وزير الخارجية الإسرائيلي يقترح نقل سكان غزة إلى جزيرة صناعية

الفكرة أثارت استياءً أوروبياً خلال اجتماع في بروكسل أمس

بوريل (على اليمين) أثناء حديثه مع كاتس في الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
بوريل (على اليمين) أثناء حديثه مع كاتس في الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الإسرائيلي يقترح نقل سكان غزة إلى جزيرة صناعية

بوريل (على اليمين) أثناء حديثه مع كاتس في الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
بوريل (على اليمين) أثناء حديثه مع كاتس في الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

أثار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، جدلاً بعد استغلاله اجتماع رفيع المستوى لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للترويج لخطة لبناء جزيرة صناعية قبالة ساحل غزة، حسبما نقل موقع «يورونيوز».

وهدف الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي أمس (الاثنين)، إلى مناقشة الأزمة الإنسانية التي تجتاح قطاع غزة والخطوات الأولى المحتملة نحو حل سلمي للصراع طويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين.

بوريل ينتقد

وأكد وزير الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأمر بعدما كان قد وصف الاجتماع بأنه «استثنائي». وقال إن تدخل كاتس خلال الاجتماع - حيث عرض جزيرة صناعية في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من ساحل غزة - «لا علاقة له» بقضية غزة.

وأعرب بوريل عن اعتقاده للصحافيين عقب الاجتماع، أنه كان بإمكان الوزير استغلال وقته بشكل أفضل للقلق بشأن الوضع في بلاده، أو ارتفاع عدد القتلى في غزة.

وقال بوريل إن كاتس، الذي تم تعيينه مؤخراً وزيراً لـ«الخارجية» الإسرائيلية، عرض على نظرائه الأوروبيين مقطعي فيديو خلال الاجتماع، روج الأول لمشروع البنية التحتية للسكك الحديدية الذي يربط غزة بالأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية. أما العرض الثاني فيتضمن مقترحاً لبناء جزيرة صناعية في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل غزة، تكون بمثابة مركز تجاري يربط قطاع غزة ببقية العالم.

ويعود تاريخ مشروع البنية التحتية إلى الوقت الذي كان فيه كاتس وزيراً لـ«النقل» الإسرائيلي، وتم عرضه لأول مرة في مقطع فيديو عام 2017، باعتباره «رداً على واقع سيئ للفلسطينيين وليس جيداً لإسرائيل»، وفقاً لـ«رويترز».

وزير «الخارجية» الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)

«الخارجية» الإسرائيلية توضح

 

ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن يكون كاتس قد اقترح نقل سكان غزة مؤقتاً إلى جزيرة صناعية في البحر المتوسط. وقالت الوزارة إن كاتس «لم يقل أبداً شيئاً كهذا، ولا توجد خطة مماثلة».

 

وأشارت الوزارة الى أن كاتس طرح فكرة إسكان سكان غزة بشكل مؤقت على جزيرة صناعية في البحر الأبيض المتوسط خلال عرضه أمام نظرائه في الاتحاد الأوروبي.

وبحسب المتحدث باسم الخارجية، ذكر كاتس أنه من الممكن إقامة مساكن في الجزيرة أيضًا، لكنه لم يذكر أي شيء له علاقة بنقل الفلسطينيين إلى هناك.

 

لكن وفقاً لمصدر دبلوماسي تحدث لـ«أورونيوز» شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن قرار كاتس طرح المبادرة خلال المناقشات التي تركزت حول مفاوضات السلام المستقبلية المحتملة، قد ترك وزراء الاتحاد الأوروبي «في حيرة من أمرهم».

وأضاف المصدر الدبلوماسي أن كاتس لم يقترح إمكانية استخدام الجزيرة لإيواء سكان غزة، ولم يربط المبادرة بما يسمى حل الدولتين.

لكن بوريل قال إن مقاطع الفيديو «ليست ذات صلة تذكر، إن لم تكن معدومة، بالمسألة قيد المناقشة».

ويأتي هذا التجمع بعد يوم واحد فقط من تكرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضته إنشاء دولة فلسطينية كجزء مما يسمى حل الدولتين بعد الحرب، التي اندلعت منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، الذي دبرته حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة.

إن حل الدولتين، الذي من شأنه أن يوفر إقامة الدولة للفلسطينيين، هو الهدف الشامل الذي رغب فيه الاتحاد الأوروبي والحلفاء الغربيون بعد الحرب.

