نزوح عشرات الآلاف من قرى جنوب لبنان وضياع المواسم الزراعية

مع استمرار التوتر واتساع دائرة المناطق التي تتعرض للقصف

قصف إسرائيلي على بلدة العديسة في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على بلدة العديسة في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

نزوح عشرات الآلاف من قرى جنوب لبنان وضياع المواسم الزراعية

قصف إسرائيلي على بلدة العديسة في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على بلدة العديسة في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تبدلت الحياة في قرى جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، مع توسع القصف الإسرائيلي على البلدات، الذي لم يعد مقتصراً على المناطق الحرجية المفتوحة، حيث يُعتقد وجود عناصر من «حزب الله» فيها، إنما صار يطول المنازل والمؤسسات التجارية والمنشآت الزراعية والسيارات المدنية، على ما أوردت «وكالة أنباء العالم العربي» في تقرير لها، الثلاثاء.

وتجاوز عدد القرى المستهدفة 90 قرية، وفق تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بلبنان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأفادت الأرقام الصادرة عن «منظمة الهجرة الدولية» ووزارة الصحة اللبنانية الأسبوع الماضي، بأن عدد النازحين من الجنوب تجاوز 83 ألفاً، فيما بلغ عدد الإصابات 686، والوفيات 151.

وتصاعد التوتر بشدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث تدور اشتباكات شبه يومية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

دخان يتصاعد خلال غارة جوية إسرائيلية على قرية زبقين في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

وقال بلال قشمر، المنسق الإعلامي في «وحدة إدارة الكوارث» باتحاد بلديات صور بجنوب لبنان، إن «عدد المسجلين رسمياً في قضاء صور من النازحين بلغ 23419 نازحاً، موزعين على قرى القضاء الآمنة غير المعرضة للقصف».

وأوضح أن القرى المتاخمة للشريط الحدودي في قضاء صور، هي الناقورة وعلما الشعب والظهيرة والبستان ويارين ومروحين وأم التوت والزلوطية، وقال: «هذه القرى مع المناطق الموزعة في الخطوط الخلفية شهدت نزوح نحو 90 في المائة من أهلها».

وتابع قشمر: «الأهالي توزعوا بين من يملك بيتاً في بيروت أو صور ومن لا يملك بيتاً. وضعنا 5 مراكز إيواء في الخدمة لاستقبالهم، وهناك أيضاً من لديهم القدرة على استقبالهم في منازلهم أو تأجيرها لهم. ولدينا نازحون من قرى قضاء بنت جبيل، تحديداً مدينة بنت جبيل وجزء من قرى مرجعيون».

وأشار إلى أن مراكز الإيواء الخمسة استقبلت 800 نازح تقريباً، تُقدم لهم فيها 3 وجبات يومياً وخدمات أخرى متعددة ما بين خدمات طبية وخدمات تدفئة ونظافة وحصص غذائية.

وتحدث قشمر عن استمرار النزوح وازدياد الضغط على مراكز الإيواء، وقال: «قدرتنا على الاستيعاب في مراكز الإيواء اكتملت، ولا تزال تأتينا عائلات. البعض اختار في بداية الحرب استئجار منزل بدل التوجه إلى المراكز، ولكن بعد 3 أشهر لم يعد يملك القدرة على الدفع».

ولفت إلى توفير خدمات تعليمية للطلبة النازحين سواء عن طريق الإنترنت مع مدرستهم الأساسية، أو بإلحاقهم بمدارس في أماكن نزوحهم، وذلك ضمن خطة وزارة التربية «لتأمين مساحة للطلاب النازحين لإكمال تعليمهم».

ويُقدر عدد الطلاب والمعلمين النازحين بنحو 3800 طالب ونحو 670 معلماً نزحوا من 50 مدرسة من مختلف المراحل في المناطق الحدودية.

وأشار «المجلس الوطني للبحوث العلمية»، إلى ارتفاع وتيرة الاستهداف في مناطق الناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب ومارون الراس وحولا ورامية الواقعة مباشرة على الحدود، تليها في الخطوط الخلفية مناطق، منها بنت جبيل وعين أبل وكونين وطير حرفا.

وأضاف المجلس عبر «منصة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لعام 2023»، أن عدد حالات القصف والغارات التي شنتها إسرائيل بلغ نحو 3 آلاف ما بين قصف وغارات، بينما استخدمت نحو 140 قنبلة مضيئة وحارقة.

نازحون لبنانيون من قرى حدودية مع إسرائيل في إحدى مدارس مدينة صور (الشرق الأوسط)

من جانبه، يشير شكيب قطيش رئيس بلدية حولا في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إلى تأثير «الأوضاع الصعبة» التي تمر بها البلدة وانعكاسها على حالات النزوح والموسم الزراعي. وتابع: «نسبة النازحين بلغت 80 في المائة»، حيث لم يبقَ في القرية سوى 280 شخصاً من أصل 5 آلاف شخص.

نسب كبيرة من الفسفور في التربة وصلت إلى 40 ألف جزيئية في المليون، مقارنة مع النسبة الطبيعية التي تبلغ نحو 100 جزيئية في المليون، أي بزيادة 400 ضعف.

دراسة

* ضياع الموسم الزراعي

وعن الزراعة، أشار رئيس بلدية حولا إلى أن أضراراً كبيرة لحقت بالمواسم الزراعية في المنطقة جراء الأعمال القتالية والقصف والغارات.

وقال: «الموسم الصيفي هو لزراعة التبغ وحصاده في أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن مع بداية المعارك لم نستطع تأمينه، ثم يليه موسم الزيتون لم يستطع المزارعون قطافه. والآن موسم زراعة الحبوب لم يتمكن أحد من زراعتها».

وأثبتت دراسة أجراها فريق خبراء مشترك من وزارة البيئة و«مختبر البيئة والزراعة والغذاء في الجامعة الأميركية» ببيروت، وجود نسب كبيرة من الفسفور في التربة وصلت إلى 40 ألف جزيئية في المليون، مقارنة مع النسبة الطبيعية التي تبلغ نحو 100 جزيئية في المليون، أي بزيادة 400 ضعف.

نساء يمشين أمام أعلام لـ«حزب الله» جنوب لبنان (رويترز)

وشملت الدراسة 8 مواقع في الجنوب اللبناني، واستهدفت معرفة آثار القصف الإسرائيلي باستخدام القنابل الفسفورية.

وبحسب تقرير لـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» صدر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «أدى القصف بقذائف الفسفور إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، مما يشكل تهديداً للماشية وصحة الإنسان. وقد عانت المحاصيل الرئيسية مثل الزيتون والخروب والحبوب والمحاصيل الشتوية بشكل كبير».

