ألمانيا: اجتماع «سري» لسياسيين من اليمين المتطرف يبحث ترحيل الملايين

نواب من حزب «البديل لألمانيا» وأعضاء في حزب ميركل شاركوا في الاجتماع

لافتات انتخابية داعمة لحزب «البديل لألمانيا» في برلين 2 يناير (أ.ف.ب)
لافتات انتخابية داعمة لحزب «البديل لألمانيا» في برلين 2 يناير (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا: اجتماع «سري» لسياسيين من اليمين المتطرف يبحث ترحيل الملايين

لافتات انتخابية داعمة لحزب «البديل لألمانيا» في برلين 2 يناير (أ.ف.ب)
لافتات انتخابية داعمة لحزب «البديل لألمانيا» في برلين 2 يناير (أ.ف.ب)

فيما يعيد إلى الأذهان الأصداء التاريخية لملاحقة النازيين لليهود قبل 80 عاماً، عقد سياسيون ألمان من اليمين المتطرف اجتماعاً سرياً كشف عنه موقع استقصائي ألماني، بحثوا خلاله ترحيل ملايين السكان من ألمانيا بناء على أصولهم الإثنية، ومن ضمنهم من يحملون الجنسية الألمانية.

وكشف موقع «كوريكتيف» عن الاجتماع الذي عُقد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في فندق «لاندهاوس أدلون» في مدينة بوتسدام القريبة من برلين، شارك فيه سياسيون من حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، وناقشوا خلاله سبل وقانونية ترحيل مَن هم من أصول مهاجرة، في خطة يطمح المشاركون لتنفيذها بعد وصول حزب «البديل لألمانيا» إلى السلطة.

صورة لفندق «لاندهاوس أدلون» حيث انعقد الاجتماع وفق الإعلام الألماني

ويعيد الاجتماع إلى الأذهان «مؤتمر فانزي» الشهير الذي انعقد قبل نحو الـ80 عاماً، في يناير (كانون الثاني) 1942وجمع كبار قادة قوات الأمن الخاصة النازية المعروفة بـ«إس إس» في قصر فانزي بولاية براندبيرغ المجاورة لبرلين، لمناقشة «الحل النهائي» لليهود فيما بات يعرف تاريخياً بـ«مؤتمر فانزي» الذي بدأ على أثره تجميع اليهود وإرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.

مقارنات تاريخية

ورغم أن الحدثين يختلفان بالجماعة المستهدفة، وأن النازيين كانوا قد وصلوا إلى السلطة بينما «البديل لألمانيا» ما زال في المعارضة، فإن التشابه بينهما كبير، ويمتد كذلك إلى التقارب الجغرافي بين المكانين. إذ يقع فندق «لاندهاوس أدلون» المملوك لعائلة أدلون صاحبة الفندق التاريخي على بوابة براندنبيرغ، على بعد كيلومترات قليلة من «قصر فانزي» التاريخي الذي مهّد وشرّع للمحرقة التي نفذها النازيون في الحرب العالمية الثانية.

صورة أرشيفية لرولاند هارتفيغ المستشار الخاص لزعيمة حزب «البديل لألمانيا» في يناير 2018 (أ.ف.ب)

وشارك في الاجتماع رولاند هارتفيغ، المستشار الخاص لزعيمة حزب «البديل لألمانيا» أليس فيدل، إلى جانب عدد من النواب المنتمين للحزب المتطرف الذي دخل البرلمان الفيدرالي في عام 2017، وهو الآن في المعارضة. وبحسب الصحافي الذي قال إنه كان موجوداً في المكان وراقب وصول المشاركين، فقد كان من بين الحاضرين أيضاً اثنان من السياسيين المنتمين للحزب المسيحي الديمقراطي اليميني الوسطي الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.

وتمكّن صحافيون متخفّون في موقع «كوريكتيف»، من «التجسس» على المجتمعين بعد أن حصلوا على رسالة الدعوة للاجتماع، التي قالوا إن أحد المشاركين سرّبها لهم. والرسالة وجّهها شخصان؛ أحدهما طبيب أسنان في الستينات من العمر من دوسلدورف يُدعى غيرنوت موريغ، وهو معروف بانتمائه المتطرف، والآخر هانس كريستيان ليمر مستثمر في قطاع سلسلة مطاعم شهيرة في ألمانيا. وتشير الدعوة إلى أن الاجتماع سيقدّم «الخطة الرئيسية بمفهومها الاستراتيجي لإعادة بلدنا لطبيعته ومساره الصحي». ويطالب الداعون المشاركين بدفع تبرع بقيمة 5 آلاف يورو للمشاركة في الاجتماع.

البحث عن «بلد الاستقبال»

وبحسب التحقيق الاستقصائي، فقد كان «نجم» المؤتمر مارتن سيلنر، وهو كاتب نمساوي معروف في صفوف اليمين المتطرف. وقدم سيلنر الذي كان المتحدث الأول في المؤتمر، رؤيته حول تحقيق «إعادة ترحيل» من لديهم جذور مهاجرة من ألمانيا.

وبحسب مكتب الإحصائيات الفيدرالي، فإن هناك أكثر من 20 مليون شخص في ألمانيا من أصول مهاجرة. وحدد سيلنر الفئات المستهدفة بثلاثة؛ أولا اللاجئون، وثانياً من يحملون إقامات دائمة، وثالثاً مَن هم من المجنسين الذين اعتبرهم «المشكلة الكبرى».

وطرح سيلنر فكرة «دولة استقبال» يمكن أن تكون في شمال أفريقيا، ويمكنها أن تستقبل مليوني شخص ويمكن «نقلهم إليها وتكون فيها فرص للتمرين والرياضة، ويمكن لكل من يدعم اللاجئين أن يذهب إلى هناك». وفي هذا الطرح أصداء لأفكار تداولها النازيون في عام 1940 لترحيل اليهود إلى جزيرة مدغشقر.

لافتات انتخابية في أحد شوارع برلين في 5 يناير 2024 (إ.ب.أ)

ومن اللافت أن فكرة إرسال لاجئين إلى دول أفريقية كانت قد طُرحت من قبل يانس شبان، وزير الصحة السابق والعضو في الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض (حزب ميركل). واقترح شبان قبل بضعة أسابيع أن يكون هناك مركز لجوء في رواندا أو غانا؛ حيث يمكن للاجئين المكوث ريثما يتم البت بطلبات لجوئهم إلى ألمانيا.

وبحسب التحقيق الاستقصائي، فإن أحداً من المشاركين لم يعترض على الأفكار التي طرحها سيلنر، ولكن كانت هناك شكوك حول «مدى إمكانية تنفيذها». وعلّقت إحدى المشاركات، وهي سيلكه شرودر التي تنتمي لجمعية تعنى باللغة الألمانية مرتبطة بالحزب المسيحي الديمقراطي، بالسؤال حول كيف يمكن تطبيق الخطة على المجنسين، مضيفة أنه عندما يأخذ الأشخاص جواز السفر الألماني يصبح ترحيلهم «مستحيلاً». ورد سيلنر بالقول إن هذه العملية ستستغرق فترة طويلة تستمر طوال عقد من الزمن، وهي بحاجة لتغيير وتوجيه القوانين.

