وصل المسبار الهندي «أديتيا - إلـ1» لدراسة النظام الشمسي، اليوم السبت، إلى مدار الشمس، بعد رحلة استغرقت أربعة أشهر، في أحدث نجاح لبرنامج الفضاء الطموح للدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم لرحلة إلى مركز النظام الشمسي.
ويحمل المسبار الذي تم إطلاقه في سبتمبر (أيلول)، سلسلة أدوات لقياس ومراقبة الطبقات الخارجية للشمس، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
Greetings from Aditya-L1!I've safely arrived at Lagrange Point L1, 1.5 million km from my home planet. Excited to be far away, yet intimately connected to unravel the solar mysteries #ISRO pic.twitter.com/BCudJgTmMN
— ISRO ADITYA-L1 (@ISRO_ADITYAL1) January 6, 2024
وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي جيتندرا سينغ، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المسبار وصل إلى مداره النهائي «لكشف أسرار العلاقة بين الشمس والأرض».
وأطلقت الولايات المتحدة ووكالة الفضاء الأوروبية العديد من المسابير إلى مركز النظام الشمسي منذ برنامج وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) «بايونير» في الستينات.
وأطلق كل من اليابان والصين مهمات لمراقبة النظام الشمسي إلى مدار الأرض، لكن المهمة الأخيرة لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية هي الأولى لدولة آسيوية توضع في المدار حول الشمس.
وأشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالحدث، ووصفه بأنه «علامة فارقة» جديدة في برنامج الفضاء الهندي.
وقال على مواقع التواصل الاجتماعي: «هذه شهادة على التفاني المتواصل لعلمائنا»، مضيفاً: «سنواصل استكشاف حدود علمية جديدة لصالح البشرية».
India creates yet another landmark. India’s first solar observatory Aditya-L1 reaches it’s destination. It is a testament to the relentless dedication of our scientists in realising among the most complex and intricate space missions. I join the nation in applauding this...
— Narendra Modi (@narendramodi) January 6, 2024
وقطع المسبار الذي أطلق عليه اسم «إله الشمس الهندوسي» مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، أو 1 في المائة فقط من المسافة التي تفصل كوكبنا عن نجم النظام الشمسي. وهو الآن في نقطة تتوازن فيها جاذبية الجرمين السماويين، مما يسمح له بالبقاء في مدار مستقر حول الشمس.
وستقوم المركبة المدارية التي ذكرت مصادر أنها كلفت 48 مليون دولار، بدراسة انبعاثات الكتلة الإكليلية، وهي ظاهرة دورية تترجم بتصريف هائل من البلازما والطاقة المغناطيسية من الغلاف الجوي للشمس.
وهذه الانبعاثات قوية لدرجة أنها يمكن أن تصل إلى الأرض وتعطل عمل الأقمار الاصطناعية.
وتهدف المهمة أيضاً إلى تسليط الضوء على عدة ظواهر شمسية أخرى، من خلال التصوير وقياس الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي العلوي للشمس.
وتُخصَص موازنة متواضعة نسبياً لبرنامج الفضاء الهندي، لكنها زادت بشكل ملحوظ منذ أن أرسلت البلاد لأول مرة مسباراً إلى المدار حول القمر في عام 2008. وفي أغسطس (آب) الماضي أصبحت أول دولة تهبط مركبة غير مأهولة قرب القطب الجنوبي للقمر غير المستكشف إلى حد كبير.
والهند هي أيضاً أول دولة آسيوية وضعت مركبة في المدار حول المريخ في عام 2014، وتخطط لإطلاق مهمة مأهولة مدة ثلاثة أيام إلى مدار الأرض في وقت لاحق من هذا العام.