الدوري الإيطالي: يوفنتوس يدفع ثمن طرد ميليك قبل مواجهة «المرشح للقب»

ميليك يغادر الملعب بعد تلقيه البطاقة الحمراء خلال مواجهة إمبولي (أ.ب)
ميليك يغادر الملعب بعد تلقيه البطاقة الحمراء خلال مواجهة إمبولي (أ.ب)
TT

الدوري الإيطالي: يوفنتوس يدفع ثمن طرد ميليك قبل مواجهة «المرشح للقب»

ميليك يغادر الملعب بعد تلقيه البطاقة الحمراء خلال مواجهة إمبولي (أ.ب)
ميليك يغادر الملعب بعد تلقيه البطاقة الحمراء خلال مواجهة إمبولي (أ.ب)

دفع يوفنتوس ثمن طرد مهاجمه البولندي أركاديوش ميليك في الدقائق الأولى من مباراته وضيفه إمبولي، واكتفى بالتعادل 1 - 1 السبت، في المرحلة 22 من الدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك قبل مواجهة إنتر الذي صنفه مدرب «السيدة العجوز» بـ«المرشح الأبرز للفوز باللقب».

ودخل فريق ماسيميليانو أليغري اللقاء على خلفية 7 انتصارات متتالية في جميع المسابقات، و18 هدفاً مسجلاً في 5 مباريات منذ بداية العام الجديد، بينها 5 للصربي دوشان فلاهوفيتش الذي أعاد اكتشاف مستوى كان عليه مع فريقه السابق فيورنتينا.

لكن طرد ميليك في الدقيقة 18 بعد خطأ قاسٍ على ألبرتو تشيري في حركة نال على أثرها بطاقة صفراء قبل أن يتدخل «في إيه آر» وينذر الحكم الأساسي بأن الخطأ يستحق الحمراء، عقّد الأمور على فريق «السيدة العجوز» وحال دون وصوله إلى شباك ضيفه القابع في المركز الـ19، وذلك حتى بداية الشوط الثاني حين ضرب فلاهوفيتش بهدفه الثاني عشر للموسم بعدما وصلت إليه الكرة من رأسية لفيديريكو غاتي إثر ركلة ركنية وبمساعدة من كتف مدافع إمبولي البوسني أدريان إسمايلي في الدقيقة 50.

لكن البديل تومازو بالدانزي فاجأ «أليانز ستاديوم»، وأدرك التعادل لإمبولي في الدقيقة 70 بتسديدة من خارج المنطقة، حارماً «بيانكونيري» من نقطتين قد يدفع ثمنهما غالياً في مشواره نحو محاولة استعادة اللقب الذي احتكره طيلة 9 مواسم، قبل أن يكتفي بمشاهدة إنتر وميلان ونابولي تحتفل به في الأعوام الثلاثة الماضية.

وأبعده هذا التعادل في الصدارة بفارق نقطتين عن إنتر الذي سيكون بإمكانه إزاحته مع مباراة مؤجلة أيضاً في جعبته، حال فوزه الأحد على مضيفه فيورنتينا.

أليكس ساندرو لاعب يوفنتوس أثناء مواجهة إمبولي (إ.ب.أ)

وبعد استضافته لإمبولي، يسافر يوفنتوس إلى ميلانو الأحد المقبل، لخوض موقعة قد تكون مفصلية في الصراع على اللقب، إذ يحل ضيفاً على إنتر الذي تنتظره مواجهة صعبة أخرى بعد «بيانكونيري»، لأنه ينتقل بعدها إلى العاصمة للقاء روما.

وبعد هذا التعثر، رأى أليغري أن «هذه هي كرة القدم. هذا أمر مخيب، لكن البطاقة الحمراء عقدت خططنا»، متطرقاً في تصريح لشبكة «دازون» إلى طرد ميليك بالقول: «هذه الأمور تحصل في كرة القدم. كان ميليك جيداً في الدوري الإيطالي والكأس، والفكرة (بمشاركته أساسياً) كانت أن نستغل قوته البدنية في الكرات العرضية ضد فريق يقفل منطقته مثل إمبولي».

وكشف أن فيديريكو كييزا والفرنسي أدريان رابيو قد يشاركان ضد إنتر بعد تعافيهما من الإصابة، «لكن الأمر لا يتعلق بمباراة إنتر. يجب أن نصل إلى نهاية مايو (أيار) ونحن بين الأربعة الأوائل».

