«ساكسيشن» يطرح بعض عناصره الفنية للمزاد في دالاس

إقبال على اقتناء تذكارات من الدراما الحائزة جائزة «إيمي»

برايان كوكس في صورة نشرتها «HBO» من الموسم الأخير من «ساكسيشن» (أ.ب)
برايان كوكس في صورة نشرتها «HBO» من الموسم الأخير من «ساكسيشن» (أ.ب)
TT

«ساكسيشن» يطرح بعض عناصره الفنية للمزاد في دالاس

برايان كوكس في صورة نشرتها «HBO» من الموسم الأخير من «ساكسيشن» (أ.ب)
برايان كوكس في صورة نشرتها «HBO» من الموسم الأخير من «ساكسيشن» (أ.ب)

تستقبل دار «المزادات التراثية» في مدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، التي عادة ما تملأ قاعاتها بالفنون التشكيلية وبطاقات البيسبول النادرة، بدلة على شكل كلب يبلغ طولها 6 أقدام، كانت قد شوهدت آخر مرة في مسلسل «ساكسيشن» (الخلافة) من إنتاج شبكة «HBO»، وقد يتذكّر من شاهده أن ابن العم غريغ (الممثل نيكولاس براون) كان يرتديها في الحلقة الأولى منه. نُظّفت البدلة، وفقاً لموظفي دار المزاد. وهي الآن من ضمن 236 قطعة تذكارية من المسلسل معروضة للمزايدة عليها حتى يوم السبت.

أنهى «الخلافة»، الذي يتناول قصة أشقاء يتمتعون بثراء فاحش ويناضلون من أجل السيطرة على إمبراطورية والدهم الإعلامية، عرض مواسمه الأربعة في شهر مايو (أيار) الماضي، وهو مرشح لنيل 27 جائزة من جوائز «إيمي» يوم الاثنين، وهو العدد الأكبر الذي يناله أي مسلسل آخر. يمكن للمعجبين وجامعي التحف الذين يرغبون في امتلاك قطعة منه المزايدة على البدلات الفاخرة، التي يرتديها طاقم عمله، أو قلم التدخين بالبخار الذي كان يستعمله الخصم اللدود في الموسم الرابع، (لوكاس ماتسون) الذي لا يخشى شيئاً، ويأتي بشاحنه الخاص.

حقيبة «بيربري» الصندوقية (موقع «المزادات التراثية»)

قد تكون أكثر العناصر المطلوبة في المزاد، حقيبة «بيربري» الصندوقية التي استهزأ بها توم وامبسغانز (ماثيو ماكفادين)، عندما نقلها أحد الدُّخلاء إلى مناسبة عائلية. ويقول: «لقد أحضرت حقيبة كبيرة إلى حد مضحك. ماذا يوجد في داخلها؟ أحذية مسطحة لمترو الأنفاق؟».انتشر خبر الحقيبة انتشار النار في الهشيم. ويوم الجمعة، كانت القطعة الأكثر مشاهدة في المزاد، مع سعر مبدئي يبلغ 4100 دولار. وتشمل أدوات السخرية الأخرى خلاط «فيتاميكس» الذي استُخدم في سحق رومان روي (كيران كولكين) في الموسم الرابع، والنقانق من طقس المقالب المثير في الموسم الثاني وتُسمى «الخنزير على الأرض». وقالت مونيكا جاكوبس، مديرة العناصر في المسلسل، إنه لا يمكن عرض الخنازير المحنطة من المشهد نفسه في المزاد العلني لأنها «صعبة التخزين نوعاً ما».

النقانق من طقس المقالب المثير في الموسم الثاني (موقع «المزادات التراثية»)

وتابعت جاكوبس أنه حتى أبسط العناصر الأكثر دُنيوية يمكن أن تستغرق أسابيع عدّة لإنشائها. صُنّعت بطاقات الائتمان خصيصاً للعرض، لا تأمل كثيراً، فإن أيّاً منها لا يعمل، والخطابات المكتوبة بخط اليد لمسرح الجنازة كتبها أحد أعضاء القسم الفني في المسلسل. (وأضافت أن جيريمي سترونغ، الممثل الذي لعب دور كيندال روي، طلب أن يكتب خطابه بنفسه).

