هل يعد انتصار الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينج - تي أمراً جيداً للولايات المتحدة؟

السياسي الأميركي دان بلومنتال: إدارة بايدن ليست متأكدة تماماً

الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينغ - تي (وسط) يحتفل بفوزه وسط أنصاره (أ.ب)
الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينغ - تي (وسط) يحتفل بفوزه وسط أنصاره (أ.ب)
TT

هل يعد انتصار الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينج - تي أمراً جيداً للولايات المتحدة؟

الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينغ - تي (وسط) يحتفل بفوزه وسط أنصاره (أ.ب)
الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينغ - تي (وسط) يحتفل بفوزه وسط أنصاره (أ.ب)

هل يعد انتصار الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينج - تي أمرا جيدا للولايات المتحدة؟ هذا هو التساؤل الذي بدأ به المحلل السياسي الأميركي دان بلومنتال تحليله الذي نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، وأوضح أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أشارت إلى أنها ليست متأكدة تماما.

نائب الرئيسة التايوانية لاي تشينغ - تي المعروف أيضاً باسم ويليام لاي يحتفل بانتصاره بالانتخابات الرئاسية التايوانية في تايبيه بتايوان السبت 13 يناير 2024 (أ.ب)

وقال بلومنتال الباحث الزميل في «معهد أميركان إنتربرايز» للدراسات والمتخصص في الشؤون الآسيوية والعلاقات الأميركية الصينية، إنه بينما أسرع بعض المسؤولين الأميركيين للإعراب علنا عن إعجابهم بسلامة ديمقراطية تايوان وقوة عمليتها الانتخابية، أعلن الرئيس نفسه: «نحن لا ندعم استقلال تايوان». وقد عكس هذا الإعلان مطالب بكين بأن تعلن الولايات المتحدة صراحة معارضتها لهذا كلما سنحت الفرصة.

لكن هذا أظهر موقفا متناقضا. وقد تخلى لاي عن هذه الخطوة، حيث تبنى موقف الرئيسة السابقة تساي انج-وين، بأن هناك وضعا سياسيا راهنا سيقوم بالدفاع عنه والحفاظ عليه. وقال لاي: «ليست لدينا مثل هذه الخطة (لإعلان الاستقلال)، لأن تايوان دولة ذات سيادة ومستقلة بالفعل، ولا توجد حاجة لإعلان الاستقلال».

وقال بلومنتال إن الدفاع عن وضع تايوان دولة مستقلة بحكم الواقع تكافح من أجل الحصول على مكان دولي وكرامة سيكون صعبا. وفي ضربة نفسية لتايبيه، بعد يوم من فوز «الحزب الديمقراطي التقدمي» في الانتخابات، حولت دولة ناورو، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادي اعترافها الدبلوماسي من تايوان إلى جمهورية الصين الشعبية، مستسلمة لإغراءات الصين.

ورأى بلومنتال أنه بغض النظر عن خطأ بايدن، فإن نتيجة الانتخابات تصب تماما في مصلحة الولايات المتحدة؛ إذ إن قرار الناخبين التايوانيين بانتخاب لاي مع إعطاء الأغلبية في السلطة التشريعية لأحزاب المعارضة يعكس رغبة مواطني تايوان في ضخ مزيد من الحذر في النظام السياسي. فشعب تايوان يرغب في الحفاظ على الوضع الراهن وتجنب الحرب.

الرئيس التايواني المنتخَب لاي تشينغ - تي ونائبة الرئيس هسياو بي - كيم في مقر «الحزب الديمقراطي التقدمي» في تايبيه بتايوان مع وفد من مسؤولين أميركيين جاءوا للزيارة بعد الانتخابات لتأكيد استمرار الدعم الأميركي لتايوان الاثنين 15 يناير 2024 (أ.ب)

إن وجود ديمقراطية مزدهرة متحالفة مع الولايات المتحدة في الجبهة المركزية للمنافسة الجيوسياسية بشرق آسيا، «سلسلة الجزر الأولى»، يدعم الوضع الدبلوماسي والعسكري للولايات المتحدة في جزء مهم من العالم. ولكن الاحتفال بديمقراطية تايوان يجب أن يكون معتدلا في ظل الواقع السائد بأن

الوضع الراهن لن يبقي على نفسه، ويتعين على واشنطن وتايبيه الحفاظ عليه في مواجهة الضغط الشديد من جانب الصين لتغييره.

ويرى بلومنتال أن تعهد لاي بأن «الدفاع هو أساس أمننا الوطني» يتوافق مع مصالح وسياسة الولايات المتحدة. فهو يعتزم الاستمرار في تطبيق برنامج تحديث وإصلاح الدفاع الذي كانت تساي تطبقه. ويجب أن تتحرك هذه الخطط بشكل أسرع، ويتعين على الولايات المتحدة أن تكون أكثر استعدادا للمساعدة في تحويل جيش الجزيرة إلى قوة قتالية حديثة وفعالة. وفي إطار هذا الجهد، يجب على واشنطن أن تعامل تايبيه كحليف يحصل على نطاق كامل من أدوات المساعدات الأمنية.

وقال بلومنتال، الذي عمل مستشارا للحكومة الأميركية في شؤون شرق آسيا لأكثر من عشر سنوات، إنه في حين أن الحفاظ على الوضع الراهن لتايوان حيوي للمصالح الأميركية، فإن تايوان صغيرة للغاية ولا تستطيع تحمل الثقل الكامل للضغط الصيني بنفسها. وينبغي على واشنطن أن تتحمل عبئا كبيرا في

هذه الجهود. إن بكين تتمتع بالعقد الثالث من التحديث العسكري.

