كريستوفر نولان يتولّى القيادة أميركياً وكوثر بن هنية عالمياً

تتضمن منافسة مهرجانات أوروبية ضد بعضها بعضاً

مارك روفالو (سيرتشلايت)
مارك روفالو (سيرتشلايت)
TT

كريستوفر نولان يتولّى القيادة أميركياً وكوثر بن هنية عالمياً

مارك روفالو (سيرتشلايت)
مارك روفالو (سيرتشلايت)

عنوان أحد أفلام وودي ألن الأولى هو «خذ المال واهرب» (Take the Money and Run)، وهو الحال الذي وجدت غريتا غرويغ عليه عندما أعلنت ترشيحات الأوسكار يوم أول من أمس، ولم يتضمن اسمها مخرجة لفيلمها البرّاق «باربي». كان الفيلم جمع أكثر من مليار و400 مليون دولار وتوقع له رهط كبير من متابعي الجوائز وسجل حضوراً أفضل في ترشيحات الأوسكار للعام الحالي.

كما هو الحال، فلربما كان من الأضمن أن تأخذ غرويغ المال وتُعدّ نفسها محظوظة. الفيلم بحد ذاته - نال أو لم ينل الأوسكار - ليس أكثر من متعة متكلّفة وعابرة.

لكن النتيجة ليست وبالاً كما سارع كثيرون للقول. فالفيلم الذي يتحدّث عن اللعبة الشقراء التي تترك عالمها وتقرّر زيارة البشر في مجتمعهم موجود في ثماني ترشيحات بينها ما هو رئيسي، مثل ترشيحه لأفضل فيلم، وترشيحه لأفضل سيناريو، لكن ليس منها (وهنا تكمن خيبة الأمل الكبرى بالنسبة للمخرجة - المنتجة غريتا غرويغ) المنافسة على أوسكار أفضل مخرج أو أوسكار أفضل ممثلة في دور أول.

تعجب!

الأقسام التي ضمّت حضور «باربي» فيها، هي سباقات أفضل فيلم، وأفضل ممثل مساند (رايان غوسلينغ الذي «أعلن عن خيبة أمله» في عدم وصول المخرجة وبطلة فيلمها روبي مارغو إلى الترشيحات) وأفضل ممثلة مساندة (أميركا فيريرا) وأفضل تصميم ملابس، وأفضل سيناريو مقتبس (غرويغ ونوا بومباش)، وأفضل أغنية مكتوبة خصيصاً (ترشيحان)، وأفشل تصميم إنتاج.

أما «أوبنهايمر»، منافسه الأول في عروضه التجارية وفي هذا الجزء من دوّامة موسم الجوائز، فخرج بـ13 ترشيحاً تتضمن بالطبع أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل في دور أول (كيليان مورفي)، وأفشل ممثل مساند (روبرت داوني جونيور)، وأفضل ممثلة مساندة (إيميلي بْلنت)، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل تصوير (هويت فان هولتيما)، وأفضل تصميم ملابس، وأفضل صوت، وأفضل موسيقى مكتوبة خصيصاً، وأفضل تصميم إنتاج، وأفضل تجميل.

هذه المسابقة الأخيرة تثير التعجب على ثانوية حضورها إزاء الترشيحات الكبرى؛ كون «روبي» شهد عمليات تجميل أكثر من «أوبنهايمر» على الأقل في الجانب المباشر للكلمة. لكن من المرجح أن الأكاديمية، عبر أعضائها، وجدت أن عمليات التجميل وتصاميم الشعر الذي بدت في «أوبنهايمر» كانت أكثر فناً؛ كونها متصلة بعلاقة الفيلم بالفترة التاريخية (الأربعينات) التي دارت الأحداث فيها.

زوربا اليوناني

يمكن قراءة نتائج بعض الأقسام وهي تتلألأ للناظرين منذ الآن. «أوبنهايمر» بترشيحاته الـ13 سيكتسح من 4 إلى 5 منها تنضوي على جوائز أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو مقتبس من بين أخرى.

المنافسة الشديدة التي يواجهها لم تعد وجود «باربي» في ترشيحات أفضل فيلم، بل في وجود فيلم اليوناني يورغوس لانثيموس «أشياء بائسة» في مسابقتي أفضل فيلم وأفضل إخراج. ومع أن المتوقع هو فوز «أوبنهايمر» بكلتا هاتين الجائزتين، إلا أن حضور «أشياء بائسة» بمجموع 11 ترشيحاً مختلفاً، ظاهرة لا بد من التعامل معها جدياً.

