السحيباني لـ«الشرق الأوسط»: التنظيم السعودي لمونديال الأندية أدهش الجميع

مدير مكتب «فيفا» في وسط وغرب آسيا أشاد بسياسة استقطاب الأحداث الرياضية إلى المملكة

من القمة الكروية التي جمعت الاتحاد السعودي والأهلي المصري في مونديال الأندية (تصوير: علي ي خمج)
من القمة الكروية التي جمعت الاتحاد السعودي والأهلي المصري في مونديال الأندية (تصوير: علي ي خمج)
TT

السحيباني لـ«الشرق الأوسط»: التنظيم السعودي لمونديال الأندية أدهش الجميع

من القمة الكروية التي جمعت الاتحاد السعودي والأهلي المصري في مونديال الأندية (تصوير: علي ي خمج)
من القمة الكروية التي جمعت الاتحاد السعودي والأهلي المصري في مونديال الأندية (تصوير: علي ي خمج)

أكد عصام السحيباني، المدير التنفيذي لمكتب «فيفا» الإقليمي في وسط وغرب آسيا، أن التنظيم الرائع لمونديال كأس العالم للأندية في جدة، نال إعجاباً واسعاً من ضيوف البطولة، مشيراً إلى أن ذلك جاء بسواعد شباب وشابات الوطن وعلى كل الأصعدة، التقنية والفنية والإدارية. وقال السحيباني في حوار لـ«الشرق الأوسط»، إن استدامة تطور اللعبة على المستوى الوطني يتقاطع مع الاهتمام بالمسابقات المحلية واستضافة الأحداث الدولية المختلفة، «وهذا ما نشهده على أرض الواقع بالمملكة»، كما أكد أن الاتحاد السعودي كان ذكياً في توظيف علاقاته الدولية واتفاقيات التعاون مع الدول الصديقة في جلب الأحداث الدولية كالسوبر الإيطالي والإسباني وكأس السوبر الأفريقي والأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا (النخبة)، وأشار إلى أن هذا النجاح في استمرار استقطاب الأحداث الرياضية له من المكاسب الكثير التي تمتد إلى مناطق كثيرة، سواء في المنطقة الفنية لكرة القدم أم الجوانب الأخرى (كالسياحة والاقتصاد والعلاقات الدولية وغيرها). وفيما يلي نص الحوار:

عصام السحيباني (الشرق الأوسط)

> بدءاً، كيف ترى تنظيم السعودية مونديال الأندية في جدة؟

- قد لا أحمل رأياً مجرداً من المشاعر في تقييمي لهذا الأمر، بحكم الانتماء إلى هذا الوطن الغالي، ولكنني حريص على الاستماع للآخرين للحصول على توصيف حقيقي للمشهد، فوجدت إعجاباً كبيراً واندهاشاً بما شاهدوه في التنظيم، ومن العلامات الفارقة الحضور الكبير لفرق العمل من الشباب السعودي في إدارة غرف العمليات والمواقع المهمة في البطولة، كذلك المشاركة الكبيرة من فتيات المملكة إلى جانب إخوانهن في كل المواقع التقنية والفنية والإدارية.

> صِفْ لنا شعورك بعد ترشيح السعودية لتنظيم كأس العالم 2034؟

- كأس العالم حدث استثنائي يترقبه الجميع كل أربع سنوات ويمثل قمة الأحداث الرياضية الكبرى، ومشاعري تختلط بين الفرح والفخر لمشاهدة بلدي الذي ترعرعت فيه يحتضن العالم بأسره في محفل رياضي كبير. كأس العالم في بلد يعشق كرة القدم هي فرصة تاريخية لنقدم للعالم نسخة استثنائية ومتميزة، نسخة تحمل الهوية العربية السعودية ومبادئها وثقافتها. هذا الاستحقاق الرياضي العظيم هو إنجاز آخر يضاف إلى رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وقيادته لمرحلة الانتقال والتطوير الكبير في المملكة، وجنوده بالميدان الرياضي الأمير الوزير عبد العزيز الفيصل، والاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة ياسر المسحل.