وتطرق إلى مواجهة إنتر، قائلاً إن المشاركة فيها «دائماً ما تكون رائعة. الملعب سيكون ممتلئاً وسنذهب إلى هناك من أجل محاولة تحقيق نتيجة جيدة ضد، وأكرر مرة أخرى، أفضل فريق في إيطاليا والمرشح الأبرز للفوز باللقب».

وتخلى فيورنتينا مؤقتاً عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، لصالح أتالانتا الفائز السبت، على ضيفه أودينيزي 2 - 0.

وبعدما حقق المطلوب منه بالفوز الـ11 هذا الموسم، الذي تحقق بفضل تمريرتين حاسمتين من البلجيكي شارل دي كيتلار إلى الروسي أليكسي ميرانشوك في الدقيقة 33، وجانلوكا سكاماكا الذي أطلق الكرة في الشباك من زاوية صعبة في الدقيقة 45، بات أتالانتا بانتظار خدمة الأحد من إنتر.

هدفا روبن لوفتوس - شيك لم يحققا الفوز لميلان أمام بولونيا (رويترز)

وعلى ملعب «سان سيرو»، تألق الإنجليزي روبن لوفتوس - شيك، لكن هدفيه لم يكونا كافيين لقيادة ميلان إلى الفوز على ضيفه بولونيا الذي انتزع التعادل 2 - 2 في الوقت بدل الضائع، وذلك من ركلة جزاء كانت الثالثة في اللقاء، لكن الأوليين لم يترجمهما مضيفه بنجاح.

وبنقطة التعادل، رفع ميلان رصيده إلى 46 نقطة في المركز الثالث بفارق 5 عن جاره إنتر، فيما بات رصيد بولونيا 33 نقطة، بينها اثنتان فقط في المراحل الأربع الماضية.

وتوقفت المباراة لبعض الوقت في الدقيقة 16 تضامناً مع حارس ميلان الفرنسي مايك مينيان الذي كان ضحية لصيحات القردة العنصرية في المرحلة الماضية أمام أودينيزي، ما تسبب بخروجه من الملعب وتوقف المباراة لبعض الوقت في الدقيقة 34.

وصفقت الجماهير الحاضرة في المدرجات وطُلب منها إضاءة الهواتف الجوالة استجابة لدعوة ميلان «الإبقاء على الاهتمام بقضية التمييز»، بحسب بيان النادي الذي أضاف: «الملعب تحول إلى بحر من النور في مواجهة ظلام التمييز».

وبعد نحو 10 دقائق على استئناف اللعب، وجد ميلان نفسه متخلفاً بهدف للهولندي جوشوا زيركزي بعد معمعة في منطقة الجزاء في الدقيقة 29، ثم حصل على فرصة إدراك التعادل من ركلة جزاء فشل الفرنسي أوليفييه جيرو في ترجمتها بالدقيقة 42، لكن لوفتوس - شيك عوض وأعاد الفريقين إلى نقطة الصفر بعد عرضية من دافيدي كالابريا في الدقيقة 45.

وفي الشوط الثاني، حصل ميلان على أكثر من فرصة للتقدم، وأبرزها للهولندي تيجاني رايندرز الذي عانده الحظ بعدما ارتدت محاولته من القائم في الدقيقة 64، قبل أن ينال ركلة جزاء ثانية انتزعها البرتغالي رافايل لياو، ونفذها هذه المرة الفرنسي الآخر تيو هرنانديز من دون توفيق أيضاً، بعدما سدد في القائم ثم تابعها إلى الشباك في مخالفة، لأن الكرة يجب أن تلمس الحارس أو لاعباً آخر كي يتمكن من متابعتها في الشباك وليس القائمين أو العارضة في الدقيقة 74.

وجاء الفرج بهدف ثانٍ للوفتوس - شيك في الدقيقة 83 بكرة رأسية إثر عرضية من أليساندرو فلورنتسي، لكنها لم تكن نهاية القصة، إذ خطف الضيوف التعادل من ركلة جزاء تسبب بها فيليبو تراتيشانو، ونفذها ريكاردو أورسوليني في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.


