سيطرت أجواء التصعيد على الضفة الغربية، بعد هجوم إسرائيلي جديد على المخيمات، استهدف هذه المرة مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة الغربية، وانتهى بقتل إسرائيل 4 فلسطينيين في المخيم، قبل أن يهاجم فلسطينيون بالرصاص سيارة إسرائيلية ويصيبون إسرائيلية بجراح وسط الضفة. واقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم الفارعة ساعات عدة، واشتبك مع فلسطينيين، وقتل 4 بينهم طفل وشقيقان، ثم اعتقل آخرين، وخلف دماراً وراءه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن «حصيلة شهداء مخيم الفارعة جنوب طوباس ارتفعت إلى 4، وهم: راشد العايدي (17 عاماً) برصاصة بالصدر، والشقيقان، حكمت ملحم (24 عاماً) رصاصة بالرأس ومحمد ملحم (17 عاماً)، رصاصة بالرأس، ويزن الخطيب (20 عاماً)، رصاصة بالرأس».
وجاء اقتحام الفارعة بعد 10 أيام من هجوم سابق على المخيم قتلت خلاله إسرائيل 7 هناك، وبعد يوم واحد من قتل إسرائيل 5 فلسطينيين في مخيم نور شمس في طولكرم.

تركيز على المخيمات
وتركز إسرائيل على المخيمات في حملة واسعة تطول كل الضفة الغربية. ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما نفذت حماس هجوم «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل في منطقة غلاف قطاع غزة، اقتحم الجيش معظم مخيمات الضفة، وقتل واعتقل وخاض اشتباكات في مخيمات جنين وطولكرم وبلاطة والجلزون وعسكر ونور شمس والفارعة، وتعمد تخريب الطرقات هناك والبنى التحتية، واستخدم المسيّرات حصراً في بعض هذه المخيمات، واغتال فيها فلسطينيين بأعداد كبيرة.
وقتلت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 301 فلسطينياً في الضفة، و509 منذ بداية العام، بينهم 113 طفلاً. وتعيش الضفة الغربية توترات متصاعدة منذ عامين، لكن إسرائيل فرضت عليها أجواء حرب حقيقية منذ السابع من أكتوبر الماضي. والتصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة جاء في وقت تقول فيه إسرائيل إنها تخشى من تحول الضفة إلى جبهة ثالثة في الحرب الحالية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية نفذ الفلسطينيون هجمات عدة ضد إسرائيليين، لكنها لم ترقَ إلى مستوى «هبّة» جديدة، كما حدث في مواجهات سابقة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن امرأة أصيبت بجروح في هجوم إطلاق نار بالقرب من مستوطنة «عطيرت» في وسط الضفة الغربية.

عمليات اعتقال غير مسبوقة
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه وفق المعلومات الأولية فإن فلسطينياً أطلق النار على سيارة إسرائيلية قبل أن يلوذ بالفرار. وإضافة إلى عمليات القتل، نفذت إسرائيل عمليات اعتقال غير مسبوقة، وصلت إلى أكثر من 4500 عملية اعتقال منذ بداية حرب غزة.
واقتحمت القوات الإسرائيلية، يوم الاثنين، رام الله ونابلس وبيت لحم والقدس والخليل وطولكرم وقلقيلية وطوباس، واعتقلت نحو 35 فلسطينياً. وقالت هيئة شؤون الأسرى إنّ حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر بلغت أكثر من 4575 شخصاً، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطُروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتُجزوا رهائن.
ووجّهت هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، نداءً عاجلاً للعالم والمؤسسات الحقوقية الدولية، للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير معتقلي غزة، ووقف جريمة «الإخفاء القسري» بحقهم. وأوضحت هيئة الأسرى، ونادي الأسير في بيان مشترك، صدر الاثنين، أن هذا النداء جاء في ضوء تصاعد المعطيات حول جرائم مروعة تنفَّذ بحق معتقلي غزة، التي كان آخرها، معطيات نشرتها صحفية «هآرتس» العبرية، تفيد باستشهاد عدد من معتقلي غزة في معسكر «سديه تيمان» في «بئر السبع»، بعد 7 أكتوبر، دون معرفة عددهم بشكل دقيق، وظروف استشهادهم.

موت في السجن
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الاثنين، إن كثيراً من الأسرى الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، واحتجزهم في ظروف صعبة في معسكر «سديه تيمان» بالقرب من بئر السبع، ماتوا في السجن. واعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 فلسطيني من قطاع غزة.
وقالت «هآرتس» إنهم معتقلون في مجمعات مسيّجة، وتظل أعينهم مغطاة وأيديهم مكبلة معظم اليوم، بينما تظل الأضواء مضاءة طوال الليل، كما أنهم يربطون بالأغلال والسلاسل التي تسمح لهم بحركة محدودة، بينما ينامون على بساط رقيق على الأرض. ووفق الصحيفة لم تتضح ظروف مقتل المعتقلين، لكن الجيش الإسرائيلي الذي ادعى أنهم «إرهابيون» قال إن القضية قيد التحقيق.

