وزيرا خارجية قطر وإيران يبحثان سبل خفض التصعيد

هنية أطلع عبداللهيان على أحدث المشاورات السياسية لوقف إطلاق النار

عبداللهيان يشير إلى ورقة بيد نظيره القطري في الدوحة اليوم (الخارجية الإيرانية)
عبداللهيان يشير إلى ورقة بيد نظيره القطري في الدوحة اليوم (الخارجية الإيرانية)
TT

وزيرا خارجية قطر وإيران يبحثان سبل خفض التصعيد

عبداللهيان يشير إلى ورقة بيد نظيره القطري في الدوحة اليوم (الخارجية الإيرانية)
عبداللهيان يشير إلى ورقة بيد نظيره القطري في الدوحة اليوم (الخارجية الإيرانية)

أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مشاورات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتمحورت على التطورات في قطاع غزة وسبل خفض التصعيد، وذلك بعدما التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في ثالث لقاء من نوعه في الدوحة منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأفادت الخارجية القطرية، في بيان موجز، بأن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، استقبل نظيره الإيراني «الذي يزور البلاد حالياً»، مشيرة إلى أن اللقاء، استعرض آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسبل خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بدورها، قالت الخارجية الإيرانية في بيان مفصل: إن الوزيرين تناولا القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك تطورات فلسطين وغزة. وأضاف البيان، أنهما شددا على أن التطورات في غزة «أهم قضية مشتركة للاهتمام والمتابعة للبلدين في الشهرين الماضيين؛ بهدف توقف الهجمات العسكرية المستمرة لإسرائيل على غزة»، وأشار إلى أهمية «إرسال المساعدات الإنسانية، وزيادة التحرك دولياً وإقليمياً لإيجاد حل سياسي للأزمة، وضرورة استمرار الجهود المشتركة في اتجاه تحقيق الأهداف المتفق عليها للبلدين والقائمة على مطلب وحاجة الشعب الفلسطيني».

وذكر البيان الإيراني، أن عبداللهيان تطرق إلى تلقي بعض الرسائل والإشارات. وقال: «على ما يبدو، الأميركيون في إطار جهود جديد يحاولون فصل حسابهم من جرائم الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، لكن عملياً لا يزالون يقفون إلى جانب إسرائيل في العملية العسكرية الفاشلة».

وعدّ عبداللهيان، أن «الوقت ليس في صالح أميركا والكيان الصهيوني»، وأضاف: «إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب، بدعم من أميركا، لن يؤدي إلا إلى زيادة أبعاد ونطاق الهزيمة العسكرية والسياسية، وكذلك زيادة مسؤولياتهم الدولية».

ونسب البيان الإيراني أنه وصف «الجهود المشتركة» للبلدين من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة ودعم إرسال المساعدات الإنسانية، بـ«الإيجابي والمؤثر». وقال: إن «مسار التطورات يصبّ في صالح الحل السياسي والحركة لإنهاء الحرب».

وأضاف البيان الإيراني، أن مشاورات الطرفين، تناولت كيفية مواصلة الجهود المشتركة لتقدم الحل السياسي، ووقف آلة الحرب الإسرائيلية ضد غزة، واتفقا على متابعة أفكار جديدة، متفق عليها من الجانبين.

من جانب آخر، أشار البيان الإيراني إلى اتفاق الجانبين بشأن زيادة التعاون في مختلف مجالات التعاون الثاني. وبحسب البيان الإيراني، قدم وزير الخارجية القطري «تقييماً إيجابياً للعلاقات بين البلدين»، معرباً عن عزم بلاده على تنفيذ اتفاقيات أبرمها قادة البلدين لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

وبدوره، وصف وزير الخارجية الإيراني العلاقات السياسية بين البلدين بـ«البناءة والمميزة»، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة في العلاقات التجارية والاقتصادية بموازاة العلاقات السياسية.

وأعرب عبداللهيان عن ارتياحه من تنفيذ أجزاء مهمة من اتفاق قادة البلدين، بما في ذلك عقد اجتماعات اللجان المشتركة للتعاون الاقتصادي. وطالب بتنفيذ الاتفاقيات كاملة.

وكان عبداللهيان قد بدأ زيارته الثالثة في غضون 75 يوماً إلى الدوحة، بمباحثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية. وقال عبداللهيان: إن بلاده «واثقة أن الشعب الفلسطيني في المجال السياسي لن يسمح بتحقق الخطط السياسية المفروضة».

وأدان عبداللهيان ما وصفه بـ«الدعم الأميركي الشامل وغير المقيد» لإسرائيل في الحرب الجارية في غزة، مضيفاً أن أميركا «تبذل جهوداً وتوجه رسائل سياسية للخروج من المأزق الحالي والهزيمة الاستراتيجية العسكرية».

هنية يستقبل عبداللهيان في الدوحة (الخارجية الإيرانية)

وقال: إن «توصل الولايات المتحدة إلى نتيجة مفادها أن الحرب ليست الحل هو تطوير كبير». وتابع: «عليهم التوقف عن دعم الإستراتيجية العسكرية المجنونة لنظام الاحتلال في أسرع وقت ممكن».

وتحدث عبداللهيان عن «تخبط استراتيجي للبيت الأبيض» في أزمة غزة. وقال: «الكل في البيت الأبيض يعتقد أن الكيان الإسرائيلي يجب أن يحقق انتصاراً ميدانياً، لكن الآن بعد أن أدركوا الحقائق الميدانية والاطمئنان من صمود المقاومة الفلسطينية». وتابع: «إلى جانب استمرار دعمهم العسكري لإسرائيل يسعون وراء حل سياسي لخروج مشرف من الحرب وإنقاذ إسرائيل من الهزيمة الاستراتيجية».

وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية، أن هنية قدم شرحاً إلى الوزير الإيراني عن «آخر الجهود والمشاورات والتحركات السياسية بهدف إنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام، ورفع الحصار وإرسال المساعدة الإنسانية».

وأضافت الوكالة الإيرانية، أن هنية «أثنى على دعم تيار المقاومة وفي المنطقة والدعم السياسي والدبلوماسي والإعلامي للجمهورية الإسلامية».

وتدل تسمية «تيار المقاومة» في أدبيات المسؤولين الإيرانيين على جماعات مسلحة تدين بالولاء الآيديولوجي لإيران وتتلقى دعماً بالمال والأسلحة من الجناح الخارجي لـ«الحرس الثوري» الإيراني.


مقالات ذات صلة

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

تقرير: إيران تخفي برامج الصواريخ والمسيرات تحت ستار أنشطة تجارية

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن إيران لجأت إلى قطاعها التجاري لإخفاء تطويرها للصواريخ الباليستية، في خطوة للالتفاف على العقوبات الدولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

صعّدت إيران مواجهتَها ضد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذ أعلنت أمس أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك رداً على قرار تبنته الوكالة الدولية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وأيّد مشروع القرار، الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت، ولم تستطع فنزويلا المشاركة.

وبعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو - 235) لاستخدامات عدة.