البحر المتوسط يشهد غدا أكبر تدريب عسكري لحلف «الناتو»

يشارك فيه 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة

البحر المتوسط يشهد غدا أكبر تدريب عسكري لحلف «الناتو»
TT

البحر المتوسط يشهد غدا أكبر تدريب عسكري لحلف «الناتو»

البحر المتوسط يشهد غدا أكبر تدريب عسكري لحلف «الناتو»

في استعراض للقوة وسط البحر المتوسط، يبدأ حلف شمال الاطلسي "الناتو" وحلفاؤه، أكبر تدريب عسكري منذ أكثر من عقد يوم غد (الاثنين)، فيما تسعى روسيا لاثبات قوتها على الجهة المقابلة في الشام.
ورغم أن التدريبات كانت مقررة قبل الحشد العسكري الروسي في سوريا ولا صلة لها بالاحداث، فان تصاعد وتيرة الصراعات في شمال أفريقيا والشرق الاوسط يشكل تحديا للحلف كي يستجيب للمخاطر التي تهدد حدوده.
وسيشارك في التدريب 36 ألف جندي و230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع. ويريد الحلف وشركاؤه أن يظهروا أن بوسعهم التحرك فيما وصفه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون "عالم أكثر قتامة وخطورة".
وسيصل بعض من كبار المسؤولين الى التحالف في قاعدة جوية بجنوب ايطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات الهليكوبتر يوم غد في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع خطر روسي لم يعد يقتصر على جناح الحلف الشرقي.
من جانبه، قال السفير البريطاني لدى الحلف آدم تومس "الحلف بحاجة الى استراتيجية لجنوبه.. كل ما يدور في هذا القوس من عدم الاستقرار من العراق الى شمال افريقيا... نحن بحاجة ايضا الى الاتفاق في الحلف على توجه طويل الامد تجاه روسيا".
ووجهت الدعوة الى روسيا للمشاركة في التدريبات كمراقب. وأجرت روسيا ايضا تدريبات شارك فيها أكثر من 45 ألف جندي في وقت سابق من هذا العام، كما أجرت مناورات في البحر المتوسط قبل بدء حملة ضرباتها الجوية في سوريا.
وبعد أكثر من عقد من العمليات القتالية بقيادة الحلف في أفغانستان يتحول الحلف بقيادة الولايات المتحدة الى الدفاع عن أراضيه، ولكن التركيز أصبح على حدوده الشرقية في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
ويتركز جزء كبير من جهود حلف شمال الاطلسي على التأكيد للاعضاء الجدد على أن الحلف قادر على ردع روسيا. وأقام الحلف مراكز صغيرة للقيادة والتحكم ترفع علم الحلف من استونيا الى بلغاريا ويمكن دعمها بقوات للرد السريع في حالة وقوع هجوم. كما قال مسؤول بالحلف "اعتدنا الحديث عن التهديد الشرقي والتهديد الجنوبي ولكن الاثنين تشابكا الآن".



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.