بينما يطغى حضور الشاي العدني على سائر المشروبات في مقاهي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لامتداد شهرته إلى جميع مناطق البلاد، تتهيأ المدينة لاستضافة أول مهرجان للقهوة تُنظّمه وزارة الزراعة، بوصف هذا المحصول أحد أهم الموارد التي يرتكز عليها اقتصاد البلد منذ القدم.
وتستضيف المدينة، التي تنتشر في أحيائها مقاهي الشاي الشهير، صاحب الشعبية الواسعة بين السكان، قبل نهاية الشهر الحالي، فعاليات حكومية وأهلية، بهدف الترويج لأهمية البنّ، وتعزيز حضوره، وتطوير صناعته، بعد دعوات متزايدة للاهتمام بهذا المحصول، وعودة زراعته في كثير من المناطق.
في هذا السياق، ذكر المنظّمون أنّ الفعالية ستكون مهرجاناً ثقافياً توعوياً يعزّز ثقافة البنّ ويطوّر صناعته محلياً، كما يشجّع على التفاعل بين المزارعين والحضور، للتعريف بزراعة شجرة البنّ وطرق تحضيره. وسيكون من ضمن أهداف المعرض التعريف بأهمية البنّ المحلّي في الاقتصاد الوطني، والتغنّي بجودته.
ووفق وزارة الزراعة والري والثروة السمكية، تُساهم الفعالية في إحياء الفعل الزراعي في اليمن، بصفته أحد أهم موارد اقتصاد البلد منذ القدم. والبنّ هو النواة الزراعية التي اشتهرت بها البلاد منذ الشتلة الأولى، ليحقّق بعد ذلك شهرة عالمية باتت متّصلة بالهوية الثقافية.
وأكدت الوزارة أنّ شجرة البنّ كانت النبتة الأولى التي جعلت اليمن مُنطَلقاً لكثير من الرحلات التجارية. ولأنّ زراعتها معرّضة للانحسار، أعلنت مسؤولياتها عن إحياء هذا الحدث، وتوجيه أنظار الداخل والعالم لمنح هذه الشجرة الاهتمام الذي تستحقه، خصوصاً أنّ اليمن هو مهدها الأول.
تهدف الخطوة أيضاً إلى إظهار الأهمية الاقتصادية لزراعة البنّ وتصنيعه، واستعادة حضوره محلياً وإقليمياً وعالمياً.
من هنا، رتّبت وزارة الزراعة اليمنية أنشطة ومشاريع للتوسّع في زراعة البنّ ضمن عدد من المحافظات والمديريات، وإنشاء المركز الوطني لمحصول البنّ، كما أجرت دراسات في المناطق الزراعية والوديان، وأقامت دورات تدريبية للمزارعين بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والمؤسّسات العاملة في مجال هذه الزراعة.
بدورها، التقت اللجنة التحضيرية للمعرض، التي تشكّلت بموجب قرار أصدره وزير الزراعة والثروة السمكية سالم السقطري، مع الشركات والمقاهي المُشاركة فيه، بدءاً من 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، في الحديقة الخلفية لمركز عدن التجاري (عدن مول) بمديرية كريتر.
خلال اللقاء الذي شارك فيه مدير إدارة المعرض خالد الحصني، والمسؤول المالي صابر النقيب ممثلاً عن الجانب الأهلي، بالإضافة إلى أحمد عبد الملك ممثلاً عن وزارة الزراعة، وحشد من الشركات والمقاهي الحديثة، استُعرِضت الاستعدادات والخطوات التنفيذية لافتتاحه، وسط تأكيد على أهمية إقامة مثل هذا المعرض الذي يهتم بمحصول البنّ بصفته أول فعالية في عدن.
وشدّد الحضور على وجوب إظهار ثقافة القهوة، وتوجيه اهتمام القطاعات الحكومية والخاصة نحو هذا المحصول المهم. كما استمعوا إلى عرض تفصيلي من المؤسّسة المنفِّذة للمعرض والشركة التسويقية، حول الخطوات العملية المُتّخذَة، وآلية العمل والإجراءات قبل الفعالية وخلالها.