إردوغان يلمح مجدداً إلى عمليات ضد المسلحين الأكراد في سوريا والعراق 

استمرار التعزيزات الأميركية في قواعد التحالف الدولي بالحسكة 

إردوغان لمّح إلى عمليات عسكرية شمال سوريا والعراق خلال فعالية لحزبه في إسطنبول السبت (حزب العدالة والتنمية)
إردوغان لمّح إلى عمليات عسكرية شمال سوريا والعراق خلال فعالية لحزبه في إسطنبول السبت (حزب العدالة والتنمية)
TT

إردوغان يلمح مجدداً إلى عمليات ضد المسلحين الأكراد في سوريا والعراق 

إردوغان لمّح إلى عمليات عسكرية شمال سوريا والعراق خلال فعالية لحزبه في إسطنبول السبت (حزب العدالة والتنمية)
إردوغان لمّح إلى عمليات عسكرية شمال سوريا والعراق خلال فعالية لحزبه في إسطنبول السبت (حزب العدالة والتنمية)

جدّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عزم بلاده على الاستمرار في العمليات العسكرية ضد «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، وذراعه في سوريا «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).

وشدّد إردوغان على الاستمرار بقوة في مكافحة الإرهاب حتى تجفيف مستنقعاته في سوريا والعراق، قائلاً إن «القوات التركية لم تترك دماء أبنائها تذهب هدراً بعد مقتل 9 جنود في شمال العراق في هجوم للتنظيم الإرهابي (العمال الكردستاني) وقمنا بقصف 114 هدفاً، والقضاء على 78 إرهابياً خلال العمليات الجوية التي نفذناها في سوريا والعراق خلال الأسبوع الماضي».

ولفت إردوغان، في كلمة السبت، خلال إعلان أسماء مرشحي «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في مناطق وأحياء مدينة إسطنبول للانتخابات المحلية المقررة نهاية مارس (آذار) المقبل، إلى أهمية وجود القوات التركية خارج حدود البلاد لضمان أمانها وسلامة مواطنيها، مؤكداً أنه لا يمكن التراجع عن هذا الالتزام.

جنود أتراك يراقبون الحدود مع سوريا في أكتوبر الماضي (وزارة الدفاع التركية)

ووجّه إردوغان انتقادات إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية، من دون تحديدها بالاسم، قائلاً إن خطط من يقدمون الدعم لـ«العمال الكردستاني» في شمال سوريا والعراق لإقامة «كيان إرهابي» على حدود تركيا الجنوبية فشلت.

وأضاف: «الأداة الأكثر أهمية لأولئك الذين يريدون عزلنا من خلال إنشاء كيان أو ممر إرهابي على طول حدودنا الجنوبية هي المنظمة الإرهابية الانفصالية (العمال الكردستاني)».

كما انتقد «حزب الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة التركية، بسبب زيارة رئيسه أوزغور أوزال لحزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» المؤيد للأكراد، وإعلانه أن العلاقة بين الحزبين ليست سراً، وليس هناك ما يخفيانه، وإذا تعاونا في الانتخابات المحلية فسيكون ذلك في العلن أيضاً.

وقال إردوغان: «الامتدادات السياسية أو ذات المظهر المدني للمنظمة الإرهابية داخل البلاد تخدم الغرض ذاته، والأمر الأكثر حزناً هو أن حزب الشعب الجمهوري، ثاني أكبر حزب في بلادنا، قبل الدور المنوط به في هذه اللعبة القذرة، ولسوء الحظ، هناك مستوى يتناقص تدريجياً في إدارة الحزب الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك تحت قيادته الحالية».

وأضاف: «لقد تشاجرنا كثيراً مع السيد كمال كليتشدار أوغلو، الرئيس السابق للحزب، لكن كان له أسلوبه ولهجته ورسالته الخاصة، لكن الرئيس الحالي للحزب أوزغور أوزال هبط به إلى أسفل القائمة حتى قبل أن يبدأ».

رجال إطفاء أكراد سوريون يخمدون حريقاً بمحطة كهرباء في القامشلي استهدفتها مسيّرات تركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وتابع: «في الماضي، تم دفن حزب (الشعب الجمهوري) في التاريخ، مع مسؤولية حمل الحزب تحت سيطرة المنظمة الانفصالية إلى البرلمان للمرة الأولى، كان حزب (الشعب الجمهوري) يتعاون سراً مع الحزب الخاضع لسيطرة المنظمة الانفصالية (حزب الشعوب الديمقراطية) لفترة طويلة. لكنهم على الأقل شعروا بالحرج من هذا التعاون، أما مع أوزغور أوزال فقد تم دمج حزب (الشعب الجمهوري) تقريباً مع حزب (الديمقراطية ومساواة الشعوب)، الذي لا يزال أحد أجهزة المنظمة الانفصالية، وبالتالي يتمتع بشرعية سياسية مشكوك فيها».

وكان إردوغان لمح الأسبوع الماضي إلى أن بلاده قد تشنّ خلال الأشهر المقبلة توغلاً برياً جديداً في شمال سوريا ضد قوات «قسد» التي تقودها «الوحدات الكردية»، الحليفة للولايات المتحدة في الحرب على «داعش»، التي تعدها أنقرة امتداداً سورياً لـ«العمال الكردستاني»، وتطالب واشنطن بوقف الدعم المقدم إليها.

وقال إردوغان، في تصريحات عقب اجتماع حكومته الثلاثاء الماضي: «سنتخذ بالتأكيد خطوات جديدة بغضّ النظر عمن يقول ماذا»، في إشارة مستترة إلى الاعتراضات الروسية والأميركية.

وانتقد الولايات المتحدة وروسيا لفشلهما في الوفاء «بوعودهما» لتركيا، بعدما عملتا على مدى السنوات الثلاث الماضية على الضغط على تركيا، ومنعها من تنفيذ عملية برية جديدة في سوريا.

تعزيزات أميركية جديدة في ريف الحسكة (إكس)

ويتوقع مراقبون أن تقدم تركيا على عملية برية واسعة جديدة ضد «قسد» في سوريا عقب الانتخابات المحلية التي ستجرى في 31 مارس (آذار) المقبل.

وشنّت القوات التركية غارات جوية واسعة النطاق ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا والعراق، رداً على مقتل 9 من جنودها الأسبوع الماضي. واستهدفت بشكل خاص مرافق البنية التحتية ومنشآت الطاقة والنفط، الواقعة تحت سيطرة «قسد» في شمال وشرق سوريا، بهدف إضعاف القوات الكردية وتجفيف منابع تمويلها، فضلاً عن تنفيذ المخابرات التركية عمليات تستهدف قيادات «العمال الكردستاني» و«قسد» في شمال العراق وسوريا.

في المقابل، واصلت القوات الأميركية إرسال التعزيزات العسكرية من أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية إلى قاعدة التحالف الدولي في خراب الجير بريف رميلان، شمال الحسكة، القادمة من الأراضي العراقية، في ظل التصعيد التركي والهجمات المتكررة من قبل ميليشيات موالية لإيران.


مقالات ذات صلة

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حميّة الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر
TT

بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حميّة الملقب بـ«الشبح»؟

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر
صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» طلال حيدر

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان القيادي الكبير في «حزب الله» طلال حميّة.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.

مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن طلال حيدر الملقب بـ«الشبح»

وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر «الشبح»

يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

خليفة بدر الدين

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».