استاد العاصمة الجديدة «ترينداً» في مصر عقب زيارة السيسي

صورة جماعية للرئيس ولاعبي منتخب مصر لكرة القدم (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للرئيس ولاعبي منتخب مصر لكرة القدم (الرئاسة المصرية)
TT

استاد العاصمة الجديدة «ترينداً» في مصر عقب زيارة السيسي

صورة جماعية للرئيس ولاعبي منتخب مصر لكرة القدم (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للرئيس ولاعبي منتخب مصر لكرة القدم (الرئاسة المصرية)

تصدر استاد العاصمة الإدارية الجديدة «التريند» في مصر، السبت، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمدينة «مصر الدولية للألعاب الأوليمبية» في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة). ووفق إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، السبت، فإن الرئيس اطمأن على المنتخب الوطني لكرة القدم الذي يواصل تدريباته استعداداً للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية بكوت ديفوار. وطالب السيسي المنتخب المصري بـ«بذل (أقصى الجهد) لإسعاد الجماهير المصرية»، وفقاً لبيان متحدث الرئاسة المصرية.

السيسي واللاعب المصري محمد صلاح (الرئاسة المصرية)

وحظيت إفادة متحدث الرئاسة المصرية بانتشار واسع، حيث حققت أكثر من 500 مشاركة في 4 ساعات، كما حظي فيديو لقاء السيسي مع المنتخب بانتشار واسع على منصة «إكس»، وجاء كثير من التعليقات التي تتمنى للمنتخب المصري الفوز بالبطولة الأفريقية.

ويخوض المنتخب المصري لكرة القدم منافسات كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها كوت ديفوار خلال الفترة من 13 يناير (كانون الثاني) الحالي وحتى 11 فبراير (شباط) المقبل، ويلعب المنتخب المصري أولى مبارياته يوم 14 يناير أمام منتخب موزمبيق.

والتقى السيسي لاعبي منتخب مصر، وأثناء مصافحته لاعب المنتخب محمود كهربا داعبه الرئيس قائلا: «حاسس بالكهربا».

وقال السيسي في كلمة وجهها للاعبين (بمقطع فيديو بثه موقع الرئاسة المصرية على «إكس»): «خلال الفترة الماضية ومنذ 2014 حققنا بنية رياضية كبيرة لمصر، في كل محافظة على الأقل هناك منشأة رياضية مجهزة لتساعد الشباب على ممارسة الرياضة». وأضاف أن «هذه المدينة الأوليمبية وحدها تضم 22 منشأة رياضية». وعدّ المنتخب المصري «ممثلاً للقوى الناعمة لمصر». وطالب السيسي لاعبي المنتخب بـ«توظيف موهبتهم والإخلاص لتحقيق النجاح والفوز».

ورأى الناقد الرياضي المصري، حسن المستكاوي، أن زيارة الرئيس للمنتخب وتفقُّده المدينة الأوليمبية «يمثلان دعماً معنوياً للفريق قبل البطولة المهمة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كرة القدم قوة ناعمة ومؤثرة جداً في العالم كله».

وتحدث وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، خلال زيارة السيسي، عن تصميم الاستاد بوصفه من الجيل الخامس على مستوى العالم، من حيث التصميم ومراعاة التكنولوجيا الحديثة، وأنه يتسع لعدد 92 ألف متفرج. كما تحدث بشكل موسع عن الصالات المغطاة في الاستاد والمنفصلة عنه والمنشآت التي تضمها مدينة مصر الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

الرئيس المصري ووزير الرياضة المصري خلال تفقد الاستاد الجديد (الرئاسة المصرية)

وكان وزير الشباب والرياضة المصري قد قال في بيان سابق، إن مصر أصبحت تمتلك كثيراً من المنشآت الرياضية العملاقة والمجهزة التي نفتخر بها جميعا، والتي نُفّذت بدعم القيادة السياسية، ومنها مدينة «مصر الدولية للألعاب الأوليمبية» بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تحتضن معسكر المنتخب المصري قبل خوضه منافسات البطولة الأفريقية.

