استقالة رئيس أكبر لوبي لحمل السلاح في أميركا

أدلة على تراجع دورها بين الجمهوريين الشباب

زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير (أرشيفية: أ.ف.ب)
زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير (أرشيفية: أ.ف.ب)
TT

استقالة رئيس أكبر لوبي لحمل السلاح في أميركا

زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير (أرشيفية: أ.ف.ب)
زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير (أرشيفية: أ.ف.ب)

أعلن واين لابيير، زعيم الرابطة الوطنية للبنادق (إن آر إيه) أكبر لوبي للدفاع عن حمل السلاح في الولايات المتحدة، الجمعة، أنه سيستقيل من منصبه لأسباب «صحية» في نهاية الشهر الحالي، وذلك قبل أيام من بدء محاكمته بتهم تتعلق بالفساد في مدينة نيويورك.

وتأتي استقالة لابيير، الذي يقود الرابطة منذ عام 1991، ولعب دوراً بارزاً في الحفاظ على ما يسمى «ثقافة حمل السلاح» في البلاد، بعد سنوات من الفضائح والاضطرابات المالية.

وقال لابيير في بيان استقالته: «لقد كنت عضواً يحمل بطاقة هذه المنظمة طوال معظم حياتي، ولن أتوقف أبداً عن دعم رابطة السلاح الوطنية وكفاحها للدفاع عن حرية التعديل الثاني».

زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير يصافح الرئيس السابق دونالد ترمب خلال أحد المنتديات في أتلانتا في 28 أبريل 2017 (أ.ف.ب)

وقال تشارلز كوتون، رئيس مجلس إدارة الرابطة، بعد اجتماع للمجلس: إنه تمت الموافقة على طلب لابيير، وسوف يتنحى رسمياً عن منصبه مديراً تنفيذياً في نهاية هذا الشهر. وسيتولى أندرو ارولاناندام، رئيس العمليات العامة في الرابطة، منصبه رئيساً تنفيذياً مؤقتاً ونائباً للرئيس التنفيذي.

محاكمة مدنية في نيويورك

وتعرّض لابيير في السنوات الأخيرة، لسلسلة فضائح، حيث من المقرر أن تبدأ أخيراً محاكمة مدنية، بزعم الفساد وإساءة استخدام ما يقرب من 64 مليون دولار من قِبل المديرين التنفيذيين في الرابطة، في مانهاتن.

زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير يلقي كلمة في «مؤتمر العمل السياسي المحافظ» في فلوريدا في 24 فبراير 2022 (أ.ف.ب)

ونقلت وسائل إعلام أميركية عدة عن المدعية العامة الديمقراطية في نيويورك، ليتيتيا جيمس، التي تنظر في القضية منذ عام 2020، (تنظر أيضاً في قضية فساد تجاري بحق الرئيس السابق دونالد ترمب)، قولها: إن لابيير وغيره من قادة الرابطة، استغلوا أموال المنظمة غير الربحية في رحلات شخصية، وقبلوا هدايا فخمة من البائعين، وأجروا صفقات مالية مع أعضاء مجلس الإدارة.

وقال مراقبون: إن استقالة لابيير، «تبدو وكأنها محاولة لمحاولة إيجاد تسوية». غير أن جيمس، قالت يوم الجمعة: إن استقالته «تؤكد» صحة الادعاءات، متعهدة بأنها «لن تعفيه أو تعفي الرابطة من المساءلة». وفي عام 2021، حاولت رابطة السلاح الوطنية تقديم طلب إفلاس لتفادي الدعوى القضائية دون جدوى.

رجال أمن يجولون حول مجمع مدرسي خلال إطلاق نار في أيوا في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

تراجع العضوية

وتأتي استقالة لابيير في الوقت الذي تواجه فيه الرابطة انخفاضاً حاداً في العضوية. وبعدما كان لديها 5 ملايين عضو، (وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»)، فقدت ما يقرب من مليون عضو منذ عام 2018، بحسب موقع «ذي ريلوود». وعلى الرغم من ارتفاع عدد مالكي الأسلحة خلال جائحة كورونا، فإن الكثير منهم لم ينضموا إلى الرابطة. كما أن الأعضاء الحاليين يتقدمون في السن ويتبرعون بشكل أقل للجان العمل السياسي، وفقاً لموقع آخر يتتبع أخبار الرابطة، الذي نقل عن أحد أعضاء مجلس الإدارة المنشقين قوله: إن الرابطة «فقدت صدقيتها».