جماهير فلومينينسي البرازيلي فاجأت الجميع بحضورها المذهل في المونديال (تصوير: عدنان مهدلي)

> ما أبرز التحديات التي تواجه المملكة من ناحية استضافة هذا الحدث التاريخي؟

- نسخة 2034 ستكون بمشاركة 48 دولة وبمجموع 104 مباريات، وذلك في ضيافة بلد واحد هي المملكة، هذا الحجم الهائل من المباريات من المتوقَّع أن يقابله استعداد ضخم بحجم الحدث خلال السنوات العشر القادمة على مستوى البنى التحتية والطرق والمواصلات والمرافق العامة وتخطيط وتدريب شامل لكل فرق الاختصاص. اهتمام المملكة بالتفاصيل سيذلل كل التحديات لتتحول لفرص وقصص نجاح ينعكس أثرها على المستوى الاقتصادي للمملكة ومسيرة التنمية. 2034 تحمل في طياتها فرص كبيرة جداً لاستقطاب كل ثقافات العالم لزيارة المملكة ولجلب الاستثمارات وتنوع الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج القومي. المملكة ستبني تحضيرها على ماضٍ عريق وكبير في كرة القدم وسيكون المحور الأساس بقيادة العنصر البشري السعودي المختص.

حضور إعلامي لدى تغطيته إحدى المؤتمرات الصحفية للبطولة (تصوير: علي خمج)

> الاتحاد السعودي عمل بشكل مكثف خلال الفترة الماضية ونجح في استضافة كثير من البطولات الكبرى... ما تقييمك لهذا العمل؟

- استدامة تطور اللعبة على المستوى الوطني يتقاطع مع الاهتمام بالمسابقات المحلية واستضافة الأحداث الدولية المختلفة، وهذا ما نشهده على أرض الواقع بالمملكة، ونحن على موعد لاستضافة كأس آسيا ٢٠٢٧ بالمملكة، كما أن الاتحاد السعودي كان ذكيا في توظيف علاقاته الدولية واتفاقيات التعاون مع الدول الصديقة في جلب الأحداث الدولية كالسوبر الإيطالي والاسباني، كأس السوبر الأفريقي والادوار النهائية لدوري أبطال آسيا (النخبة). هذا النجاح في استمرار استقطاب الأحداث الرياضية له من المكاسب الكثير التي تمتد لمناطق كثيرة، سواء بالمنطقة الفنية لكرة القدم او الجوانب الأخرى (كالسياحة والاقتصاد والعلاقات الدولية وغيرها) فضلا عن اكتساب الخبرات المتراكمة في إدارة الأحداث الرياضية وصناعة المحتوى والحدث الرياضي ضمن رؤية المملكة 2030.

> تعد من مؤسسي رابطة دوري المحترفين، كيف ترى ثمار ذلك الآن؟

- كانت الرابطة مدرستي الأولى في رحلتي مع كرة القدم؛ ففيها تعلمت وتطورت، وكنت منذ البداية بمرحلة التأسيس في الرابطة، إذ جرى وضع اللبنات الأساسية والأطر القانونية والرؤى والخطط لهذا المشروع المهم والكبير ليصل إلى ما هو عليه بهذا اليوم، للوصول لمنتج (دوري محترفين) عالمي يستقطب الاهتمام العالمي ويحظى بتصنيف عالمي متقدم. مر المشروع بمحطات تطوير ومراحل وهو يشهد في المرحلة الحالية استثماراً كبيراً يدار بخبرات مختصة تحمل أهدافاً كبيرة وطموحاً كبيراً.

> ماذا عن إقامة مجلس قرارات «فيفا» في السعودية لأول مرة؟

- مجلس «فيفا» هو هيئة اتخاذ القرارات الرئيسية والاستراتيجية ويتشكل من 37 عضواً (رئيس «فيفا» المنتخَب من الكونغرس، و8 نواب للرئيس، مع 28 عضواً تنتخبهم الاتحادات الوطنية) وتمتد ولايتهم لأربع سنوات، وأحدهم هو ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. ويجتمع المجلس مرتين في السنة على الأقل، وكان اجتماعه الأخيرة في 17 ديسمبر (كانون الأول) 2023 في مدينة جدة، وفيه جرى اعتماد استضافة كأس العالم تحت 20 سنة في تشيلي وبولندا، وكذلك جرت المصادقة على الإطار التنظيمي لنظام التعويض على تدريب لاعبات كرة القدم وتأهيلهنّ. استضافة المملكة لاجتماع مجلس «فيفا» هو تجسيد لمكانة المملكة على خريطة كرة القدم.

> كنت أول موظف سعودي بالاتحاد الآسيوي... صفْ لنا الصعوبات التي واجهْتها خلال عملك في ماليزيا؟

- امتدت رحلتي في الاتحاد الآسيوي لقرابة 5 أعوام (2013 - 2017) في مدينة كوالالمبور بماليزيا، بقسم التطوير مع الاتحادات الأعضاء. كانت مرحلة متميزة من مشواري الرياضي صاحَبَتْها تحديات كبيرة في رسم مشواري المهني بظروف ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة تماماً عن البلد الذي ترعرعت فيه، ولكنني تعايشت مع كل هذه الظروف لإيماني بقدرتي على تحقيق طموحاتي والمضي بعيداً بمشواري المهني الرياضي. التنوع والتباين في القارة منحني فرصاً كبيرة لاستكشاف الظروف المختلفة والحالات الخاصة بكل دولة وشكَّل لديَّ شبكة علاقات دولية واسعة أضافت إلى خبراتي ومعرفتي الكثير.

