مليون دولار». (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في البيان الذي نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الصفقة «ستعزز السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال تحسين أمن بلد حليف أساسي من خارج حلف شمال الأطلسي، يبقى شريكاً استراتيجياً مهماً في الشرق الأوسط».

ونقلت وكالة «رويترز» عن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، قولها مساء الجمعة، إن «تجديد ودعم معدات الدبابة (إبرامز) يشكلان الجانب الأكبر من صفقة الأسلحة الجديدة المعلن عنها»، موضحة أن الشركة المتعاقدة هي «جنرال داينامكس لاند سيستمز».

من لقاء سابق بين الرئيس المصري ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن خلال زيارته لمصر في أغسطس الماضي (الرئاسة المصرية)

وعد الخبير الاستراتيجي وعضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية في البرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، الصفقة «تعزيزاً لقدرات القوات المسلحة المصرية» وقال إنها «تأتي في إطار مساعي القاهرة المستمرة في تجديد وتطوير وتنويع التسليح». مبرزاً أن واشنطن «تعد القاهرة حليفاً استراتيجياً من خارج حلف الناتو، وموافقتها على صفقة التسليح الجديدة تأتي في إطار هذه الشراكة المهمة للبلدين».

بدوره، أكد الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، «أهمية الصفقة بالنسبة لمصر، في إطار تجديد وتطوير التسليح، وتعزيز الأمن القومي للبلاد، لا سيما التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة».

وأوضح فرج أن موافقة واشنطن على الصفقة «تؤكد إدراكها لأهمية مصر بوصفها شريكاً استراتيجياً، وأن استقرار القاهرة ضروري لاستقرار منطقة الشرق الأوسط كلها». مضيفاً أن مصر «دولة محورية في المنطقة، وتلعب دوراً مهماً في تهدئة التصعيد والوساطة من أجل هدنة في غزة، والولايات المتحدة تدرك أهميتها».

وتلعب مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، دوراً رئيسياً في الوساطة من أجل هدنة في قطاع غزة.

في سياق ذلك، أشار فرج إلى أن الموافقة على الصفقة «تأتي في ختام ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك في إطار رغبة الإدارة الأميركية في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر، التي ظهرت من قبل، عند إلغاء الحظر على جزء من المساعدات العسكرية لمصر».

وكانت واشنطن قد علقت خلال السنوات القليلة الماضية، نحو 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد ربطها باشتراطات تتعلق بملف حقوق الإنسان. لكن في سبتمبر (أيلول) الماضي، قررت الولايات المتحدة الأميركية عدم تعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر، لتحصل القاهرة على كامل قيمتها، البالغة 1.3 مليار دولار، وذلك للمرة الأولى منذ وصول الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض، في خطوة عدها مراقبون آنذاك مؤشراً على «إدراك واشنطن لأهمية القاهرة في المنطقة».

وتحصل مصر على مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 1.3 مليار دولار، منذ توقيع اتفاق السلام بينها وبين إسرائيل. وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في عام 2017 إن بلاده «قدمت إلى مصر مساعدات عسكرية بأكثر من 40 مليار دولار، ومساعدات اقتصادية بأكثر من 30 مليار دولار منذ التوقيع على معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية في عام 1979».

وتوقع الخبير العسكري المصري أن تسمح الصفقة الجديدة برفع تصنيف الجيش المصري على مؤشر «غلوبال فاير باور». علماً بأن الجيش المصري يحتل المركز الـ15 عالمياً من حيث القوة العسكرية بين 145 دولة، وفقاً لـ«غلوبال فاير باور».