المبعوث الأممي يتهم قادة ليبيا بـ«عرقلة» الانتخابات

تزامناً مع رفض مجلس النواب المشاركة في حوار اللجنة الخماسية

الاجتماع الرباعي للدبيبة وتكالة واللافي والكوني (حكومة الوحدة)
الاجتماع الرباعي للدبيبة وتكالة واللافي والكوني (حكومة الوحدة)
TT

المبعوث الأممي يتهم قادة ليبيا بـ«عرقلة» الانتخابات

الاجتماع الرباعي للدبيبة وتكالة واللافي والكوني (حكومة الوحدة)
الاجتماع الرباعي للدبيبة وتكالة واللافي والكوني (حكومة الوحدة)

أعلن مجلس النواب الليبي رفضه المشاركة في حوار اللجنة الخماسية، التي دعا إليها رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، «اعتراضاً على مشاركة حكومة الوحدة (المؤقتة)، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، كونها حكومة منتهية الولاية»، بحسب مراقبين. في حين اتهم باتيلي بعض القادة الليبيين - دون تسميتهم - بـ«المماطلة، ورفض إجراء الانتخابات المؤجلة حفاظا على مناصبهم».

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ووفق قرار وزعه الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، مساء (الاثنين) فإن المجلس أكد أن مشاركته في حوار باتيلي من عدمه «يجب طرحها تحت قبة البرلمان»، مشيراً إلى «العمل بأحكام هذا القرار منذ تاريخ صدوره وإلغاء كل حكم يخالفه».

في المقابل، طالب اجتماع رباعي، عقد مساء (الاثنين) في العاصمة طرابلس بين الدبيبة ورئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، وعضوي المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، وموسى الكوني، جميع الأطراف بـ«عدم التورط في صفقات مشبوهة لغرض تشتيت الجهود المحلية، المدعومة بتوافق دولي». وشدد بيان مشترك على أن «الحلول الوطنية تنبع من إرادة محلية بحتة، وتكون بعيدة عن أي إملاءات خارجية تعقد في ظروف مريبة خارج الوطن، وعن الأجندات الخارجية الساعية لتمزيق وحدة ليبيا»، مؤكدين على ما وصفوه بـ«موقفهم الوطني الثابت والداعم لإجراء الانتخابات الوطنية، بوصفه خياراً راسخاً للشعب الليبي»، ويرون أن الحل يكمن في «إيجاد قوانين انتخابية عادلة ونزيهة، تعبر بنا مباشرة لمرحلة الاستقرار».

كما دعوا لإنهاء المرحلة الانتقالية الحالية، والرحيل المتزامن لكل الأجسام الحالية، معربين عن دعم جهود باتيلي بشأن الاجتماعات المزمع عقدها للأطراف الأساسية الخمسة. وقالوا إن «التعامل بإيجابية وجهوزية للاجتماعات التحضيرية يجب أن يكون دون أي شروط مسبقة، تغليبا للمصلحة الوطنية العامة».

باتيلي أبلغ مجلس الأمن الدولي أنه لا يمكن التغلب على القضايا الخلافية إلا من خلال تسوية سياسية (البعثة)

بدوره، أبلغ باتيلي مجلس الأمن الدولي، خلال إحاطة قدمها مساء أمس (الاثنين)، أنه «لا يمكن التغلب على القضايا المتبقية المختلف بشأنها سياسياً، إلا من خلال تسوية سياسية بين الأطراف المؤسسية الليبية الرئيسية، تكون مبنية على حُسن النيات». وقال إن رؤساء المؤسسات الرئيسية الخمس في ليبيا، وهي المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والجيش الوطني الليبي، المدعوين لحضور اجتماع في الفترة المقبلة «لديهم القدرة، إما على التوصل إلى توافق وإحراز تقدم في العملية السياسية، وإما إطالة الانسداد، ومنع ليبيا من إجراء انتخابات سلمية».

وعدّ باتيلي أن «التنافس وانعدام الثقة فيما بينهم هو أساس هذه الأزمة التي طال أمدها، ويقف على الطرف النقيض للوحدة التي يتوق لها المواطنون الليبيون». وكشف النقاب أن رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، اشترط لمشاركته في الحوار تشكيل «حكومة جديدة تعنى بالانتخابات»، بينما يرفض الدبيبة أي مناقشات حول «حكومة جديدة». ولفت باتيلي إلى أن تكالة قدّم أسماء ممثلي المجلس الثلاثة للمشاركة في الاجتماع التحضيري، على الرغم من رفضه في البداية لنسختي القانونين المنظمين للانتخابات اللذين نشرهما رئيس مجلس النواب.