> تعد الشخصية الرياضية السعودية الوحيدة التي استطاعت العمل في الاتحادين الآسيوي والدولي... كيف ترى ذلك؟

- عطفاً على مشواري في رابطة المحترفين للدوري السعودي والخبرات الدولية المكتسَبة على المستوى القاري في عملي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فقد حظيتُ بثقة الاتحاد الدولي (فيفا) في مستهلّ المرحلة الانتقالية للعهد الجديد لـ«فيفا» في 2017 بقيادة المكتب الإقليمي لـ«فيفا» بدبي للإشراف على تطوير الاتحادات الوطنية في المنطقة (19 دولة)، وتمثيل «فيفا» وتحقيق أهداف المرحلة لها. هذه الثقة كأول سعودي وخليجي أشعرتني بالفخر وبالمسؤولية الكبيرة بذات الوقت، وفي كل يوم بمشوار عملي الذي تجاوز 6 سنوات في «فيفا» أشعر بحجم أمانة ومسؤولية تمثيل بلدي والشباب السعودي خير تمثيل. ما حققناه مع فريق عملي بمكتب «فيفا» في السنوات الست الأخيرة مع الاتحادات الوطنية بمنطقتَي غرب ووسط آسيا يتجسد جلياً في حجم الأثر في مشاريع البنى التحتية، والمسابقات المحلية، والرياضة النسائية، والحوكمة الإدارية والمالية، والأحداث الرياضية العالمية في المنطقة، والبرامج الفنية للبراعم والمدربين، وغيرها... نحن نطمح دوماً لخدمة اتحاداتنا الوطنية والعمل معها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وتطوير لعبة كرة القدم وجودتها في كل مكان.

> كيف ترى التطور الذي تعيشه الكرة الآسيوية حالياً؟

- آسيا تتميز بالتنظيم والطموح والاهتمام الكبير، وفيها من الخصائص المختلفة عن القارات الأخرى. آسيا تحتضن أحداثاً رياضية كبرى وتبرهن كل مرة على تميزها ونجاحها في استضافة العالم وأحداثه بجودة عالية. نحن نعمل بشكل قريب ومستمر مع شركائنا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وقيادته، وتجمعنا لقاءات دورية للتنسيق لمصلحة الكرة الآسيوية. آسيا قادرة على الذهاب بعيداً مع تقادم الزمن مع استدامة التطوير والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى مع مراقبة الأداء وقياسه وفق المعايير الواضحة. ما يميّز آسيا شغفها الكبير بكرة القدم وامتلاكها مواهب كثيرة في اللعبة ولديها من القيادات القادرة على صناعة النجاح.

> جياني إنفانتينو... هل أسهم في كسر القيود أمام انطلاقة الرياضة العربية على المستوى العالمي؟

- جياني إنفانتينو انتُخب في فبراير (شباط) 2016 رئيساً، في بداية لعهد جديد لـ«فيفا»، وقد ركّزت رئاسة جياني إنفانتينو على إدخال إصلاحات واسعة النطاق، وتوسيع المشاركة العالمية في مسابقات «فيفا» الرئيسية وتعزيز استثماراتها في تطوير كرة القدم من خلال برنامج «فيفا فوروورد» ودعم الرياضة النسائية. وقد أطلق رؤيته الرسمية التي ركزت على جعل كرة القدم عالمية حقيقةً. وهذا تجسد في التمثيل والحضور لـ«فيفا» في كل بقاع العالم مع إطلاق المكاتب الإقليمية. وكان جياني قريباً جداً من الاتحادات الأعضاء وأطلق نسخة «كأس العرب فيفا قطر 2021»، واعتمد اللغة العربية لغةً رسمية في «فيفا» قبل عام. ونجحت في عهده استضافة أول كأس عالم في المنطقة العربية بقطر 2022، واستضافة المؤتمرات لـ«فيفا» وفعالياته بكثير من المدن العربية، وكذلك حطت كأس العالم للأندية في دول عربية في آخر 7 نسخ! ونحن نشهد في عهده استحقاق منح تنظيم كأس العالم للمغرب والسعودية في 2030 و2034.