وشدد بوريل يوم الاثنين، على إصراره على أن حل الدولتين وحده هو الذي يمكن أن يمنح الإسرائيليين والفلسطينيين الضمانات الأمنية التي يحتاجون إليها. وقال أيضاً إن الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الأوسع عليهما «التزام أخلاقي» بإيجاد واقتراح حل.

ويأتي ذلك بعد أن أدلى بتصريحات مثيرة للجدل يوم الجمعة، زعم فيها أن نتنياهو كان «يقاطع شخصياً» حل الدولتين على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وقال بوريل إن وزراء الخارجية الذين يمثلون الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، والذين أظهروا في بعض الأحيان الانقسام في ردهم على الحرب بين إسرائيل و«حماس»، أجمعوا على دعمهم لحل الدولتين.

وأوضح بوريل أن «الدول الأعضاء أبلغته (كاتس)، بالطبع، أنها تعتقد أن الحل لسلام دائم يضمن أمن إسرائيل (...) يأتي من خلال إقامة دولة فلسطينية».

وأضاف: «هذا بالتأكيد لم يجعله يغير رأيه، لكننا لم نتوقع أي شيء عكس ذلك».


مقالات ذات صلة

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في مستشفى «شهداء الأقصى» في أعقاب غارة إسرائيلية بدير البلح (رويترز)

«روما الرباعي»... زخم يتصاعد نحو هدنة في غزة

يلتقي الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) في اجتماع رباعي، الأحد، بروما بمشاركة إسرائيلية، وسط مخاوف من «تجدد العراقيل الإسرائيلية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي طائرة مسيرة أطلقها «حزب الله» اللبناني في إحدى عملياته (لقطة من فيديو)

«حزب الله» يستهدف قوة إسرائيلية شمال ثكنة «يفتاح» بالمسيرات

أعلن «حزب الله» اللبناني أن عناصره استهدفوا قوة مدرعات إسرائيلية تمركزت مؤخرا شمال ثكنة «يفتاح» الإسرائيلية بالمسيرات الانقضاضية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة سبق أن وزَّعها إعلام «حزب الله» لباخرة الحفر «إنرغين» قرب حقل «كاريش» بين لبنان وإسرائيل (أ.ف.ب)

«حزب الله» يلوّح باستهداف منصات الغاز في إسرائيل خلال «الحرب الشاملة»

عاد «حزب الله» ليهدد باستهداف حقول الغاز في إسرائيل في حال قررت الأخيرة توسعة الحرب على لبنان، بعدما بلغت الضغوط والتهديدات من قبل الطرفين مراحل غير مسبوقة.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يتفقدون حطام سيارة بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية برج الملوك على مسافة نحو 18 كيلومتراً من مدينة النبطية الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

ثلاثة شروط للحرب الإسرائيلية على لبنان... آخرها سياسي

قبل أن ينهي رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته لواشنطن أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش أبلغ القيادة السياسية «باكتمال الاستعدادات لإجراء مناورة برية كبيرة».

يوسف دياب

مصادر تركيا: لقاء الأسد وإردوغان الشهر المقبل


من لقاء سابق بين بشار الأسد ورجب طيب إردوغان في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)
من لقاء سابق بين بشار الأسد ورجب طيب إردوغان في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)
TT

مصادر تركيا: لقاء الأسد وإردوغان الشهر المقبل


من لقاء سابق بين بشار الأسد ورجب طيب إردوغان في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)
من لقاء سابق بين بشار الأسد ورجب طيب إردوغان في دمشق خلال مايو 2008 (أ.ب)

أفادت مصادر تركية أمس بأن اللقاء المرتقب بين الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد قد يعقد عند معبر كسب الحدودي الشهر المقبل، طبقاً لما اتُّفق عليه بين رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين ورئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين في أنقرة قبل أيام.

ونقلت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة، عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين أتراكاً وسوريين عقدوا 3 جولات من المحادثات خلال يونيو (حزيران) الماضي للتحضير للقاء وأن العملية تتطور وقد يعقد اللقاء في معبر كسب في أغسطس (آب).

وكان المعبر قد استضاف قبل حوالي 3 سنوات لقاء بين مسؤولين من المخابرات التركية والسورية في بدايات التحركات التي قادتها روسيا للتطبيع بين أنقرة ودمشق.