ولا يختلف الوضع كثيراً في باقي بلدات الجنوب اللبناني، من حيث اضطرار الأهالي لترك بيوتهم وتضرر مواسمهم الزراعية، وهي الحال في بلدة كفر كلا التي تتعرض يومياً لقصف مدفعي وقذائف.

ويقول رئيس بلديتها حسن شيت: «80 في المائة من سكان البلدة نزحوا من بيوتهم جراء القصف الإسرائيلي». ويتجاوز عدد سكان البلدة التابعة لمحافظة النبطية، والواقعة على الحدود الجنوبية، 14 ألف نسمة.

ويضيف: «هناك دمار كبير في المنازل لم نستطع إحصاءه بشكل كامل نتيجة القصف العشوائي من قبل الاحتلال... موسم الزيتون والخضراوات والقمح لم نستفد منه نهائياً، إضافة إلى استهدافنا بشكل كبير بالقنابل الفسفورية».


مقالات ذات صلة

بين الركام والخِيام... أطفال غزة يتعلمون الموسيقى «للخروج من سواد التاريخ والجغرافيا»

يوميات الشرق الفنان الفلسطيني فارس عنبر متوسطاً أطفال غزة في حلقة لتعليم الموسيقى (صور عنبر)

بين الركام والخِيام... أطفال غزة يتعلمون الموسيقى «للخروج من سواد التاريخ والجغرافيا»

في غزة الفرح يخرج من بين الركام على هيئة أغنيات يردّدها الأطفال ويعود الفضل في ذلك إلى فارس عنبر الفنان الذي قرر مداواة صدمات الحرب بالموسيقى.

كريستين حبيب (بيروت)
الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفط بكاليفورنيا (رويترز)

أسعار النفط ترتفع بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء بعد تصاعد التوترات بين إسرائيل وغزة في الوقت الذي استمرت فيه المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار دون التوصل إلى اتفاق

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رجال الإنقاذ يعرضون متعلقات القتلى في موقع غارة جوية في الهبارية بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

ذخائر أميركية استخدمت في الغارة الإسرائيلية التي قتلت مسعفين في لبنان

استخدمت إسرائيل سلاحاً أميركياً في غارتها الجوية التي أدت إلى مقتل سبعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

النفط يرتفع مع استمرار التركيز على الوضع في الشرق الأوسط

ارتفع النفط في التعاملات المبكرة الثلاثاء ليعوض خسائر الجلسة السابقة مع استمرار المستثمرين في تقييم المخاطر الناجمة عن المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نظام مضاد للصواريخ بعد أن أطلقت إيران طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل في 14 أبريل 2024 (رويترز)

«بي إم آي» تتوقع تأثيرات محدودة على الاقتصاد العالمي مع تراجع التصعيد بالشرق الأوسط

توقعت شركة أبحاث أنه إذا ظلت إسرائيل وإيران على مسار عدم التصعيد بعد أحدث هجمات يشنها الطرفان ضد بعضهما فإن التأثير على الاقتصاد العالمي سيكون محدوداً

«الشرق الأوسط» (لندن)

شولتس: الهجوم البري على رفح سيكون «عملاً غير مسؤول»

المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)
TT

شولتس: الهجوم البري على رفح سيكون «عملاً غير مسؤول»

المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)

قال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم (السبت)، إن شن إسرائيل هجوماً برياً على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة سيكون عملاً غير مسؤول وسيؤدي إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين.

وأضاف شولتس، خلال فعالية تم بثها عبر الإنترنت ونظمتها مجموعة «آر إن دي» الألمانية الصحافية: «نعتقد أن الهجوم على رفح سيكون غير مسؤول ونحذر منه».

وتابع شولتس: «لا نعتقد أن هناك أي نهج لا يؤدي في نهاية المطاف إلى خسائر لا تصدق في أرواح المدنيين الأبرياء»، مضيفاً أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك.

وعلى الرغم من الضغوط الأميركية الشديدة والقلق الذي عبّر عنه السكان والمنظمات الإنسانية، قالت إسرائيل إنها ستواصل توغلها في رفح، حيث لجأ أكثر من مليون نازح خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.

ودعت إسرائيل، اليوم (السبت)، الفلسطينيين في المزيد من مناطق رفح إلى الإخلاء والتوجه إلى ما تسميها منطقة إنسانية موسعة في المواصي، في إشارة أخرى إلى أن الجيش سيمضي قدماً في خططه لشن هجوم بري.


إسرائيل: نمنع «حماس» من إعادة بناء قدرات عسكرية في جباليا

فلسطينيون يبحثون عن الضحايا بعد غارات جوية إسرائيلية على مخيم جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن الضحايا بعد غارات جوية إسرائيلية على مخيم جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)
TT

إسرائيل: نمنع «حماس» من إعادة بناء قدرات عسكرية في جباليا

فلسطينيون يبحثون عن الضحايا بعد غارات جوية إسرائيلية على مخيم جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن الضحايا بعد غارات جوية إسرائيلية على مخيم جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)

قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن القوات الإسرائيلية التي تعمل في جباليا بشمال قطاع غزة تمنع حركة «حماس» من إعادة بناء قدراتها العسكرية هناك.

وأضاف المتحدث الأميرال، دانيال هاغاري، خلال مؤتمر صحافي: «رصدنا في الأسابيع الماضية محاولات من حماس لإعادة بناء قدراتها العسكرية في جباليا. ونحن نعمل هناك للقضاء على تلك المحاولات»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال هاغاري إن القوات الإسرائيلية التي تعمل في حي الزيتون بمدينة غزة قتلت نحو 30 مسلحاً فلسطينياً.


«حزب الله» يعلن استهداف قاعدة عسكرية شمال إسرائيل بطائرات مسيرة

جانب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (إ.ب.أ)
جانب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يعلن استهداف قاعدة عسكرية شمال إسرائيل بطائرات مسيرة

جانب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (إ.ب.أ)
جانب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (إ.ب.أ)

أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم (السبت)، في بيان، أنه استهدف قاعدة بيت هيلل العسكرية الإسرائيلية بطائرات مسيرة، وأن الهجوم «حقّق إصابة مباشرة».

وقال الحزب، في البيان، إن الهجوم استهدف إلى جانب القاعدة «منصات القبة الحديدية المستحدثة، وتمّت إصابتها إصابة مباشرة، كما تم تعطيل ‌‏بعضها بشكلٍ كامل».