ونقل موقع «أكسيوس» عن جون فينبلات، رئيس مجموعة تدعو إلى حظر حمل السلاح، قوله في بيان: «لقد كانت الرابطة في دوامة هلاك لسنوات، وتعد استقالة لابيير انتكاسة كبيرة أخرى لمنظمة هي بالفعل في الحضيض». وأضاف فينبلات، أن إرث لابيير سيكون إرث «الفساد، وسوء الإدارة، والدمار الذي لا يوصف الذي جلبه العنف المسلح إلى كل مجتمع أميركي».

دعاة «السلاح الآمن» يختلطون مع مؤيدي حيازة السلاح خلال تجمع في ماين في 3 يناير الحالي (أ.ف.ب)

ابتعاد الجمهوريين الشباب

ومع تصاعد الانتقادات والصعوبات التي تواجهها الرابطة، بدا أن هناك دلائل تشير إلى أن بعض الجمهوريين، الذين يعدون أكبر داعمين لحمل السلاح، ربما يتحولون عن موقف الحزب التقليدي، وخاصة جيل الشباب.

وأفادت صحيفة «بوليتيكو» بأن المحافظين من الجيل الشاب، الذين نشأوا في مناخ يتزايد فيه إطلاق النار الجماعي، من المرجح أن يؤمنوا بقوانين أكثر صرامة بشأن الأسلحة، مثل الاختبارات النفسية لجميع مشتري الأسلحة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين وثلاثة سابقين غيّروا مواقفهم بشأن السيطرة على الأسلحة، منذ حادث إطلاق النار على ساندي هوك في عام 2012؛ مما يسلط الضوء على كيف أن الفشل في تغيير القوانين «لا يزال يطارد الكثيرين ممن كانوا في السلطة في ذلك الوقت».

وقال السيناتور السابق مارك أودال من كولورادو، الذي أعرب عن تعرضه لضغوط من جمعية السلاح الوطنية أثناء إعادة انتخابه، إنه سيغير موقفه السابق ضد حظر الاعتداءات و«يتحمل الضغط السياسي».

وللدلالة على قوة الرابطة، قالت تقارير لمحطة «سي إن بي سي»: إنه كان لديها عام 2021 صافي أصول يبلغ نحو 50 مليون دولار، وفي الربع الأول من عام 2022 أنفق أكثر من 620 ألف دولار على جهود الضغط على المؤسسات والمراكز الفيدرالية. ووفقاً لملف لجنة الانتخابات الفيدرالية، حصلت لجنة العمل السياسي التابعة للرابطة على 15 مليون دولار في بداية شهر مايو (أيار). وفي أبريل (نيسان)، تبرعت لجنة العمل السياسي بمبلغ 70 ألف دولار للجمهوريين الذين خاضوا انتخابات التجديد النصفي في ذلك العام.


مقالات ذات صلة

ميشيل أوباما تكشف: كنا على موعد مع روب راينر وزوجته قبل ساعات من مقتلهما

يوميات الشرق ميشيل أوباما (رويترز) play-circle

ميشيل أوباما تكشف: كنا على موعد مع روب راينر وزوجته قبل ساعات من مقتلهما

كشفت ميشيل أوباما أنّها وزوجها باراك كانا على موعد للقاء روب راينر وزوجته ميشيل، في اليوم نفسه الذي عُثر فيه على الزوجين مقتولين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ شعار وزارة الدفاع الأميركية (أ.ب)

البنتاغون يعمل على إعادة هيكلة شاملة لقيادة الجيش الأميركي

يعمل البنتاغون على إعادة هيكلة شاملة لقيادة الجيش الأميركي، من شأنها أن تُقلّص بشكل ملحوظ عدد الضباط ذوي الأربع نجوم، وتُضعف أهمية القيادات في أوروبا وأفريقيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا شعار هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على مكتبها في لندن (أ.ف.ب)

«بي بي سي» ستطعن في دعوى ترمب القضائية بشأن مقاطع معدلة من خطابه

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم (الثلاثاء)، إنها ستطعن في دعوى قضائية رفعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضدها بسبب مقاطع معدلة من خطاب له.