المشير خليفة حفتر أعرب عن استعداده للحوار لحل أزمة الانتخابات (الجيش)

من جهته، أعرب المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، عن استعداده للحوار، مشترطاً مشاركة حكومة الاستقرار الموازية، المعينة من مجلس النواب، إلى جانب حكومة الدبيبة، أو استبعاد الحكومتين. وقال إن «بعض القادة الليبيين يماطلون ولا يبدون في الوقت الحاضر التزاماً حاسماً بإنهاء الانسداد، الذي طال أمده والذي تسبب في معاناة جمة للشعب الليبي».

وخلص باتيلي إلى أن قوانين الانتخابات وحدها لا يمكن أن تجعل الانتخابات أمراً ممكناً، ما لم تلتزم الأطراف المعنية بشكل صادق وحقيقي بتنفيذها، عادّاً أن «تشكيل حكومة موحدة تسير بالبلاد نحو الانتخابات، وفق ما تقتضيه القوانين الانتخابية، لا يمكن أن يتحقق ما لم تعمل الأطراف الرئيسية بروح التوافق السياسي، مع تجديد التزامها بوحدة وطنها».

لقاء السفير الأميركي مع نظيره الإماراتي (السفارة الأميركية)

من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إنه اتفق مع سفير الإمارات، محمد الشامسي، الذي التقاه في دبي بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، على «دعم جهود باتيلي لجمع الأطراف الليبية الرئيسية في مفاوضات جادة، تهدف إلى وضع خريطة طريق ذات مصداقية لإجراء انتخابات في أقرب وقت».

إلى ذلك، ناقش تكالة مع الدبيبة ووزير خارجيته المكلف، الطاهر باعور، مساء أمس (الاثنين،) في طرابلس، الاجتماع المرتقب بالمغرب بين وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الروسي. ونقلت حكومة الوحدة عن باعور تأكيده خلال مشاركته في قمة مجلس حقوق الإنسان بجنيف السويسرية، «موقف ليبيا الثابت من الانتخابات، وضرورة إجرائها وفق قوانين عادلة ونزيهة»، منوها إلى «حرص الحكومة على إنهاء المراحل الانتقالية وإجراء الانتخابات في أقرب الآجال، وتوفير الدعم اللازم لتنفيذها».


مقالات ذات صلة

مقتل 7 مهاجرين في انهيار بناية غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا الدبيبة في موقع انهيار البناية في جنزور غرب طرابلس (حكومة «الوحدة»)

مقتل 7 مهاجرين في انهيار بناية غرب العاصمة الليبية

قال الهلال الأحمر الليبي، إن فرق الإنقاذ التابعة له تواصل جهودها المكثفة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، بعد سقوط عقار في مدينة جنزور غرب طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أعيان ومشايخ الزنتان طالبوا الدبيبة بسرعة الإفراج عن العميد مصطفى الوحيشي (الوحدة)

الزنتان تُصعّد ضد «الوحدة» الليبية بعد خطف مسؤول في الاستخبارات

طالبت مدينة الزنتان بسرعة الإفراج عن العميد مصطفى الوحيشي مدير إدارة الأمن بجهاز الاستخبارات العامة الذي «خطفه» مجهولون في طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قبيل انطلاق الرالي الصحراوي في الجفرة الليبية (اللجنة المنظمة)

انفجار لغم بمشاركين في رالي للسيارات بليبيا... و4 إصابات

الحدث رسالة محبّة لشباب العالم، ودعوة لكل الليبيين بأنّ الجفرة تُجدّد النداء للالتقاء على أرضها من أجل الحوار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة ورئيس أركان قواته (حكومة «الوحدة»)

مجهولون في طرابلس يخطفون عميداً بالاستخبارات الليبية

أدان أعضاء جهاز الاستخبارات الليبي، التابع لإدارة الأمن المركزية بغرب البلاد، واقعة خطف العميد مصطفى الوحيشي، وهو في طريقه إلى منزله بعدما فرغ من عمله.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عماد الطرابلسي وزير داخلية «الوحدة» المكلف (من مقطع فيديو)

ليبيا: «صراع قوة» بين الدبيبة وميليشيات «متمردة» يلهب أجواء طرابلس

عكست تصريحات وزير الداخلية بحكومة الدبيبة، جانباً مما يجري في الكواليس من أزمة مكتومة مع تشكيلات مسلحة دفعته للقول: «لدي القوة لشنّ معركة وتخرب على الكل».

جمال جوهر (القاهرة)

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.