مقالات ذات صلة

يوفنتوس يسعى لضم فيليبي في يناير

رياضة سعودية لويز فيليبي مطلوب في يوفنتوس الإيطالي (نادي الاتحاد)

يوفنتوس يسعى لضم فيليبي في يناير

يبحث نادي يوفنتوس الإيطالي عن تعزيز دفاعي، بسبب إصابة مدافعَيه خوان كابال وجليسون بريمر.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

من المقرر أن يخوض خيسوس نافاس مباراته رقم 943 والأخيرة مع الفريق الأول بعد ظهر يوم الأحد، حيث يسافر إشبيلية إلى سانتياغو برنابيو لمواجهة ريال مدريد.

The Athletic (إشبيلية)
رياضة عالمية لامين يامال خرج مصاباً من مواجهة ليغانيس (إ.ب.أ)

من سيعوض يامال أمام أتلتيكو؟

أمام ليغانيس، تم استبدال لامين يامال في الدقيقة الـ75، وشعر اللاعب بعدم الراحة، حيث أكدت الفحوصات الطبية بعد المباراة أنه تعرض لإصابة في كاحله الأيمن.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (رويترز)

فونسيكا: ميلان حقق فوزاً صعباً على فيرونا

أقرّ باولو فونسيكا، مدرب ميلان، بالتحديات التي يُشكِّلها اللاعبون الغائبون والمستوى الحالي للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية جويل إمبيد تألق رفقة فيلادلفيا (رويترز)

«إن بي إيه»: إمبيد يتألق ويقود فيلادلفيا لفوز جديد

ارتدى العملاق جويل إمبيد قناعاً واقياً وسجل 34 نقطة و9 تمريرات حاسمة ليقود فيلادلفيا إلى الفوز على ضيفه شارلوت هورنتتس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
TT

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)

ستُطوي هذا الأسبوع إحدى الصفحات الأكثر مجداً في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

وبحسب شبكة «The Athletic»، من المقرر أن يخوض خيسوس نافاس مباراته رقم 943 والأخيرة مع الفريق الأول بعد ظهر يوم الأحد؛ حيث يسافر إشبيلية إلى سانتياغو برنابيو لمواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني.

خلال ما يقرب من 22 عاماً بوصفه لاعباً كبيراً، فاز نافاس بـ8 ألقاب مع إشبيلية (بما في ذلك 4 كؤوس الاتحاد الأوروبي)، و3 ألقاب مع مانشستر سيتي (بما في ذلك لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2013 - 2014)، و4 ألقاب دولية مع إسبانيا (بما في ذلك كأس العالم 2010 ويورو 2024).

على مرّ السنين، تطور الجناح السريع الذي نشأ في فريق شباب إشبيلية إلى ظهير موثوق به وذي خبرة وطالت مسيرته في الملاعب، بينما كان يتعامل مع إصابة مؤلمة ومزمنة في الفخذ في المواسم الأخيرة.

يقول نافاس، الذي بلغ من العمر 39 عاماً في نوفمبر (تشرين الثاني)، في ملعب تدريب إشبيلية: «لقد كنت أحاول الاستمتاع بالوقت المتبقي مع الجماهير، وهو أجمل شيء. يأتي الألم عندما أتدرب بجد أو ألعب مباراة مكثفة. في هذه الحالة يكون من الصعب حتى اللعب مع أطفالي (في الأيام التالية). لذلك أحاول الراحة».

لا توجد مباريات أصعب من مواجهة الأحد خارج الديار أمام ريال مدريد، بطل أوروبا.

يقول: «في النهاية، هذا هو إشبيلية الذي أحبه. لقد ساعدت بقدر ما أستطيع».

وُلِد نافاس خارج العاصمة الأندلسية في لوس بالاسيوس وفيلافرانكا، وانضم إلى أكاديمية الشباب في إشبيلية في سن الخامسة عشرة. وبعد ظهوره لأول مرة مع الفريق الأول بعد 3 سنوات، سرعان ما أصبح لاعباً أساسياً، حيث بدأ إشبيلية في تجميع أعظم فريق في تاريخه.

انضم إلى النجوم البارزين فريدريك كانوتيه، والمدير الفني الحالي لتشيلسي إنزو ماريسكا، ولويس فابيانو، وجوليان إسكودي، شباب محليون بمَن فيهم نافاس، وخوسيه أنطونيو رييس، وأنتونيو بويرتا، حيث فاز الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس السوبر الإسباني بين عامي 2006 و2010.