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي أحمد الأحمد الرجل الذي تصدّى لأحد مهاجمي شاطئ بوندي ونزع سلاحه وهو يتحدث إلى رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (أ.ف.ب)

«بطل» شاطئ بوندي مصدر فخر لأهالي قريته في سوريا

في شمال غربي سوريا، يعبر سكان النيرب عن فخرهم بشجاعة ابن قريتهم أحمد الأحمد، «بطل» شاطئ بونداي الذي تمكّن من وقف أعنف هجوم تشهده أستراليا منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ نيك راينر خلال العرض الأول لفيلم «سباينال تاب 2: النهاية مستمرة» في 9 سبتمبر 2025 بمسرح إيجيبشن في هوليوود (أ.ب) play-circle

نجل المخرج روب راينر أثار الفوضى في حفل قبل ساعات من مقتل والديه

أُلقي القبض على نجل المخرج روب راينر، المتهم بقتل والده وزوجته، بعد أن أثار ضجة في حفل استضافه الممثل الكوميدي كونان أوبراين ليلة وقوع الجريمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البنتاغون يعمل على إعادة هيكلة شاملة لقيادة الجيش الأميركي

شعار وزارة الدفاع الأميركية (أ.ب)
شعار وزارة الدفاع الأميركية (أ.ب)
TT

البنتاغون يعمل على إعادة هيكلة شاملة لقيادة الجيش الأميركي

شعار وزارة الدفاع الأميركية (أ.ب)
شعار وزارة الدفاع الأميركية (أ.ب)

يعمل البنتاغون على إعادة هيكلة شاملة لقيادة الجيش الأميركي، من شأنها أن تُقلّص بشكل ملحوظ عدد الضباط ذوي الأربع نجوم، وتُضعف أهمية القيادات في أوروبا وأفريقيا، على ما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» اليوم (الثلاثاء).

وأضافت الصحيفة نقلاً عن عدة مصادر مطلعة، أن «هذه الخطة، في حال اعتمادها، ستؤدي إلى بعض من أهم التحوّلات في قيادة الجيش منذ عقود، ويعود ذلك جزئياً إلى وعد وزير الدفاع بيت هيغسيث بتغيير الوضع وتقليص عدد الضباط ذوي الأربع نجوم في القوات المسلحة».

ويُفترض أن يُقدّم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، تفاصيل الخطة إلى هيغسيث «في الأيام المقبلة»، بحسب الصحيفة.

في مطلع ديسمبر (كانون الأول)، نشرت إدارة ترمب وثيقة تُحدد «استراتيجيتها للأمن القومي» والتي تهدف إلى إنهاء «الحقبة التي كانت فيها الولايات المتحدة تُهيمن على النظام العالمي بأكمله».

توقعت الوثيقة أفول الحضارة الأوروبية، وأوجزت استراتيجية التعامل مع أفريقيا والشرق الأوسط في بضع فقرات، وركزت على إعادة توجيه السياسة الأمنية الأميركية في ضوء التطورات الجيوسياسية، وفي ضوء مصالح واشنطن المُحددة حديثاً.

لم ترد وزارة الدفاع الأميركية على «وكالة الصحافة الفرنسية» عندما حاولت التواصل معها للحصول على توضيحات بشأن إعادة الهيكلة.

لكن بحسب صحيفة «واشنطن بوست»، رفض المقرّبون من هيغسيث، في بيان للصحيفة، التعليق على «مناقشات داخلية مزعومة». وقالوا إنّ أي تقارير تُشير إلى وجود انقسامات بين المسؤولين حول هذه القضية «عارية تماماً عن الصحة».

ولفتت الصحيفة إلى أنّ هذه الإجراءات ستُقلّص عدد القيادات من 11 إلى 8، «مع خفض عدد الجنرالات والأدميرالات ذوي الأربع نجوم الذين هم مباشرة تحت إمرة هيغسيث».