وأشار الوزير خلال لقائه الرئيس أن المنتخب الأوليمبي سيقيم معسكراً في المدينة استعداداً لبطولة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في باريس خلال يوليو (تموز) المقبل.

وهنا أشار المستكاوي إلى «جملة» قالها الرئيس السيسي للاعبي المنتخب المصري، وهي أن «الموهبة مسؤولية». وأضاف: «بالفعل أي شخص موهوب في أي مجال سيكون مسؤولاً أمام جمهوره وأمام محبيه وأمام بلاده»، لافتاً إلى أن «كثيراً من الرؤساء والملوك يهتمون بالمنتخبات ويزورونها خلال التدريبات لدعمهم، لأن الكرة أصبحت أمراً مهماً في تاريخ ووجدان الشعوب».


مقالات ذات صلة

تفاعل مصري بعد تشبيه السيسي الوضع الراهن بـ«نكسة 67»

شمال افريقيا السيسي خلال كلمته في حفل «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» (الرئاسة المصرية)

تفاعل مصري بعد تشبيه السيسي الوضع الراهن بـ«نكسة 67»

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «حرب أكتوبر» ستظل «حكاية ملهمة لن تنتهي»، والنصر الذي تحقق كانت وراءه إرادة شعب كامل، رفض الهزيمة وتحدّى نفسه والظروف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يشهد احتفالية «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر (الرئاسة المصرية)

مصر: «اتحاد القبائل» يوسّع كيانه... وينال «شرعية» بحضور رئاسي

مرحّباً بانضمام العائلات والتكتلات الوطنية كافةً وسع «اتحاد القبائل والعائلات المصرية» كيانه، ونال «شرعية» بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي حفلاً نظمه مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصطفى مدبولي خلال متابعة مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع رأس الحكمة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تتابع تنفيذ المرحلة الأولى من «رأس الحكمة» و«تعويضات» الأهالي

دشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الحالي، مشروع «رأس الحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

«داخلية مصر» تتهم «الإخوان» بنشر إشاعات حول ضباط الشرطة والسجون

اتهمت وزارة الداخلية المصرية جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية» بـ«نشر إشاعات حول ضباط الشرطة والسجون»، عبر 3 إفادات رسمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ الأقصر والأطباء مع الطالبات في المستشفى (محافظة الأقصر)

مصر: تحقيق في ملابسات «تسمم» طالبات جامعة الأزهر بالأقصر

تباشر النيابة المصرية، وكذا جامعة الأزهر، التحقيق في ملابسات «تعرض عدد من طالبات المدينة الجامعية لجامعة الأزهر في مدينة الأقصر المصرية (جنوب البلاد) للتسمم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

« دبلوماسية الكشري»... الطبق المصري يبني جسوراً للتواصل السياسي

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتناول الكشري خلال زيارته للقاهرة (مطعم أبو طارق)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتناول الكشري خلال زيارته للقاهرة (مطعم أبو طارق)
TT

« دبلوماسية الكشري»... الطبق المصري يبني جسوراً للتواصل السياسي

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتناول الكشري خلال زيارته للقاهرة (مطعم أبو طارق)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتناول الكشري خلال زيارته للقاهرة (مطعم أبو طارق)

هنا، في قلب القاهرة، عندما تقصد شارع شامبليون، الذي يحمل اسم مكتشف رموز اللغة الهيروغليفية المصرية، يمكنك التعرف عن قرب على رمزٍ آخر للهوية المصرية، ممثلاً في طبق «الكشري»، لدى مطعم «أبو طارق»، أحد أشهر محال الكُشري في مصر، حيث اكتسب الطبق الشعبي فيه مذاقاً سياسياً، وتحوّل لأداة دبلوماسية، تقرّب المسافات بين الثقافات.