وعلّقت كذلك على الطرح غيريت هاي، نائبة في البرلمان الفيدرالي تنتمي لحزب «البديل لألمانيا»، قائلة إنها تدعم التوجه، لا بل هي تروج له منذ مدة طويلة. وأضافت أنها لهذا السبب لم تعد تعارض خطة الحكومة الحالية بتغيير قانون الجنسية والسماح بازدواجيتها، «لأن هذا يعني أنه يمكن سحب الجنسية الألمانية، وستبقى لديهم جنسية أخرى».

وتعمل الحكومة الحالية على تعديلات على قانون الجنسية بما يسمح بتعدد الجنسيات، علماً بأن القانون الحالي يفرض على المتقدمين التخلي عن الجنسية الأصلية. ويعارض «البديل لألمانيا» والحزب «المسيحي الديمقراطي» هذا التعديل، علماً بأنه من المفترض أن يتم تبنّيه في الأسابيع المقبلة ويدخل حيز التنفيذ بغضون منتصف العام الجاري. ويمكن بحسب القانون تجريد الأشخاص من الجنسية الألمانية في حال ارتكبوا مخالفات معينة وكانوا يحملون جنسية أخرى.

حظوظ «البديل لألمانيا»

وناقش المشاركون كذلك تقوية حظوظ وصول حزب «البديل لألمانيا» إلى السلطة، علماً بأن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه أصبح ثاني أكبر حزب على الصعيد الوطني بعد «المسيحي الديمقراطي». كما أن الحزب أصبح الأكبر في معظم الولايات الألمانية الشرقية، التي ستصوّت 3 منها في انتخابات محلية في الخريف المقبل.

ولكن رغم ذلك، فإن المشكلة الرئيسية التي يواجهها حزب «البديل لألمانيا» هي رفض كل الأحزاب الأخرى التحالف معه، إن كان على الصعيد المحلي أو الوطني. ولكن منذ تسلم فريدريش ميرتز زعامة الحزب «المسيحي الديمقراطي» العام الماضي، يبدو الحزب اليميني الوطني أكثر ليونة في هذا الطرح. وميرتز نفسه تسبب بعاصفة عندما قال قبل أشهر إنه لا يستبعد التحالف مع «البديل لألمانيا» على مستوى الولايات. ولكنه اضطر لسحب كلامه مع موجة غضب واسعة داخل الحزب، خصوصاً من التيار الوسطي الذي تنتمي إليه ميركل.

رفع شعار «البديل لألمانيا» في مظاهرة للمزارعين في برلين رفضاً لسياسات الحكومة بزيادة التعريفات والضرائب (رويترز)

وناقش المؤتمر كيفية زيادة حظوظ وصول «البديل لألمانيا» إلى السلطة، وطرح مراراً فكرة التحالف والتقارب مع هانس يورغ ماسن الذي ينتمي للحزب «المسيحي الديمقراطي»، وكان رئيس المخابرات الداخلية ويُعرف بقربه من اليمين المتطرف. ورغم ازدياد الدعوات مؤخراً لطرده من حزب ميركل بسبب آرائه وتصريحات شديدة التطرف، فهو ما زال عضواً بالحزب. ولكن يبدو أنه يستعد لتشكيل حزبه الخاص، ويخطط لسحب مجموعة من الذين يرون أن «المسيحي الديمقراطي» أصبح وسطياً وأن هناك حاجة للعودة إلى اليمين أكثر.

وبحسب التحقيق، فإن ماسن شارك في اجتماعات اليمين المتطرف في فندق «لاندهاوس أدلون» مرات عديدة، علماً بأن الفندق تحول، بحسب تحقيق سابق لصحيفة «دي تزايت»، إلى مقر رئيسي يستضيف اجتماعات اليمين المتطرف منذ عام 2017.


مقالات ذات صلة

ألمانيا: مساعٍ جديدة لحظر «البديل لألمانيا» بعد قرار قضائي يؤكد تطرفه

أوروبا علم حزب «البديل لألمانيا» مرفوع خلال مظاهرة للمزارعين اعتراضاً على سياسات الحكومة بالقرب من بوابة براندبيرغ (إ.ب.أ)

ألمانيا: مساعٍ جديدة لحظر «البديل لألمانيا» بعد قرار قضائي يؤكد تطرفه

لم تنجح كل الفضائح المحيطة بحزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف حتى الآن، في إبعاد مؤيديه عنه، رغم أن حظوظه انخفضت قليلاً في الأيام الماضية.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

تعيش ألمانيا منذ أيّام موجة من العنف ضد سياسيين من اليسار والوسط، ما أثار دعوات للتحرك ضد عنف عناصر من اليمين المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا اقتياد المدعى عليه إلى قاعة المحكمة في شتوتغارت شتامهايم في بداية محاكمة «مواطني الرايخ» الذين يُزعم أنهم خططوا لانقلاب في ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: محكمة شتوتغارت ترفض طلب محامين تعليق محاكمة «مواطني الرايخ»

فشل كثير من المحامين في شتوتغارت بتمرير طلبهم تعليق محاكمة أعضاء من حركة «مواطني الرايخ» بقيادة هاينريش الثالث عشر

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت (ألمانيا))
أوروبا صحافيون متجمعون أمام قاعة المحكمة في شتوتغارت مع انطلاق محاكمة الخلية اليمينية المتطرفة الإرهابية (د.ب.أ)

انطلاق محاكمة خلية إرهابية خططت للانقلاب على الدولة في ألمانيا

انطلقت في ألمانيا محاكمة خلية إرهابية خططت لتنفيذ انقلاب مسلح على الدولة، وتنفيذ اغتيالات تستهدف سياسيين وصحافيين على رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا مايكل غوف شدد على أن التعريف الجديد لـ«التطرف» كان بمثابة استجابة محسوبة للخطر الذي يشكله اليمين المتطرف والمتطرفون الإسلامويون على الديمقراطية (غيتي)

لندن: قانون جديد يحظر على الوزراء والمسؤولين التواصل مع الجماعات المتطرفة

من المقرر إصدار تعريف يحظر على الوزراء والمسؤولين البريطانيين التواصل أو تمويل المنظمات التي تقوّض «نظام المملكة المتحدة للديمقراطية البرلمانية الليبرالية».