يشرق وجه نافاس، وهو شخص متحفظ ومتحدث حذر، عندما يتذكر هدف الفوز المتأخر الذي سجله بويرتا ضد شالكه في مباراة الإياب في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2005 - 2006. وبعد مرور عام بقليل، انهار بويرتا وتوفي أثناء مباراة ما قبل الموسم في أغسطس (آب) 2007.

ويقول نافاس: «كان الأمر مذهلاً، فقد فتح ذلك الهدف الأبواب أمام كل ما حققناه، وقد قدمت له التمريرة الحاسمة. لقد كان زميلي في الغرفة. لقد كان ذلك مصدر سعادة هائلة. لقد أصبح بويرتا الآن في ذاكرة كل من يعيش في إشبيلية».

وقد أدى أداء نافاس بوصفه جناحاً سريعاً ومباشراً إلى استدعائه للمنتخب الإسباني في عام 2009، وفي نهائي كأس العالم في العام التالي، كانت انطلاقته القوية في الوقت الإضافي هي التي أدت إلى هدف الفوز الذي سجله أندريس إنييستا.

ويقول نافاس: «حلم أي طفل هو الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده؛ أن يكون في الملعب، وأن يلعب دوراً في مساعدة الفريق. وعندما انطلقت صافرة النهاية، كان ذلك مصدر فرحة كبيرة. أشاهد الفيديو (على هاتفي) كل بضعة أيام، وما زلت أشعر بالقشعريرة».

كما أسهم نافاس بدور مؤثر في فوز إسبانيا ببطولة أوروبا 2012 بوصفه جزءاً من فريق يضم إنييستا وتشافي وإيكر كاسياس وسيرجيو راموس وتشابي ألونسو. ويُنظر إلى هذا الجيل الذهبي على نطاق واسع باعتباره الأفضل في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

ويقول نافاس: «أشعر بأنني جزء من هذا الجيل. لقد فزنا بكل شيء، لكن الأمر لم يقتصر على النتائج فقط. لقد لعبنا كرة قدم رائعة وجميلة، واستحوذنا على الكرة طوال المباراة. لذا كان الأمر رائعاً».

جذب أداء نافاس مع النادي والمنتخب انتباه الأندية الكبيرة في أوروبا، وفي صيف 2013، انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 20 مليون يورو.

بدأت مسيرته مع مانشستر سيتي بشكل مذهل، بما في ذلك هدف رائع في الدقيقة الأولى في الفوز 6 - 0 على توتنهام. وانتهى العام الأول في فريق مانويل بيليغريني بميدالية الدوري الإنجليزي الممتاز و6 أهداف و13 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات.

يقول نافاس: «في الموسم الأول، كنت ألعب كل المباريات، وفزنا بالبطولات: الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الرابطة».

كثيراً ما قيل إن الشخصية الهادئة المرتبطة بمنزله وعائلته في الأندلس ناضلت من أجل الاستقرار في إنجلترا، لكن نافاس لا يقبل هذه الفكرة؛ حيث كانت حياته كلها تدور دائماً حول كرة القدم، أينما كان يعيش.

وأردف: «كانت تجربة جيدة (في مانشستر)، سواء على أرض الملعب أو على المستوى الشخصي. 183 مباراة في 4 مواسم هي الكثير. طريقتي في الحياة هي أن أكون هادئاً، وقريباً من عائلتي. لذلك لم تكن حياتي هناك مختلفة كثيراً عن هنا. عدت إلى المنزل وركزت فقط على كرة القدم، كما هو الحال دائماً».

يقول نافاس إن القلق كان في الواقع مشكلة أكثر صعوبة عندما بدأ اللعب مع الفريق الأول لإشبيلية في سن المراهقة.

يقول: «الأمر صعب عندما تبدأ. أنا قادم من بلدة صغيرة، حيث الهدوء التام، وكنت أتدرب مع فريق الشباب، والقفز إلى فريق الكبار، ليس بالأمر السهل. ولكن في النهاية، كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لي. لقد تغلبت على ذلك، وسارت الأمور على ما يرام».

مع مرور الوقت، كان نافاس بديلاً في كثير من الأحيان لمانشستر سيتي، خصوصاً بعد وصول بيب غوارديولا مدرباً في صيف 2016، عندما بدأ يشارك في المباريات، كان ذلك غالباً في مركز الظهير الأيمن.