كان «حزب الله» قد أعلن، فجر اليوم، أنه استهدف مبنى كان يتحصّن فيه جنود إسرائيليون في المطلّة، شمال إسرائيل.

وأضاف، في بيان على «تلغرام»، أن مقاتليه حقّقوا «إصابة مباشرة» بالمبنى، وأن العملية تأتي «دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة... ورداً على اعتداءات إسرائيل على القرى الجنوبية... خصوصاً في طير حرفا».

في الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرتَين مسيّرتين أُطلقتا من لبنان سقطتا في منطقة بيت هيلل دون وقوع إصابات، مشيراً إلى إطلاق صفّارات الإنذار في المنطقة.

وتفجّر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


دعوات الإخلاء المتكررة بغزة... كيف تكشف فشل استراتيجية الحرب الإسرائيلية؟

فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

دعوات الإخلاء المتكررة بغزة... كيف تكشف فشل استراتيجية الحرب الإسرائيلية؟

فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون داخلياً يستعدون لمغادرة رفح بعد أمر الإخلاء الصادر عن الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)

ألقت الأوامر التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، السبت، بإخلاء مناطق في شمال قطاع غزة وفي رفح بالجنوب، الضوء على عنصرين «لافتين» بشكل كبير يكشفان «نقاط الضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية»، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وواصلت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، السبت، قصفها على مختلف مناطق قطاع غزة، في اليوم 218 من الحرب، مع توسيع القصف المتزامن على مختلف المناطق، في الوقت الذي أصدر فيه الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء الجديدة.

وتلقى سكان ونازحون في شمال قطاع غزة اتصالات من الجيش الإسرائيلي صباح اليوم تفيد بأنهم موجودون في «منطقة قتال خطيرة»، وطالبهم بالتوجه للمناطق الغربية. وفي رفح بالجنوب، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات مطبوعة، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات تضمنت مطالبة السكان بإخلاء بعض المخيمات والتوجه إلى «المنطقة الإنسانية» في إشارة إلى منطقة المواصي.

ووفق «الغارديان»، فهناك عنصران لافتان بشكل خاص فيما يتعلق بتحذيرات الإخلاء الأخيرة. الأول، هو أن التحذيرات الموجهة إلى رفح بالخصوص وُضعت في نهاية المنشورات المكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي، «كما لو كان الجيش الإسرائيلي يحاول التقليل من أهمية الهجوم المقبل».

وربما يكون السبب في ذلك هو أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين قالوا لوسائل الإعلام خلال الأيام الماضية إنهم ينفذون عمليات «دقيقة ومحدودة وموجهة» في المدينة بهدف وحيد هو الاستيلاء على المعبر الحدودي مع مصر. ومن الواضح الآن ومع توسيع القصف أن هذه ليست هي الحال، ولم يكن كذلك في أي وقت مضى، وفق الصحيفة البريطانية.

وكشفت الصحيفة البريطانية عن «تردد الجيش الإسرائيلي» في تسليط الضوء على بداية مرحلة جديدة للحرب، ربما تكون دموية للغاية، رغم أنها ليست مفاجئة، فعلى مدار عدة أشهر ظل كبار المسؤولين الإسرائيليين يهددون بشن هجوم واسع النطاق على رفح للقضاء على كتائب حركة «حماس» المتبقية فيها واستعادة الرهائن المحتجزين، رغم تحذيرات المسؤولين الأمميين من وقوع كارثة إنسانية إذا جرى تنفيذ مثل هذا الهجوم ومعارضة أغلب الدول الكبيرة وفي مقدمتها أميركا الداعم الأكبر لإسرائيل، ما ينذر بأزمة دبلوماسية كبيرة لتل أبيب.

العنصر الثاني الذي كشفته التحذيرات الخاصة بإخلاء مناطق شمال غزة التي كانت بالفعل موقعاً لعمليات عسكرية إسرائيلية متكررة ومن المفترض أنه «هزم قوات حماس» فيها.

وتسلط التحذيرات الضوء على مدى الصعوبة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، وسيظل يواجهها من أجل القضاء على حركة «حماس» في غزة فعلياً. ووفق «الغارديان»، لا تزال أجزاء من «شبكة أنفاق حماس» في قطاع غزة سليمة، ولا تزال هناك مخزونات متبقية من صواريخ «حماس» مع ما يكفي من المقاتلين لإطلاقها على إسرائيل، بالإضافة إلى «دعم» للحركة بين السكان، أو «خوف» منها يسمح لها بالوجود، والعمل بأريحية في كل مكان تقريباً تغيب عنه القوات الإسرائيلية.

ولأسباب سياسية ودبلوماسية واقتصادية، لا ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بأعداد كبيرة من قواتها على الأرض في غزة، وقد فشلت في بناء أي نوع من الإدارة الفعالة في المناطق التي يفترض أنها طردت «حماس» منها، ما يضع نجاح استراتيجية الحرب التي تتبعها في قطاع غزة على المحك.


قنبلة وزنها 2000 رطل فجّرت خلافاً بين بايدن ونتنياهو... ماذا نعرف عنها؟

قنبلة لم تنفجر في غزة (إ.ب.أ)
قنبلة لم تنفجر في غزة (إ.ب.أ)
TT

قنبلة وزنها 2000 رطل فجّرت خلافاً بين بايدن ونتنياهو... ماذا نعرف عنها؟

قنبلة لم تنفجر في غزة (إ.ب.أ)
قنبلة لم تنفجر في غزة (إ.ب.أ)

سلّط الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية على قنبلة خلال تهديده بإيقاف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا غزت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث قال: «لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل».

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الرئيس الأميركي كان يشير إلى القنبلة «مارك 84» التي تزن 2000 رطل وهي القنبلة الأكبر في طرازها.

وفجر هذا التصريح خلافاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهد بمواصلة بلاده القتال ولو بمفردها في حالة منع إدارة بايدن تزويدها بالأسلحة.

صورة مركبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

فما هي تلك القنبلة التي فجّرت الأزمة بين البلدين الحليفين؟

بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فالقنبلة «مارك» الأميركية صُممت بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، وأدت إضافة مجموعات التعديلات إليها إلى إبقائها قيد الاستخدام لأكثر من 70 عاماً.

وأضافت الصحيفة أن تلك القنبلة الأكبر في طرازها، حيث إن القنبلة الأساسية هي «مارك 80»، ووفقاً للمعجم العسكري، تستخدم قنابل «مارك 80» التي تزن نحو طن «للأغراض العامة»، ما يعني أنه يمكن استخدامها تقريباً ضد أي هدف يتوقع الجيش عادة مواجهته في الحرب.