«الشرق الأوسط» (لندن )

مسودة وثيقة تظهر تعهد الاتحاد الأوروبي بالدعم الأمني طويل الأمد لأوكرانيا

مقاتلو «لواء آزوف» الأوكراني يقدمون تحيتهم عند قبر نازاري جرينتسيفيتش وهو جندي أوكراني من «لواء آزوف» يُدعى غرينكا قُتل في ساحة المعركة خلال مراسم جنازة في فينيتسا 10 مايو 2024 (أ.ف.ب)
مقاتلو «لواء آزوف» الأوكراني يقدمون تحيتهم عند قبر نازاري جرينتسيفيتش وهو جندي أوكراني من «لواء آزوف» يُدعى غرينكا قُتل في ساحة المعركة خلال مراسم جنازة في فينيتسا 10 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

مسودة وثيقة تظهر تعهد الاتحاد الأوروبي بالدعم الأمني طويل الأمد لأوكرانيا

مقاتلو «لواء آزوف» الأوكراني يقدمون تحيتهم عند قبر نازاري جرينتسيفيتش وهو جندي أوكراني من «لواء آزوف» يُدعى غرينكا قُتل في ساحة المعركة خلال مراسم جنازة في فينيتسا 10 مايو 2024 (أ.ف.ب)
مقاتلو «لواء آزوف» الأوكراني يقدمون تحيتهم عند قبر نازاري جرينتسيفيتش وهو جندي أوكراني من «لواء آزوف» يُدعى غرينكا قُتل في ساحة المعركة خلال مراسم جنازة في فينيتسا 10 مايو 2024 (أ.ف.ب)

أظهرت مسودة أن الاتحاد الأوروبي تعهد في وثيقة بتقديم دعم أمني طويل الأمد لأوكرانيا، وتزويد كييف بمزيد من الأسلحة والتدريب العسكري وغير ذلك من أشكال المساعدات على مدار السنوات المقبلة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتحدد المسودة التي كانت صحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية أول من أوردها، مطلع هذا الأسبوع، التزامات الاتحاد الأوروبي الأمنية تجاه أوكرانيا، ويأمل مسؤولون في إبرامها في يونيو (حزيران) أو يوليو (تموز).

وتنص الوثيقة على أن يتشاور الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بشأن احتياجات كييف خلال 24 ساعة من شن «عدوان في المستقبل»، وأن «يحددا بسرعة» الخطوات التالية بما يتماشى مع الالتزامات.

وتشكل هذه الوثيقة جزءاً من جهد أوسع يبذله شركاء أوكرانيا لتقديم الضمانات إليها بوقوفهم إلى جانبها على المدى الطويل، مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب مع روسيا، وعدم ظهور بارقة أمل حتى الآن في انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي.

وجاء في مسودة الوثيقة المؤلفة من 10 صفحات التي اطلعت عليها «رويترز» وعليها تاريخ يوم 12 أبريل (نيسان): «بناءً على الدعم الحالي فإن الالتزامات الأمنية للاتحاد الأوروبي تشمل دعماً متوقعاً وطويل الأجل ومستداماً لأمن أوكرانيا ودفاعها».

وقال دبلوماسيون إن سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددهم 27 ناقشوا نص المسودة في بروكسل، الشهر الماضي، وأصبحت الآن محور المناقشات مع أوكرانيا.

وتشير الوثيقة إلى أن الالتزامات ستظل قائمة «بينما تواصل أوكرانيا مسارها الأوروبي» على أن تخضع للمراجعة خلال 10 سنوات على أقصى تقدير.

وجاء في الوثيقة أن الاتحاد الأوروبي وافق على تقديم 5 مليارات يورو (5.40 مليار دولار) لصندوق المساعدات العسكرية لأوكرانيا هذا العام، لكنه لم يتعهد بالأمر ذاته في السنوات التالية.


فشل الزعيم السابق لـ«داعش ألمانيا» «أبو ولاء» في تمرير طلبه ضد قرار ترحيله

علم ألمانيا (رويترز)
علم ألمانيا (رويترز)
TT

فشل الزعيم السابق لـ«داعش ألمانيا» «أبو ولاء» في تمرير طلبه ضد قرار ترحيله

علم ألمانيا (رويترز)
علم ألمانيا (رويترز)

فشل الزعيم السابق لـ«داعش ألمانيا»، «أبو ولاء»، في تمرير الطلب المستعجل الذي قدمه ضد ترحيله. وأكدت المحكمة الإدارية في دوسلدورف غرب ألمانيا اليوم (الاثنين) أن الأمن القومي يبرر ترحيله.

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، كانت المحكمة العليا في مدينة تسيله أصدرت حكماً ساري المفعول بسجن «أبو ولاء» لمدة عشرة أعوام ونصف العام.

وذكرت المحكمة الإدارية في دوسلدورف في حيثيات قرارها أنها ترى أن طرده قانوني تماماً مثل إلزامه بالإقامة حصرياً في مدينة معينة بعد إطلاق سراحه من السجن والوجود لدى الشرطة كل يوم.

وأضافت المحكمة أنه لا يوجد اعتراض أيضاً على ما قامت به السلطات المختصة بشؤون الأجانب التي حظرت على «أبو ولاء» استخدام الهواتف وغيرها من وسائل الاتصال الإلكترونية.

من هو «أبو ولاء»؟

كان «أبو ولاء» يعمل إماماً في مسجد جمعية الدائرة الإسلامية الناطقة بالألمانية في مدينة هيلدسهايم المحظورة الآن.

يذكر أن أحد المتهمين في القضية وهو ألماني - صربي كان يستخدم مسكنه في مدينة دورتموند مركزاً للصلاة، وآوى هناك لفترة مؤقتة التونسي الراحل أنيس العمري، الذي نفذ هجوم الدهس بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في برلين قبل عدة سنوات، وتم إلقاء القبض على هؤلاء الرجال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

خطر على الأمن العام

وفي السياق ذاته، قالت المحكمة إنه رغم أن ترحيل «أبو ولاء» إلى العراق وفرض حظر دخول عليه (إلى ألمانيا) مدى الحياة، لا تزال تعترضه عدة عوائق في الوقت الراهن، فإن التهديد بالترحيل الذي أصدرته مقاطعة فيرزن قانوني، مشيرة إلى أن الخطر الحالي الذي يشكله على الأمن العام خطير بشدة لدرجة تجعل الاعتبارات المتعلقة بأبنائه السبعة لا تقف عائقاً أمام ترحيله.

وأوضحت المحكمة أن ما يعيق ترحيل مقدم الطلب إلى العراق في الوقت الراهن هو أن الادعاء العام لم يعلن بعد موافقته على تعليق عقوبة السجن الصادرة بحقه لمدة عشرة أعوام ونصف العام.

يذكر أن «أبو ولاء» يتعين عليه، وفقاً للأوضاع العادية، أن يبقى في السجن حتى عام 2027.

كان «أبو ولاء» قدم طلب لجوء آخر لأنه يتخوف من أن يحكم عليه بالإعدام في حال ترحيله إلى العراق. لذا، من المفترض الحصول على تأكيد دبلوماسي عراقي يستبعد تنفيذ عقوبة الإعدام بحقه.

ومن بين مطالب الداعية العراقي، لم توافق المحكمة سوى على تأجيل تنفيذ ترحيله بناء على شكواه إلى أن يتم البت في القضية الرئيسية والمتهم فيها إلى جانب «أبو ولاء» ثلاثة رجال، والمستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، حيث قالت المحكمة العليا إنهم قاموا في منطقة الرور وولاية سكسونيا السفلى بالعمل على تحويل شباب إلى اعتناق الفكر الراديكالي وإرسال أفراد إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم «داعش».


