يفنيغ ديفس... اسم لبناني في سماء نجومية الحلوى العالمية

تشكيلة عصر النهضة من وحي الهندسة والمعمار

يفنيغ ديفس... اسم لبناني في سماء نجومية الحلوى العالمية
TT

يفنيغ ديفس... اسم لبناني في سماء نجومية الحلوى العالمية

يفنيغ ديفس... اسم لبناني في سماء نجومية الحلوى العالمية

داخل جدران مبنى من الطراز المعماري الإنجليزي الكلاسيكي يحمل اسم عائلة الأميرة الراحلة ديانا سبينسر، التي كانت تملكه عائلتها وكانت تعيش فيه في الماضي، اختارت يفنيغ ديفس اللبنانية التي تعيش في إنجلترا والمتخصصة في تصنيع كيك الأفراح على طريقتها الراقية، اختارت «سبينسر هاوس» المبنى الواقع في قلب منطقة ميفير، وتحديداً في محيط «سانت جيمس» الذي يضم أسماء شهيرة مثل فندق الريتز وستافورد إلى جانب الكثير من أهم عناوين الطعام والقصور الملكية لتعرض تصميماتها الجديدة للحلوى التي تصنّعها في قالب من الروعة التي تشبه لوحات فنية أكثر منها قوالب حلوى صالحة للاكل فقط.

من مجموعة "عصر النهضة" المستوحاة من معمار تلك الحقبة (زاندر كاسي)

عند دخولنا إلى سبينسر هاوس، الذي بناه اللورد والليدي سبينسر في السنوات الأولى من زواجهما، شعرنا بكمية الحب والحميمية وهذا ما أرادت يفنيغ إيصاله من خلال اختيارها هذا المكان لتعرض تصميماتها التي تنفذها بحب وعناية فائقة. وتقول يفنيغ لـ«الشرق الأوسط» إن هذا البيت شهد على قصة حب طويلة لأصحابه الأصليين، وها هو اليوم يستقبل المآدب والاجتماعات وحفلات الزفاف بحيث يمكن استئجاره بالكامل.

عبر سلم عريض وعلى أنغام موسيقى عازفات الكمان شدّتنا رائحة السكر إلى الطابق الأول حيث كانت بانتظارنا طاولة مغطاة بالحلوى أشبه بعرض فخم تدغدغ العين بجمال تصميمها وتبهر الذائقة بنكهاتها الفريدة، الطاولة الأولى كانت بمثابة صورة تجدها في قصص الخيال، ولم يكتمل المشهد الرائع هنا، إنما انتقل إلى الغرفة الكبرى بعد كلمة قصيرة ليفنيغ شكرت فيها الحضور وفريق العمل وكل الذين أسهموا في تحقيق حلمها، وبعدها دعت راقصات الباليه الحضور لتتبع خطواتها للوصول إلى طاولة ضخمة ملؤها الحلويات من ماكارون إلى قوالب حلوى إلى سيمفونيات من النكهات غير العادية.

يفنيغ ديفس (الشرق الاوسط)

في مقابلة لـ«الشرق الأوسط» مع يفنيغ وهي لبنانية من أصول أرمنية مقيمة في إنجلترا وصفت مجموعتها الجديدة التي تحمل اسم «عصر النهضة» بأنها تتويج وصقل لجهود الإبداع والتعبير خلال السنوات العشر الماضية عن فن الكعك الفاخر، الذي ينبع من حبها لأزياء الزفاف الرائعة وما يرتبط بها من أقمشة وتصميمات معمارية تاريخية مزخرفة. مضيفةً أنها مجموعة من الكعك المميز وطاولات الحلوى لأولئك الذين يبحثون عن أعمال فنية صالحة للأكل، مصمَّمة بشكل رائع ومصنوعة بطريقة مثالية، مع لمسة عصرية.