وفي شهادة أدلى بها أمام الكونغرس مؤخرا، ذكر قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي الأدميرال جون أكويلينو، أنه في عام 2022 فقط، أضاف جيش التحرير الشعبي الصيني 17 سفينة إلى بحريته الضخمة بالفعل.

إن الحشد العسكري الصيني هو الأكبر في العالم منذ نهاية الحرب الباردة. وبجانب تحديثه البحري، يعمل جيش التحرير الشعبي على زيادة أعداد أسطوله من الطائرات المتقدمة وترسانته من الصواريخ الباليستية التقليدية والنووية وصواريخ كروز وكذلك الصواريخ الأسرع من الصوت.

وأشار بلومنتال إلى أن أي ضابط استخبارات في جيش التحرير الشعبي الصيني يستطيع أن يرى أن القوة الأميركية المنافسة تتراجع بشكل خطير من حيث الحجم وتزداد ضعفا مع قيامها بدعم حلفاء في حربين في مختلف أنحاء العالم.

مستشار الأمن القومي الأميركي السابق ستيفن هادلي (على اليسار) بينما تتحدث رئيسة تايوان تساي إنغ - وين في المكتب الرئاسي في تايبيه بتايوان الاثنين 15 يناير 2024 (أ.ب)

إن شهية بكين لشن حرب كبيرة في آسيا غير معروفة، بالتأكيد، إلا أن حجم جيشها نفسه يوفر خيارات عدّة لجمهورية الصين الشعبية لمواصلة حملتها للتحرش والضغط والترهيب. إن الإكراه المتواصل الذي تمارسه بكين تعززه قدرتها على التصعيد إلى الحرب.

ويجب أن تعيش تايوان والولايات المتحدة في خوف من أن تكون استراتيجيات الصين القسرية هي مقدمة لغزو واحتلال الجزيرة. وبالتزامن مع ترهيبها العسكري، تستغل جمهورية الصين الشعبية ما تسميه «قوة الخطاب» لتعريف كل مواجهة أميركية تايوانية للإكراه الذي تمارسه على أنها استفزاز سيواجه بقوة أكبر. ومن ثم فإن سعي بايدن الغريزي الفوري لطمأنة بكين بأن انتخابات تايوان لا تعني أن الولايات المتحدة سوف «تؤيد الاستقلال»، جاء وكأن الولايات المتحدة فعلت شيئا لتوجيه النتيجة السياسية على الجزيرة. إن «قوة الخطاب» التي تمتلكها بكين تضع واشنطن في موقف دفاع لفظي.

ولا يزال أمام الولايات المتحدة الوقت، ولكن ليس الكثير من الوقت، لتحويل الأمور وعلاج عدم التوازن العسكري الخطير عبر المضيق. ويجب على واشنطن، على سبيل المثال، الاستثمار سريعا في قدرات لتقويض «سلسلة القتل» الصينية، وهي قدرة الصين على إيجاد واستهداف وتدمير قدرات العدو سريعا وبشكل حاسم. فالصين لم تنخرط في حرب حديثة منذ عام 1979 وهي تطور الاعتماد على أنظمتها المعلوماتية والفضائية المتقدمة تكنولوجيا والتي يمكن للجيش الأميركي التدخل فيها، إلا أن الولايات المتحدة لا تتحرك بسرعة كافية.

ورغم أن التوازن العسكري حيوي، فإنه في هذا الصراع مع بكين، تعد الكلمات مهمة أيضا. وعلى خلاف ما يعتقد بايدن، لم تصوت تايوان لصالح الاستقلال ولا يخطط الرئيس المنتخب للسعي للاستقلال. تايبيه لن تغير الوضع السياسي للجزيرة. وكان من الأفضل للرئيس بايدن ألا يقع في فخ بكين الخطابي. إن بكين هي التي تسعى إلى تغيير الوضع الراهن بطلباتها الصارمة المتواصلة بالتوحيد. وكان يتعين على الرئيس بايدن أن يوضح استفزازات الصين ضد تايوان للشعب الأميركي والشعوب الحليفة. ومن خلال القيام بذلك، كان سيستعيد بعض التفوق في «قوة الخطاب». يجدر تذكير العالم أن الولايات

المتحدة ألغت الاعتراف بتايوان، وهي حليف أثناء الحرب الباردة، بناء على افتراض أن بكين ستعمل على حل خلافاتها مع تايبيه عبر وسائل سلمية. ولكن بعد ثلاثة عقود من الحشد العسكري، تخلت بكين عن أي مظهر من مظاهر الالتزام بالتوصل إلى حل سلمي.

مقاتلة صينية خلال تدريبات عسكرية حول جزيرة تايوان نفذتها قيادة المسرح الشرقي ﻟ«جيش التحرير الشعبي الصيني» في نانجينغ شرق الصين 8 أبريل 2023 (أ.ب)

واختتم بلومنتال تحليله بالقول إن الولايات المتحدة يمكن أن تبدأ بدعوة بكين إلى لقاء قادة تايوان المنتخبين دون شروط مسبقة، وهو أمر لم تقم به منذ ثمانية أعوام. وبالتأكيد سيرحب لاي بالفرصة لتجميد الوضع الراهن في المفاوضات مع نظرائه الصينيين. وربما يسأل بايدن بكين بشكل علني عما تخشاه. وسيصبح عناد جمهورية الصين الشعبية واضحا وسيرى العالم نفسه ما هي الدولة التي تسعى إلى تغيير الوضع الراهن. ورغم أن تحدي تايوان الانتخابي لبكين يعد بداية جيدة، فإن القتال للحفاظ على تايوان كحليف حر وديمقراطي للولايات المتحدة سيصبح أكثر صعوبة.


