أدى التصعيد العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان وتحليق الطيران الحربي والاستطلاعي فوق قرى صور وبنت جبيل ومرجعيون وتنفيذه غارات وهميّة إلى زيادة الخوف بين صفوف المواطنين والاستمرار في التعطيل التربوي في المنطقة. فقد أصدر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحلبي، قراراً يقضي باستمرار إقفال المدارس الواقعة في المنطقة الحدودية، فيما تُرك القرار لمديري المؤسسات في محافظتي الجنوب والنبطية لجهة فتح المدارس أو إقفالها. يأتي ذلك في وقت لا تزال 3 مدارس في مدينة صور تعمل كمركز لإيواء النازحين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد «أن منظومة الدفاع الجوي التابعة له اعترضت الليلة الماضية طائرة معادية تسللت من لبنان إلى إسرائيل، في منطقة إيفين مناحيم، في شمال إسرائيل»، مشيراً في بيان له إلى أنه «ضرب خلية تم تحديدها في منطقة مروحين في لبنان، وقصفت طائرات إسرائيلية عدداً من الأهداف العسكرية لـ(حزب الله) في مناطق اللبونة ومجدل زون وبنت جبيل في جنوب لبنان، كما وقعت انفجارات ثانوية داخل عدد من المجمعات، مما يدل على احتوائها على أسلحة»، بحسب البيان.
وأعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيانات متفرقة، أن مقاتليها استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في جنوب المنارة بالأسلحة الصاروخية، وموقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى نقطة تموضع لجنود في موقع المالكية «بالأسلحة المناسبة وأوقعوهم بين قتيلٍ وجريح»، فيما أعلن «حزب الله» في وقت لاحق عن استهداف تجمعات لجنود إسرائيليين في محيط موقع ميتات، وموقع المرجع، ومحيط موقع المطلة، وثكنة شوميرا وثكنة زرعيت، بصواريخ «بركان».
جاء ذلك بالتزامن مع استمرار القصف على جنوب لبنان، حيث نفذ الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة اللبونة - الناقورة، وعلى وادي حسن الواقعة ما بين طير حرفا ومجدل زون.
وفي مرجعيون، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه بينما كان عمال الصيانة في الشركة المتعهدة لدى مؤسسة كهرباء لبنان ومتطوعون من بلدة حولا يعملون على صيانة كابلات الكهرباء التي انقطعت بفعل الغارات الإسرائيلية على البلدة، برفقة الجيش اللبناني، تعرضوا لقصف قريب جداً، من دون وقوع إصابات.
كذلك تعرضت تلة حمامص في سردا لقصف مدفعي إسرائيلي، استهدف أيضاً وسط بلدة الخيام، بالقنابل الفوسفورية، فيما تعرضت أطراف بلدتي عيترون ويارون صباحاً لقصف مدفعي متقطع.
ومساء، استُهدفت بلدة الهبارية بعدد من الصواريخ، وأطلقت مسيرة صاروخين على الأطراف الغربية لبلدة طير حرفا، كما طال القصف المدفعي منطقة الرحراح ما بين بلدتي شيحين ومجدل زون، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».
إقفال المؤسسات التعليمية في المنطقة الحدودية
وعلى وقع هذا التصعيد، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات الرسمية والخاصة، الواقعة في المنطقة الحدودية الجنوبية، وترك القرار لمديري هذه المؤسسات في سائر أنحاء محافظتي الجنوب والنبطية، لجهة فتح المدارس أو إقفالها، وذلك بحسب تطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المناطق المذكورة، بصورة لا تعرض التلامذة والمعلمين والأهالي للخطر، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع المناطق التربوية والمديريات العامة للتربية والتعليم المهني والتقني.
ويأتي قرار وزير التربية بعدما كانت معظم المدارس على الحدود الجنوبية قد أقفلت أبوابها بعد أيام على بدء العام الدراسي، وتوقفت عن الدراسة حضورياً، معتمدة نظام التدريس «أونلاين»، وهو ما قد ينسحب في الفترة المقبلة على مدارس أخرى في الجنوب، مع توسع رقعة استهداف القصف الإسرائيلي.