أفادت نتائج تجربة سريرية، أجرتها مؤسسات طبية عدّة، بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان فرانسيسكو بأن جمع المرضى الذين يعانون من انتكاسة سرطان البروستاتا بين الأدوية، علاجاً مركباً، التي تمنع هرمون التستوستيرون، يسهم في تقليل انتشار السرطان بشكل يفوق العلاج بدواء واحد.
ووفق النتائج المنُشورة، الثلاثاء، في مجلة «علم الأورام السريري»: «يمكن لهذا النهج تمديد الوقت بين العلاجات الدوائية المنهكة للمريض من دون إطالة الوقت الذي يستغرقه المريض للتعافي مع كل علاج».
قال راهول أغاروال، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، والباحث الرئيسي للدراسة: «يضيف هذا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة لصالح العلاج المكثف (المركب) للجمع بين أكثر من دواء لمنع هرمون التستوستيرون لدى المرضى الذين يعانون من الشكل الأكثر خطورة من سرطان البروستاتا».
وتتسبب الأدوية في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وبالتالي كبح جماح السرطان، ولكن ينتج عن العلاج شعور المرضى بالإرهاق والهبات الساخنة وانخفاض الرغبة الجنسية ومشاكل أخرى، وفقاً لأغاروال.
ويصيب سرطان البروستاتا 1 من كل 8 رجال ويتسبب في وفاة 34 ألف شخص كل عام في الولايات المتحدة وحدها. وعادةً ما يُعالج المرضى باستخدام أحد أدوية خفض هرمون التستوستيرون لفترة زمنية محددة.
ركزت الدراسة الجديدة على المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية لسرطان البروستاتا، ومع ذلك انتكس السرطان واكتُشف من خلال قفزة مفاجئة في مستويات البروتين الدال على وجود الورم في الدم، أو ما يسمّى باختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA).
وهو ما علق عليه أغاروال: «نظرنا إلى المرضى الذين لديهم ارتفاعاً سريعاً في مستويات (PSA)، وهو مؤشر على وجود شكل أكثر خطورة من سرطان البروستاتا المنتكس».
وأضاف: «هدفنا كان اختبار العديد من استراتيجيات العلاج المختلفة للعثور على أفضل نهج لتأخير تطور السرطان».
وكان الباحثون قد اختاروا بين عامي 2017 و2022، بشكل عشوائي 503 مرضى ليأخذوا علاجاً واحداً يختاره طبيب الأورام لخفض التستوستيرون، أو يدمجه مع واحد أو اثنين من الأدوية الأخرى لخفض التستوستيرون.
بقي المرضى على العلاج المخصص لمدة عام. وبعد المقارنة مع مرضى سرطان البروستاتا الذين تلقوا علاجاً دوائياً واحداً فقط، ظل المرضى الذين تلقوا دواءً أو عقارين إضافيين من دون سرطان، مع انخفاض مستويات «PSA»، لفترة أطول.
يتابع الباحثون تحليلاً أكثر تفصيلاً لكيفية أداء المرضى للعلاجات المختلفة، وأي الآثار الجانبية التي عانوا منها ومدة استمرارها، وكيف شعروا بشكل عام أثناء تعافيهم.
قال أغاروال: «مع الأدلة الواردة في هذه الدراسة وغيرها، لا بدّ من اعتبار العلاج المركب معياراً للرعاية لدى مرضى سرطان البروستاتا الذين يعانون من انتكاسة شديدة الخطورة».