مقالات ذات صلة

شي جينبينغ إلى فرنسا وسط تصاعد الخلافات الصينية - الغربية

أوروبا صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)

شي جينبينغ إلى فرنسا وسط تصاعد الخلافات الصينية - الغربية

يحل الرئيس الصيني شي جينبينغ، الاثنين، ولمدة يومين، ضيفاً على فرنسا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)

المستشار الألماني يزور الصين في خضمّ «توترات تجارية»

يتوجه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الصين، السبت، في زيارة تعد حساسة من حيث التوقيت في ظل تشدد الغرب في موقفه من ممارسات تجارية لبكين توصف بغير النزيهة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تلتقي نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينج في قوانغتشو قبل محادثات مرتقبة في قوانغتشو... الصين 6 أبريل 2024 (رويترز)

تقارب أميركي - صيني حول «نمو اقتصادي متوازن»

اتفقت الولايات المتحدة والصين على إجراء «مباحثات مكثفة حول نمو متوازن»، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان السبت في ختام محادثات أجرتها جانيت يلين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رافعة تضخ حبوباً على متن ناقلة بحرية قبل أن تغادر ميناء ماريوبول (أرشيفية - رويترز)

اقتراح أوروبي بفرض رسوم على واردات الحبوب الروسية لـ«تجفيف» موارد موسكو

اقترحت بروكسل فرض رسوم جمركية «باهظة» على المنتجات الزراعية الروسية الواردة إلى الاتحاد الأوروبي والمعفاة منها حاليا بغية حرمان موسكو من عائدات مالية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
شؤون إقليمية غرق السفينة «روبيمار» المملوكة لشركة بريطانية بعد أن أصيبت بصاروخ باليستي (إ.ب.أ)

تل أبيب: تأثير هجمات الحوثيين على التجارة والأسعار في إسرائيل محدود

قالت وزارة المالية الإسرائيلية في تقرير إن هجمات حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على سفن الشحن في البحر الأحمر لها تأثير محدود على التجارة في إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (القدس)

تايوان ترصد 12 سفينة صينية في محيط جزيرة تابعة لها

تُظهر هذه الصورة المنشورة المقدمة من البحرية الأميركية والتي تم التقاطها في 8 مايو 2024 مدمرة أميركية وهي تجري عمليات روتينية أثناء عبورها مضيق تايوان (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة المنشورة المقدمة من البحرية الأميركية والتي تم التقاطها في 8 مايو 2024 مدمرة أميركية وهي تجري عمليات روتينية أثناء عبورها مضيق تايوان (أ.ف.ب)
TT

تايوان ترصد 12 سفينة صينية في محيط جزيرة تابعة لها

تُظهر هذه الصورة المنشورة المقدمة من البحرية الأميركية والتي تم التقاطها في 8 مايو 2024 مدمرة أميركية وهي تجري عمليات روتينية أثناء عبورها مضيق تايوان (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة المنشورة المقدمة من البحرية الأميركية والتي تم التقاطها في 8 مايو 2024 مدمرة أميركية وهي تجري عمليات روتينية أثناء عبورها مضيق تايوان (أ.ف.ب)

أعلن مسؤولون في الدفاع وخفر السواحل التايوانيون، اليوم (الخميس)، رصد عشرات الطائرات الحربية والسفن الصينية حول الجزيرة، قبل أقل من أسبوعين من تنصيب رئيس جديد لتايوان التي تتمتّع بحكم ذاتي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعد الصين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها وتتوعد بالسيطرة عليها ولو بالقوة.

وأعلن خفر السواحل التايوانيون، الخميس، أن أسطولا صينيا من سبع سفن وخمسة زوارق لخفر السواحل رصد في محيط جزيرة كينمين التابعة لتايوان والتي تقع على مسافة خمسة كيلومترات فقط من مدينة شيامن في بر الصين الرئيسي.

وتشهد كينمين توترا متزايدا منذ أشهر في ظلّ انتشار سفن خفر السواحل الصينيين في محيطها.

وجاء في بيان لخفر السواحل التايوانيين أنه «نحو الساعة 15:00 (7:00 ت غ) دخل أسطول من سبع سفن... تابعة لإدارتي البحرية وصيد السمك الصينية مياهنا».

وأضاف البيان: «نشتبه في أن الأسطول وثلاثة قوارب صيد صينية كانت تشارك في تدريبات بحرية».

تزامنا، قامت أربع سفن أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين بالأمر نفسه فيما أبحرت سفينة خامسة «خارج مياهنا»، بحسب البيان.

وغادرت السفن بعد 90 دقيقة تقريبا، بحسب خفر السواحل التايوانيين الذين لفتوا إلى أن ذلك كان «التشكيل الرابع لسفن خفر السواحل الصينيين التي تبحر في مياه كينمن» في مايو (أيار).

