تواصل «الشرق الأوسط» في هذا التقرير سلسلتها المخصصة لرصد تاريخ البطولة الأعرق في القارة السمراء (كأس الأمم الأفريقية). وهنا موعدنا مع النسخة الثامنة عام 1972، التي حطّت رحالها في غرب القارة السمراء لأول مرة، وتحديداً في الكاميرون، حيث استضافت البطولة في مدينتَي ياوندي (العاصمة)، ودوالا في الفترة بين 23 فبراير (شباط) و5 مارس (آذار) عام 1972، وبمشاركة 8 منتخبات كما جرت العادة.
وأُقيمت التصفيات بمشاركة 24 منتخباً، تم تقسيمها جغرافياً بنظام خروج المغلوب «ذهاباً وإياباً» على مرحلتين؛ الأولى يخرج منها 12 منتخباً، بينما يتنافس الـ12 منتخباً الأخرى على 6 مقاعد متاحة.
وتأهل للبطولة مباشرة منتخبا الكاميرون (المستضيف)، والسودان (حامل اللقب)، بالإضافة إلى منتخبات كل من المغرب (تجاوزت كلاً من الجزائر ومصر في الدورين الفاصلين)، وزائير (هزمت أوغندا وزامبيا)، والكونغو برازافيل (تجاوزت نيجيريا وكوت ديفوار)، وكينيا (هزمت إثيوبيا وموريشيوس)، ومالي (تجاوزت النيجر وغينيا)، وأخيراً توغو (التي هزمت بنين وغانا).
وقُسّمت الفرق المشارِكة إلى مجموعتين؛ ضمت الأولى منتخبات الكاميرون وكينيا ومالي وتوغو، في حين ضمت المجموعة الثانية السودان وزائير والكونغو برازافيل والمغرب.
وأُقيمت مباريات المجموعة الأولى في العاصمة ياوندي، وأسفرت عن تصدر المنتخب الكاميروني الترتيب بخمس نقاط إثر فوزه على كل من كينيا وتوغو والتعادل مع مالي، في حين لحق به إلى الدور نصف النهائي منتخب مالي بثلاثة تعادلات أمام كل من الكاميرون وكينيا وتوغو.
أما المجموعة الثانية، التي أُقيمت مبارياتها في مدينة دوالا، فشهدت تصدر منتخب زائير الترتيب بأربع نقاط إثر فوزه على الكونغو برازافيل وتعادله مع كل من السودان والمغرب، ولحق به منتخب الكونغو برازافيل بثلاث نقاط إثر فوزه على السودان وتعادله مع المغرب وخسارته من زائير، في حين ودّع منتخبا السودان، والمغرب المنافسات من الدور الأول.
وفي مباراة الدور نصف النهائي الأولى، نجح منتخب الكونغو في تخطي أسود الكاميرون على أرضهم وأمام أكثر من 33 ألفاً من الجماهير الكاميرونية بهدف نظيف، سجله المهاجم بيريندي مينغا نويل فى الدقيقة 31 من أحداث المباراة، لتتأهل الكونغو للمباراة النهائية.
أما في المباراة الثانية، التي جمعت بين زائير ومالي فشهدت إثارة كبيرة، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 3 - 3 لتتجه المباراة للشوطين الإضافيَّين، ثم يسجل منتخب مالي هدف الفوز بواسطة لاعبه فانتامادي كيتا، لتحجز مالي مقعداً في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها.
وفي مباراة تحديد المركز الثالث، حقق منتخب الكاميرون فوزاً كبيراً على نظيره الزائيري 5 - 2 لتفوز الكاميرون بالميدالية البرونزية الأولى لها، في حين اكتفى أسود زائير بالمركز الرابع.
وفي المباراة النهائية تأكد أن البطولة ستشهد بطلاً جديداً، حيث حقق منتخب الكونغو برازافيل لقبه الأول في تاريخه (والوحيد حتى الآن) بالفوز على مالي 3 - 2 بعد مباراة مثيرة أدارها الحكم الجزائري الشهير العويسي عبد القادر.
وتوّج المالي ساليف كيتا بلقب هداف البطولة بخمسة أهداف، يليه كل من جان مايكل مبونو من الكونغو برازافيل، وإدمون أبيتي كاولو من توغو بأربعة أهداف.
أما الفريق الأفضل في البطولة فتكون من: حارس المرمى علال بن قصص (المغرب)، وفي الدفاع: عبد الله «كندا» (السودان)، وتشم بونغ (زائير)، وبل نلند (الكاميرون)، بوجمعة بن خريف (المغرب). في خط الوسط: نويل بيرندي مينغا (الكونغو)، ومايانغا ماكو (زائير)، وبول جاستون ندونغو (الكاميرون)، وجان بيير توكوتو (الكاميرون). في الهجوم: كاكوكو إيتيبي (زائير)، وفرنسوا إمبيليه (الكونغو).