أكثر مما وقّعه خلال ولايته الأولى... 221 أمراً تنفيذياً لترمب في أقل من عام

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)
TT

أكثر مما وقّعه خلال ولايته الأولى... 221 أمراً تنفيذياً لترمب في أقل من عام

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي ردة فعل أثناء استعداده لتوقيع أمر تنفيذي يصنف «الفنتانيل» كـ«سلاح دمار شامل» (رويترز)

خلال أقل من عام من ولايته الثانية، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدداً من الأوامر التنفيذية يفوق ما وقّعه خلال كامل ولايته الأولى، متجاوزاً الكونغرس مراراً، وهو ما اضطر المحاكم إلى التعامل مع التساؤلات حول الحدود الدستورية لصلاحياته، وفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

في يوم الاثنين، وقع ترمب أمراً تنفيذياً يقضي بتصنيف مادة «الفنتانيل» على أنها «سلاح دمار شامل»، وهو الأمر التنفيذي رقم 221 في ولايته الثانية. منذ تنصيبه، استخدم ترمب الأوامر التنفيذية لفرض تعريفات جمركية واسعة، ومعاقبة من يعتبرهم أعداءه، والتدخل في قضايا ثقافية وسياسية متنوعة، من تحدي قوانين الهجرة إلى تنظيم ضغط المياه في رؤوس الدش.

ووفق تحليل صحيفة «واشنطن بوست» لبيانات من مؤسسات غير ربحية مثل «CourtListener» و«JustSecurity»، فقد تم الطعن في ثلث أوامر ترمب التنفيذية صراحة أمام المحاكم حتى 12 ديسمبر (كانون الأول).

تصاعد السلطة التنفيذية

ولطالما اعتمد الرؤساء الأميركيون على توسيع السلطة التنفيذية لتجاوز الكونغرس منذ بداية القرن العشرين. إلا أن ترمب سرّع هذا الاتجاه، خصوصاً مع تراجع النشاط التشريعي وتصاعد المواقف الحزبية المتشددة في العقود الأخيرة.

وسمح تجاوز ترمب المتكرر للكونغرس الذي يسيطر عليه حزبه بتحقيق نتائج سريعة، لكنه جعل بعض إنجازاته الأكثر أهمية عرضة للطعن القضائي وإمكانية التراجع عنها من قبل الإدارات المستقبلية.

التركيز على العقوبات السياسية والاقتصادية

ومن بين 11 أمراً تنفيذياً يهدف لمعاقبة أعداء ترمب السياسيين، تم الطعن في نحو ثلاثة أرباعها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تايلور روجرز أنه «بينما اتخذ الرئيس ترمب إجراءات سريعة لعكس كارثة جو بايدن، فإن العديد من هذه السياسات من المتوقع أن يتم تشريعها من قبل الكونغرس لضمان استمرارية سياسات الرئيس الشعبية لأجيال قادمة».

كما أن ما يقرب من ربع الأوامر التنفيذية ركزت على التجارة والسياسات الاقتصادية الأوسع. وتشمل الفئات الأخرى إدارة الخدمة الفيدرالية، تغييرات في الجيش والسياسة الخارجية، وقضايا متعلقة بالعرق والثقافة.

التنفيذ هو المشكلة

وفي السياق، أشار مايك هويل، المسؤول السابق في وزارة الأمن الداخلي خلال ولاية ترمب الأولى، إلى أن سرعة إصدار الأوامر التنفيذية أثقلت قدرة الإدارة على متابعة تنفيذها. وقال: «التنفيذ هو المشكلة. حجم الأوامر يجعل من الصعب متابعة كل واحدة منها».

ورداً على ذلك، قال روجرز: «في وقت قياسي، نفذ الرئيس تراب وعوداً أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الحديث».

وقد منعت المحاكم ترمب من تغيير قواعد تسجيل الناخبين الفيدرالية بشكل أحادي، وحظر رعاية الأشخاص المتحولين جنسياً، ومعاقبة مكاتب المحاماة التي مثلت قضايا أو عملاء يعارضهم. وأبدى معظم قضاة المحكمة العليا شكوكهم حيال تعريفات ترمب في جلسات الاستماع الأخيرة، وأعلنت المحكمة أنها ستنظر في قضية حظر الجنسية بموجب حق الولادة.