وأشار المصدر نفسه إلى أنها كانت المرة الأولى التي تبحر فيها سفن خفر السواحل الصينيين «مع سفن صينية رسمية أخرى» في الوقت عينه. وأضاف: «قوّض ذلك بشكل خطير السلام والاستقرار وسلامة الملاحة عبر المضيق وأضرّ بمشاعر الناس على جانبي المضيق، وهو أمر غير مفيد للتبادلات السلمية عبر مضيق تايوان».

ووعدت الصين بتكثيف الدوريات حول جزيرة كينمن بعد سلسلة من الحوادث المميتة التي تعرض لها صيادون في وقت سابق من هذا العام.

قُتل شخصان عندما انقلب قارب سريع صيني يحمل أربعة أشخاص قرب الجزيرة في 14 فبراير (شباط) عندما طارده خفر السواحل التايوانيون.

وقُتل اثنان آخران عندما انقلب قارب صيني آخر في المنطقة في مارس (آذار).

ودافع خفر السواحل التايوانيون عن أنفسهم بالقول إن القارب الصيني كان في «المياه المحظورة» وكان يبحر بشكل متعرج قبل أن ينقلب.

لكن الصين اتهمتهم بإخفاء الحقيقة.

ومن غير المرجح أن يؤدي تولي لاي تشينغ-تي، نائب الرئيسة المنتهية ولايتها، السلطة في 20 مايو (أيار) بعدما فاز بالانتخابات الرئاسية في يناير (كانون الثاني)، إلى تهدئة التوتر، إذ يؤيّد على غرارها اعتماد خطّ حازم حيال بكين.

«ضجّة عامة صاخبة»

وكانت وزارة الدفاع التايوانية أعلنت في وقت سابق الخميس أنها رصدت بين السادسة من صباح الأربعاء (22:00 ت غ) والسادسة من صباح الخميس، 23 طائرة مقاتلة وخمس سفن حربية صينية في محيط الجزيرة.

وتأتي هذه الطلعات الجوية وانتشار السفن الصينية غداة مرور المدمّرة الأميركية «يو إس إس هالسي» USS Halsey عبر المضيق.

وقامت السفينة الأميركية بـ«مرور روتيني في الثامن من مايو في المياه التي تُطبّق فيها حريات الملاحة في أعالي البحار والتحليق عملا بالقانون الدولي»، حسبما قالت البحرية الأميركية الأربعاء.

ويعكس هذا المرور «التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حرية الملاحة لكلّ الدول من حيث المبدأ»، بحسب المصدر نفسه الذي أضاف: «لا يجوز تخويف أي عضو في المجتمع الدولي أو إجباره على التنازل عن حقوقه أو حرياته».

وقال الناطق باسم القيادة العسكرية لشرق الصين لي شي إن إبحار المدمّرة الأميركية «ضوضاء عامة صاخبة».

وأضاف في بيان مساء الأربعاء أن القيادة أمرت قواتها البحرية والجوية بـ«مراقبة عملية عبور السفينة الأميركية».

وتابع البيان: «إن القوات (الصينية) في المكان في حالة تأهب في كلّ الأوقات وتحمي بحزم السيادة الوطنية والأمن».


خوف وغضب في باكستان بعد تفجير مدرسة للفتيات على الحدود مع أفغانستان

أنصار للحزب السياسي الإسلامي جمعية «علماء الإسلام» يتجمعون خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في كراتشي - باكستان (أ.ب.أ)
أنصار للحزب السياسي الإسلامي جمعية «علماء الإسلام» يتجمعون خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في كراتشي - باكستان (أ.ب.أ)
TT

خوف وغضب في باكستان بعد تفجير مدرسة للفتيات على الحدود مع أفغانستان

أنصار للحزب السياسي الإسلامي جمعية «علماء الإسلام» يتجمعون خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في كراتشي - باكستان (أ.ب.أ)
أنصار للحزب السياسي الإسلامي جمعية «علماء الإسلام» يتجمعون خلال مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في كراتشي - باكستان (أ.ب.أ)

فجَّر مسلحون مدرسة للفتيات، شمال غربي باكستان، مما أثار مخاوف جديدة بشأن سلامة الطالبات اللاتي يستهدف المتشددون تعليمهن منذ أعوام.

وقال المسؤول في الشرطة المحلية أمجد سهيل إن مبنى المدرسة الخاصة تضرر جزئياً، عندما انفجرت القنبلة مساء الأربعاء في منطقة وزيرستان الشمالية بالقرب من الحدود الأفغانية.

ولم يسفر الانفجار عن وقوع قتلى أو مصابين. ويشار إلى أن منطقة وزيرستان الشمالية الجبلية لطالما كانت معقلاً للمسلحين الذين لهم صلة بتنظيم «القاعدة» وشبكة «حقاني» التابعة له. وكان الجيش الباكستاني قد أجبر «شبكة حقاني» على الخروج من الأراضي الباكستانية، من خلال سلسلة من الهجمات بدأت عام 2014.

يُشار إلى أن حركة «طالبان باكستان»، التي تتبع نهجاً متشدداً، مثل «طالبان أفغانستان»، فجرت مدارس فتيات في السابق.

في غضون ذلك، قالت الشرطة الباكستانية إن مسلحين قتلوا 7 عمال بالرصاص بالقرب من ميناء جوادر، جنوب غربي باكستان، في وقت مبكر من الخميس.