فعلى مدار السنوات الماضية، استقبل «أبو طارق» عشرات الوزراء والدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين في القاهرة، كان أحدثهم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي تغزّل في الطبق بعد تناوله، قائلاً إنه «وجبة لذيذة وشهية». ما عدّه مراقبون بأن تناوله للوجبة الشعبية يؤرخ لـ«دبلوماسية الكشري»، في ظل سنوات من جمود العلاقات بين القاهرة وطهران.

على مدار السنوات الماضية، كتب «أبو طارق» فصولاً أخرى من رواية «دبلوماسية الكشري». فالمطعم الشعبي تحوّل إلى ما يشبه نادياً دبلوماسياً غير رسمي في القاهرة، يجمع وزراء ودبلوماسيّي الشرق والغرب، بعد أن جذبتهم مكونات الطبق من الأرز والمعكرونة والعدس والحمص والبصل، ومعها «الدقة والشطة»، في خلطةٍ وضع سرَّها العم يوسف، مؤسس المطعم، منذ عام 1950.

سفير مالي في القاهرة بوبكر ديالو في مطعم «أبو طارق» (مطعم أبو طارق)

أسفل صورة مؤسّس المطعم، تحدثنا إلى نجله طارق يوسف، رئيس مجلس إدارة سلسلة محلات «أبو طارق»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «اجتذب مطعمنا نحو 47 سفيراً في مصر، ومرافقيهم من الملاحق والممثلين الدبلوماسيين، وعشرات المسؤولين من دول عدّة لتجربة الكشري»، مشيراً إلى أن مطعمه، الذي صنّفه الموقع العالمي «TasteAtlas» من بين أكثر 100 مطعم متميّز حول العالم في العام الماضي، أطلق مبادرة منذ 4 سنوات، لتنشيط سياحة الطعام وتبادل الثقافات عبر استضافة كثير من السفراء، الذين رحّبوا بالمشاركة، وتناول الكشري وسط الأجواء الشعبية المصرية.

عباس عراقجي أشاد بطبق الكشري (مطعم أبو طارق)

المحلل والصحافي المصري المتخصص في الشؤون الدولية، خالد الشامي، الذي جمعته مائدة كشري «أبو طارق» مع الوزير الإيراني، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «اختار عراقجي الكشري تحديداً لأنه حاول إيصال رسالة بتقارب الثقافة والتقاليد المصرية والإيرانية، وحرص بلاده ورغبتها في الانفتاح على التقارب مع مصر».

كان سفير نيوزيلندا السابق، جريج لويس، أول من شارك في مبادرة المطعم، ومن ثمّ توالى حضور سفراء بريطانيا، وأستراليا، وتشيلي، والأرجنتين، والمكسيك، وجورجيا، ومالي، وكولومبيا، وبلجيكا، وهولندا، وأفغانستان، ونيبال، والدنمارك، وبيرو، وكوريا الجنوبية، والبوسنة والهرسك، وغيرهم العشرات.

يقول رئيس مجلس إدارة المطعم: «الأمين العام للجامعة العربية الحالي، أحمد أبو الغيط، عندما كان وزيراً للخارجية المصرية، كان يصطحب ضيوفه من المسؤولين الأجانب لتذوّق الكشري لدينا، وكان يداعبنا بقوله إنه (يقوم بنفسه بعمل الدعاية لنا بين الأوساط الدبلوماسية)».

طبق الكشري الشهير (مطعم أبو طارق)

ويذكر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، لـ«الشرق الأوسط»، أنه أثناء مباحثات مسؤولين مصريين مع نظرائهم الأجانب يتم التطرق أحياناً لبعض الأحاديث الجانبية، للتخفيف من «ثقل» الأحاديث السياسية، قد تكون حول موضوعات ثقافية أو عن العادات والمأكولات الشعبية، وبالتالي يتعرّف الضيف على بعض أنواع الأطعمة الشهيرة، وبعضها تُرشّح له لتذوّقها، وفي الغالب يختار من بينها الكُشري.