وهناك إصدارات عدة منها مثل «مارك 84» التي تزن 2000 رطل وكذلك «مارك 83» التي تزن 1000 رطل و«مارك 82» تزن 500 رطل.

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)

وخلص تحقيق أجرته «نيويورك تايمز» في ديسمبر (كانون الأول) إلى أن القنابل الأميركية التي تزن 2000 رطل كانت مسؤولة عن بعض من أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة بعد أن هاجمت «حماس» إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ووفقاً للمكتب المسؤول عن الذخيرة في وزارة الدفاع (البنتاغون)، فإن الأهداف المثالية لأسلحة بهذا الحجم هي «المباني وخطوط السكك الحديدية والاتصالات».

ومع ذلك، تشير بيانات وزارة الدفاع إلى أن الطائرات الحربية الأميركية تستخدم عادة ذخائر أقل قوة بكثير لدعم القوات البرية التي تشتبك مع مقاتلي العدو.

وبحسب الصحيفة، لم تتغير الرؤوس الحربية المتفجرة لهذه القنابل إلا قليلاً منذ أن صنعتها البحرية الأميركية بعد وقت قصير من الحرب العالمية الثانية، لكن البنتاغون أبقى عليها في الخدمة من خلال تطوير أجزاء وقطع جديدة، عند تفجيرها، تنقسم القنبلة إلى شظايا حادة يمكن أن تمزق الأجسام البشرية والمركبات غير المدرعة على حد سواء.

وتشير أدلة الدورات التدريبية المستخدمة في تعليم القوات الأميركية إلى أن أي شخص على بُعد 115 قدماً من القنبلة التي تزن 250 رطلاً لديه فرصة بنسبة 10 في المائة للإصابة بالعجز أو القتل، وتقفز النسبة إلى ما يقرب من 600 قدم للقنبلة التي تزن طناً واحداً عندما تنفجر فوق الأرض مباشرة.

قنبلةمارك 84 (أ.ف.ب)

وقالت الصحيفة إن لبعض الوقت، احتكرت الولايات المتحدة هذه القنابل ولكن الآن يتم تصنيعها وبيعها في عدد من البلدان، بما في ذلك أستراليا والبرازيل وكندا وفرنسا والهند وإيطاليا وباكستان وإسبانيا وسويسرا وتركيا بينما تصنع إسرائيل نسخها الخاصة من القنابل، لكن بيانات التصدير تشير إلى أن الدول تشتري معظم قنابلها من الولايات المتحدة من خلال منحة سنوية بقيمة 3.5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين.

ومعظم القنابل التي تم إسقاطها فوق فيتنام وكمبوديا في الفترة من 1965 إلى 1973 كانت أسلحة غير موجهة تكلف كل منها بضع مئات من الدولارات وفي ظل أفضل الظروف، من المتوقع أن يهبط نحو نصفها على بعد 400 قدم من هدفها، وعندما أخطأت، سواء بسبب خطأ الطيار أو الرياح التي دفعتها بعد إسقاطها، كانت تقتل أحياناً جنوداً أميركيين بأعداد كبيرة بالإضافة إلى قتل المدنيين.

وكذلك في بعض الأحيان، فشل استخدام إشارات الرادار لتحديد المكان المناسب لإسقاط هذه القنابل غير الموجهة بشكل أفضل، مثل حادثة واحدة عندما أسقطت 5 طائرات تحلق في طقس سيئ عن طريق الخطأ 34 قنبلة «مارك 82» زنة 500 رطل على قاعدة جوية أميركية.

وكانت هذه الأسلحة تسمى عادة «القنابل الذكية» خلال حرب الخليج عام 1991، واستمر هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأسلحة الموجهة التي تم نشرها في العقود التي تلت ذلك لكن الأسلحة الموجهة بالليزر غالباً ما كانت تفشل في الأحوال الجوية السيئة والعواصف الرملية، ما دفع المسؤولين العسكريين إلى تطوير مجموعة أدوات توجيه جديدة لـ«مارك 80» في أوائل التسعينات.

دخان يتصاعد من غزة جراء غارة (رويترز)

كم مرة تم استخدام القنابل التي تزن 2000 رطل؟

بالنسبة للقوات الأميركية، لم تستخدمها في كثير من الأحيان، ففي خلال حرب فيتنام، أسقطت الطائرات عدداً من القنابل من نوع «مارك 82» لتدمير المباني الكبيرة أو البنية التحتية مثل الجسور. وفي العقود التي تلت ذلك، ظلت «مارك 82» الأكثر استخداماً من قبل الأميركيين في القتال.

وبالمقارنة، تستخدم إسرائيل قنابلها التي تزن 2000 رطل في كثير من الأحيان، ففي الأسبوعين الأولين من الحرب، كان ما يقرب من 90 في المائة من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على غزة عبارة عن قنابل موجهة عبر الأقمار الاصطناعية تزن ما بين 1000 و2000 رطل، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي كبير.

وبقية القنابل فكانت عبارة عن قنابل صغيرة تزن 250 رطلاً، وتستخدم إسرائيل أيضاً نوعاً مختلفاً قليلاً من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل تسمى «خارقة المخابئ» التي يمكنها اختراق الأرض للوصول إلى أهداف مدفونة مثل أنفاق «حماس».

وتصنع الولايات المتحدة عدداً قليلاً جداً من القنابل التقليدية التي يزيد وزنها على 2000 رطل وحصلت إسرائيل على واحدة منها، وهي قنبلة مصممة لمهاجمة أهداف أعمق تحت الأرض واشترت إسرائيل 50 قنبلة من الولايات المتحدة في عام 2015.

ما السبب وراء المعارضة لتزويد إسرائيل بالقنبلة؟

يقول الكثير من السياسيين والناشطين إن القنابل التي تزن 2000 رطل أقوى من أن تستخدم بشكل مسؤول في غزة، وهي منطقة مكتظة بالسكان.

وقال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، على وسائل التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تطلب من نتنياهو أن يتوقف عن قصف المدنيين في يوم من الأيام ثم ترسل له في اليوم التالي آلاف القنابل الإضافية التي يبلغ وزنها 2000 رطل، التي يمكن أن تسوي مباني مدينة بأكملها بالأرض، هذا أمر فاحش ويجب أن ننهي تواطؤنا: لا مزيد من القنابل لإسرائيل».

وفي 2021، حاول ساندرز منع بيع قنابل أميركية بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل لأسباب مماثلة.