اشتباكات بين الشرطة الباكستانية ومحامين يحتجون على تغيير موقع المحكمة المدنية خارج المحكمة العليا في لاهور باكستان - 08 مايو 2024 (أ.ب.أ)

وقال مسؤول في الشرطة إن المسلحين اقتحموا منزلاً على بُعد نحو 25 كيلومتراً من شرق المدينة الساحلية، وأطلقوا النار على العمال، وقتلوهم أثناء نومهم.

وتقع المدينة الساحلية في إقليم بلوشستان المضطرب، جنوب غربي البلاد، الواقع على الحدود مع أفغانستان وإيران.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الهجوم.

وسبق أن استهدف مسلحون من الانفصاليين البلوش عمالاً من إقليم البنجاب بشرق البلاد، في هجوم مماثل لأحدث واقعة إطلاق نار.

رجال أمن باكستانيون في قافلة ترافق الرئيس الباكستاني آصف زرداري إلى كويتا، عاصمة مقاطعة بلوشستان (أ.ب.أ)

وأعلن «جيش تحرير بلوشستان»، الشهر الماضي، مسؤوليته عن مقتل 9 عمال من إقليم البنجاب، بعدما اعترض مسلحون حافلة، واختطفوا العمال الـ9، ثم أطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة.

وتقاتل الجماعة الانفصالية الحكومة منذ فترة طويلة للمطالبة بحصة أكبر في الموارد الطبيعية للإقليم الغني بالمعادن.

ويضم جوادر عدداً من المشروعات التي تدعمها بكين، في إطار استثمار الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني البالغة قيمته 65 مليار دولار، ضمن «مبادرة الحزام والطريق».

في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الباكستانية، الخميس، أن 6 عمال من إقليم البنجاب قُتِلوا في محافظة بلوشستان التي تقع في جنوب غربي باكستان، وتشهد أعمال عنف انفصالية.

وقال محمد محسن المسؤول الكبير في الشرطة المحلية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «6 حلاقين قُتِلوا، وأُصيب آخر»، في هذا الهجوم الذي استهدف المنزل الذي كانوا يقيمون فيه على بُعد نحو 25 كيلومتراً من مدينة جوادر الساحلية.

وأضاف: «نجري تحقيقاً، لكن يبدو أنهم تعرضوا للهجوم لأنهم من إثنية البنجاب»، وهي المجموعة العرقية التي تشكل الغالبية في باكستان، والتي يُعد إقليمها الأغنى بين الأقاليم.

ومنذ عقود، تشهد بلوشستان، وهي أكبر محافظات البلاد، لكنها فقيرة مع عدد سكان قليل من السكان، أعمال عنف عرقية وطائفية وانفصالية. ومع أنها غنية بالطاقة والمعادن، فإن سكانها يشكون من التهميش وسرقة مواردها الطبيعية.

ويهاجم المتمردون بانتظام أبناء البنجاب والسند المجاورة، بالإضافة إلى موظفي الشركات الأجنبية، خصوصاً الصينية، العاملة في قطاع الطاقة. وفي منتصف أبريل (نيسان)، قتل 6 رجال مسلحين 11 شخصاً بالقرب من بلدة ناوشكي، من بينهم 9 عمال من البنجاب، بعد إيقاف الحافلة التي كانت تقلهم. ويستهدف الانفصاليون البلوش الذين يرون أن مجتمعهم ضحية عمليات إعدام خارج نطاق القانون والاختطاف أيضاً قوات الأمن الباكستانية.

طالبات مدرسة الجيش العامة يحضرن مناسبة احتجاجية على ضوء الشموع داخل مبنى إذاعة باكستان الذي أضرمت فيه النيران في أعمال الشغب مايو 2023 (أ.ب.أ)


مقتل 3 عسكريين وإصابة 5 في انفجار بشمال أفغانستان

جنديان ضمن قوات أفغانية في كابل (أرشيفية - رويترز)
جنديان ضمن قوات أفغانية في كابل (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل 3 عسكريين وإصابة 5 في انفجار بشمال أفغانستان

جنديان ضمن قوات أفغانية في كابل (أرشيفية - رويترز)
جنديان ضمن قوات أفغانية في كابل (أرشيفية - رويترز)

قال متحدث باسم وزارة الداخلية في إدارة «طالبان» إن ثلاثة عسكريين لقوا مصرعهم، وأصيب خمسة آخرون في انفجار بشمال أفغانستان، اليوم الأربعاء.


الرئيس الصربي لشي: «تايوان هي الصين»

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش خلال استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش خلال استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الصربي لشي: «تايوان هي الصين»

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش خلال استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش خلال استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الأربعاء، خلال استقباله نظيره الصيني شي جينبينغ، في بلغراد، أن «تايوان هي الصين»، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي «آر تي إس».

وقال لحشد تجمَّع أمام مكاتب الحكومة: «لدينا موقف واضح وبسيط فيما يتعلق بوحدة أراضي الصين»، مضيفاً «نعم، تايوان هي الصين».


«طالبان» ترفض اتهامات باكستان بتورطها في هجوم على مهندسين صينيين

عناصر من حركة «طالبان» يقفون لحراسة موقع بزامبار في منطقة ساباري بإقليم خوست (أ.ف.ب)
عناصر من حركة «طالبان» يقفون لحراسة موقع بزامبار في منطقة ساباري بإقليم خوست (أ.ف.ب)
TT

«طالبان» ترفض اتهامات باكستان بتورطها في هجوم على مهندسين صينيين

عناصر من حركة «طالبان» يقفون لحراسة موقع بزامبار في منطقة ساباري بإقليم خوست (أ.ف.ب)
عناصر من حركة «طالبان» يقفون لحراسة موقع بزامبار في منطقة ساباري بإقليم خوست (أ.ف.ب)

رفضت وزارة الدفاع في الإدارة التي تقودها حركة «طالبان» في أفغانستان، اليوم الأربعاء، اتهامات من باكستان بشأن تورط أفغان في هجوم استهدف مهندسين صينيين، وسط توتر العلاقات بين الجارتين وتزايد انعدام الأمن.