> ماذا عن خططك المستقبلية؟

- أنا مستمر في مهمتي المهنية بالاتحاد الدولي (فيفا) وبرحلتي التي اكتسبتُ خلالها الخبرات التراكمية الممتدة في المجال الرياضي لأكثر من 15 سنة. وأنا رهن وطني وقيادتي في أي تكليف تراه الأنسب لي كجنديّ لهذا الوطن، لأني مؤمن بدوري الوطني وأولويته قبل الرغبة الشخصية لأكون إضافةً في صناعة النجاح بما أملكه من مؤهلات وخبرات وشبكة معارف إقليمية ودولية.


مقالات ذات صلة

رئيس ريال مدريد: كأس إنتركونتيننتال ليس مجرد لقب... نحن الأبطال للمرة التاسعة

رياضة عالمية فلورنتينو بيريز (أ.ب)

رئيس ريال مدريد: كأس إنتركونتيننتال ليس مجرد لقب... نحن الأبطال للمرة التاسعة

أكد فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، أن الفوز بلقب كأس إنتركونتيننتال ليس مجرد لقب آخر فحسب، «بل هو لقب بطل العالم».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية غييرمو ألمادا مدرب باتشوكا المكسيكي خلال مواجهة ريال مدريد في نهائي كأس القارات للأندية (أ.ب)

مدرب باتشوكا يتحسر على الفرص الضائعة أمام الريال

بدا غييرمو ألمادا المدير الفني لباتشوكا المكسيكي محبطاً بعد الخسارة أمام ريال مدريد بنتيجة صفر - 3 في المباراة النهائية لكأس القارات للأندية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية أنشيلوتي حاملاً كأس البطولة خلال مراسم التتويج (أ.ب)

أنشيلوتي: أظهرنا شخصية ريال مدريد أمام باتشوكا

أبدى كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد سعادته بالتتويج بكأس القارات للأندية فيفا إنتركونتيننتال بالفوز على باتشوكا المكسيكي بنتيجة 3 - صفر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور يتسلم جائزة أفضل لاعب في بطولة كأس القارات للأندية (رويترز)

فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في كأس القارات

حصد النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد، جائزتين عقب تتويج فريقه بكأس القارات للأندية فيفا إنتركونتيننتال بالفوز 3 - صفر على باتشوكا المكسيكي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية من مراسم تتويج ريال مدريد بـ«كأس القارات للأندية» في الدوحة (رويترز)

«كأس القارات»: الريال يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

تُوّج ريال مدريد بلقب «كأس القارات للأندية لكرة القدم» بفوزه 3 - صفر على باتشوكا المكسيكي على «استاد لوسيل» في قطر يوم الأربعاء الموافق «اليوم الوطني» للبلاد.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«خليجي 26»: الأخضر السعودي لتأكيد حقبته الجديدة من شباك البحرين

من تدريبات المنتخب البحريني استعدادا للمباراة (خليجي 26)
من تدريبات المنتخب البحريني استعدادا للمباراة (خليجي 26)
TT

«خليجي 26»: الأخضر السعودي لتأكيد حقبته الجديدة من شباك البحرين

من تدريبات المنتخب البحريني استعدادا للمباراة (خليجي 26)
من تدريبات المنتخب البحريني استعدادا للمباراة (خليجي 26)

تفتتح اليوم الأحد منافسات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 26)، المقامة بدولة الكويت خلال الفترة من 21 من الشهر الحالي، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) المقبل، حينما يلتقي المنتخب السعودي مع نظيره البحريني، والمنتخب العراقي مع نظيره اليمني.

وستكون مباراة الأخضر السعودي مع الأحمر «خارج التوقعات»، كونها تجمع بين بطلين سابقين للبطولة.

وتوج المنتخب السعودي بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة في 1994 و2002 و2003، فيما توج المنتخب البحريني باللقب مرة واحدة في 2019.

ويدخل المنتخب السعودي منافسات «خليجي 26» بأهداف استراتيجية تحت قيادة المدرب الفرنسي، هيرفي رينارد، الذي عاد لتولي المسؤولية مجدداً قبل أسابيع قليلة بعد الاستغناء عن الإيطالي روبرتو مانشيني.

ويستهدف رينارد من بطولة «خليجي 26» في الكويت تجهيز أكبر عدد ممكن من اللاعبين وضخ دماء جديدة في صفوف الأخضر تساعده في استكمال مشواره بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، والاستعداد أيضاً لاستضافة كأس أمم آسيا 2027.