هذا الفيلم الذي شهد نجاحاً إعلامياً كبيراً حاضر في ترشيحات جوائز نوعية أخرى مثل أفضل ممثلة أولى (إيما ستون)، وهو القسم الذي لا يتبارى فيه «أوبنهايمر» لعدم وجود شخصية نسائية أولى فيه، وأفضل ممثل مساند (مارك روفالو). وأفضل سيناريو مقتبس (توني مكنامارا) والتصوير (روبي رايان) من بين أخرى أقل جذباً للاهتمام إلا بالنسبة لفنانيها وفنييها.

روفالو ينافس روبرت داوني جونيور على أوسكار أفضل ممثل مساند أكثر مما يفعل رايان غوسلينغ عن «باربي» أو روبرت دينيرو عن «قتلة ذَ فلاور مون».

ولا بد من ذكر أن الممثلة الألمانية ساندرو هولر مرشّحة عن دورها في «تشريح سقوط»، لكنها أيضاً بطلة فيلم «منطقة اهتمام» المرشّح في أنحاء أخرى من الجوائز، بينها جائزة أفضل فيلم دولي.

حضور «أشياء بائسة» بهذا الزخم (11 جائزة) يماثل ما حدث ذات مرّة مع فيلم يوناني الإخراج (وناطق بالإنجليزية أيضاً) ترشّح في 8 ميادين سنة 1965 وهو «زوربا اليوناني» لمايكل كاكويانيس. ذلك الفيلم حصد جائزتين فقط من بين ستٍ رُشّح لها لا تتضمن أوسكار أفضل فيلم ولا أفضل إخراج، بل أفضل تصوير بالأبيض والأسود، وأفضل ما كان يُسمى في ذلك الحين أفضل «ديكور وإدارة فنية». ما فشل ذلك الفيلم في تحقيقه هو الوثوب على أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج، علماً بأن بطل الفيلم، أنتوني كوِين، لم يُرشّح عن دوره الأول أساساً.

كوثر بن هنية (تانيت فيلمز)

صراع مهرجانات

وهناك أمر آخر لم تأتِ منصّات الإعلام على ذكره.

المنافسة على تحقيق أوسكار أفضل فيلم في الدورة الحالية تشهد صراعاً خفياً بين مهرجانين أوروبيين هما «فينيسيا» «كان». ففيلم «أشياء بائسة» نال الجائزة الأولى في ذلك المهرجان العتيد («الأسد الذهبي»)، في حين عُرض «تشريح سقوط» (Anatomy of a Fall) في مهرجان «كان» ونال بدوره جائزته الأولى (السعفة الذهبية).

كلاهما في أهم منافستين حالياً (أفضل فيلم وأفضل مخرج)، وذاك الذي سيفوز بإحدى هاتين الجائزتين (إذا فعل) سيمنح المهرجان قوّة دفع جديدة على أساس أنه المهرجان الذي يرسل أفلامه إلى «الأوسكار» لتفوز. بالتالي، تستخدم هذه الحقيقة (التي سادت السنوات العشر الأخيرة) في المنافسة على جذب الأفلام الفنية إليهما.

ما يثير الملاحظة أن كلا الفيلمين ناطق بالإنجليزية؛ ما يحصر المنافسة بينهما في إطار الفيلم الناطق بالإنجليزية وليس في سباق أفضل فيلم دُولي (أجنبي سابقاً).

حظوظ تونسية

هذا السباق يتضمن أفلاماً على درجة جيدة من النوعية، وهي: «الكابتن» (إيطاليا)، و«أيام مثالية» (اليابان)، و«مجتمع الثلج» (إسبانيا)، و«صالة الأساتذة» (ألمانيا)، و«منطقة الاهتمام» (بريطانيا)؛ وهو سيتمحور، على الأرجح، بين «أيام مثالية» (Perfect Days)، و«منطقة الاهتمام» (The Zone of Interest)، الفيلم الياباني من إخراج الألماني فم فندرز، والفيلم الآخر للمخرج الأميركي جوناثان غلايزر وهو ناطق بالألمانية واليديشية. وفي حين عُرض «أيام مثالية» في «فينيسيا» فإن الفيلم البريطاني - الأميركي من عروض مهرجان برلين. الفوز بينهما سيؤدي كذلك إلى تأثير إعلامي إيجابي للمهرجان الذي عرض أحد الفيلمين.

إذا فاز «أيام مثالية» المقدّم باسم اليابان وفاز «الولد ومالك الحزين» (The Boy and the Heron) بأوسكار أفضل فيلم أنيميشن، فإن اليابان ستخرج بسعادة مزدوجة كون فيلم الرسوم هو من إنتاجها أيضاً.

