أوكرانيا تواصل استهداف منطقة بيلغورود والطائرات العسكرية الروسية

المستشار الألماني: يجب أن يفعل الأعضاء الآخرون بالاتحاد الأوروبي المزيد لأوكرانيا

الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويبدو الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويبدو الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا تواصل استهداف منطقة بيلغورود والطائرات العسكرية الروسية

الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويبدو الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويبدو الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)

توعد الجيش الأوكراني، الأربعاء، بمواصلة استهداف منطقة بيلغورود والطائرات العسكرية الروسية لحماية نفسه من القصف، وذلك بعد ساعات من تحطم طائرة نقل من طراز «إيل 76» قرب الحدود مع أوكرانيا.

وفي بيان نشر بعد ساعات على الحادث لكن دون الإشارة إليه، وعد الجيش بمواصلة «تدمير آليات التسليم والسيطرة على المجال الجوي من أجل القضاء على التهديد الإرهابي بما في ذلك في منطقة بيلغورود - خاركيف»؛ لمواجهة الضربات الروسية في أوكرانيا، فيما دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الدول الأوروبية، إلى فعل المزيد لدعم أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دعم أوكرانيا هذا العام (أ.ف.ب)

وقال شولتس في مقابلة مع صحيفة «دي تسايت»، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «الإسهامات التي خصصتها الدول الأوروبية لعام 2024 ليست كبيرة بما يكفي حتى الآن. يجب أن تناقش أوروبا ما يمكن أن تسهم به كل دولة حتى نتمكن من زيادة دعمنا».

وقال شولتس إنه يجب أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن أراضيها، «ويجب ألا يفشل ذلك جراء قلة الدفاع الجوي أو المدفعية أو الدبابات أو الذخيرة». وقال للصحيفة: «بناء على اعتقادي الراسخ يجب أن تفعل أوروبا المزيد لدعم أوكرانيا في الدفاع عن بلادها».

لكن يرفض المستشار الألماني حتى الآن، تسليم صواريخ «توروس» لأوكرانيا، ويبدو أن ذلك بدافع الخوف من أن إطلاق الصواريخ الألمانية على الأراضي الروسية يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الصراع.

قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه مازال يجري مناقشات مع الحكومة الألمانية بشأن الحصول على صواريخ «توروس» ألمانية الصنع. وأشار كوليبا مجدداً إلى أن أوكرانيا تسعى للحصول على الصواريخ المتقدمة من ألمانيا لاستهداف البنية التحتية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، وليس لضرب أهداف داخل روسيا. وشدد كوليبا في مقابلة مع المنافذ الإعلامية: «بيلد»، و«فيلت دوت تي في»، و«بوليتيكو»: «لا نريد صواريخ (توروس) لمهاجمة موسكو».

وأضاف أن «الصواريخ بعيدة المدى التي يقدمها شركاؤنا الغربيون ليست ضرورية لمهاجمة موسكو أو أي جزء آخر من الأراضي الروسية. نحن بحاجة إلى صواريخ (توروس) لتدمير البنية التحتية العسكرية الروسية خلف خط المواجهة على أراضي أوكرانيا»، مضيفاً أن المفاوضات بشأن هذه المسألة مستمرة. وسعى كوليبا خلال المقابلة إلى تبديد هذه المخاوف.

زيلينسكي طالب بمزيد من الأسلحة قبل حلول فصل الشتاء (إ.ب.أ)

وقال كوليبا إن «روسيا لا تزال لديها القدرة على شن هجمات هائلة، لذلك توجه أوكرانيا الشكر لشركائها على أنظمة الدفاع الجوي التي تقدمها، ولا سيما نظام (باتريوت)، ولكن هناك حاجة إلى المزيد منها»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم». واعترف كوليبا بأن الوضع خطير للغاية، وربما أكثر خطورة مما كان عليه في بداية الغزو الروسي واسع النطاق قبل نحو عامين. والسبب هو نقص الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية.