خِطاب مكتوب بخط اليد لمسرح الجنازة (موقع «المزادات التراثية»)

كانت شبكة «HBO» قد طرحت في مزاد علني عناصر من مسلسلي «غير آمن»، و«الحراس»، وانضمت إلى شبكتي «A24» و«نتفليكس» في مجال مزدحم بمزادات هوليوود التذكارية التي يمكن أن تولد الضجيج، والأرباح، بعد فترة طويلة من انتهاء التصوير. أرباح المبيعات ستُقسّم بين شبكة «HBO» وشركة «المزادات التراثية».قال جاكس ستروبل، المدير الإداري للترفيه في شركة «المزادات التراثية»، إن الأصناف التي ستُطرح في المزاد قد اختيرت، في وقت تصوير الموسم الرابع خلال الأشهر الأولى من عام 2023. وقد دعته شبكة «HBO» للتجسّس على المجموعات في نيويورك وتخصيص العناصر، على سبيل المثال، سيف الحربة المعلق على جدار مكتب لوغان روي في المسلسل، كان لا بدّ من استبعاده. وقال ستروبل: «ما الذي سيتذكره المعجب أو يميّزه؟ إنها العناصر التي تظهر كثيراً أو التي تحمل لحظة أو ذكرى خاصة».

جيريمي سترونغ من اليسار وسارة سنوك وكيران كولكين في الموسم الأخير من «ساكسيشن» (أ.ب)

وهناك العديد من الأزياء المعروضة أيضاً في المزاد التي ساعدت في إثارة الجلبة حول «الثروة الخفية»، أي العرض الذكي للعناصر البسيطة للغاية والتي هي في الواقع باهظة الثمن.

راجع: سترة «برونيللو كوتشينيللي»، البنية اللون التي ارتداها كيندال في الموسم الثاني.

صورة صادرة عن HBO تُظهر سارة سنوك في مشهد من المسلسل (أ.ب)

قالت ميشيل ماتلاند، مصممة الأزياء، في مقابلة أجريت معها العام الماضي، إن شخصيات المسلسل «ترمز إلى المال. وإنهم يمثلون الثراء. ويحاربون من أجل المنصب والمكانة».

جعلتهم السيدة ماتلاند يرتدون هذه الملابس وفقاً لذلك، بدءاً من أحذيتهم، التي وصفتها بأنها «أهم القطع» وتظهر اختياراتها من مختلف العلامات التجارية، بما في ذلك «برادا»، و«إيف سان لوران»، و«لانفين»، في المزاد.

تذمر بعض المعجبين بالمسلسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن رفعِ القيمة السعرية على قميص الأطفال الأزرق من متاجر «والمارت»، الذي ارتداه (رومان) في خاتمة المسلسل. وقد تجاوزت المزايدة عليه وعلى شورت بلون السلمون الوردي ماركة «أولد نيفي» مبلغ 1000دولار يوم الجمعة.

تشعر السيدة جاكوبس، مديرة العناصر، بالتشجيع لأن مؤشرات المسلسل المختارة بعناية التي تُبرز الثروة، والمكانة، والانشغال بالذات، وقلة الذوق، لا تزال تلقى استحساناً من الجمهور.

ثقالة ورق فيها عقرب مُجفّف (موقع «المزادات التراثية»)

سبّب بعضها الصداع من أجل الحصول عليه. طلبت جاكوبس نحو 20 عقرباً مُجفّفاً لثقّالة الورق التي أعطاها (توم) إلى (شيف روي) (سارة سنوك) في الموسم الرابع، وأعادت تشكيل ذيولها إلى «وضعية الهجوم». كما جفّفت العقارب في فرن شقتها قبل أن تُصور واحدة منها مصبوبة في الراتنج (الصمغ)، لثوانٍ قليلة فقط بوصفها ضيفة نجمة على شاشة التلفاز.

قالت السيدة جاكوبس: «لبضعة أسابيع كانت رائحة مطبخي كريهة للغاية، بيد أن الأمر كان يستحق العناء».

*خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

يوميات الشرق شريف سلامة وهنادي مهنا في لقطة من مسلسل «سنجل ماذر فاذر» (إم بي سي)

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

بعد 8 سنوات من الزواج، يقرر كل من «شريف» -الذي يقوم بدوره شريف سلامة- و«سلمى» -ريهام عبد الغفور- الانفصال، أملاً في فرصة ثانية لبدء حياة جديدة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.