«المنتدى العالمي للحوار» ينعقد في لشبونة

بعض المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر «كايسيد» (صورة من برنامج المؤتمر)
بعض المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر «كايسيد» (صورة من برنامج المؤتمر)
TT

«المنتدى العالمي للحوار» ينعقد في لشبونة

بعض المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر «كايسيد» (صورة من برنامج المؤتمر)
بعض المتحدثين الرئيسيين في مؤتمر «كايسيد» (صورة من برنامج المؤتمر)

تنطلق، الثلاثاء، في لشبونة أعمال المنتدى العالمي للحوار الذي ينظمه «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الديانات والثقافات» الذي تأسس عام 2012 في فيينا، وانتقل مقره الرئيسي إلى العاصمة البرتغالية منذ ثلاث سنوات. والمركز هو ثمرة مبادرة مشتركة بين العاهل السعودي الراحل والبابا بنديكت السادس عشر، بعد اللقاء الذي جمعهما في عام 2007 حول موضوع تعزيز الحوار بين الأديان. ويشرف على إدارة المركز، وهو منظمة حكومية دولية معترف بها لدى الأمم المتحدة، مجلس أطراف يضمّ الدول الأعضاء المؤسسة، وهي المملكة العربية السعودية والنمسا وإسبانيا، والفاتيكان بصفة مراقب، إلى جانب مجلس أمناء يضمّ قيادات دينية وشخصيات فكرية وسياسية بارزة من الدول الأعضاء وخارجها، يسهر على ضمان استقلالية المركز عن مصالح الدول والديانات.

من لقاءات سابقة للمنتدى (أرشيفية)

وكان قد تقرّر نقل مقرّ المركز من العاصمة النمساوية إلى لشبونة، بعد سلسلة الاحتجاجات التي صدرت عن بعض القوى والمجموعات اليمينية المتطرفة في النمسا، وذلك رغم الترحيب الواسع الذي لاقته المبادرة التي حظيت برعاية الأمين العام للأمم المتحدة يومذاك، بان كي مون، الذي شارك في الحفل التأسيسي للمركز إلى جانب كبار القيادات الدينية. ولعب الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي سبق أن رأس الحكومة البرتغالية مرتين، دوراً بارزاً في احتضان لشبونة المقر الرئيسي للمركز. وينعقد هذا المنتدى، الذي يدوم حتى الخميس المقبل، تحت عنوان «بناء تحالفات لصون السلم»، ويتضمّن سلسلة من المحاضرات تتوزع على ندوات مختلفة بمشاركة عشرات الخبراء والاختصاصيين والباحثين، وحضور عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية والفكرية العالمية. ويتقدم المحاضرين في الندوة الرئيسية الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماتيو رنزي، والرئيس السابق لجمهورية النمسا هاينز فيشر، والشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام المسجد الأكبر في مكة المكرمة، والبطريرك برثولوميوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية، وعلي الأمين من لبنان، ومفتي الديار المصرية شوقي إبراهيم عبد الكريم علام، ورئيس بلدية لشبونة كارلوس مويداس، والرئيس السابق للبرلمان البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا والأمين العام للمركز زهير الحارثي.

من لقاءات سابقة للمنتدى (أرشيفية)

وتدور ندوات المنتدى في هذه الدورة حول المواضيع التالية: تغيّر المناخ والبيئة المقدسة، وبناء السلم وتحويل النزاعات، وكرامة الإنسان عن طريق الحوار. وينشط المركز في جهود التسوية السلمية للنزاعات، وتعزيز الحوار بين الأديان، والدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة والمصالحة، ومحاربة إساءة استخدام الأديان وسيلةً لتبرير القمع والعنف والصراعات. كما يسعى إلى صون الأماكن المقدسة، واحترام الرموز الدينية ويركّز على المسائل المتعلقة بكرامة الإنسان والتعاليم الدينية. وفي أوروبا يتعاون مع العديد من المنظمات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والتصدي لخطاب الكراهية.

وينصّ الميثاق التأسيسي للمركز، المستوحاة بعض بنوده من شرعة حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة، على أن الحوار يساعد على التفاهم، ويبدّد المخاوف وانعدام الثقة، ويعزز التعاضد الاجتماعي والتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة. ويعمل المركز من خلال أنشطته المتنوعة على تعزيز التعاون بين المجموعات العرقية والثقافية والدينية المختلفة بما يتيح مضافرة الجهود للتوصل إلى حلول مستديمة وجامعة من أجل السلام في العالم.


بريطانيا: اعتذار للنساء عن «صدمة ما بعد الولادة» جراء سوء الرعاية الصحية

خطة وطنية لتحسين الرعاية بقطاع الأمومة في بريطانيا (أ.ب)
خطة وطنية لتحسين الرعاية بقطاع الأمومة في بريطانيا (أ.ب)
TT

بريطانيا: اعتذار للنساء عن «صدمة ما بعد الولادة» جراء سوء الرعاية الصحية

خطة وطنية لتحسين الرعاية بقطاع الأمومة في بريطانيا (أ.ب)
خطة وطنية لتحسين الرعاية بقطاع الأمومة في بريطانيا (أ.ب)

اعتذرت مسؤولة الصحة النسائية بالبرلمان البريطاني ماريا كولفيلد، للمصابات بـ«صدمات ما بعد الولادة» بعد تحقيق موسع استمع إلى شهادات «مروعة» من أكثر من 1300 سيدة حول تجاربهن، بينما يخص تلقي الرعاية الصحية أثناء فترة الحمل وما بعد الولادة.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، يدعو التحقيق بقيادة النائب المحافظ ثيو كلارك والنائبة العمالية روزي دوفيلد، إلى إصلاح شامل لقطاعات رعاية الأمومة، وما بعد الولادة في المملكة المتحدة.

واعترفت كولفيلد اليوم (الاثنين)، بأن هناك تقصيراً في الخدمات المذكورة، وأنها تستدعي الاعتذار، وقالت لشبكة «سكاي نيوز»: «أدرك أن الخدمة لم تكن على المستوى المطلوب».

ووفقاً لصحيفة «التايمز»، يوصي التحقيق بوضع خطة وطنية لتحسين الرعاية بقطاع الأمومة، حيث كشفت شهادات السيدات أنه يتم التعامل مع النساء على أنهن مصدر إزعاج.

ومن جانبها، قالت كلارك، النائبة البرلمانية عن ستافورد، لبرنامج اليوم على راديو «بي بي سي»، إن التحقيق كشف بشكل واضح أن مستوى جودة الخدمة المقدمة مرهون بشكل كبير بالمستوى الاجتماعي للمنطقة السكنية للمريضة، وهو ما وصفه بـ«يانصيب الرمز البريدي»، وهو غير مقبول بالمرة.

ويدعو التقرير الحكومة إلى نشر استراتيجية وطنية واضحة لتحسين الخدمات الصحية للأمهات، وأن يتم استحداث منصب جديد مسؤول من رئيس الوزراء مباشرة له مهمة متابعة هذا القطاع.

وعن تجربتها الشخصية في الولادة، تقول كلارك: «أتذكر أنني ضغطت على زر الطوارئ بعد خروجي من غرفة العمليات، حينها جاءتني سيدة وقالت إنها لا تستطيع مساعدتي، وإن طفلي ليس طفلها لتهتم به، وخرجت وتركتني هناك دون مساعدة»، مضيفة: «لذلك نحن بحاجة لتوظيف الكوادر الآمنة».

