عمليات عسكرية في درعا لمواجهة تهديد الاغتيالات في المنطقة

المحافظة تعاني من تصاعد القتل وسط فراغ أمني كبير 

عناصر من فصائل التسويات في بلدة اليادودة (تجمع أحرار حوران)
عناصر من فصائل التسويات في بلدة اليادودة (تجمع أحرار حوران)
TT
20

عمليات عسكرية في درعا لمواجهة تهديد الاغتيالات في المنطقة

عناصر من فصائل التسويات في بلدة اليادودة (تجمع أحرار حوران)
عناصر من فصائل التسويات في بلدة اليادودة (تجمع أحرار حوران)

تشهد محافظة درعا في جنوب سوريا، عمليات عسكرية تنفذها فصائل التسويات، وهي الفصائل المعارضة التي أجرت اتفاقات تسوية مع النظام السوري برعاية روسية في عام 2018؛ حيث شنّت مجموعات اللواء الثامن وفصائل اللجان المركزية، حملة عسكرية صباح يوم الاثنين في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، يقول ناشطون من المنطقة إنها تهدف إلى مواجهة تهديد عمليات الاغتيالات التي تشهدها المنطقة.

وذكر موقع «تجمع أحرار حوران» أنه تم تسجيل اشتباكات عنيفة صباح يوم الاثنين بين اللجنة المركزية واللواء الثامن من جهة ومجموعة محمد جاد الله الزعبي من جهة أخرى، استُخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة.

ونتج عن هذه الاشتباكات مقتل عنصرين من مجموعة الزعبي، ومقتل عنصر وإصابة آخر من أفراد اللواء الثامن، كما أُصيب 7 مدنيين، منهم أطفال، بينما ترددت اتهامات بأن مجموعة محمد جاد الله الزعبي نفذت عملية اغتيال لأحد مؤسسي اللجنة المركزية للتفاوض في درعا وأبرز قادتها، راضي الحشيش، في 18 من الشهر الماضي.

رتل عسكري لفصائل التسويات اللواء الثامن (بصرى برس)
رتل عسكري لفصائل التسويات اللواء الثامن (بصرى برس)

تصاعد عمليات الاغتيال

وأكدت مصادر مقربة من لجان التفاوض المركزية في ريف درعا الغربي، لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة تعاني من تصاعد عمليات الاغتيال والقتل، وأن هناك فراغاً أمنياً كبيراً يسهل تنفيذ الهجمات ونشر الفوضى في المنطقة. واستجابة لهذا التهديد، قامت فصائل التسويات من اللواء الثامن وفصائل اللجان المركزية بتنفيذ عمليات عسكرية تهدف لمكافحة تلك المجموعات التي تقوم بعمليات الاغتيال واستهداف عناصر وقادة اللجان المركزية وحتى المدنيين، وذلك بهدف تأمين المنطقة وإعادة الاستقرار إليها.

وفي إطار هذه العمليات، تم تحديد مجموعة في بلدة اليادودة، وقد نفذت هذه المجموعة عمليات اغتيال في المنطقة، ما تسبب في تهديد أمن المنطقة واستقرارها. ونظراً لهذا الوضع، عملت الفصائل المحلية من اللواء الثامن وفصائل اللجان المركزية للتفاوض على مواجهة هذه المجموعة، وتطهير المنطقة من الجماعات المخربة. وأشار المصدر إلى أن قوات النظام السوري لم تشارك في هذه العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها فصائل التسويات.

احتراق منزل القيادي محمد جاد الله الزعبي (شبكة درعا 24)
احتراق منزل القيادي محمد جاد الله الزعبي (شبكة درعا 24)

اقتحام منزل

ووفقاً لناشطين من المنطقة، فإن فصائل التسويات تمكنت من اقتحام منزل محمد جاد الله الزعبي، قائد المجموعة التي تتهم بتنفيذ الاغتيالات في المنطقة، ويعد منزله مقراً عسكرياً لمجموعته، وسط أنباء عن مقتله داخل منزله، وهروب عدد من عناصر المجموعة المتهمة بتنفيذ الاغتيالات.

وأفادت شبكة «درعا 24» بأن محمد جاد الله الزعبي هو أحد المطلوبين من قبل النظام السوري للترحيل من منطقة التسويات جنوب سوريا باتجاه الشمال السوري منذ سنوات، عند محاولات اقتحام الجيش السوري المنطقة الغربية، قبل أن يتم تنفيذ اتفاق واجتماعات بينهم وبين ضباط اللجنة الأمنية التابعة للسلطات السورية، ومع العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري. وتتهم اللجان المركزية الزعبي بالانتماء لجهات متشددة كـ«هيئة تحرير الشام» وتنظيم «داعش»، وكذلك يُتهم بإيواء عناصر لتنظيم «داعش»، وضلوعه في عمليات اغتيال ضد قيادات اللجان المركزية في المنطقة الغربية.