على صعيد الأفلام التسجيلية أو غير الروائية، فإن دخول الفيلم التونسي «أربع بنات» سباق أوسكار الفيلم التسجيلي الطويل ربما يكون التهيئة لخروجه فائزاً. مزيد من هذا الوضع سيتأكد حال مشاهدة الأفلام التالية لمعاينة موقع فيلم كوثر بن هنية بينها فعلياً. لكن ما يتبدّى الآن أن الفيلم شقّ بنجاح منافسة صعبة وفي بعض التوقعات هو الذي يقود في هذا القسم أكثر من سواه.

بين أوبنهايمر وسكورسيزي

الأفلام المتنافسة على الأوسكار ألأول (أفضل فيلم) هي التي تستحوذ الاهتمام الأوسع، وستثابر على ذلك لحين خروج النتائج في 10 مارس (آذار) المقبل. وعددها 15 فيلماً (ما يرفع كذلك من مستوى الاهتمام) وهي، حسب عدد ترشيحات كل منها، «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان (13 ترشيحاً)، و«أشياء بائسة» ليورغوس لانثيموس (11)، و«قتلة ذَ مون فلاور» لمارتن سكورسيزي (10)، و«باربي» لريتا غرويغ (8)، و«مايسترو» لبرادلي كوبر (7)، و«أميركان فيكشن» لكورد جيفرسن (5)، و«تشريح سقوط» لجوستِين تراييه (5).

لجانب «أوبنهايمر» و«باربي» و«أشياء بائسة» و«تشريح سقوط»، فإن الأفلام التالية، حسب عدد الترشيحات التي نالها كل منها هي، «مايسترو» لبرادلي كوبر (5)، و«أميركان فيكشن» لكورد جيفرسن (5)، و«المستمرون» لألكسندر باين (5)، و«منطقة الاهتمام» لجوناثان غلازر (5)، و«نابوليون» لريدلي سكوت (3)، ومن ثمّ ترشيحان لكل فيلم من الأفلام التالية: «المبدع» لغارث إدواردز، و«المهمّة مستحيلة: تقديرات مميتة» لكريستوفر ماغواير، و«نياد» (NYAD) لجيمي تشين، و«حيوات سابقة» لسيلين سونغ، و«مجتمع الثلج» لج. أ. بايونا.

بينما ستكون لنا عودات لقراءة الأقسام الأخرى والتطوّرات لاحقاً، فإن الواضح هو احتمال اكتساح «أوبنهايمر» على ما عداه والخروج بـ4 أو 5 جوائز مما هدف إليه، وهي أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل ممثل أول، وأفضل ممثل مساند، علماً أن «قتلة ذَ فلاور مون» سيتولى مهمة اقتسام الأصوات لمخرج هو الأكبر سنّاً (81 عاماً) ليس بين كل المخرجين المشاركين الآن بل في تاريخ الأوسكار بأسره.


مقالات ذات صلة

أسرار في علاقة مهرجانات السينما والأوسكار

سينما لقطة من فيلم «فلسطين 36» (آي إم دي بي)

أسرار في علاقة مهرجانات السينما والأوسكار

قبل زمن غير بعيد لم تكن العلاقة بين المهرجانات السينمائية الدولية وحفل الأوسكار بمثل هذه المتانة التي تتجلى اليوم.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق أسهمت «الجائزة السعودية للإعلام» خلال نسخها السابقة في إبراز مبادرات ونماذج مهنية رائدة (واس)

«الجائزة السعودية للإعلام 2026» تبدأ استقبال المشاركات

بدأت «الجائزة السعودية للإعلام 2026»، استقبال المشاركات في ستة عشر فرعاً تغطي مختلف مجالات العمل الإعلامي، وذلك حتى 1 يناير المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)

آل الشيخ يعلن انطلاق مرحلة التسميات لجوائز «جوي أواردز 2026»

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، انطلاق مرحلة التسميات لجوائز صنّاع الترفيه «جوي أواردز 2026»، التي تعدّ الأضخم في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تكريم وكالة «SRMG LABS» الإبداعية خلال «مهرجان أثر للإبداع 2025» (SRMG)

«SRMG LABS» تحصد 7 جوائز بـ«مهرجان أثر للإبداع 2025»

حصدت «SRMG LABS»، الوكالة الإبداعية التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)»، 7 جوائز في «مهرجان أثر للإبداع 2025».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق نيللي كريم في مشهد من الفيلم - مهرجان الجونة

«عيد ميلاد سعيد»... نقد اجتماعي للتمييز الطبقي في مصر

الفيلم الذي يمثّل أولى التجارب الإخراجية لسارة جوهر عُرض للمرة الأولى في مهرجان «تريبيكا السينمائي» بالولايات المتحدة الأميركية، وحصد 3 جوائز.

أحمد عدلي (القاهرة )

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.