وفي السياق ذاته، علقت كولفيلد على التقرير قائلة: «ندرك تماماً ما جاء فيه، وأنه يجب تقديم مستويات أفضل من الرعاية للسيدات، ولكن في الوقت نفسه لا يجب إغفال كثير من جهود الحكومة على هذا الصعيد». واستشهدت بإدخال خدمات مرتبطة بصحة المرأة أثناء الحمل وما بعد الولادة مثل خدمات الصحة النفسية والعقلية للأمهات.


روسيا توسع جبهة خاركيف مستخدمة مجموعات هجوم صغيرة

دبابة أوكرانية طراز ليوبارد خلال تدريب قرب الجبهة بمنطقة دونتسك الأحد (رويترز)
دبابة أوكرانية طراز ليوبارد خلال تدريب قرب الجبهة بمنطقة دونتسك الأحد (رويترز)
TT

روسيا توسع جبهة خاركيف مستخدمة مجموعات هجوم صغيرة

دبابة أوكرانية طراز ليوبارد خلال تدريب قرب الجبهة بمنطقة دونتسك الأحد (رويترز)
دبابة أوكرانية طراز ليوبارد خلال تدريب قرب الجبهة بمنطقة دونتسك الأحد (رويترز)

أعلن حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية إن روسيا واصلت هجومها البري على المنطقة، الاثنين، وهاجمت مناطق جديدة بمجموعات صغيرة في محاولة لتوسيع الجبهة وتشتيت القوات الأوكرانية.

ودخلت القوات الروسية أوكرانيا قرب خاركيف، التي تعد ثاني أكبر مدنها يوم الجمعة لتفتح جبهة شمالية شرقية جديدة في الحرب التي تدور رحاها إلى حد كبير في الشرق والجنوب منذ نحو عامين. وقد يؤدي هذا التقدم إلى إبعاد بعض القوات الأوكرانية المستنزفة عن الشرق، حيث تتقدم روسيا ببطء.

وقال الحاكم، أوليه سينيهوبوف، في تصريحات بثها التلفزيون: «العدو يحاول عمداً توسيعها (الجبهة) ويهاجم في مجموعات صغيرة ولكن في اتجاهات جديدة إذا جاز التعبير... الوضع صعب».

دبابة أوكرانية قرب خطوط الجبهة بمنطقة دونتسك الأحد (رويترز)

واتخذت أوكرانيا موقفاً دفاعياً بعد شهور من تباطؤ إمدادات المساعدات العسكرية الغربية وخاصة الأميركية، ما منح روسيا اليد العليا في التعداد والذخائر.

وعبرت القوات الروسية الحدود، منذ يوم الجمعة، لشن هجوم باتجاه بلدتي ليبتسي وفوفتشانسك الواقعتين على بعد نحو عشرين كيلومتراً وخمسين كيلومتراً على التوالي شمال شرقي خاركيف ثاني مدن البلاد.

وأقرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت باكر، الاثنين، في بيان على «فيسبوك» بأن «العدو يحقق حالياً نجاحات تكتيكية»، مضيفة أن ثمة «معارك مستمرة في مدينة فوفتشانسك الحدودية» التي كان عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة قبل الهجوم الحالي، حيث حشدت موسكو «ما يصل إلى 5 كتائب» وفقاً لكييف.

وذكرت قناة «ديبستايت» عبر «تلغرام» والمقربة من الجيش الأوكراني أن الروس تمكنوا من احتلال شريط مساحته 70 كيلومتراً مربعاً تقريباً في منطقة ليبتسي وآخر مساحته 34 كيلومتراً مربعاً باتجاه فوفتشانسك.

وأشار الصحافي والمدون العسكري الأوكراني، يوري بوتوسوف، إلى أنه «خلال اليوم الأول من الهجوم الروسي»، الجمعة، استبدل القائد العسكري لمنطقة خاركيف «بسبب بعض المشاكل».

عامل إنقاذ قرب ركام مبنى قالت السلطات الروسية إنه أصيب بقصف أوكراني في مدينة بيلغورود الاثنين (رويترز)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، إن «معارك دفاعية وقتالاً عنيفاً يدور على جزء كبير من حدودنا. الفكرة وراء الهجمات في منطقة خاركيف هي إرهاق قواتنا وتقويض معنويات» الجيش الأوكراني.

لا اختراق كبيراً

وذكرت قناة «ريبار» عبر «تلغرام» والقريبة من الجيش الروسي أنه بعد مرور أربعة أيام على بدء الهجوم الروسي «لم يسجل أي اختراق واسع النطاق لدفاعات العدو».

وأضافت القناة الاثنين في تقرير صباحي: «بعد تمشيط المنطقة الحدودية الرمادية، ركزت الوحدات الهجومية الروسية على اختراق معاقل وخطوط دفاعية للقوات المسلحة الأوكرانية».

وتحذر السلطات في كييف منذ أسابيع من أن موسكو قد تحاول مهاجمة المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، فيما تواجه أوكرانيا تأخيراً في المساعدات الغربية ونقصاً في الجنود.

وأتى هذا التقدم الروسي في وقت أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو تعديلاً وزارياً مفاجئاً مساء الأحد، وأقال وزير الدفاع سيرغي شويغو، بعد أكثر من عامين على بدء المعارك في أوكرانيا، من دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للنزاع.

داخل روسيا وفي المناطق التي تحتلها موسكو في أوكرانيا، كثفت القوات الأوكرانية ضرباتها، خصوصاً على منشآت الطاقة.

وتبنّت كييف، الاثنين، استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك في غرب روسيا على مقربة من الحدود.

دمار بمبنى قالت السلطات الروسية إنه أصيب بقصف أوكراني في مدينة بيلغورود الأحد (إ.ب.أ)

وقال مصدر دفاعي أوكراني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وقعت انفجارات في ميناء أوسكولنبفتسناب النفطي قرب بلدة ستاري أوسكول، إضافة إلى محطة التحويل الكهربائية في إيليتسكايا»، مشيراً إلى أن العملية نفّذها جهاز الاستخبارات (إس بي يو) باستخدام طائرات مسيّرة.

لافروف: سويسرا غير مناسبة

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، أن سويسرا لم تعد مكاناً مناسباً للمفاوضات، بما في ذلك بشأن أوكرانيا.

وقال لافروف إن المؤتمر حول أوكرانيا، المقرر في سويسرا منتصف يونيو (حزيران) المقبل: «سيهدف إلى صياغة إنذار نهائي لروسيا »، بحسب ما ذكرته «وكالة سبوتنيك» الروسية للأنباء.

أضاف أن سويسرا تركز على صيغة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لكنها في الوقت نفسه تتجاهل المبادرات الأخرى القائمة، بما في ذلك الصين، التي تعتبر «الأكثر شمولاً».

ورأى وزير الخارجية الروسي أن «سويسرا، بغض النظر عما هو مدرج في جدول الأعمال، لم تعد مناسبة للغاية كمكان لمفاوضات السلام، في السابق، كانت سويسرا دولة محايدة حقاً. والآن انحازت سويسرا بوضوح إلى أوكرانيا».