وعن مستقبلها في هذا المجال تقول يفنيغ: «عملنا على توسيع فريقنا من أجل تعزيز وجودنا داخل المملكة المتحدة، ولزيادة حجم عملياتنا الدولية لكل من عملائنا في الخارج، وأولئك الذين يسعون لتنظيم فعاليات وحفلات الزفاف في مناطق جذابة بعيدة»، علماً بأن يفنيغ بدأت من العمل في جراج منزلها، لتنتقل اليوم إلى مكان أوسع يعاونها على العمل فيه فريق من العاملين. الكعك الذي تصممه يفنيغ وتنفذه يجمع بين النكهة والتصميم المستوحى من معمار مدن، فجاءت على سبيل المثال في تشكيلة «عصر النهضة» الأخيرة تصاميم من معمار شهير في فلورنسا الإيطالية وغيرها من المدن المعروفة بمعمارها الرائع. وردّت يفنيغ على سؤالنا عمّا إذا كانت تطمح لافتتاح مقهى لها، حيث يتمكن الجميع من تذوق حلوياتها، فأجابت: «نحن نفخر بخدماتنا الحصرية ذات الطابع الشخصي، من خلال الحجز، والتي توفر لعملائنا القدرة على تذوق مجموعة من النكهات المختلفة، قبل أن يختاروا المزيج المثالي للكعكة المخصصة لهم. ويمكن أن يجري ذلك في مكان الحدث الخاص بهم، أو في الاستوديو الخاص بنا، عن طريق تحديد موعد». وردّها يدل على أهمية التفرد والخصوصية التي تتبعها في عملها لكي تكون حلوياتها حكراً على القائمين على حفلات كبرى فقط.

حلوى جميلة ولذيذة بنفس الوقت ( زاندر كاسي)

وعندما سألناها عن نكهتها المفضلة أضافت أنها تفضل شخصياً المانغو وفاكهة الباشن فروت، وهي فاكهة استوائية قوامها رطب ولذيذ مع كريمة زبدة المورينغ السويسرية. وأضافت أنها تحضر الحلويات بنكهات كثيرة أخرى لتقدم خياراً واسعاً لزبائنها، ومن بين النكهات الأخرى المفضلة لديها كذلك الفراولة والكراميل المملح والشوكولاته البيضاء والتوت.

من تشكيلة "عصر النهضة" الخاصة بيفنيغ ديفس (زاندر كاسي)

وتقول يفنيغ إن كل كعكة تصمَّم لكل زبون دون سواه، «فيما يتعلق بكعكات الزفاف الخاصة بنا، نحرص على دمج قصة حب الزوجين في التصميم، إلى جانب عناصر من حياة العروسين اليومية، مثل: اللون، وثوب الزفاف، والأزهار أو حتى مكان عقد حفل الزفاف، تؤثر في التصميم. ومن حيث الحجم والتفاصيل، تختلف كل كعكة من حيث الوقت اللازم لإعدادها من الاجتماع الأول مع العميل حتى التصميم والإعداد والإنجاز. ويمكن تنفيذ بعض الكعك الخاص بحفلات الزفاف والحفلات الحميمة في غضون أيام قليلة، لكنّ تصميماتي الكبرى قد تستغرق عدة أسابيع».

حلويات منمقة ولذيذة (زاندر كاسي)

ومن «بداية متواضعة» إلى «فريق عمل كامل متكامل»، هكذا وصفت يفنيغ مشروعها؛ فاليوم وصل عدد أفراد فريقها إلى 8؛ فهي تعمل إلى جانب صانعي الحلوى والخبازين وفريق إدارة المكتب الذين يتعاونون في شتى جوانب العمل.

وفي نهاية اللقاء قالت يفنيغ إنها تشعر بالفخر عندما يختار عملاؤها النكهات الشرق أوسطية مثل الفستق والورد والهيل والزعفران والحليب، والبرتقال واللوز... فبرأيها هذا الشيء يجعلها تشعر كأنه أصبح لديها شريحة صغيرة من «الوطن».

وختمت بالقول: «في الواقع، يروق لنا العمل مع عملائنا في جميع مناسباتهم، سواء كانت كعكة أو طاولة حلوى فاخرة لحضور حفل زفاف أو مناسبة خاصة. وفيما يخص العملاء الذين يختارون السفر إلى المملكة المتحدة للاحتفال بزفافهم، فإن هذا يوفر لي فرصة مقابلة الأشخاص الأكثر إثارة للاهتمام من جميع أنحاء العالم، وأحب سماع قصص حبهم المميزة. وبالطبع، يسعدنا كذلك العمل مع العملاء داخل بلدانهم، وكذلك مع أولئك الذين يسعون للاحتفال بمناسباتهم في الخارج».

عرض الحلوى داخل سبنسر هاوس في لندن (زاندر كاسي)

مَن يفنيغ ديفس؟

وُلدت يفنيغ وعاشت في بيروت وكانت تعمل في إحدى محطات التلفزيون اللبنانية في قسم الإنتاج، وهي حاصلة أيضاً على شهادة رسمية في إدارة الموارد البشرية، ولكنها تقول إن القلم والورقة والرسم كانت دائماً على مكتبها، وكان حلمها أن تصبح مصممة فساتين أعراس، وإن تصميم تورتة الأعراس لم يكن يخطر على بالها إلى أن انتقلت للعيش في بريطانيا وأنجبت طفلين ووجدت نفسها في المطبخ تحضّر الكيك، وانغمست في عالم تزيين الكيك الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية، واليوم أصبح اسم يفنيغ دايفس الألمع في مجال تصميم الكيك، وتتعامل مع أهم فنادق المدينة مثل كورينثيا وكلاريدجز وذا بينينسولا، بولغاري، ماندارين اورينتال وفندق رافلز .. وتقوم بتصميم الكيك لأكبر الأعراس وأهم المناسبات في الأوساط الأرستقراطية.