وقال الجيش الباكستاني، في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، إن هجوماً انتحارياً وقع في مارس (آذار) في إقليم خيبر بختون خوا شمال باكستان، وأدى إلى مقتل خمسة مهندسين صينيين، جرى التخطيط له في أفغانستان، وأن الانتحاري كان أفغانياً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال مفتي عناية الله خورازميم، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الأفغانية التي تديرها حركة «طالبان»: «الأفغان ليسوا متورطين في مثل هذه الأمور».

وأضاف: «إلقاء المسؤولية على أفغانستان في مثل هذه الأحداث هو محاولة فاشلة لصرف الانتباه عن حقيقة الأمر، ونحن نرفض ذلك بشدة».

وصدم انتحاري بسيارته قافلة مهندسين صينيين كانوا يعملون في مشروع سد في شمال غربي باكستان في مارس، ما أسفر عن مقتل ستة.

وقال خورازميم: «مقتل صينيين في منطقة خيبر بختون خوا الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة من الجيش الباكستاني يُظهر ضعف الأجهزة الأمنية الباكستانية».

وتوترت العلاقات بين باكستان وأفغانستان في الأشهر القليلة الماضية. وتقول إسلام آباد إن كابل لا تفعل ما يكفي للتصدي لجماعات مسلحة تستهدف باكستان، كما نفذت باكستان في مارس غارات جوية استهدفت مسلحين في الأراضي الأفغانية.

وطردت باكستان، العام الماضي، ما يقرب من 370 ألف أفغاني لا يحملون وثائق سليمة للهجرة، قائلة إن غالبية الهجمات الانتحارية ضد قوات الأمن لديها نفذها أفغان، وهو ما نفته كابل.

وقال المتحدث العسكري الباكستاني، أمس الثلاثاء، إن توفير الأمن لنحو 29 ألف صيني في باكستان، كثير منهم يعملون في مشروعات بنية تحتية، يمثل الأولوية القصوى للمؤسسات الأمنية.

وتسعى «طالبان» أيضاً إلى إقامة علاقات اقتصادية مع الصين، وهي أول دولة تعين رسمياً سفيراً لها في كابل بعد سيطرة «طالبان»، وترغب في الانضمام إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو استثمار لبكين بقيمة 65 مليار دولار في مشروعات للتنمية والبنية التحتية.


محكمة باكستانية تأمر زوجة خان بالانتقال للسجن من الإقامة الجبرية

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
TT

محكمة باكستانية تأمر زوجة خان بالانتقال للسجن من الإقامة الجبرية

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وزوجته بشرى بيبي (أ.ف.ب)

قال محامي زوجة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إن محكمة باكستانية أمرت، اليوم الأربعاء، موكلته بشرى بيبي بالانتقال للسجن من الإقامة الجبرية.

واعتقلت السلطات بيبي في منزل خان الفخم الذي يقع على تلة في إسلام آباد منذ إدانتها هي وزوجها، هذا العام، بتُهم بيع هدايا خاصة بالدولة بشكل غير قانوني. وقال نعيم بانجوثا، محامي بيبي، على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إن موكلته طعنت على أمر وضعها رهن الإقامة الجبرية.


وفاة كيم كي نام مهندس «عبادة الشخصية» في كوريا الشمالية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (في الوسط) وكبار المسؤولين خلال القداس في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (في الوسط) وكبار المسؤولين خلال القداس في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

وفاة كيم كي نام مهندس «عبادة الشخصية» في كوريا الشمالية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (في الوسط) وكبار المسؤولين خلال القداس في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (في الوسط) وكبار المسؤولين خلال القداس في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

تُوفي مسؤول الدعاية السابق في كوريا الشمالية، كيم كي نام، الذي كان يُعد مهندس «عبادة الشخصية» في عهد أسرة كيم، أمس الثلاثاء، عن 94 عاماً، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الأربعاء.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، نعى الراحل بصمت، صباح اليوم، أمام نعشه «بحزن مرير لفقدان ثوري مخضرم بقي مخلصاً بلا حدود» للنظام.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وكبار المسؤولين خلال القداس في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

وأوضحت أن كيم كي نام، الذي أدخل المستشفى منذ عام 2022، تُوفي بسبب كبر سنه و«خلل في عدد من الأعضاء»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وعُرف كي نام خصوصاً برئاسته قسم التحريض والدعاية في كوريا الشمالية بين عاميْ 1989 و2017 بعدما شغل منصب رئيس تحرير صحيفة رودونغ سينمون الحكومية في السبعينات، كما شغل منصب نائب رئيس حزب العمال الحاكم في البلاد، وكان سفيراً لدى بكين في الخمسينات.

وبعدما درس في الاتحاد السوفياتي، بدأ حياته المهنية في عهد كيم إيل سونغ، الذي تولّى السلطة في بيونغ يانغ منذ نهاية الاحتلال الياباني عام 1948 حتى وفاته في عام 1994، وكان يُعد صديقاً مقرباً لابنه وخلفه كيم جونغ إيل (1994 - 2011) والد كيم جونغ أون.