واستخدمت إسرائيل هذه الأسلحة من قبل خلال حرب شاملة أخرى ضد «حماس» في عام 2008 واستخدمتها مرة أخرى في عام 2021 لتدمير مبنى في مدينة غزة كان يضم مكاتب وكالة «أسوشييتد برس» و«الجزيرة» ومؤسسات إعلامية إخبارية أخرى.


إسرائيل توسع عملياتها في رفح... و300 ألف نزحوا منها

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في 9 مايو وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في 9 مايو وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف..ب)
TT

إسرائيل توسع عملياتها في رفح... و300 ألف نزحوا منها

دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في 9 مايو وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف..ب)
دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في 9 مايو وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف..ب)

مع توسيع العمليات العسكرية في رفح، اضطر مئات آلاف الغزيين إلى النزوح مجدداً من المدينة إلى مناطق أخرى قريبة، مثل دير البلح وخان يونس. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نحو 300 ألف شخص نزحوا من الأحياء الشرقية لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، منذ أن أصدر أوامره بإخلائها، في 6 مايو (أيار)، مع بدء الهجوم البري. وقال الجيش إن «ما يناهز 300 ألف شخص نزحوا إلى المنطقة الإنسانية في المواصي»، الواقعة شمال غربي رفح المكتظة بنحو 1.5 مليون فلسطيني.

واحتدمت الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال ووسط وجنوب القطاع. وشهدت مناطق في شرق رفح أقصى جنوب القطاع، وأيضاً في حي الزيتون شمالاً، اشتباكات عنيفة، يوم السبت.

وفي حين أعلن الجيش أنه عمَّق عملياته في حي الزيتون وفي شرق رفح، أكد أنه سيهاجم منطقة جباليا، مطالباً مئات آلاف السكان والنازحين في مناطق محددة بالمغادرة فوراً، من بينها جباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع، وأحياء الجنينة وخربة العدس والحي الإداري والشابورة في رفح جنوب القطاع.

فلسطينيون يبحثون عن ناجين عقب غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال غزة (أرشيفية ـ د.ب.أ)

التوسع إلى جباليا

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن العمليات تتعمق في رفح وحي الزيتون، وستتوسع إلى جباليا التي تقول إسرائيل إن نشاط «حماس» قد تجدَّد فيها.

وألقى الجيش بيانات في رفح وجباليا وحي الزيتون وبيت لاهيا، وأرسل رسائل نصية قصيرة على الهواتف، إضافة إلى المكالمات الهاتفية والإعلانات، من أجل إجبار السكان على النزوح.

وقال المتحدث باسم الجيش في بيان إن «على جميع السكان والنازحين الموجودين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور مغادرة المنطقة فوراً إلى المآوي غرب مدينة غزة، لأنكم توجدون في منطقة قتال خطيرة».

وأضاف أن «(حماس) تحاول بناء قدراتها في المنطقة، لذلك سيعمل الجيش بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة التي توجدون فيها، وعليه، فإن كل من يوجد في تلك المناطق يعرِّض نفسه وعائلته للخطر».

كما دعا الناطق سكان مخيمَي رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس في رفح، للمغادرة، لأن مناطقهم في شرق رفح «تشهد أنشطة لـ(حماس) في الأيام والأسابيع الأخيرة».

قوة إسرائيلية في رفح (أ.ف.ب)

خسائر إسرائيلية

جاء التخطيط لتوسيع الهجوم شمال وجنوب القطاع، بعد يوم من تكبُّد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، وتعرضه لهجمات وكمائن في شمال وجنوب غزة.

وأعلنت «كتائب القسام» أن عناصرها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية، وفجّروا عدة عبوات ناسفة في جنود، وهاجموا دبابات إسرائيلية بعبوات وبصواريخ مضادة للدروع، وقتلوا وأصابوا جنوداً، في سلسلة عمليات وقعت في حي الزيتون ورفح، كما أطلقوا صواريخ باتجاه بئر السبع.

وقتلت «القسام» 4 من جنود «لواء الناحال» العسكري الذي يقود العمليات في غزة منذ بداية الحرب، وذلك في كمين بحي الزيتون القريب من مدينة غزة.

وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتلهم في انفجار عبوات ناسفة، وقال إن الهجوم وقع في أحد أزقة حي الزيتون، وأنه أُصيب جنديان بجروح خطيرة في ذات الحادث، فيما أصيب جنديان آخران بقذيفة «آر بي جي» أُطلقت على دبابة في رفح.

ولأول مرة منذ 6 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطلقت «كتائب القسام» قذائف صاروخية باتجاه مدينة بئر السبع، من دير البلح وسط قطاع غزة، وأيضاً من رفح.

وأكد الجيش الإسرائيلي رَصْد إطلاق 14 صاروخاً، منها 5 من دير البلح، و9 من رفح، وأنه اعترض بعضها، فيما سقط البعض الآخر في مناطق مفتوحة.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 10 مايو لـ«الفرقة 99» في منطقة الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)

القتال في حي الزيتون

كما أكَّد الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، أن قوات «الناحال» تقاتل في حي الزيتون، شمال القطاع، وعمَّقت عملياتها في المنطقة، في حين واصلت «الفرقة 162» عملياتها المباغتة في شرق رفح.

وقال ناطق باسم الجيش إن قواته قتلت مسلحين في حي الزيتون ورفح. ومن جانبها، أعلنت أيضاً «كتائب القسام» أن مقاتليها يخوضون اشتباكات في حي الزيتون ورفح، ودمروا ناقلة جند صهيونية بقذيفة «الياسين 105» في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة.

كما أعلنت «سرايا القدس» التابعة لـ«حركة الجهاد الإسلامي» أن مقاتليها فجروا عبوتين أرضيتين شديدتَي الانفجار بعدد من آليات العدو المتوغلة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي انطلاق 4 صواريخ من رفح تجاه موقع كرم أبو سالم العسكري، وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف موقع كرم أبو سالم.

فلسطينيون يغادرون شرق رفح ناقلين متاعهم (رويترز)

الكارثة الإنسانية

وكانت «حماس» استهدفت الموقع وقتلت جنوداً فيه، قبل يوم واحد من إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح سيطر خلالها على «معبر رفح البري»، مما أعاد عزل قطاع غزة عن العالم، وأوقف تدفُّق المساعدات إليه.

وطالبت «حماس»، يوم السبت، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بالتحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية، في ظل توسُّع الهجوم على رفح، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف العدوان على المدينة، والانسحاب من المعبر وإعادة فتحه، وتسهيل وصول الإمدادات الإغاثية والطبية الطارئة للمواطنين.

وحذرت الحركة من «كارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في جميع أنحاء القطاع المحاصَر»، مع استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على المعابر وإغلاقها.