الأوامر التنفيذية كأداة إعلامية

إلى ذلك، قال مارك شورت، مستشار سابق لنائب الرئيس مايك بنس: «بعض أوامره التنفيذية تعتبر وسائل للتواصل الإعلامي. لقد تعلم أنه يمكنه التحكم في السرد بدعوة الصحافة إلى المكتب البيضاوي، ومناقشة قضية، ثم توقيع أمر تنفيذي».

الاستفادة من التجربة السابقة

وكونه الرئيس الثاني الذي يخدم فترتين غير متتاليتين، أتيحت لترمب أربع سنوات للاستفادة من أخطاء ولايته الأولى والتحضير لثانيته.

وقال جون مالكولم من «معهد التراث القانوني»: «هذا رئيس قضى أربع سنوات خارج السلطة يتأمل فيما لم يتمكن من إنجازه في فترته الأولى. لم يكن ليسمح بمرور الوقت دون تنفيذ ما خطط له».

من بين الأوامر التنفيذية الموقعة، أوامر بشأن تعزيز نظام الرعاية البديلة، تنظيم الذكاء الاصطناعي، وحظر الرياضيين المتحولين جنسياً من الفرق النسائية، إضافة إلى تنظيمات حول الحدود والعمالة غير القانونية.

وخلال توقيع أمر «الفنتانيل» الأخير، أحاط ترمب نفسه بعسكريين حصلوا على ميدالية الدفاع عن الحدود المكسيكية، وهو يرفع الأمر أمام الكاميرات للالتقاط الصور.

الأوامر التنفيذية في التاريخ الأميركي

والأوامر التنفيذية غير منصوص عليها صراحة في الدستور، لكن الرؤساء اعتمدوا على إجراءات أحادية مماثلة منذ تأسيس البلاد.

فقد أصدر جورج واشنطن توجيهات توازي الأوامر التنفيذية اليوم، واستخدم أبراهام لنكولن أحدها لإصدار إعلان تحرير العبيد.

وبحلول أوائل القرن العشرين، استخدم ثيودور روزفلت الأوامر لتجاوز الكونغرس وتوسيع سلطة الرئاسة.


نجل المخرج روب راينر أثار الفوضى في حفل قبل ساعات من مقتل والديه

روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)
روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)
TT

نجل المخرج روب راينر أثار الفوضى في حفل قبل ساعات من مقتل والديه

روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)
روب راينر (الثاني من اليسار) برفقة زوجته ميشيل مع أبنائه نيك ورومي وجيك في حفل توزيع جوائز تشابلن السنوي الحادي والأربعين في نيويورك 28 أبريل 2014 (رويترز)

أُلقي القبض على نجل المخرج روب راينر، المتهم بقتل والده وزوجته، فيما كشف تقرير عن أن نيك راينر قد أثار ضجة في حفل استضافه الممثل الكوميدي كونان أوبراين ليلة وقوع الجريمة.

وانضم نيك راينر إلى والده ووالدته، ميشيل سينغر راينر، في الحفل يوم السبت، وقد أعرب الزوجان عن استيائهما وخجلهما من تصرفاته، وفقاً لما نقلته شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية.

كما أعربا عن قلقهما على صحته، ونقلت الشبكة عن مصدر آخر قوله إن تصرفات نيك أزعجت بعض الحضور.

وأضاف المصدر أنه قاطع حديثاً كان يجريه المخرج بيل هادر مع اثنين من الضيوف، وعندما أُبلغ بأن الحديث خاص، وقف صامتاً يحدق قبل أن يغادر المكان غاضباً.

نيك راينر خلال العرض الأول لفيلم «سباينال تاب 2: النهاية مستمرة» في 9 سبتمبر 2025 بمسرح إيجيبشن في هوليوود (أ.ب)

وأفادت وسائل إعلام أميركية أن راينر وزوجته توفيا على ما يبدو متأثرين بجروح طعن.