ومن المقرر أن تستضيف سويسرا مؤتمراً حول أوكرانيا يومي 15 و16 يونيو المقبل، بالقرب من مدينة لوسيرن، من دون حضور روسيا.


ألمانيا: مساعٍ جديدة لحظر «البديل لألمانيا» بعد قرار قضائي يؤكد تطرفه

علم حزب «البديل لألمانيا» مرفوع خلال مظاهرة للمزارعين اعتراضاً على سياسات الحكومة بالقرب من بوابة براندبيرغ (إ.ب.أ)
علم حزب «البديل لألمانيا» مرفوع خلال مظاهرة للمزارعين اعتراضاً على سياسات الحكومة بالقرب من بوابة براندبيرغ (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا: مساعٍ جديدة لحظر «البديل لألمانيا» بعد قرار قضائي يؤكد تطرفه

علم حزب «البديل لألمانيا» مرفوع خلال مظاهرة للمزارعين اعتراضاً على سياسات الحكومة بالقرب من بوابة براندبيرغ (إ.ب.أ)
علم حزب «البديل لألمانيا» مرفوع خلال مظاهرة للمزارعين اعتراضاً على سياسات الحكومة بالقرب من بوابة براندبيرغ (إ.ب.أ)

لم تنجح كل الفضائح المحيطة بحزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف حتى الآن في إبعاد مؤيديه عنه، رغم أن حظوظه انخفضت قليلاً في الأيام الماضية منذ فضحية ارتباط موظف لدى نائب في الحزب في البرلمان الأوروبي بالمخابرات الصينية.

بيتر بورينغر (يسار) ورومان روش (وسط)، وهما عضوان في حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، ومحاميهما كريستيان كونراد (يمين) ينتظرون حكم المحاكمة في المحكمة الإدارية العليا في مونستر، غرب ألمانيا (أ.ف.ب)

ففي آخر استطلاع للرأي نشر يوم الأحد الماضي، حل حزب «البديل لألمانيا» في المرتبة الثانية وطنياً، وحصل على 17 في المائة من نسبة الأصوات مقارنة بـ20 في المائة قبل قرابة الشهر، مقابل 30 في المائة لـ«الاتحاد المسيحي الديمقراطي» المعارض، ومن بعدهما الأحزاب الثلاث المشاركة في الحكومة.

ولكن قراراً صدر عن محكمة في مدينة مونستر أكد حق المخابرات الألمانية الداخلية بإخضاع الحزب للمراقبة، عاد وأعطى أملاً للأحزاب السياسية الأخرى المتخوفة من المكاسب التي يحققها، بإمكانية حظره أخيراً. وكانت المحكمة تنظر في دعوى تقدم بها «البديل لألمانيا» على أمل أن يعكس قرار المخابرات إخضاعه للمراقبة عام 2022، ولكن المحكمة قررت تثبيت الحكم الذي قال الحزب إنه سيعترض عليه.

وقال المتحدث باسم المحكمة غدرون دامه، بعد صدور الحكم، إن القرار استند إلى مفاهيم الحزب التي «تعارض مبدأ المساواة، وتعدُّ تمييزاً بحسب القانون ولا تتماشى مع كرامة الإنسان المحمية في الدستور».

عضوا حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، رومان روش وبيتر بورينغر، يخاطبان وسائل الإعلام بعد حكم المحكمة الإدارية العليا لولاية شمال الراين وستفاليا الفيدرالية بشأن ما إذا كان يمكن تصنيف حزب «البديل من أجل ألمانيا» على أنه حالة يمينية مشتبه بها (رويترز)

وأشار تحديداً إلى أن «جزءاً كبيراً من أعضاء حزب (البديل لألمانيا) يؤمنون بأن المواطنين الألمان من ذوي الخلفيات المهاجرة لا يجب أن يتمتعوا بالحقوق نفسها قانونياً كالألمان الإثنيين».

ورحب رئيس المخابرات توماس هالدينفانغ بالقرار الصادر، وقال إن المخابرات «قدمت آلاف الصفحات من الأدلة» إلى المحكمة، تتضمن «جملاً» منقولة عن أعضاء من حزب «البديل لألمانيا» ومدعومة بتواريخ ومواقع، مضيفاً أن هذه الأدلة تثبت «المساعي غير الدستورية» للحزب.

ورحبت كذلك وزيرة الداخلية نانسي فيزر بالحكم الصادر، وقالت إن القرار يتعلق «بمساعي السلطات الأمنية في البلاد لحماية الديمقراطية في ألمانيا». وأشارت إلى أن الدستور الألماني لديه وسائل لحماية الديمقراطية «وهذه الوسائل تحديداً هي التي نستخدمها هنا، وتم التأكيد عليها في المحاكم»، في إشارة إلى قرار مراقبة حزب «البديل لألمانيا» قبل عامين.

ويسمح قرار المراقبة بالتجسس على الحزب وجمع معلومات عن أفراده بطريقة أسهل وأسرع، واستخدام أساليب عادة غير مسموحة إلا بإجراءات قانونية مطولة.

وتسبب الحزب بصدمة نهاية العام الماضي عندما تبين أن أعضاء بارزين فيه حضروا اجتماعاً في ولاية براندبيرغ لمجموعة من ناشطين معروفين في ساحة اليمين المتطرف، ناقشوا فيه ترحيل ملايين الألمان من أصول مهاجرة والمهاجرين. وتسبب الكشف عن الاجتماع بجدل واسع ومقارنات مع الاجتماع الذي عقده النازيون عندما كانوا في السلطة وناقشوا فيه «الحل النهائي» لليهود في أوروبا، وهو ما أدى إلى «الهولوكوست» والمذابح التي لحقت بهم.

واستغل نواب في البرلمان الفيدرالي قرار المحكمة الجديد الذي أكد على حق المخابرات مراقبة الحزب بسبب «تطرفه»، للمطالبة بحظره بشكل نهائي.

وكشف النائب ماركو فاندرفيتز عن «الحزب المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، أنه سيتقدم باقتراح جديد لذلك أمام البوندستاغ، مبرراً ذلك بأنه «لم يعد ممكناً تقليص تمدد» الحزب المتطرف، خصوصاً في ولايات ألمانيا الشرقية. وتجري 3 ولايات شرقية في الخريف المقبل انتخابات محلية من المتوقع أن يحل حزب «البديل لألمانيا» في الطليعة فيها. ويحظى هذا الاقتراح بحظر الحزب بتأييد من نواب في حزبي «الخضر» و«الاشتراكيين» كذلك، ولكن منتقديه يقولون إنه يواجه عقبات قانونية ضخمة، ولن يكون من السهل تطبيقه.

وترفض الأحزاب السياسية جميعها العمل مع الحزب، ما يعني أنه إذا لم ينجح «البديل لألمانيا» بالحصول على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، وهو غير متوقع، فلن يتمكن من الحكم، ولكن قد لا تكون الأحزاب الأخرى قادرة على الحكم كذلك إذا لم تنجح بتشكيل ائتلاف لديه أكثر من 50 في المائة من الأصوات. ويحذر سياسيون من سيناريو تصبح فيه بعض الولايات الشرقية التي تعد معقلاً لـ«البديل لألمانيا» غير قابلة للحكم.