وقال الجيش في بيان: «في الأسابيع الأخيرة، رصدنا محاولة من قِبَل (حماس) للعودة إلى العمل بطريقة منظمة من جباليا، ويعتزم الجيش مداهمة المنطقة وإعادة تفكيك البنية التحتية».

كما ذكر الجيش أن العملية المرتقبة في جباليا ستكون الثانية خلال الحرب، وذلك بالتوازي مع العملية الجارية بالفعل في حي الزيتون شمالاً وفي رفح في جنوباً. وقتلت إسرائيل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) نحو 35 ألف فلسطيني وجرحت أكثر من 78 ألفاً.


فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة رامون الجوية الإسرائيلية

دبابة إسرائيلية (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة رامون الجوية الإسرائيلية

دبابة إسرائيلية (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية (أ.ف.ب)

أعلنت فصائل عراقيّة مسلّحة، في بيان مقتضب اليوم السبت، أنها استهدفت قاعدة رامون الجوية الإسرائيلية فجراً بصاروخ كروز مطور من نوع «الأرقب».

وذكرت أن القصف جاء ردا على ما وصفتها بأنّها «مجازر» إسرائيلية بحق الفلسطينيين، دون خوض في تفاصيل.


«تعديلات» عسكرية لـ«حزب الله» جنوباً تحسباً لمعركة استنزاف طويلة

تتجه الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» لتصبح حرب استنزاف استعد لها الحزب بتعديلات في أدائه العسكري (أ.ف.ب)
تتجه الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» لتصبح حرب استنزاف استعد لها الحزب بتعديلات في أدائه العسكري (أ.ف.ب)
TT

«تعديلات» عسكرية لـ«حزب الله» جنوباً تحسباً لمعركة استنزاف طويلة

تتجه الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» لتصبح حرب استنزاف استعد لها الحزب بتعديلات في أدائه العسكري (أ.ف.ب)
تتجه الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» لتصبح حرب استنزاف استعد لها الحزب بتعديلات في أدائه العسكري (أ.ف.ب)

أقر نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بـ«تغير أداء» مقاتلي الحزب على جبهة جنوب لبنان، معلناً إجراء «تعديلات كي يكون هناك إنجاز مهم».

ويقاتل الحزب إسرائيل على طول الحدود الجنوبية اللبنانية منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي بعد يوم واحد على انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في غزة. وأطلق الحزب عملية «دعم وإسناد المقاومة في غزة»، التي تحولت لاحقاً إلى حرب استنزاف تدور رحاها على طول خط الحدود اللبنانية الجنوبية، فتحولت القرى المتاخمة للحدود إلى منطقة حرب أدت إلى دمار هائل فيها، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الأرواح قارب عددها ما خسره الحزب في الحرب الشاملة التي خاضها مع إسرائيل في عام 2006.

ويأتي ذلك بعد انتقال الحزب مؤخراً من سياسة «ضبط النفس» التي اعتمدها لأشهر لعدم الانجرار إلى حرب موسعة تسعى فيها إسرائيل، إلى استراتيجية «الضغوط القصوى»، تزامناً مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح واستعداده لاقتحام المدينة.

وبينما تواصلت المواجهات جنوب البلاد، السبت، وإن بوتيرة أخف من الأيام الماضية، سأل الشيخ قاسم في كلمة له خلال احتفال في بيروت الجمعة: «ألم تُلاحظوا كيف تغيّر الأداء على الجبهة الجنوبية، وكيف استفاد الإخوة المجاهدون من الدروس والعبر، ومن الأمور التي استخدمت بشكل حديث، فعالجوا بعضها وكشفوا عن إمكانات معينة؟».

وأضاف قاسم: «في كل الحروب بالعالم، عندما تنتهي الحرب يدرسون الإيجابيات والسلبيات ويعالجون السلبيات للحرب المقبلة. نحن درسنا الإيجابيات والسلبيات منذ أول شهرين، وأجرينا التعديلات اللازمة حتى يكون هناك إنجاز مهم، وهذا ما حصل من قبل المجاهدين».

خسائر الحزب بين 2006 واليوم

وبينما أفاد مقربون من «حزب الله» بأن عدد المقاتلين الذين قضوا في الحرب المستمرة جنوباً منذ 8 أكتوبر الماضي قارب 300، أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان تسجيل 1413 إصابة، منها 351 حالة وفاة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان.

وبحسب الباحث في مؤسسة «الدولية للمعلومات»، محمد شمس الدين، قُتل في حرب يوليو (تموز) 2006، التي استمرت 33 يوماً، 1267 مدنياً و350 مقاتل من «حزب الله»، بالإضافة إلى عدد من عناصر الجيش اللبناني. أما في الحرب الراهنة، فقد قُتل 290 عنصراً من «حزب الله»، و57 مدنياً.

وأضاف شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تم أيضاً تسجيل سقوط 19 مقاتلاً من (حركة أمل) ومن الهيئة الصحية الإسلامية، و4 من كشافة الرسالة التابعة لـ(أمل)، و5 مقاتلين من (الجماعة الإسلامية)، و7 مسعفين للجماعة، وعنصر من الجيش اللبناني، وعنصر من (الحزب القومي السوري الاجتماعي)، إضافة إلى 8 سوريين و8 فلسطينيين».

ويعدّ كثيرون أنه لا تصح المقارنة بين المعركة الحالية التي يصر «حزب الله» على أنها معركة «مساندة ودعم» لقطاع غزة، والمحصورة عملياً في رقعة جغرافية محددة، رغم بعض التجاوزات، التي دخلت مؤخراً شهرها السابع، متحولة إلى حرب استنزاف، وحرب عام 2006 التي كانت «حرباً مفتوحة» دامت 33 يوماً وامتدّت إلى سائر الأراضي اللبنانية.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي، وفي اليوم الـ150 للحرب، نشر «حزب الله» ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر 2023. وذكر «الإعلام الحربي» في «حزب الله» في «إنفوغراف» أنه نفذ خلال هذه الفترة 1194 هجوماً ضد إسرائيل، لافتاً إلى أن الخسائر البشرية لدى إسرائيل بلغت أكثر من 2000 بين قتيل وجريح.