القيادي في اللجان المركزية راضي الحشيش (تجمع أحرار حوران)
القيادي في اللجان المركزية راضي الحشيش (تجمع أحرار حوران)

أكثر من شبكة

ورأى الناشط محمود العبد الله، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن عمليات الاغتيال في محافظة درعا، المستمرة والموزعة على مستوى المنطقة وتصاعدها، لا تديرها شبكة أو مجموعة واحدة، ولا يمكن أن تنتهي هذه الظاهرة بانتهاء فرد ينتمي لها، بل يجب توحيد الجهود الأمنية وتكثيفها وتشكيل قوة عسكرية أمنية واحدة في المنطقة واتخاذ قرارات وتدابير أمنية في كل بلدة ومدينة لمكافحة عمليات الاغتيال والاستهداف.

ويوضح العبد الله أن الخاسر الوحيد من هذه العمليات هو أبناء المحافظة، حيث قُتل العشرات منهم في هذا الصراع، وسط تبادل الاتهامات بين قادة هذه المجموعات، إذ تتهم فصائل التسويات واللجان المركزية هذه المجموعات بالتبعية لتنظيمات متشددة وتنفيذ الاغتيالات، بينما الأخيرة تتهم فصائل التسويات واللجان المركزية بتنفيذ رغبات الأجهزة الأمنية والنظام السوري في منطقة التسويات.

وتشهد محافظة درعا، منذ بداية العام الجديد، تصاعداً في عمليات الاغتيال والاستهداف، إذ وقعت في المحافظة 5 عمليات اغتيال خلال الأيام الماضية، بينما تعيش المحافظة منذ بداية اتفاق التسوية بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسية عام 2018، حالة من الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار، تتمثل بعمليات الاغتيال شبه اليومية التي تستهدف قوات من النظام السوري، وعناصر وقادة سابقين بالمعارضة، ومروجي مخدرات، ومدنيين.


مقالات ذات صلة

الشرع وبارزاني يؤكدان الالتزام المشترك باستمرار الحرب على «داعش»

المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق على هامش منتدى أنطاليا (الرئاسة السورية)

الشرع وبارزاني يؤكدان الالتزام المشترك باستمرار الحرب على «داعش»

ذكرت وزارة الخارجية السورية أن نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق أكد للرئيس أحمد الشرع في لقاء بينهما دعم إقليم كردستان لسوريا.

«الشرق الأوسط» (أنطاليا)
شؤون إقليمية قوات تركية في شمال سوريا (أرشيفية - رويترز) play-circle

مسؤول: إسرائيل منفتحة على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية «محدودة» في سوريا

صرّح مسؤول إسرائيلي، الجمعة، أن بلاده «متفائلة جداً» بشأن محادثات خفض التوتر مع تركيا، مضيفاً أن تل أبيب «منفتحة حتى» على احتفاظ تركيا بقاعدة عسكرية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ) play-circle

إردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة «نسف الثورة» في سوريا

اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بالسعي إلى «نسف الثورة» في سوريا من خلال تأجيج الانقسامات في البلاد بعد سقوط بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي مركبة متضررة وسط حطام خلفته غارة إسرائيلية على قاعدة جوية عسكرية بالقرب من حماة وسط سوريا (أرشيفية - أ.ب)

واشنطن تتفهم التحركات الإسرائيلية على الأراضي السورية

قالت القائمة بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، دوروني شيا، إن الولايات المتحدة «تشاطر إسرائيل مخاوفها من تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب».

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي الشرع مجتمعاً مع أعضاء لجنة تقصي الحقائق مساء الخميس (سانا)

الشرع يُمدد عمل لجنة التحقيق في أحداث الساحل

مدَّد الرئيس السوري، أحمد الشرع، عمل لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري لمدة 3 أشهر أخرى غير قابلة للتمديد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الشرع وبارزاني يؤكدان الالتزام المشترك باستمرار الحرب على «داعش»

الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق على هامش منتدى أنطاليا (الرئاسة السورية)
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق على هامش منتدى أنطاليا (الرئاسة السورية)
TT
20

الشرع وبارزاني يؤكدان الالتزام المشترك باستمرار الحرب على «داعش»

الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق على هامش منتدى أنطاليا (الرئاسة السورية)
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق على هامش منتدى أنطاليا (الرئاسة السورية)

ذكرت وزارة الخارجية السورية أن نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق أكد للرئيس أحمد الشرع في لقاء بينهما، مساء يوم الجمعة، دعم إقليم كردستان لسوريا في استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها.

كما أكد بارزاني، في اللقاء الذي ضم أيضاً وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، مشدداً على أن استقرار المنطقة من استقرار سوريا.

وقال رئيس إقليم كردستان العراق في أثناء لقائه بالشرع، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع: «أكدنا مع الرئيس السوري التزامنا المشترك باستمرار الحرب على داعش».