وفي الأسبوع الماضي، شهدت مدينة دريسدن في ولاية ساكسونيا بألمانيا الشرقية عمليات اعتداء على مرشحين من حزبي «الخضر» و«الاشتراكيين» من قبل أشخاص من اليمين المتطرف. وأدخل أحد المرشحين في الانتخابات الأوروبية التي ستجري مطلع يونيو (حزيران) المقبل إلى المستشفى بكسور في وجهه بعد تعرضه للضرب. ويدل ذلك على زيادة التوتر بسبب عنف اليمين المتطرف في شرق ألمانيا، الذي يقول سياسيون إن «البديل لألمانيا» مسؤول عنه.


محتجون مؤيدون للفلسطينيين يسيطرون على أبنية جامعية في مدن هولندية

أشخاص في مبنى ABC بجامعة أمستردام في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص في مبنى ABC بجامعة أمستردام في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

محتجون مؤيدون للفلسطينيين يسيطرون على أبنية جامعية في مدن هولندية

أشخاص في مبنى ABC بجامعة أمستردام في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص في مبنى ABC بجامعة أمستردام في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قالت جماعة حقوقية في هولندا في بيان إن محتجين مؤيدين للفلسطينيين سيطروا على أبنية جامعية في مدن أمستردام وخرونينجن وأيندهوفن الهولندية، اليوم (الاثنين)، للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وأكد متحدث باسم جامعة أمستردام احتلال مبناها، وقال إن الجامعة طلبت من غير المشاركين في الاحتجاج مغادرة المبنى.

كما أكدت جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا أن «عشرات الطلاب يحتجون سلميا في الخارج بالقرب من خيام يتراوح عددها بين 10 و15»، في حين لم ترد جامعة خرونينجن حتى الآن على طلب للتعليق.

وينظم الطلبة في هولندا احتجاجات على الحرب في غزة منذ يوم الاثنين الماضي، وسبق لشرطة مكافحة الشغب الهولندية أن اشتبكت مع محتجين في جامعة أمستردام.


مسؤول أوكراني: روسيا توسع جبهة خاركيف مستخدمة مجموعات هجوم صغيرة

روسيا تواصل هجومها البري على خاركيف وتهاجم مناطق جديدة لتشتيت القوات الأوكرانية (إ.ب.أ)
روسيا تواصل هجومها البري على خاركيف وتهاجم مناطق جديدة لتشتيت القوات الأوكرانية (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أوكراني: روسيا توسع جبهة خاركيف مستخدمة مجموعات هجوم صغيرة

روسيا تواصل هجومها البري على خاركيف وتهاجم مناطق جديدة لتشتيت القوات الأوكرانية (إ.ب.أ)
روسيا تواصل هجومها البري على خاركيف وتهاجم مناطق جديدة لتشتيت القوات الأوكرانية (إ.ب.أ)

قال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية إن روسيا واصلت هجومها البري على المنطقة اليوم (الاثنين) وهاجمت مناطق جديدة بمجموعات صغيرة في محاولة لتوسيع الجبهة وتشتيت القوات الأوكرانية.

وبحسب «رويترز»، دخلت القوات الروسية أوكرانيا قرب خاركيف التي تعد ثاني أكبر مدنها يوم الجمعة لتفتح جبهة شمالية شرقية جديدة في الحرب التي تدور رحاها إلى حد كبير في الشرق والجنوب منذ نحو عامين. وقد يؤدي هذا التقدم إلى إبعاد بعض القوات الأوكرانية المستنزفة عن الشرق، حيث تتقدم روسيا ببطء.

وقال الحاكم أوليه سينيهوبوف في تصريحات بثها التلفزيون: «العدو يحاول عمداً توسيع الجبهة ويهاجم في مجموعات صغيرة ولكن في اتجاهات جديدة إذا جاز التعبير، الوضع صعب».

واتخذت أوكرانيا موقفاً دفاعياً بعد شهور من تباطؤ إمدادات المساعدات العسكرية الغربية وخاصة الأميركية، ما منح روسيا اليد العليا في التعداد والذخائر.


كاتالونيا تنقذ رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والمرشح الاشتراكي سلفادور إيلا يلوّحان للحشد خلال تجمع انتخابي في فيلانوفا إي لا جيرترو، بالقرب من برشلونة (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والمرشح الاشتراكي سلفادور إيلا يلوّحان للحشد خلال تجمع انتخابي في فيلانوفا إي لا جيرترو، بالقرب من برشلونة (أرشيفية - أ.ب)
TT

كاتالونيا تنقذ رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والمرشح الاشتراكي سلفادور إيلا يلوّحان للحشد خلال تجمع انتخابي في فيلانوفا إي لا جيرترو، بالقرب من برشلونة (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والمرشح الاشتراكي سلفادور إيلا يلوّحان للحشد خلال تجمع انتخابي في فيلانوفا إي لا جيرترو، بالقرب من برشلونة (أرشيفية - أ.ب)

مرة أخرى نهض رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز من ركام الأزمات التي تحاصر حزبه وحكومته منذ سنوات، وحصد نصراً ضد كل التوقعات في الانتخابات الإقليمية الكاتالونية، التي راهن كثيرون على أنها ستكون مفتاحَ سقوط حكومته ونهاية حقبة زعامته للحزب الاشتراكي، وتصدره واجهة المشهد السياسي الإسباني، آخر معاقل اليسار في الاتحاد الأوروبي.

وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات فوز «الحزب الاشتراكي» الذي نال 28 بالمائة من الأصوات منحته 42 مقعداً في البرلمان الإقليمي الذي يضمّ 135 مقعداً، مقابل 21.5 بالمائة لحزب «جونتس» الانفصالي المحافظ الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإقليمية السابق، كارلي بوتشيمون، الذي ما زال فاراً من العدالة وأدار الحملة الانتخابية من فرنسا وبلجيكا. وكان الخاسر الأكبر حزب اليسار الجمهوري الذي فقد 13 مقعداً، فيما زاد «الحزب الشعبي» اليميني رصيده البرلماني بـ9 نواب، وحافظ الحزب اليميني المتطرف «فوكس» على مقاعده الأحد عشر بينما دخل اليمين الانفصالي المتطرف للمرة الأولى البرلمان الكاتالوني بثلاثة نواب.

