ارتفاع ضغط الدم يقتل 20 شخصاً كل دقيقة

تنتشر على نطاق واسع مستويات عالية من تناول الصوديوم ضمن أنظمتنا الغذائية (بيكساباي)
تنتشر على نطاق واسع مستويات عالية من تناول الصوديوم ضمن أنظمتنا الغذائية (بيكساباي)
TT

ارتفاع ضغط الدم يقتل 20 شخصاً كل دقيقة

تنتشر على نطاق واسع مستويات عالية من تناول الصوديوم ضمن أنظمتنا الغذائية (بيكساباي)
تنتشر على نطاق واسع مستويات عالية من تناول الصوديوم ضمن أنظمتنا الغذائية (بيكساباي)

أظهرت دراسة صادرة، الخميس، شاركت فيها مجموعة دولية من الخبراء «أن الملح الغني بالبوتاسيوم هو العنصر المفقود في المبادئ التوجيهية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وأن تغييراً طفيفاً في نظامنا الغذائي يمكن أن يُحدِث تأثيراً كبيراً تجاه ذلك».

ووفق النتائج المنشورة في «المجلة العلمية لارتفاع ضغط الدم» التي تصدر عن «جمعية القلب الأميركية» تنتشر على نطاق واسع مستويات عالية من تناول الصوديوم ضمن أنظمتنا الغذائية، مقابل تناول مستويات منخفضة من البوتاسيوم، وكلاهما يرتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والوفاة المبكرة.

وهو ما علّق عليه، الدكتور توم فريدن، المدير التنفيذي لمنظمة «روزولف تو سيف لايف»، وهي منظمة عالمية للصحة العامة تركز على منع 100 مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، في بيان صحافي صادر الخميس، قائلاً: «إن ارتفاع ضغط الدم يقتل أكثر من 10 ملايين شخص كل عام، أو ما يقرب من 20 شخصاً كل دقيقة. ويمكن ربط 20 في المائة منها بمسبب واحد، وهو تناول الكثير من الملح».

وشدد على أنه استناداً إلى الأدلة العلمية، يجب على معظم المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وعائلاتهم أن يُقلِّلوا من تناول الملح بشكل عام، والتحول إلى الملح الغنيّ بالبوتاسيوم، مؤكداً أن هذا «سيساعد على خفض ضغط الدم والحماية من المضاعفات الخطيرة مثل السكتة الدماغية والوفاة المبكرة».

وطالب فريدن بـ«إعطاء الأولوية لتوافر الأملاح منخفضة الصوديوم والغنية بالبوتاسيوم وإمكانية الوصول إليها في المنزل، وفي المطاعم، وفي محلات البقالة»، قائلاً: «لا ينبغي تسويق هذه المنتجات أو تسعيرها على أنها رفاهية».

وكان تعاون عالمي من الخبراء والباحثين من الولايات المتحدة وأستراليا واليابان وجنوب أفريقيا والهند قد راجع 32 دليلاً إرشادياً منفصلاً لعلاج ارتفاع ضغط الدم، نُشرت في الفترة ما بين 1 يناير (كانون الثاني) 2013 و21 يونيو (حزيران) 2023، ووجدوا أن جميع الإرشادات تشير إلى ضرورة تقليل الصوديوم وزيادة تناول البوتاسيوم الغذائي.

وقالت البروفسورة ألتا شوت، من معهد جورج للصحة العالمية وجامعة «نيو ساوث ويلز» في سيدني: «وجدنا أن الإرشادات السريرية الحالية تقدم توصيات غير كاملة وغير متسقة حول استخدام بدائل الملح».

وأضافت: «نشعر أن الوقت قد حان لإدراج بدائل الملح في إرشادات العلاج للمساعدة في معالجة المعدلات المتصاعدة لارتفاع ضغط الدم غير المنضبط في جميع أنحاء العالم وتقليل الوفيات التي يمكن الوقاية منها».

ووفق توصيات الدراسة فإنه يمكن استخدام الملح الغني بالبوتاسيوم بديلاً مباشراً للملح العادي (كلوريد الصوديوم) عند تتبيل الأطعمة أو حفظها أو تصنيعها، خصوصاً أن استراتيجيات تقليل الملح الأخرى تجعل مذاق الأطعمة أقل ملوحة، في الوقت الذي لا يمكن اكتشاف التحول إلى الملح الغني بالبوتاسيوم من معظم الناس.

ووفق شوت: «فإن تأثيرات التذوق غير المرغوب فيها هي السبب الرئيسي وراء فشل الجهود المبذولة للحد من تناول الملح لأكثر من عقدين من الزمن».

ولكن هناك عائق آخر أمام ذلك التحول، وهو المخاوف بشأن تسبب ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم بأضرار صحية لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المتقدمة.

وهو ما علّق عليه البروفسور بروس نيل، المدير التنفيذي في معهد «جورج أستراليا» وأستاذ علم الأوبئة السريرية في «إمبريال كوليدج لندن»: «المرضى الذين يعانون أمراض الكلى المتقدمة يجب ألا يستخدموا الأملاح الغنية بالبوتاسيوم، لكنّ هذا ينطبق على نسبة صغيرة جداً من السكان».

وأضاف: «لم يتم تسجيل أي مشكلات ذات أضرار جسيمة ناجمة عن فرط بوتاسيوم الدم في أيٍّ من التجارب حتى الآن، على الرغم من أن جميعها جرى إجراؤها في بيئة سريرية، مشدداً على أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يعرفون أنهم يجب ألا يَنصحوا بالملح الغني بالبوتاسيوم في حالة وجود أمراض الكلى».


مقالات ذات صلة

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية (رويترز)

للوقاية من السكتة الدماغية الشديدة... عالج هذه المخاطر

يمكن أن تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية، لكن بعض هذه العوامل والسلوكيات تكون مخاطرها شديدة للغاية لتتسبب في سكتات دماغية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.