وتعد «باي يفنيغ by Yevinig» شركة معتمَدة اليوم في أوساط الأعراس الراقية. وتعمل يفنيغ إلى جانب أسماء كبرى في مجال تنظيم الأعراس مثل بروس راسيل إيفنتس وميشيل كاميلوس وغيرهما من الأسماء اللامعة في لندن. وتؤمّن الحلوى لجميع المناسبات الخاصة.


مقالات ذات صلة

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز

نادية عبد الحليم (القاهرة)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)
الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)
TT

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)
الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام في أهم المطاعم، حيث قدم مطعم «سباغو» و«كت» بالتعاون مع «روح السعودية» أطباقاً مبتكرة للشيف باك والطهاة التنفيذيين معه.

وقدم مطعم «سباغو الرياض» تجربة غير مسبوقة لتذوق أشهى أنواع «الستيك» تحت إشراف الشيف براين بيكير (Brian Becker)، الشيف التنفيذي الإقليمي لمجموعة الشيف ولفغانغ باك الحاصلة على نجوم «ميشلان»، في حين قدم مطعم «كت» تشكيلة متنوعة من الأطباق الشهية، حيث تتلاقى نكهات «كت» مع لمسة محلية أصيلة.

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال الشيف دانيال أيرفاين (Daniel Irvine) الشيف التنفيذي في «سباغو»: «نقوم هنا في السعودية بتقديم تجربة طعام حصرية لضيوف المطعم المميزين، ضمن العمل على إعادة تعريف مشهد المطاعم الراقي في (ڤيا الرياض)، في ظل فعاليات (موسم الرياض) و(روح السعودية)، وأتوقع أن تصبح الرياض عاصمة الأكلات العصرية».

وتوقع الشيف دانيال أن تشهد السعودية عامة والرياض خاصة، نقلة نوعية في عالم الضيافة الفاخرة وأسلوب الحياة، في ظل المقومات التي تتمتع بها من حيث قدرتها على جذب الذوّاقة، بما يساهم في تطوير مشهد الطعام.

وقال الشيف الأميركي براين بيكير لـ«الشرق الأوسط» إن الرياض تسعى بقوة لتعزيز ثقافة طعام محلية وعالمية، بشكل متناغم. وأضاف: «نقدم من خلال استضافة (سباغو) لمطعم (كت)، تجربة مميزة للضيوف بأجواء راقية، مع تقديم الطعام بأسلوب فني وخدمة سريعة ودقيقة ونسيج مريح من الموسيقى الراقية، تصنع شكلاً من الإبداع الترفيهي».

وأضاف الشيف براين: «نعمل على تقديم قائمة طعام تشمل مجموعة مختارة من أشهى أنواع اللحوم والمأكولات البحرية الفاخرة بلمسات محلية مميزة، ومن أبرز الأطباق (تارتار ستيك برايم) مع خبز ريفي مشوي، وقطعة لحم (آنغوس بورترهاوس) مشوية على الفحم».

وشدد الشيف براين على أن «ڤيا الرياض» مناسبة جميلة تحمّس العاملين في «سباغو» و«كت» للإبداع والابتكار في مجال المأكولات الراقية في الرياض، ضمن مكونات موسمية طازجة، مع إعداد قائمة متنوعة من الأطباق الشهية، مثل «تارتار التونة» (بلو فِن تونة تارتار) الحارة، و«شنيتزل» لحم العجل، و«بيتزا» السلمون المدخن.

ولفت إلى أن التصميم الداخلي للمطعم يجمع بين طراز كاليفورنيا وعناصر من الثقافة السعودية، مع لمسة من الفن المحلي، مؤكداً الاستمرار في تقديم تجربة طعام استثنائية مع إطلالات مفتوحة على المطبخ الرئيس.

وتوقع أن تصبح الرياض عاصمة الطعام، بشكل يعكس مقومات جاذبية المملكة، وقدرتها على الجمع بين الروح الريادية المحلية، وأفضل المهارات العالمية الثرية، والقدرة على قيادة التحول في سوق الرفاهية والضيافة على مستوى المنطقة.