مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: مهاجمة السفن تهدد السلام اليمني ولا تساعد أهالي غزة

جانب من تجمع أتباع الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
جانب من تجمع أتباع الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: مهاجمة السفن تهدد السلام اليمني ولا تساعد أهالي غزة

جانب من تجمع أتباع الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
جانب من تجمع أتباع الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

اختزل مسؤول أميركي رفيع الإجابة حول تأثر السلام اليمني الداخلي بالعمليات الحوثية البحرية بالقول إن «مهاجمة السفن الدولية لا تساعد أهالي غزة». وحضّ المسؤول خلال تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الأطراف اليمنية وبشدة على وضع احتياجات الشعب اليمني في المقام الأول، وعدم دفع اليمن إلى صراع إقليمي أوسع من خلال هذا السلوك التصعيدي، مضيفاً أن مهاجمة سفن الشحن الدولي أمر غير قانوني وخطير ويتعارض مع القانون الدولي ويهدد الاستقرار في اليمن، وكذلك المكاسب التي تحققت في العامين الماضيين لدعم جهود السلام وإنهاء الحرب.

يأتي ذلك في نطاق سؤال «الشرق الأوسط» مسؤولين وباحثين حول تأثير عمليات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر على ملف السلام في اليمن، خصوصاً أنه يشهد وثبة جديدة تمثلت في إعلان الأمم المتحدة حصولها على التزامات من الطرفين سوف ترسم من خلالها خريطة السلام اليمنية.

المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام قال لـ«الشرق الأوسط» يوم السبت: «نعتقد أن مسار الشأن اليمني لا يتأثر بما يجري في البحر الأحمر والبحر العربي من عمليات محدودة تستهدف إسرائيل فقط».

المبعوث الأممي لليمن قال في حوار موسع مع «الشرق الأوسط»: «يراقب الأمين العام للأمم المتحدة والهيئات المختصة بالأمم المتحدة عن كثب، تقارير الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب. وأكّدت الأمم المتحدة مراراً أهمية ضمان احترام القانون الدولي بالكامل فيما يتعلق بالملاحة البحرية وضرورة ضمان حرية الملاحة. كما حذر الأمين العام مراراً من خطورة توسع العنف الذي يستمر في الأراضي المحتلة، وشدد على الحاجة العاجلة إلى وقف إطلاق النار فوراً لأسباب إنسانية لإنهاء المأساة التي تتكشف في غزة. وهنا أود أن أضم صوتي لصوت الأمين العام لدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بتوسع رقعة العنف وتهديد أمن وسلامة المنطقة». وأضاف بالقول: «يظل تركيزي منصباً على اليمن، واليمن يستحق فرصة لتحقيق السلام. ومن أجل هذه الغاية سنحتاج إلى أن تظل البيئة مواتية لاستمرار الحوار البنّاء حول مستقبل اليمن».

وفي حين يرى الباحث البراء شيبان وهو زميل مشارك في المعهد الملكي البريطاني للدفاع والأمن (روسي) أن هناك إشكالية ستؤثر على عملية السلام في اليمن، يقول إنها «شبيهة بمشكلة حزب الله وعلاقته بالدولة اللبنانية». ويشرح ذلك بالقول: «يعتقد الحوثيون أن بإمكانهم اتخاذ قرارات متعلقة بأمن البحر الأحمر والسياسة الخارجية لليمن من دون التوافق مع المكونات اليمنية... السياسات الخارجية للدولة لا يتخذها طرف معين، هذه يجب أن تحظى بإجماع وطني وتكون متوافقة مع التزامات اليمن الإقليمية والدولية».

وضمن آخر الاحترازات الاقتصادية نقلت «رويترز» عن موقع «غلوبز» الإخباري المالي الإسرائيلي الأحد، أن شركة الشحن الصينية «كوسكو» علقت عمليات الشحن إلى إسرائيل. وجاء التقرير، الذي قالت الوكالة إنه لم يتضمن تفاصيل عن أسباب القرار، في وقت تعطلت فيه الممرات الملاحية بالبحر الأحمر بسبب الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت أنها أسقطت مسيرة منطلقة من منطقة يسيطر عليها الحوثيون صباح السبت، ولم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات أو أضرار.

ويعد الاعتداء جزءاً من سلسلة اعتداءات حوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر يقترب عددها من 30، رغم تشكيل واشنطن تحالف «حارس الازدهار»، ومشاركة 22 دولة في عمليات حماية الملاحة الدولية. ورفعت واشنطن والدول الغربية حدة التحذير ببيان شديد اللهجة، ويبدو أنها مستعدة مع المملكة المتحدة وحلفاء آخرين لشن هجمات نوعية لم تحدد بعد إذا كانت ستقتصر على البحر، أم أنها ستمتد إلى اليابسة.


مقالات ذات صلة

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي دخان في صنعاء بعد ضربة أميركية على مواقع الجماعة الحوثية فيها الثلاثاء (أ.ف.ب)

ما مصير الجماعة الحوثية بعد إثارة مخاوفها بالحراك الدبلوماسي؟

تعيش الجماعة الحوثية حالة استنفار بعد حراك دبلوماسي يبحث مواجهة نفوذها واستمرار أعمالها العدائية، وتخشى تكرار السيناريو السوري في اليمن.

وضاح الجليل (عدن)

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
TT

مقتل شخصين وجرح آخر في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)
القوات الإسرائيلية تفجر عدة منازل في جنوب لبنان (رويترز)

قتل شخصان وجرح شخص آخر في غارة إسرائيلية مساء اليوم (الاثنين)، على جنوب لبنان.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، سقط قتيلان وجرح شخص في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأشخاص قرب المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت القوات الإسرائيلية تفجيراً كبيراً في بلدة كفركلا في جنوب لبنان، أدى إلى تدمير حارة بكاملها وسط البلدة، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

وأقدمت القوات الإسرائيلية على تفجير عدة منازل بمنطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

ونفذت جرافة إسرائيلية بعد ظهر اليوم، عملية تجريف بحماية دبابة ميركافا عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وسط إطلاق رصاص متقطع باتجاه أطراف مدينة بنت جبيل الجنوبية، بحسب ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

كما أقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة، تزامناً مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي الإسرائيلي في أجواء المنطقة.

ورفع الجيش الإسرائيلي العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة الناقورة الرئيس في جنوب لبنان.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد أعلن في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.