بيتار شيجرت، مدرب منتخب طاجيكستان، شخص «ودود ولطيف»، وأصبح صاحب شعبية كبيرة جداً في أروقة كأس آسيا لكرة القدم المقامة في قطر؛ بسبب شخصيته الجذابة وقدراته الفنية الواضحة بعد أن خالف كل التوقعات وقاد فريقه للصعود لدور الثمانية في أول ظهور له في البطولة القارية.
وتقريباً لم يلتفت كثيرون إلى منتخب طاجيكستان، وهو الفريق الوحيد المشارك في النهائيات لأول مرة ولم يرشحه أحد لشيء عند انطلاق البطولة بمشاركة 24 منتخباً.
لكن الفريق فاجأ الجميع عندما تأهل أولاً لمراحل خروج المغلوب قبل أن يفجّر أكبر مفاجأة في البطولة بالفوز على منتخب الإمارات بركلات الترجيح ويخرجه من البطولة في دور 16 مساء الأحد.
وقال شيجرت (57 عاماً) وهو كرواتي للصحافيين: «الآن نحن الحصان الأسود في هذه البطولة. لا أحد يعرف إلى أي مدى يمكننا أن نصل. لا أضع حدوداً للاعبي فريقي. لقد فاجأوني مرة أخرى».
وشيجرت صاحب خبرة كبيرة في مجال التدريب؛ إذ سبق له قيادة منتخبات مثل جورجيا وأفغانستان وجزر المالديف وأصبح بطلاً قومياً في طاجيكستان خلال الأسبوع الأخير.
طغت شخصية شيجرت على المشهد لتسرق الأضواء من الفريق الشاب الذي يقوده، وأسهم ذلك في نجاح الفريق بكل تأكيد نتيجة تخفيف الضغط عن اللاعبين.
واهتزت شباك الفريق مرة واحدة فقط خلال البطولة حتى الآن وكانت أمام قطر، لكن الفريق قلب تأخره إلى فوز أمام لبنان وأوشك على الفوز على الإمارات خلال 90 دقيقة قبل أن يتفوق على المنتخب الخليجي بركلات الترجيح ليقول للجميع إنه ربما يستحق تصنيفاً عالمياً أفضل من ترتيبه الحالي في المركز الـ106.
وقال شيجرت الذي سيلتقي فريقه في الدور المقبل مع العراق أو مع الأردن: «نحن واحد من أفضل ثمانية منتخبات في آسيا».
ويصر شيجرت على مصافحة الجميع في الغرفة قبل مؤتمراته الصحافية، وهو يقول إنه دأب على القيام بذلك طوال 27 عاماً احتراماً للجميع.
وقال عن ذلك: «أنا من خلفية فقيرة جداً. وضع صعب جداً في يوغوسلافيا السابقة وفي ألمانيا. وتعلمت أن أحترم الجميع لأن وضعي كطفل كان صعباً كثيراً».
وتابع: «لا أنسى أصلي مطلقاً. أعتقد أن هذا نابع من أمانتي. هذا هو الشيء الأهم بالنسبة لي».
ومن الواضح أن أسلوبه في الإدارة كان له تأثير واضح على أداء لاعبيه الشبان الذين احتفلوا به كثيرا بعد التأهل لدور الـ16.
وعنه قال مدافع المنتخب زوير جورابويف: «يتسم بالإيجابية دائماً وهو طيب جداً. لكنه يعرف متي يجب أن يكون ودوداً وطيباً ومتي يجب أن يكون قاسياً وحاسماً معنا».
وعندما جلس بعض اللاعبين على العشب قبل ركلات الترجيح في مواجهة منتخب الإمارات طلب شيجرت من لاعبيه النهوض والظهور كجبهة متحدة بالوقوف جنباً إلى جنب.
وعلّق المدرب الكرواتي على ذلك قائلاً: «أعتقد أن الشيء الأهم هو تحقيق التناغم بين الأشخاص».
وتابع: «المدرب الذي ينجح في تحقيق التناغم بين عناصره هو مدرب جيد ومدرب ناجح».
وينتهي العقد الحالي لشيجرت في نهاية البطولة الحالية، لكن لا يشك أحد في ولائه الآن بالتأكيد.
وقال: «سنرى ما يحدث خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن لا بد لي أن أقول إن طاجيكستان هي وطني الأول».