رئيس الحكومة الإقليمية السابق، كارلي بوتشيمون، زعيم حزب «جونتس» الانفصالي يلقي كلمةً في مقر الحزب جنوب غربي فرنسا الأحد (أ.ف.ب)

وللمرة الأولى منذ سنوات استطاع الحزب الاشتراكي الإسباني، الذي يقود الحكومة المركزية، أن يحقق فوزاً واضحاً في انتخابات إقليمية، فيما خسرت الأحزاب الانفصالية الأغلبية التي كانت منصةَ انطلاق الحركة الاستقلالية عام 2017، وترسخت الموجة اليمينية التي تجتاح أوروبا على أبواب انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر المقبل. ويتبيّن من القراءة الأولى لنتائج هذه الانتخابات التي شكّلت دفعاً قوياً لسانتشيز أن الجدل السياسي الحاد الذي دار حول العفو الذي أصدرته الحكومة عن قيادات الحركة الانفصالية التي حُوكمت بتهمة التمرد والعصيان، والذي رفع منسوب التوتر بين الأحزاب إلى مستويات غير مسبوقة، وراهنت عليه القوى اليمينية لإسقاط حكومة سانتشيز، قد صبّت مفاعيله في صالح سانتشيز وحزبه. السؤال الرئيسي الذي كان مطروحاً حول نتائج هذه الانتخابات التي كانت رهاناً آخر حول بقاء سانتشيز أو رحيله هو التالي: هل العفو عن القيادات الانفصالية سيضعف الحركة الاستقلالية أم سيقويها؟ وجاء الجواب قاطعاً: رغم صعوبة تشكيل الحكومة الإقليمية بسبب من تعقيدات تأمين الأغلبية البرلمانية، تبيّن أن سياسة «التلاقي» التي اعتمدها سانتشيز لمعالجة المعضلة الانفصالية، بعكس المواجهة الصدامية التي تطالب بها المعارضة اليمينية، قد دفعت القوى الاستقلالية إلى أدنى مستويات شعبيتها منذ عام 1980، وطوت صفحة الحركة الانفصالية على الأقل في القريب المنظور.

رئيس حزب «فوكس» سانتياغو آباسكال في مؤتمر صحافي ببرشلونة الأحد (إ.ب.أ)

وبعد صدور النتائج النهائية، قال الزعيم الإقليمي للحزب الاشتراكي، سالفادور إيليا، والمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة: «سياستنا وأدت الحركة الانفصالية، وكاتالونيا قررت فتح صفحة جديدة بقيادة الحزب الاشتراكي الضامن لوحدة الأقاليم والتماسك بينها». لكن تأمين الأغلبية البرلمانية دونه عقبات، وربما مفاجآت قد تترك الباب مفتوحاً أمام تكرار العملية الانتخابية في الخريف المقبل. الاشتراكيون يراهنون على التحالف مع اليسار الجمهوري، الخاسر الأكبر في الانتخابات، ومع اليسار غير الانفصالي الحليف في الحكومة المركزية. بوتشيمون من جانبه أكّد أنه عازم على محاولة تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه قادر على تأمين أغلبية أكبر من التي بوسع الاشتراكيين تشكيلها، ودعا اليسار الجمهوري إلى تأييده. أما الحزب الشعبي فقد أكّد الناطق باسمه أنه لن يدعم الحزب الاشتراكي لتشكيل الحكومة الإقليمية «والاستمرار في التواطؤ مع بوتشيمون»، فيما عدَّ الحزب اليميني المتطرف «فوكس» أن فوز الاشتراكيين ليس سوى «استمرار للانفصال المموّه» لإقليم كاتالونيا. هذا المشهد يضع مفتاح تشكيل الحكومة الجديدة بيد حزب اليسار الجمهوري، الذي يعتقد الاشتراكيون أن لا هامش للمناورة أمامه، لأن منع الحزب الاشتراكي من تشكيلها سيؤدي إلى سقوط الحكومة المركزية، والدعوة إلى انتخابات عامة جديدة قد تحمل المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة إلى الحكم وتعيد الأزمة الانفصالية إلى نقطة الصفر، أو تحتها.

الزعيم الإقليمي للحزب الاشتراكي سالفادور إيليا يتحدث أمام الإعلام ببرشلونة الأحد (إ.ب.أ)

وتفيد أوساط الحكومة بأن سانتشيز واثق من استمرار دعم القوى الانفصالية الكاتالونية لحكومته، ويعد أن النتائج أظهرت دعم الأغلبية في كاتالونيا لسياسة التعايش والتفاهم التي ينهجها حزبه، وأن الحوار يجب أن يكون عنوان المرحلة المقبلة. وتقول أوساط الحزب الاشتراكي إن النتائج الإقليمية في كاتالونيا مشفوعة على النتائج الإقليمية الباسكية، الشهر الماضي، تشكّل رافعة مهمة للحزب في استحقاق الانتخابات الأوروبية على الأبواب. ويجمع المراقبون في العاصمة الإسبانية على أن هذه النتائج تشكل نقطة تحوّل مفصلية في المسار الصدامي، الذي نهجته القوى والأحزاب الانفصالية في السنوات الأخيرة، الذي بلغ ذروته بالإعلان غير الشرعي للاستقلال خريف عام 2017. ويترافق هذا التحول مع صعود القوى اليمينية، المعتدلة والمتطرفة، الذي ينتظر امتحان الانتخابات الأوروبية لمعرفة ما إذا كان طارئاً أو ترسيخاً للموجة اليمينية التي تجتاح أوروبا منذ سنوات.


رئيس الوزراء البريطاني للناخبين قبل الانتخابات العامة: إمنحوني ثقتكم

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
TT

رئيس الوزراء البريطاني للناخبين قبل الانتخابات العامة: إمنحوني ثقتكم

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (رويترز)

دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الناخبين، الاثنين، إلى منحه ثقتهم بأنه سيحافظ على أمنهم في عالم يزداد فيه الخطر، واستعرض إنجازاته في كلمة ألقاها ضمن حملة سياسية قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها قبل يناير (كانون الثاني) 2025.

ومع تخلُّف حزب المحافظين الحاكم بزعامته عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي، ألقى سوناك الكلمة في مركز أبحاث تابع للمحافظين في محاولة لإقناع الناخبين بأنه الوحيد القادر على الدفاع عن البلاد ضد «محور الدول الاستبدادية».

وهاجم حزب العمال قائلاً إن الحزب لا يستطيع تقديم تعهد مثله بزيادة الإنفاق الدفاعي، أو معالجة الهجرة غير الشرعية، وإنه يُعَدُّ الوحيد الذي لديه «خطة واضحة» للمستقبل، وهي اتهامات رفضها زعيم حزب العمال كير ستارمر.

وقال سوناك في مركز «بوليسي إكستشينج» للأبحاث: «الانتخابات المقبلة التي ستجريها بلادنا هي الانتخابات العامة، والاختيار في هذه الانتخابات العامة واضح، إنه عن المستقبل مقابل الماضي».

وأضاف: «لدينا فهم واضح لما يتطلبه المستقبل، وهو أخطر ظرف عرفناه منذ فترة طويلة، لكنه أيضاً الأكثر تحولاً، ونحن فقط من نملك الأفكار الجريئة والخطة الواضحة التي توفر مستقبلاً آمناً للبلاد».

ورد حزب العمال، واتهم المحافظين بالإشراف على «فوضى مكلفة».

وقال بات مكفادين منسق الحملة الوطنية لحزب العمال: «الطريقة الوحيدة لوقف الفوضى وطيِّ الصفحة والبدء في التجديد هي تغيير الحكومة». وأضاف: «لا يستطيع المحافظون حل مشكلات البلاد؛ لأنهم هم المشكلة».