مسؤول الدعاية السابق في كوريا الشمالية كيم كي نام (أ.ب)

ألّف كيم كي نام الشعارات الرئيسية للنظام وخطابات قادته، وهو يُعد أيضاً مهندس «عبادة الشخصية» حول أسرة كيم التي تحكم كوريا الشمالية بقبضة من حديد منذ ثلاثة أجيال. وبعد تقاعده، مُنح دوره لشقيقة كيم جونغ أون؛ كيم يو جونغ، في عام 2018.


باكستان تحمّل أفغانستان مسؤولية تصاعد أعمال العنف والهجوم على صينيين

صورة من موقع انفجار استهدف فندقاً فخماً في كويتا بباكستان في 21 أبريل 2021 (رويترز)
صورة من موقع انفجار استهدف فندقاً فخماً في كويتا بباكستان في 21 أبريل 2021 (رويترز)
TT

باكستان تحمّل أفغانستان مسؤولية تصاعد أعمال العنف والهجوم على صينيين

صورة من موقع انفجار استهدف فندقاً فخماً في كويتا بباكستان في 21 أبريل 2021 (رويترز)
صورة من موقع انفجار استهدف فندقاً فخماً في كويتا بباكستان في 21 أبريل 2021 (رويترز)

قالت باكستان، الثلاثاء، إن تصاعد أعمال العنف والهجوم الانتحاري الذي استهدف عمالاً صينيين، مدبر من جانب دولة أفغانستان المجاورة.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الميجور جنرال أحمد شريف شودري، في مؤتمر صحافي، إن «الهجوم الانتحاري الذي استهدف مهندسين صينيين تم التخطيط له والسيطرة عليه من جانب أفغانستان، في حين كان الانتحاري مواطناً أفغانياً»، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

وكان الهجوم الانتحاري الذي استهدف حافلة في منطقة بيشام بإقليم خيبر بختونخوا المضطرب المتاخم لأفغانستان في مارس (آذار) الماضي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مواطنين صينيين.

وبحسب التفاصيل، فإن هناك نحو 29 ألف مواطن صيني في باكستان، يعمل أكثر من 2500 منهم في «الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني»، وهو مشروع بنية تحتية صيني يمتد بطول 3000 كيلومتر، ويعد جزءاً من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، التي تعهدت الصين بموجبها بتقديم 62 مليار دولار لباكستان. كما يعمل أكثر من 5000 مواطن صيني في مشاريع تنموية أخرى.

وقال شودري إن هناك «إرهابيين» من حركة «طالبان» الباكستانية، لديهم مخابئ في أفغانستان ويستخدمون الأراضي الأفغانية باستمرار لشن هجمات في باكستان.

وأوضح المتحدث باسم الجيش أن باكستان قدمت «أدلة ملموسة، ولكن دون أن تحرز تقدماً إيجابياً» بشأن التعهدات التي قطعتها الحكومة الأفغانية المؤقتة «بعدم السماح للإرهاب بالأراضي الأفغانية». وتعد هذه التعهدات جزءاً من اتفاق الدوحة الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» الأفغانية في عام 2020 والذي أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021.


«طالبان»: استعادة النظام بعد احتجاجات على إزالة مزارع خشخاش في أفغانستان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

«طالبان»: استعادة النظام بعد احتجاجات على إزالة مزارع خشخاش في أفغانستان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قالت حركة «طالبان» الأفغانية، الثلاثاء، إنها قمعت احتجاجات بإقليم في شمال البلاد على محاولات قوات الأمن إزالة مزارع لنبات الخشخاش الذي يصنع منه الأفيون، ويدر دخلاً لكثير من المزارعين الفقراء.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في رسالة عبر تطبيق «واتساب» إن سلطات «طالبان» تعقد اجتماعات في إقليم بدخشان بعد مرور أيام عدة على الاحتجاجات التي قُتل خلالها اثنان.

قوات أمن «طالبان» الأفغانية تدمر حقول الأفيون في زابل بأفغانستان في 1 مايو 2024... أفادت الأمم المتحدة في تقرير صدر في نوفمبر 2023 عن انخفاض بنسبة 95 في المائة في زراعة خشخاش الأفيون الأفغاني بعد حظر «طالبان» المخدرات في أفغانستان (إ.ب.أ)

وقال مجاهد في بيان آخر إن وفداً من كابل بقيادة رئيس أركان الجيش سيسافر هذا الأسبوع إلى بدخشان للتحقيق، في اعتراف رسمي نادر بالاضطرابات المدنية منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021.

وقال مجاهد: «قضية بدخشان يمكن تسويتها».

وأضاف: «لقي اثنان من مواطنينا حتفهما خلال الاشتباكات، وسيجري احترام حقوقهما»، مشيراً إلى أن السلطات ستجتمع مع أقاربهما، وتتخذ قراراً بشأن التعويض عن وفاتهما.

مزارع يحمل الخشخاش المحصود في ولاية شان الوسطى بميانمار (أ.ب)

وأصدرت شركة الأبحاث الدولية «ألسيس» بحثاً يعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية، العام الماضي، أظهر انخفاضاً كبيراً في إنتاج الأفيون تجاوز 90 في المائة في معظم الأقاليم الأفغانية بين عامي 2022 و2023، لكنه أشار إلى زيادة مساحة الأراضي المستخدمة لزراعة الخشخاش في بدخشان.