حرب استنزاف

ويشير رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، إلى أنه «في عام 2006، لم يكن الطرف الأميركي يدعم الإسرائيلي بالاستمرار في الحرب، كما أن الأخير أيقن أنه لا يستطيع مواصلة الحرب لأنه غير قادر أصلاً على تحقيق الهدف الذي شن الحرب لأجله، ألا وهو كسر حزب الله»، لافتاً إلى أنه «في ذلك الوقت كان هناك 6 آلاف مقاتل محترف يخوضون الحرب، إضافة إلى 10 آلاف ينتمون له، أما حالياً فالأعداد أصبحت أكبر من ذلك بكثير، كما أنه، منذ ذلك الحين وحتى اليوم، تضاعفت قدرات (حزب الله) عشرات المرات، وإن كان الإسرائيلي أيضاً بنى على تجاربه السابقة وزادت قوته العسكرية».

ويعدّ جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحرب الدائرة حالياً هي حرب استنزاف. فـ(حزب الله) بدأ بالحرب وتورط فيها، ولم يعد يستطيع أن يتجاوب مع المطالب والشروط الإسرائيلية، لأن ذلك سيضره أمام جمهوره وأمام اللبنانيين، وبالتالي لا مصلحة له اليوم إلا بالاستمرار والصمود».

وأضاف جابر: «لكن، لا يجب أن ننسى أن الحزب لم يكشف إلا عن نسبة ضئيلة من الأسلحة التي يمتلكها، سواء أسلحة الدفاع الجوي أو الدفاع البحري، والصواريخ الدقيقة التي يرجح أن يبلغ عددها 10 آلاف»، موضحاً أن «قوات الرضوان لم تتحرك بعد، أضف إلى ذلك أنه في المقابل، لا مصلحة للإسرائيلي باجتياح بري للبنان، خصوصاً أن (حزب الله) اكتسب خبرات قتالية في حربه بسوريا، وهو يستطيع أن يصمد لأن بيئته مختلفة عن البيئة الإسرائيلية التي لا تتقبل الأعداد الكبيرة للنازحين وتعطيل كل جوانب الحياة في الشمال، إضافة لاستنفار الجيش الإسرائيلي منذ 7 أشهر».

آفاق المعركة

من جهتها، تقول الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة بريجيت خير، إن «آفاق المعركة جنوباً بدأت تتضح مع فشل المبادرات الساعية للحد من العمليات العسكرية، وتراجع (حزب الله) إلى حدود الليطاني، وتطبيق مرحلي للقرار الأممي رقم 1701»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «فشل هذه المساعي ينذر باحتمال توسع رقعة القصف والغارات الإسرائيلية، والخطر المحدق بلبنان المشلول سيادياً والمكشوف أمنياً كما بات واضحاً من خلال فلتان الميليشيات مختلفة الانتماءات في الجنوب، بما يذكّر بسيناريو (فتح لاند) خلال الثمانينات، الذي سبب اجتياح لبنان سنة 1982».

وترى خير أن «إمكانية كبح جماح العناصر المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة المتهالكة لا تزال ممكنة، رغم صعوبتها، لقطع الطريق على أي عمل إسرائيلي سيستعمل هذه الهجمات من لبنان حجة لتوسيع الحرب»، مشددة على وجوب أن «تقابل الجهود الدولية والإقليمية من قبل حكومة تصريف الأعمال بمواقف أكثر رزانة وسيادية».


تدابير مشددة لـ«الأمن العام» اللبناني إزاء مخالفات السوريين

إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)
إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

تدابير مشددة لـ«الأمن العام» اللبناني إزاء مخالفات السوريين

إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)
إشعارات بإقفال محلات في النبطية بعد حملة مداهمة للأمن العام (الوكالة الوطنية للإعلام)

بدأت عناصر «الأمن العام» اللبناني تطبيق تدابير وإجراءات مشددة في مختلف المناطق والقرى، تنفيذاً لتعليمات صارمة أصدرها المدير العام لـ«الأمن العام» بالإنابة، اللواء إلياس البيسري، لمعالجة المخالفات المرتبطة بالوجود السوري في لبنان.

ونفّذت عناصر الأمن حملات واسعة في العاصمة بيروت، وفي مختلف المناطق اللبنانية، جرى أثناءها توقيف سوريين لمخالفتهم نظام الإقامة والعمل، ودخولهم البلاد خلسة، كما تم إقفال عدد كبير من المحال التي يديرها عمال سوريون.

وأثنى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على إجراءات «الأمن العام»، معتبراً أنها «خطوة أولى على طريق الألف ميل». وأضاف، في تغريدة له على موقع «إكس»: «نحن في انتظار الخطوات التالية».

إقفال مؤسسات تجارية وتوقيفات

وأفاد موقع «النشرة» الإلكتروني أن «دوريّات من شعبة معلومات الجنوب في الأمن العام، والأمن القومي، وشعبة الاستقصاء والتّحقيق في مركز أمن عام قانا في قضاء صور، نفّذت بناءً على توجيهات وتعليمات المدير العام للأمن العام بالإنابة اللّواء إلياس البيسري حملة في قرى وبلدات مركز أمن عام قانا الإقليمي، لقمع المخالفات ومراقبة العمالة السّورية».

وأشار الموقع إلى أنّ «الحملة أسفرت، بناءً على إشارة المحامي العام الاستئنافي في الجنوب، القاضية ديالا ونسة، عن إقفال فرن في بلدة حانويه في صور، وفرن آخر في قانا، ومحلّ لبيع الخضار والفاكهة في بلدة صديقين، يديرها عمّال سوريّون»، لافتاً إلى أنّه «تمّ ختم الفرنَين والمحل بالشّمع الأحمر، وتوقيف 4 سوريّين لمخالفتهم نظام الإقامة والعمل، ودخولهم البلاد خلسة».

مقتل مهرب سوري وتوقيف آخر

في هذا الوقت، أعلن الجيش اللبناني أنه خلال محاولة وحدة منه، تؤازرها دورية من مديرية المخابرات، توقيف عدد من المهربين في منطقة دير العشاير في البقاع (شرق البلاد)، حاول السوري «خ.ع» طعن عناصر الوحدة بحربة، فأطلقوا النار باتجاهه، ما أدى إلى إصابته، ونُقل إلى أحد المستشفيات حيث فارق الحياة. وقال الجيش، في بيان، إنه تم أيضاً توقيف السوري «أ.و»، وتجري المتابعة لتوقيف بقية المتورطين.

من جهتها، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن حراس الليل في بلدية جبيل (شمالاً) قبضوا فجر السبت على عصابة سورية لتهريب السوريين إلى لبنان عبر الحدود بطريقة مبتكرة.