يقول نافاس: «الحقيقة هي أنني كنت على علاقة جيدة جداً مع بيب. (الظهير الأيمن بابلو) زاباليتا و(باكاري) سانيا أصيبا وأخبرني أنه يمكنني اللعب هناك. رغم أنه كان مركزاً جديداً، فإن كل شيء سار على ما يرام».

أثناء وجوده في مانشستر، شاهد نافاس إشبيلية يرفع 3 ألقاب أخرى في الدوري الأوروبي على شاشة التلفزيون. ومنذ عودته إلى سانشيز بيزخوان عندما انتهى عقده مع السيتي في عام 2017، قادهم إلى لقبين آخرين - بتمرير أهداف من الظهير الأيمن في كل من المباراة النهائية لعام 2020 ضد إنتر ونهائي 2023 ضد روما.

يقول نافاس: «لقد جعلت هذه المنافسة هذا النادي ينمو بشكل كبير ومنحت الكثير من الفرح للجماهير. لذلك في كل مرة نلعب فيها، نذهب إلى كل شيء. على الرغم من وجود مثل هذا الموسم الصعب في عام 2023 (في مسابقات أخرى)، فقد تحوّلنا (في الدوري الأوروبي). حملنا المشجعون أيضاً. لقد كان أمراً رائعاً لا يصدق».

بعد بضع سنوات من الغياب، استدعى مدرب إسبانيا الحالي لويس دي لا فوينتي نافاس إلى التشكيلة الدولية في عام 2023. لعب المباراتين في مركز الظهير الأيمن أثناء الفوز بنهائيات دوري الأمم الأوروبية في ذلك العام، وكان عضواً مهماً في الفريق، حيث فازت إسبانيا ببطولة أوروبا 2024 الصيف الماضي.

يقول نافاس: «بالنسبة لي، فإن أهم شيء على الإطلاق هو الدفاع عن بلدي. الفوز بدوري الأمم الأوروبية، ثم بطولة أوروبا في عمري، الحقيقة كان هذا أمراً مذهلاً».

كان الجانب الأيمن من فريق إسبانيا ضد فرنسا في يوليو (تموز) الماضي يضم أكبر وأصغر اللاعبين سناً على الإطلاق لبدء نصف نهائي بطولة أوروبا: نافاس في عمر 38 عاماً و231 يوماً، ولامين يامال في عمر 16 عاماً و362 يوماً.

تغلب نجم فرنسا المهاجم كيليان مبابي على نافاس ليصنع هدف الافتتاح في المباراة، وسرعان ما حصل المخضرم على البطاقة الصفراء لمحاولة يائسة لمنع مبابي من تسجيل هدف.

يقول نافاس عندما سُئل عن تلك اللحظة: «شعرت بالهدوء والاسترخاء. كنت أعلم أنني يجب أن أستمر. لم أكن أفكر كثيراً في (مبابي). أفكر دائماً في الهجوم. عندما كانت الكرة بحوزتنا، كنت أفتح الملعب، مثل الجناح تقريباً. وجاء أحد أهدافنا من ذلك».

يشير نافاس إلى تمريرته العرضية من الجهة اليمنى التي أدت مباشرة إلى هدف الفوز لإسبانيا بواسطة داني أولمو. قبل ذلك، عادل يامال النتيجة بتسديدة رائعة من مسافة 25 ياردة في الزاوية العلوية.

يقول نافاس: «(لامين) لديه موهبة. لقد وُلد للعب كرة القدم. نحن الأجنحة لدينا هذه الطريقة في اللعب: أن نكون شجعاناً، وأن نلعب بفرح؛ نيكو (ويليامز) أيضاً. أخبرت لامين أنه من المهم حقاً في كل مرة يحصل فيها على الكرة، أن يحاول تجاوز المدافع. هذه قوة هائلة للفريق».

اعتزل نافاس اللعب الدولي بعد البطولة وتم تكريمه من قبل الاتحاد الإسباني في مباراة دوري الأمم الأوروبية في أكتوبر (تشرين الأول) ضد صربيا، بحضور والديه فرانسيسكو وأورورا وزوجته أليخاندرا وطفليه جيسوس وروميو أيضاً.

يقول نافاس: «لم أتغير بوصفي شخصاً، ما زلت نفس الرجل الذي كنت عليه دائماً. الحفاظ على قدمي على الأرض هو ما أوصلني إلى هذا الحد. مع العلم أنه يجب عليك العمل بجد كل يوم، والتدريب إلى أقصى حد. هذا ما أوصلني إلى حيث أنا الآن، للفوز بأشياء مهمة للغاية، مع المنتخب الوطني، ومع إشبيلية، ومع مانشستر سيتي».