ولم يوضح مجاهد سبب وفاة الاثنين، لكن شبكة «طلوع» الإخبارية المحلية قالت إنهما قُتلا بعد أن فتحت قوات الأمن النار في مواجهة عنف المحتجين.

ومنذ استعادت حركة «طالبان» السلطة في كابل في 2021، تعهّدت بإنهاء إنتاج المخدرات في أفغانستان.

وأظهر تقرير للأمم المتحدة نشر ديسمبر (كانون الأول) 2023 أنّ ميانمار أصبحت أكبر منتج للأفيون في العالم، متجاوزة في ذلك أفغانستان؛ حيث حظرت حركة «طالبان» بعد استعادتها السلطة في كابل زراعة نبتة الخشخاش التي يستخرج منها هذا المخدّر.

انخفاض إنتاج الأفيون بنسبة 95 %

وفي 2022، أنتجت أفغانستان 790 طناً من الأفيون الضروري لتصنيع الهيروين، بالمقابل، انخفض إنتاج الأفيون هذا العام بنسبة 95 في المائة، ليصل إلى نحو 330 طناً.

وأتى هذا الانخفاض الضخم بعد أن حظرت حركة «طالبان» زراعة الخشخاش في أبريل (نيسان) من العام الماضي، وفقاً للتقرير نفسه. ومنذ فترة طويلة، تُعد المنطقة الحدودية الواقعة بين ميانمار ولاوس وتايلاند والتي يُطلق عليها اسم «المثلث الذهبي»، معقلًا لإنتاج المخدّرات والاتجار بها، خصوصاً الميثامفيتامين والأفيون.


قتيلان و21 جريحاً في هجوم بسكين على مستشفى بجنوب غربي الصين

استنفار أمني صيني أمام المستشفى في تشنغنان بمقاطعة تشنشيونغ (متداولة)
استنفار أمني صيني أمام المستشفى في تشنغنان بمقاطعة تشنشيونغ (متداولة)
TT

قتيلان و21 جريحاً في هجوم بسكين على مستشفى بجنوب غربي الصين

استنفار أمني صيني أمام المستشفى في تشنغنان بمقاطعة تشنشيونغ (متداولة)
استنفار أمني صيني أمام المستشفى في تشنغنان بمقاطعة تشنشيونغ (متداولة)

قُتل شخصان، وأصيب 21 آخرون، الثلاثاء، في هجوم بسكين على مستشفى بجنوب غربي الصين، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون. وأوضحت الشرطة المحلية في مقاطعة يونان في بيان على منصة «ويتشات»، الثلاثاء، قرابة الساعة 11:37 صباحاً (03:37 بتوقيت غرينتش)، أنه وقع هجوم بسكين في مستشفى تشنغنان بمقاطعة تشنشيونغ، وأسفر عن مقتل شخصين، وإصابة 21 آخرين.

جنود صينيون خلال تدريب في إقليم خبي يوم 30 مارس 2018 (رويترز)

وأشارت السلطات إلى أن التحقيق جارٍ مع رجل مشتبه فيه من سكان بلدة مجاورة. وأضافت أن الجرحى يعالجون في المستشفى. وأظهرت صور نشرها موقع «ذي بايبر» التابع للدولة، رجلاً يوجّه سكيناً نحو رجل آخر يحمل عصا في بهو المستشفى، ووصول شرطيين إلى مكان الحادث.

ووقع الهجوم في مقاطعة تشنشيونغ في شمال شرقي مقاطعة يونان في جنوب غربي البلاد. وتعد الجرائم الجماعية نادرة في الصين التي تمنع مواطنيها من امتلاك أسلحة نارية، لكن في السنوات الأخيرة، سجلت موجة من حوادث الطعن. في أغسطس (آب) الماضي، قُتل شخصان، وأصيب 7 آخرون في مقاطعة يونان بعدما هاجم رجل مريض عقلياً أشخاصاً بسكين.

وفي الشهر الذي سبقه، قُتل 6 أشخاص، وأصيب آخر بحادث طعن في روضة أطفال في مقاطعة قوانغدونغ في جنوب الصين. وفي أغسطس 2022، قُتل 3، وأصيب 6 آخرون في هجوم بسكين على روضة أطفال في مقاطعة جيانغشي في جنوب شرقي الصين.

وأظهرت صور نشرها موقع «ذي بايبر» التابع للدولة، رجلاً يوجّه سكيناً نحو رجل آخر يحمل عصا في بهو المستشفى، ووصول شرطيين إلى مكان الحادث. وقال أحد السكان المحليين للموقع: «حدث ذلك قرابة الساعة 11 صباحاً... ما زال الوضع فوضوياً بعض الشيء». وتعد الجرائم الجماعية نادرة في الصين التي تمنع مواطنيها من امتلاك أسلحة نارية، لكن في السنوات الأخيرة، سجلت موجة من حوادث الطعن.

وفي أغسطس الماضي، قُتل شخصان، وأصيب 7 آخرون في مقاطعة يونان بعدما هاجم رجل مريض عقلياً أشخاصاً بسكين. وفي الشهر الذي سبقه، قُتل 6 أشخاص، وأصيب آخر بحادث طعن في روضة أطفال في مقاطعة قوانغدونغ في جنوب الصين. وفي أغسطس 2022، قُتل 3، وأصيب 6 آخرون في هجوم بسكين على روضة أطفال في مقاطعة جيانغشي في جنوب شرقي الصين.