سفير البوسنة والهرسك بالقاهرة ثابت سوباشيتش ومساعدة وزير الخارجية البوسنية عايدة هودزيك يتناولان الكشري (مطعم أبو طارق)

«لماذا يجتذب الكشري تحديداً الأجانب؟»، تجيب أستاذة العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، «الشرق الأوسط»، قائلة: «الكشري هو الوجبة الوحيدة التي لا تقدّمها دولة أخرى، وبالتالي تحمل خصوصية شعبية، إلى جانب مرونة تجهيز مكوناتها بالزيادة والنقصان، ما يجعله يقدم بتفضيلات كثيرة، وبالتالي مناسبته لثقافات السفراء المختلفة».

في حين تقول الدكتورة سهير عثمان، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «ينال الكشري شهرة كبيرة مع اسمه القائم على فكرة المزج بين مكوناته، وهي الفكرة نفسها التي تقوم عليها الدبلوماسية، والتي تحاول المزج بين الدول وثقافاتها».

سفير هولندا السابق بالقاهرة يتناول الكشري في المطعم برفقة ممثلة منظمة الصحة العالمية السابقة في مصر نعيمة القصير (مطعم أبو طارق)

عودة إلى السفير رخا، الذي يروي واقعة طريفة عندما كان سفيراً لمصر في زيمبابوي، قائلاً: «مع تنظيم السفارة سنوياً حفل العيد الوطني المصري، كان يتم الاحتفاء بتقديم بعض المأكولات الشعبية المصرية لضيوف الحفل، ومنها الكشري، الذي كان يروق كثيراً لممثل دولة الفاتيكان، الذي أخبرني أنه ينتظر الحفل المصري سنوياً ليتذوّق الكشري، وفي مناسبات عديدة كان دائم الإشادة به».

الإشادة نفسها تمتد مع تناول دبلوماسيين أجانب الكشري في القاهرة، وفي مقدمتهم سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، كريستيان برجر، الذي أكد أن «الكشري من الوجبات المفضلة له»، بجانب وزير خارجية سويسرا، إيجنازيو كاسيس، والمساعدة السابقة لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة، يائل لامبرت. كما أبدى سفير تشيلي، بابلو أرياران، إعجابه الشديد بـ«الكشري» ورأى أنه يستحق نشره في دول العالم وتعلم طهيه. بينما قال سفير جورجيا، ألكسندر نالبندوف، إن «دبلوماسية الطعام تُعدّ أفضل دبلوماسية».

مطعم «أبو طارق» أشهر محال الكشري في مصر (مطعم أبو طارق)

يُظهر نجل مؤسس «أبو طارق» أن كلّ سفير يحاول أن يوثق تجربته في تناول الكشري لديهم عبر الكلمات والصور ومقاطع الفيديو ونشرها بمنصات التواصل الاجتماعي، مُبيناً أنه أصبح هناك تنافس بين السفراء في عدد المشاهدات التي ستجلبها هذه المقاطع، قائلاً إن خوان راتاناك، سفير كمبوديا السابق، حقّق فيديو مشاركته أكثر من مليون ونصف مليون مشاهدة.

هنا، تلفت أستاذة الإعلام إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأساس الذي يروج لجميع الأطعمة الشعبية التي تشتهر بها مصر، حيث منحت «الفوود بلوغرز» الأجانب فرصة الترويج لها، وسمحت بانتشار صفحات تهدف للتأريخ للمطبخ المصري، كما استخدمتها المطاعم، وعلى رأسها كشري «أبو طارق»، لإبراز استقباله للسفراء والمشاهير، وبالتالي كانت هي السبب الأول لتقديم فكرة «دبلوماسية الكشري».