كانت خبرة نافاس لا تقدر بثمن بالنسبة لإشبيلية في السنوات الأخيرة، عندما أثرت القضايا المالية والمشاحنات في مجلس الإدارة على فريق بدلاً من القتال من أجل الألقاب كان غالباً ما يقاتل في النصف السفلي من الدوري الإسباني.

كانت هناك لحظة محرجة في يونيو (حزيران) الماضي، عندما أعلن إشبيلية أن نافاس سيغادر، على الرغم من أنه أراد الاستمرار. تم الاتفاق على عقد آخر لمدة 6 أشهر مع الرئيس الحالي خوسيه ماريا ديل نيدو كاراسكو، مع دفع جميع أجوره مباشرة إلى مؤسسة النادي الخيرية.

يقول نافاس، دون الرغبة في الخوض في التفاصيل: «كان الشيء المهم بالنسبة لنا جميعاً أن نكون على نفس الموجة. بالنسبة لي، كان أكبر شيء هو الاستمرار مع إشبيلية، وأن أكون هنا، للانتقال مع اللاعبين الأصغر سناً. وأود أن أتمكن من توديع الجماهير التي أحبها».

كان المدرب فرانك غارسيا بيمينتا يدير دقائق نافاس هذا الموسم. ويحتاج إلى حقن منتظمة لعلاج مشكلة الورك التي يعاني منها منذ 4 سنوات. وبسبب عدم قدرته على المشاركة في الكثير من العمل البدني للفريق في التدريبات، فإنه غالباً ما يضطر إلى الاستلقاء في معظم الأيام التي تلي المباراة.

يقول نافاس: «أعرف القليل عن كيفية التعامل مع الأمر في التدريبات. المباريات أكثر صعوبة. ولكن هذا هو وضعي. إنه أمر صعب، مع مشاعر متضاربة. بعد كل مباراة، أحاول التركيز على التدريب مرة أخرى، حتى أتمكن من لعب مباراة واحدة أخرى. كما أنني أستمتع بالتدريبات، وأشعر بالتوتر. ومع اقتراب النهاية، أصبح الأمر أكثر صعوبة».

كان الألم والتوتر يستحقان كل هذا العناء، لأنه تمكن من مشاركة اللحظات في الأشهر الأخيرة مع زملائه ومشجعي إشبيلية، بما في ذلك هدف الفوز ضد خيتافي في سبتمبر (أيلول)، والفوز في «ديربي» أكتوبر على منافسه في المدينة ريال بيتيس.

وأردف نافاس: «الشعور هو الفرح والمكافأة على كل الألم الذي تحملته. قبل مباراة الديربي، كان زملائي في الفريق طوال الأسبوع يقولون إنهم سيفوزون بالمباراة من أجلي. كان المشجعون سعداء للغاية من أجلي، وكنت سعيداً للغاية من أجلهم. إنهم يعلمون أنني كنت دائماً على استعداد لمساعدة الفريق، على الرغم من كل الألم، وكل ما يتعين عليّ القيام به كل يوم».

كانت آخر بداية لنافاس في سانشيز بيزخوان في الفوز 1 - 0 في الدوري الإسباني الأسبوع الماضي على سيلتا فيغو، عندما حصل على ممر شرف من كلا الفريقين قبل المباراة وحظي بتصفيق عاطفي من الجماهير عندما تم استبداله في الدقيقة 71.

سيقوم نادي إشبيلية بتنظيم حفل وداع رسمي في 30 ديسمبر (كانون الأول) لنافاس وعائلته. عرض عليه ديل نيدو كاراسكو «عقداً مدى الحياة» لكن لم تتم مناقشة دور محدد بعد. أحد الاحتمالات المستقبلية هو تدريب فرق الشباب التي تلعب في الدوري الإسباني. في ملعب التدريب الذي يحمل اسمه.

وعن خطوته المقبلة، يقول نافاس: «أنا حقاً لا أعرف (ماذا سيحدث بعد ذلك). لم أفكر في الأمر بعد، ربما يكون الأمر متعلقاً بنظام الشباب. كنت أستمتع فقط بالمباريات التي أستطيع لعبها وأشكر الجماهير على دعمهم».