وصرحت إدارة إطفاء لوس أنجليس في البداية بالعثور على جثتي رجل يبلغ من العمر 78 عاماً وامرأة تبلغ من العمر 68 عاماً داخل منزل في حي برينتوود، دون الكشف عن هويتي الضحيتين.

ووفقاً لشرطة المدينة، ستُحال قضية نيك راينر، البالغ من العمر 32 عاماً، إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة لوس أنجليس للنظر فيها يوم الثلاثاء.

وقال قائد الشرطة جيم ماكدونيل إن قسم السطو والقتل يتولى التحقيق، وأضاف: «لقد عملوا طوال الليل على هذه القضية وتمكنوا من إلقاء القبض على نيك راينر، المشتبه به في هذه القضية»، واصفاً الوفيات بأنها «حادثة مأساوية للغاية».

منزل المخرج روب راينر في لوس أنجليس (رويترز)

ومن المقرر أن يقرر الادعاء ما إذا كان سيوجه اتهامات رسمية وكيفية ذلك بحق نيك راينر، الذي يحتجز حالياً في السجن دون كفالة. وذكرت الشرطة أنه جرى توقيفه بعد ساعات من العثور على والديه قتيلين داخل منزلهما في حي برينتوود الراقي بمدينة لوس أنجليس، أول من أمس (الأحد).

وكان روب راينر نجماً حائزاً على جائزة «إيمي» عن دوره في المسلسل الشهير «أول إن ذا فاميلي»، قبل أن يتجه إلى الإخراج السينمائي ويقدم أعمالاً بارزةً من بينها «وين هاري ميت سالي» و«ذا برنسيس برايد» كما عرف بنشاطه الليبرالي الصريح على مدى عقود. أما ميشيل سينجر راينر فكانت مصورة ومنتجة سينمائية. وتزوج الزوجان لمدة 36 عاماً، وفق ما أفاد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

الابن ومعاناة الإدمان

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب على منصته «تروث سوشيال»: «حدث أمرٌ محزنٌ للغاية، الليلة الماضية، في هوليوود. رحل المخرج السينمائي ونجم الكوميديا ​​الموهوب، روب راينر، الذي عانى من اضطراباتٍ نفسيةٍ وصراعاتٍ، مع زوجته ميشيل».

وتحدث نيك راينر علناً عن معاناته مع الإدمان. وقد تردد على مراكز العلاج منذ بلوغه الثامنة عشرة من عمره، وتخللت حياته فترات من التشرد والانتكاسات.

واستكشف هو ووالده علاقتهما المتوترة ومعاناته مع إدمان الهيروين والتشرد في فيلم «أن تكون تشارلي» الذي أُنتج عام 2016، الذي شاركا في كتابته.

وأشارت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين إلى «إدمان نيك راينر للمخدرات ومشاكله الأخرى» في بيان لها على موقع «إكس»، وقالت تايلور غرين: «هذه مأساة عائلية، وليست مسألة سياسية أو صراعات سياسية. العديد من العائلات تعاني من إدمان أحد أفرادها للمخدرات ومشاكل الصحة النفسية. إنه أمر في غاية الصعوبة، ويجب التعامل معه بتعاطف، لا سيما عندما ينتهي بجريمة قتل».

كان روب راينر مخرجاً مرموقاً، تضمّنت أعماله بعضاً من أكثر الأفلام رسوخاً في الذاكرة خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وأخرج نحو 20 فيلماً في المجمل، منها كلاسيكيات مثل «ستاند باي مي»، وهو فيلم درامي عن بلوغ سن الرشد أُنتج عام 1986، ويتناول قصة 4 فتيان ينطلقون للعثور على جثة شاب مفقود، بالإضافة إلى فيلم «عندما التقى هاري بسالي» الذي صدر عام 1989 من بطولة بيلي كريستال وميج رايان.

كما أنه شارك بدوره في شخصية «ميت هيد» في المسلسل التلفزيوني الكلاسيكي «آل إن ذا فاميلي» من إنتاج نورمان لير في سبعينات القرن الماضي، إلى جانب كارول أوكونور في دور «آرتشي بانكر»، وأسهم في شهرته الواسعة، وحصد له جائزتي «إيمي».