«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
TT

«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

تحت عنوان «روح ومحبة» أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد، تضمّنت معرضاً أثرياً مؤقتاً يستمر لمدة شهرَين بالتعاون مع المتحف القبطي في القاهرة.

ورأى الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، أن تنظيم هذا المعرض يأتي في إطار الدور الثقافي والمجتمعي الذي يضطلع به المتحف، مشيراً في بيان للمتحف، الجمعة، إلى أن رسالة المتحف لا تقتصر على عرض القطع الأثرية فحسب، بل تمتد إلى إبراز القيم الإنسانية والروحية التي أسهمت في تشكيل الهوية الحضارية لمصر عبر العصور. وأكد أن المعرض يعكس رسالة مصر التاريخية بوصفها حاضنة للتنوع الديني والثقافي، ومركزاً للتسامح والتعايش.

وافتُتح المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2021 بالتزامن مع احتفالية «موكب المومياوات»، حيث نُقلت «المومياوات الملكية» من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ويضم المتحف 1600 قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر العصور.

ويضم المعرض الأثري المؤقت مجموعة متميزة ونادرة من روائع الفن القبطي تُعرض لأول مرة، تشمل أيقونات ومخطوطات قبطية ومشغولات فنية كانت تُستخدم في الأديرة والكنائس، من أبرزها أيقونة لميلاد السيدة العذراء، ومنظر حجري يُجسّدها وهي تُرضع السيد المسيح، بما يعكس ثراء هذا التراث وقيمته الفنية والرمزية، وفق تصريحات للدكتورة نشوى جابر، نائبة الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية.

وقالت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض الأثري جاء بالتعاون مع المتحف القبطي، وهي المرة الثانية التي يتعاون فيها المتحف مع آخر، حيث تم التعاون من قبل مع المتحف الإسلامي خلال احتفالات المولد النبوي الشريف».

جانب من معرض أثري مؤقت بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

وأكدت أن «القطع المعروضة فريدة من نوعها فلم تُعرض من قبل، ومن بينها 15 قطعة من المتحف القبطي، و8 قطع من متحف الحضارة، تعود إلى القرون الميلادية الأولى»، وأهم القطع التي تضمنها المعرض وفق نائب الرئيس التنفيذي للمتحف «أيقونة ميلاد السيدة العذراء نفسها، فالشائع والمنتشر هي أيقونات ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولكن من النادر وجود لوحة أيقونية تصور ميلاد السيدة العذراء. كما توجد قطعة حجرية منقوش عليها رسم للسيدة العذراء والسيد المسيح، وتُعدّ امتداداً للفن المصري القديم الذي كان يجسّد في لوحات مشابهة لإيزيس وهي تُرضع الطفل حورس».

من جانبه، أكد رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية، الدكتور أحمد حميدة، أن «المعرض يُجسّد نموذجاً للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية»، مشيراً إلى أن «اختيار السيدة العذراء مريم محوراً للمعرض يحمل دلالات إنسانية وروحية عميقة».

بينما أشارت مديرة المتحف القبطي، جيهان عاطف، إلى أن المعرض يُبرز تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، لإظهار ثراء الموروث الحضاري المصري وتعدد روافده عبر مختلف الحقب التاريخية.

وحسب بيان للمتحف القومي للحضارة، تضمّنت الفعاليات الاحتفالية الكثير من الأنشطة، من بينها معرض للتصوير الفوتوغرافي، تضمن 22 صورة فوتوغرافية لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مصر، وهو ما عدّته نائبة رئيس المتحف «ضمن خطة للربط بين الاحتفالات والأعياد الكبرى من جهة عرض القطع الأثرية التي تعبّر عنها، وكذلك توثيق مظاهرها الحديثة والمعاصرة وحضور هذه الأعياد ومظاهرها في الشارع المصري المعاصر للربط بين التاريخ والحاضر».

وشهدت الاحتفالية فعاليات فنية، مثل عروض لفرقة كورال «أغابي» التي قدمت مجموعة من الأغاني القبطية احتفاء بقيم المحبة والسلام، إلى جانب عروض لكورال الأناشيد بالتعاون مع كنيسة القديس بولس الرسول بمدينة العبور.

وتضمنت الاحتفالية أيضاً أنشطة تفاعلية متنوعة لتنفيذ أعمال فنية ورسم حي لأيقونات المعرض، وممارسة ألعاب تفاعلية، وتوزيع هدايا الميلاد.


شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
TT

شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)

كشفت مغامرة تاريخية جريئة عن وجود شارع فيكتوري كامل مدفون تحت إحدى المدن البريطانية، يضم محالاً تجارية وطريقاً قديماً، بعد أن قرر المؤرخ ديفيد ستيفنسون النزول إلى الأعماق لتوثيق ما عثر عليه بعدسته ومصباحه اليدوي.

على مدى سنوات، أثار الشارع الواقع أسفل منطقة «لورانس هيل» في مدينة بريستول قصصاً وشائعات عدّة، من بينها رواية عن رجل يُقال إنه سقط في حفرة بعد خروجه من إحدى الحانات ليجد نفسه فجأة في شارع «متجمد في الزمن». كما تحدثت الروايات عن بقايا واجهات محال قديمة ومصابيح غاز تعود للقرن الـ19، دون أن تتأكد صحتها.

ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض (إنستغرام)

لكن ستيفنسون تمكن من وضع حد للتكهنات، وعاد بمجموعة مذهلة من الصور التي أعادت إحياء ماضٍ ظل طي النسيان لعقود. ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض، يضم أقبية سرية وغرفاً مخفية، بينها ملهى ليلي تحت حانة «ذا باكهورس»، ومخزن استخدمه متعهدو دفن الموتى، وإسطبل قديم تابع لشركة «كو - أوب»، وموقع استُخدم ملجأً خلال الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة «ذا ميرور».

كما اكتشف ستيفنسون نفقاً تحت أحد المصارف أُغلق بعد محاولة اقتحام، وتعود أجزاء من هذه الممرات لأكثر من قرنين، إلى فترة إدارة عائلة هيراباث لمصنع الجعة المرتبط بحانة «ذا باكهورس إن»، الذي امتد من شارع «لينكولن» حتى شارع «داك ستريت».

في عام 1832، مر خط سكة حديد تجره الخيول عبر لورانس هيل، ومع توسع السكك الحديدية البخارية لاحقاً، طُمرت الحانة والمحلات المجاورة تحت الأرض بعد تشييد أقواس جديدة لدعم الطريق. باع ويليام هيراباث معظم ممتلكاته لشركة سكة الحديد مقابل 3 آلاف جنيه إسترليني، وبحلول عام 1879، رُفع مستوى الطريق واستُبدل الجسر الخشبي، ما أدى إلى اختفاء الحانة القديمة والمحلات تحت الطريق الجديد، في حين بُنيت الحانة الحالية مباشرة فوقها مع الاحتفاظ بالسلالم المؤدية إلى الموقع الأصلي.

بعد أكثر من عقدين، تذكَّر ستيفنسون مغامرته حين رفع شبكة حديدية وأنزل سلماً داخل بئر ليصل إلى الشارع المدفون. واكتشف 4 أنفاق، كان أحدها فقط ممتداً عبر الشارع بالكامل، وأُغلقت الأخرى بالطوب لمنع السرقة.

في أحد المتاجر المدفونة، عثر ستيفنسون على إطار نافذة فيكتورية قديمة، وأنقاض بناء، وأغراض متفرقة مثل حوض للخيول وكرسي متحرك مهجور. ولم تُشاهد أعمدة الإنارة خلال رحلته، إذ أُزيلت في خمسينات القرن الماضي حسب أحد تجار الخردة.

إحياءُ ماضٍ ظل طي النسيان لعقود (إنستغرام)

اليوم، أُغلقت هذه الأنفاق نهائياً نظراً لخطورتها، لكن ستيفنسون سبق أن انضم إلى بعثة منظمة لاستكشاف الغرف الواقعة أسفل الحانة، برفقة فريق متسلقين ذوي خبرة. ويستعيد ذكرياته قائلاً: «كانت خيوط العنكبوت كثيفة، والمدفأة لا تزال مغطاة بالغبار، وعارض فولاذي ضخم محفور عليه حروف (GWR) لتدعيم المبنى».

ويضيف: «الطريق أعلاه بُني أساساً للخيول والعربات. ورغم حركة المرور الكثيفة اليوم، بما في ذلك مئات الحافلات والشاحنات الثقيلة، لا يزال الطريق صامداً، ولا يدري كثيرون ما الذي يرقد تحت أقدامهم».