علامات تنبئ بخطر «الضعف الإدراكي» لدى الخُدّج

الأطفال الخُدّج عرضة لخطر الإصابة بصعوبات إدراكية لاحقة (غيتي)
الأطفال الخُدّج عرضة لخطر الإصابة بصعوبات إدراكية لاحقة (غيتي)
TT

علامات تنبئ بخطر «الضعف الإدراكي» لدى الخُدّج

الأطفال الخُدّج عرضة لخطر الإصابة بصعوبات إدراكية لاحقة (غيتي)
الأطفال الخُدّج عرضة لخطر الإصابة بصعوبات إدراكية لاحقة (غيتي)

نجحت دراسة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد وجامعة كورك بآيرلندا، في التنبؤ بعلامات الخطر التي تُظهر احتمالات إصابة الأطفال المولودين قبل الأوان (الخُدّج) بالضعف الإدراكي والتأخر المعرفي في وقت مبكر جداً بعد تمام الولادة، وبمعدلات دقيقة تخطت نسبة 90 في المائة.

الدراسة المنشورة (الأربعاء) في دورية «جاما نتوورك المفتوحة المصدر» استطاعت تحديد أبرز علامات ضعف الإدراك بين الأطفال المولودين قبل الأوان بالتزامن مع الخروج من وحدات رعاية الأطفال حديثي الولادة (NICU).

قال ميكائيل نورمان، أستاذ طب الأطفال في معهد كارولينسكا، والباحث الرئيسي في الدراسة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الأطفال الذين يولدون قبل الأوان يعانون في كثير من الأحيان من تأخر النمو المعرفي والإعاقة الإدراكية مقارنة بالأطفال الذين يولدون في الموعد المحدد». وأضاف: «من المهم جداً تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإعاقة الإدراكية في مرحلة الطفولة، لأن العلاجات تكون أكثر فعالية إذا بدأت بمجرد أن تغادر الأسرة وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة». وأوضح: «طوّرنا أداة تنبؤ يمكنها تحديد 93 في المائة من الخُدّج الذين تبيّن بعد عامين أنهم مصابون بالتأخر المعرفي والإدراكي».

ووفق منظمة الصحة العالمية، يُعرّف الخُدّج بأنهم الأطفال الذين يولدون أحياءً قبل اكتمال 37 أسبوعاً من الحمل. ويُصنّفون إلى فئات فرعية وفق فترة الحمل: خُدّج يولدون قبل الأوان بفترة طويلة للغاية، فترة حمل تقلّ عن 28 أسبوعاً، وخُدّج يولدون قبل الأوان بفترة طويلة، فترة حمل تتراوح بين 28 وأقل من 32 أسبوعاً.

برنامج للمتابعة

استند باحثو الدراسة إلى بيانات من السّجل السويدي لمستويات صحة الأطفال حديثي الولادة، وأُجري تحليل البيانات بالتعاون مع باحثين في مركز أبحاث «إنفينت» بجامعة كوليدج كورك، وجامعة مدينة دبلن في آيرلندا.

نجح باحثو الدراسة في رسم 90 سمة صحية أثناء الحمل والولادة ومرحلة رعاية الأطفال حديثي الولادة للأطفال السويديين المولودين قبل الأوان، في أسابيع الحمل (22 - 31). كما استخدم الباحثون تقنيات التعلم الآلي (AI) لتحديد أهم عوامل الخطر لتأخّر التّطور المعرفي لدى هؤلاء الأطفال.

شملت الدراسة 1062 طفلاً من الأطفال، يبلغ متوسط أوزانهم عند الولادة 880 غراماً، وجميعهم اختُبروا نفسياً للحصول على النتائج المعرفية في عمر عامين.

وباستخدام تقنيات التعلم الآلي، استبعد 64 من أصل 90 سمة صحية لم تكن مرتبطة بنمو الطفل في المستقبل. ومن خلال تحليل عوامل الخطر الـ26 المتبقية في ذلك النموذج التنبؤي، أمكن تحديد 19 من أصل 20 سمة بالتزامن مع وقت الخروج من وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وبما يعادل نسبة «93 في المائة» من الخُدّج.

وبالإضافة إلى عوامل الخطر المعروفة مثل انخفاض الوزن عند الولادة وعامل الجنس والنزيف الدماغي عند الأطفال حديثي الولادة، حُدّج العلاج طويل الأمد بجهاز التنفس الصناعي، ونقص الرضاعة الطبيعية عند الخروج من رعاية الأطفال حديثي الولادة كعوامل خطر مهمة لتأخر النمو المعرفي بعد عامين من الخروج.

ومن المعروف أن الأطفال المولودين قبل الأوان يكونون عرضة لخطر الإصابة بصعوبات إدراكية لاحقة. ومع ذلك، من الصعب حالياً التنبؤ بأي الأطفال هم الأكثر عرضة لهذا الخطر، وبالتالي أي الأطفال سيستفيدون أكثر من التدخلات الوقائية في وقت مبكر.

وهو ما علق عليه نورمان: «تُعدّ هذه الدراسة خطوة أولى نحو تصميم تدخلات وقائية للأطفال الخُدّج الأكثر احتياجاً عند خروجهم من العناية المركزة. وفي المستقبل، يمكن استخدام نهج مماثل لإنشاء أدوات إنذار وتنبؤ لنتائج أخرى. من المرجح أن تُحسّن الأداة التي طوّرناها في المستقبل لتصبح أكثر دقة».


مقالات ذات صلة

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية (رويترز)

للوقاية من السكتة الدماغية الشديدة... عالج هذه المخاطر

يمكن أن تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية، لكن بعض هذه العوامل والسلوكيات تكون مخاطرها شديدة للغاية لتتسبب في سكتات دماغية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».