باسيل: لا نتكل على الدولة

وفي كلمة له، خلال مؤتمر للبلديات في منطقة البترون (شمال لبنان)، شدّد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على دور البلديات في معالجة أزمة النزوح، وعدّ أن «الاتّكال على الدّولة المركزيّة، بوزاراتها وإداراتها ومؤسّساتها، هو في غير محلّه، إلّا إذا كان لدينا محافظ (قبضاي) كمحافظ الشّمال رمزي نهرا، ليس لأنّها عاجزة، بل لأنّها غير راغبة باتخاذ قرار سياسي بملف النازحين بوجه المجتمع الدولي»، مشدّداً على أنّ «القرار السّياسي غير موجود إلّا بالكلام الجميل، أمّا التّنفيذ فمعدوم، بسبب الخضوع للرّغبة الخارجيّة بإبقاء النازحين على أرضنا».

وجزم باسيل بأنّه «لا عذر لدى أيّ رئيس بلديّة من أجل أصوات انتخابيّة، أن يفشّل مشروع حماية المنطقة والبلد من خطر زواله»، مضيفاً: «يجب أن نخلق الوعي لدى النّاس بكلّ انتماءاتهم، و(بدنا نزعّل يلّي ما بدّن يحترموا القانون)»، مركّزاً على أنّ «العامل الّذي يريد أن يعمل في لبنان يجب أن يكون شرعياً، ومعه إجازة عمل، ومن يريد أن يسكن في البلد يجب أن تكون معه إقامة، وليس له الحق في أن تكون عائلته معه، فالإجازة له وحده، والعائلات يجب أن تعود إلى بلدها، ويزورها العامل أو يرسل لها أموالاً».


مسؤولون إسرائيليون لا يعتقدون بأن السنوار في رفح  

يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)
يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون لا يعتقدون بأن السنوار في رفح  

يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)
يحيى السنوار (أرشيفية - أ.ب)

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أنهى عمليته العسكرية في خان يونس وسط قطاع غزة وبدأ بالتركيز على رفح أقصى جنوب القطاع، فإن مسؤولين إسرائيليين لا يعتقدون بأن زعيم «حماس» الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) يحيى السنوار، موجود أصلاً في رفح. وقال مسؤولان مطلعان لـ«تايمز أوف إسرائيل» إن زعيم «حماس»، يحيى السنوار، لا يختبئ في رفح. وبعد 7 أشهر من الحرب الطاحنة في شمال ووسط وجنوب القطاع وقتل إسرائيل قيادات في «حماس» و«القسام» من بين 35 ألف فلسطيني، وتدمير أحياء ومقار حكومية وأمنية وأنفاق وجامعات ومدارس ومستشفيات، لا يزال الوصول إلى السنوار أو محمد الضيف قائد «كتائب القسام»، هدفاً رئيسياً، وربما وحده من شأنه أن يمنح إسرائيل «صورة النصر» المفقودة. وقال موقع «تايمز أوف إسرائيل» إن الجيش الإسرائيلي حقق بعض النجاحات على هذه الجبهة، حيث قتل نائب قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» مروان عيسى، الذي يُعدّ القائد الثالث للحركة في غزة، إلى جانب قادة كبار آخرين في الأشهر الأخيرة. لكن السنوار وضيف ظلا بعيدَي المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي يقترب منهما. ولم يتمكّن المسؤولان اللذان تحدثا إلى «تايمز أوف إسرائيل» من تحديد موقع السنوار حالياً على وجه اليقين، لكنهما استشهدا بتقييمات استخباراتية حديثة تشير إلى أنه يوجد في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد نحو 8 كيلومترات شمال رفح. وأكد مسؤول ثالث، إسرائيلي، أن السنوار لا يزال في غزة.

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (أرشيفية - رويترز)

وكانت إسرائيل جعلت من «القضاء على السنوار» عنصراً أساسياً في هدفها المتمثل في تدمير «حماس». وفي شهر فبراير (شباط) الماضي نشر الجيش الإسرائيلي لقطات، قال إنها للسنوار وهو يسير عبر نفق مع عديد من أفراد عائلته، وهي المرة الأولى التي يتم رصده فيها على ما يبدو منذ قبل هجوم 7 أكتوبر المباغت الذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة. وكان الجيش الإسرائيلي بدأ هجوماً على رفح يوم الاثنين، سيطر خلاله على معبر رفح من الجهة الفلسطينية، ثم صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر (الخميس) لصالح الموافقة على توسيع مدروس للعملية في رفح، بهدف البقاء ضمن نطاق ما ستكون واشنطن على استعداد لقبوله. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه سيتوقف عن إرسال أسلحة هجومية معينة إلى الجيش الإسرائيلي، إذا مضت إسرائيل قدماً في هجوم بري كبير على المراكز السكانية في المدينة التي التجأ إليها أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني. وقد قام بالفعل بتعليق إرسال شحنة من القنابل الثقيلة الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن تقوم القوات الإسرائيلية باستخدامها في رفح. ويصر نتنياهو على شنّ هجوم كبير في رفح، بحجة أن العملية ضرورية لهزيمة «حماس» التي تحتفظ بأربع من كتائبها في المدينة. وثارت تكهنات أن السنوار قد يكون وصل إلى رفح بالفعل في الأشهر القليلة الماضية مع تكثيف الهجوم على خان يونس، ومثله الضيف، ومعظم المحتجزين الإسرائيليين، إلى جانب قوات النخبة في «حماس». لكن أحد المسؤولين الذين تحدّثوا إلى «تايمز أوف إسرائيل» قال إن عديداً من مقاتلي «حماس» في رفح عادوا فعلاً باتجاه الشمال مع تكثيف التهديدات الإسرائيلية باجتياح المدينة في الأسابيع الأخيرة. وبينما تقول إسرائيل إنه تم تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لـ«حماس» تمكّن مقاتلو الحركة من إعادة تجميع صفوفهم والعودة إلى المناطق التي كان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه «طهّرها» في السابق. والسبت، احتدمت اشتباكات في حي الزيتون ورفح وقرب جباليا. وحذر مسؤولو أمن من أن الجيش سيضطر إلى مواصلة «لعبة القط والفأر» مع «حماس» حتى تقدم الحكومة الإسرائيلية بديلاً قابلاً للحياة لحكم «حماس». وفي حين أن كثيرين في المؤسسة الأمنية يرغبون في رؤية السلطة الفلسطينية، أو على الأقل فلسطينيين مرتبطين بالسلطة الفلسطينية، يقومون بملء الفراغات التي يخلقها الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة من خلال عملياته في القطاع، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يرفض الفكرة رفضاً قاطعاً. وقال مسؤول إسرائيلي إنه في ظل غياب استراتيجية دبلوماسية، فإن «عديداً من إنجازات الجيش الإسرائيلي على الأرض كانت قصيرة الأجل».