واستعان المدرب الفرنسي بعدد من الوجوه الشابة في قائمة البطولة، ويأمل مسؤولو اتحاد الكرة في السعودية أيضاً استغلال «خليجي 26» في بناء فريق قوي ينافس على اللقب الآسيوي، عندما تستضيف السعودية البطولة القارية بعد عامين، واستعادة البريق مجدداً بعد الخروج من الدور الأول مرتين بخلاف الخروج من دور الـ16 مرتين أيضاً في آخر أربع نسخ من بطولة كأس الأمم الآسيوية.

الشهري أحد أهم الأوراق الهجومية التي يعول عليها الأخضر (المنتخب السعودي)

كما تبقى «خليجي 26» فرصة ثمينة للمدرب الفرنسي للاستعداد القوي للارتقاء بمستوى الفريق فنياً وبدنياً وذهنياً سعياً لتحسين النتائج في تصفيات كأس العالم 2026 التي ساءت كثيراً في أول 6 جولات تحت قيادة مانشيني.

ولا يراهن المنتخب السعودي على بناء وإنقاذ مستقبله فقط في «خليجي 26» بل يراهن أيضاً على تميمة الحظ حيث سبق له التتويج على الأراضي الكويتية بآخر ألقابه الخليجية في عام 2003، وفاز بكأس العرب في عام 2002 بالكويت أيضاً. وتحظى هذه المباراة بطابع ثأري بالنسبة للمنتخب السعودي، حيث كانت آخر مواجهة جمعته بالمنتخب البحريني في بطولة خليجي انتهت بفوز البحرين 2-صفر في نهائي نسخة 2019، التي على أثرها توج المنتخب البحريني بأول ألقابه.

ويسعى المنتخب البحريني لتكرار الفوز على السعودية مرة أخرى للتأكيد على أنه أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة على لقب البطولة، خصوصاً في ظل الفترة الأخيرة التي شهدت تحسناً فنياً كبيراً للمنتخب الأحمر، ولعل المباراة الأخيرة التي جمعت السعودية والبحرين جرت قبل شهرين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والتي حسمها التعادل السلبي في جدة تؤكد التحسن الفني الكبير في أداء المنتخب البحريني.

يقود المنتخب البحريني المدير الفني الكرواتي دراغان تالايتش، الذي يعرف جيداً الكرة السعودية، وتحديداً الدوري السعودي للمحترفين حينما عمل مدرباً لنادي الاتحاد في جدة عام 2004، وتمكن من قيادة الفريق للتتويج بدوري أبطال آسيا 2004، إضافة لمواجهته الأخضر السعودي سابقاً قبل هيرفي رينارد حينما قاده المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في التصفيات الأسيوية.

ويرتكز المنتخب البحريني على عدد من الأعمدة أبرزها حارس المرمى المخضرم إسماعيل محمد جعفر، لاعب المحرق البحريني الذي يحمل شارة قيادة الفريق متسلحاً بخبرات 135 مباراة دولية، كما يبرز أيضاً الثلاثي عبد الله يوسف هلال، وسالم عادل حسن، وعلي مدن.

وبدوره يأمل المنتخب العراقي في الحفاظ على لقب بطولة كأس الخليج، وذلك بعدما توج بالنسخة السابقة التي أقيمت في بلاده عام 2023.

وعلى مدار عام مضى قدم المنتخب العراقي أداءً متبايناً في كل البطولات والمسابقات التي خاضها، حيث توج بلقب «كأس الخليج 25» على أرضه في يناير 2023، قبل أن يخرج من دور الـ16 أمام الأردن في بطولة كأس أمم آسيا بقطر أوائل العام الحالي، وأهدر الكثير من النقاط في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، لكنه يحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية بالتصفيات خلف منتخب كوريا الجنوبية برصيد 11 نقطة.

ويتسلح المنتخب العراقي، الذي يقوده المدرب الإسباني خيسوس كاساس، صاحب إنجاز الفوز باللقب في النسخة الماضية، بخبرة مهاجمه أيمن حسين لاعب الخور القطري، بالإضافة إلى زيدان إقبال، لاعب وسط أوتريخت الهولندي، الذي يقدم موسماً جيداً توجه تألق فريقه باحتلال المركز الثالث حتى الآن في ترتيب الدوري.

ورغم أن المنتخب اليمني لم يحقق أي انتصار في أي مباراة بالبطولة على مدار مشاركاته السابقة لكنه سيسعى بكل قوته لإحراج حامل اللقب وربما تحقيق أول انتصار له في البطولة.

ولعب المنتخب اليمني 33 مباراة، تعادل في 6 مباريات منها وخسر 27 مباراة.