وقال كوليبا: «رغم أن أوكرانيا زادت بشكل كبير من إنتاجها وستواصل القيام بذلك، ما زلنا نرى أن صناعة الدفاع في الدول الغربية التي تساعدنا، غير قادرة على إنتاج ما يكفي من ذخيرة المدفعية».

كما اشتكى شولتس من أن ألمانيا واجهت انتقادات متكررة من دول أخرى بالاتحاد الأوروبي بشأن دعمها لأوكرانيا رغم تقديم مساعدات واسعة للبلاد.

وقال: «أنا منزعج للغاية من أنني مضطر باستمرار لمواجهة الانتقادات في ألمانيا التي تشير إلى أن الحكومة لا تفعل سوى القليل وأنها مترددة للغاية. ولكننا نفعل أكثر من كل الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، أكثر بكثير. وهذا هو السبب وراء إجرائي مكالمات مع نظرائي والطلب منهم فعل المزيد».

ووفق وزارة الدفاع الألمانية بلغت القيمة الإجمالي للشحنات العسكرية الألمانية حوالي 6 مليارات يورو (6.5 مليار دولار) منذ نشوب الحرب.

أظهرت بيانات حكومية أن بولندا زودت أوكرانيا حتى الآن بمساعدات عسكرية بقيمة 3.5 مليار يورو (3.8 مليار دولار). وقال نائب وزير الدفاع سيزاري تومشيك لوكالة أنباء «بي إيه بي»، الأربعاء، إنه جرى تسليم إجمالي 40 حزمة أسلحة لأوكرانيا.

وساعدت بولندا، العضو بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، جارتها بأسلحة على الفور إثر انطلاق الغزو الروسي الشامل للأراضي الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، كما استقبلت أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين الفارين من جحيم الغزو الروسي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى ترحيبه برئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في كييف الاثنين (أ.ب)

وبحسب الخبراء العسكريين، زودت بولندا أوكرانيا بـ300 دبابة ومركبة قتالية، و14 مقاتلة ومروحية وأنظمة دفاع جوي وذخيرة. وخلال أولى زياراته لكييف مطلع الأسبوع، أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده سوف تواصل فعل ما بوسعها لتعزيز فرص أوكرانيا في تحقيق النصر. ولم يرد نائب وزير الدفاع تومشيك بوضوح على سؤال بشأن إلى أي مدى وصلت المحادثات بشأن إنتاج أسلحة مشتركة بين بولندا أوكرانيا. وقال إن المحادثات «في مرحلة متقدمة»، ولكن محتواها سري.


مقالات ذات صلة

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوروبا أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستقبلاً أمين عام الحلف الأطلسي مارك روته في زيارته الأولى لباريس منذ تسلمه منصبه الجديد (إ.ب.أ)

أوكرانيا والحلف الأطلسي محور الاتصالات الغربية استباقاً لخطط ترمب

المخاوف الغربية من خطط ترمب القادمة بالنسبة لأوكرانيا والحلف الأطلسي تهيمن على الاتصالات الراهنة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا دبابة روسية مُدمَّرة على جانب طريق بمنطقة كورسك (أ.ب)

بوتين يسعى إلى استعادة كورسك قبل تنصيب ترمب

تشير تعيينات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، التي لم تؤكد كلها بعدُ، إلى أن ملف الحرب في أوكرانيا قد لا يكون بهذه السوداوية المتوقعة.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 4250 دولاراً (إ.ب.أ)

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أقرّ النواب الروس اليوم (الثلاثاء) قانوناً يحظر الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء، على خلفية الأزمة الديموغرافية في روسيا التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد خط أنابيب غاز في محطة استيراد الغاز الجديدة النرويجية (رويترز)

الحكومة النرويجية للاستحواذ على شبكة تصدير الغاز مقابل 1.6 مليار دولار

قالت وزارة الطاقة النرويجية إن النرويج توصلت إلى اتفاق مع 7 مُلّاك من القطاع الخاص لاستحواذ الحكومة على جزء كبير من شبكة خطوط أنابيب الغاز الواسعة بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.