متحف المتروبوليتان يعيد 16 قطعة أثرية لكمبوديا وتايلاند

تم الحصول عليها على نحو غير قانوني

منحوتة تعود للقرن العاشر من القطع التي سيعيدها متحف متروبوليتان إلى كمبوديا وتايلاند (أ.ف.ب/ مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك)
منحوتة تعود للقرن العاشر من القطع التي سيعيدها متحف متروبوليتان إلى كمبوديا وتايلاند (أ.ف.ب/ مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك)
TT

متحف المتروبوليتان يعيد 16 قطعة أثرية لكمبوديا وتايلاند

منحوتة تعود للقرن العاشر من القطع التي سيعيدها متحف متروبوليتان إلى كمبوديا وتايلاند (أ.ف.ب/ مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك)
منحوتة تعود للقرن العاشر من القطع التي سيعيدها متحف متروبوليتان إلى كمبوديا وتايلاند (أ.ف.ب/ مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك)

أعلن متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك عن بدء إجراءات إعادة 16 منحوتة أثرية كانت تعرض ضمن المجموعة الرسمية للمتحف. وسوف يعيد المتحف 14 منحوتة إلى كمبوديا واثنتين لتايلاند حسب ما نقل موقع «ذا آرت نيوزبيبر». وقد خضعت القطع التي تم صنعها بين القرنين التاسع والرابع عشر للتدقيق من قبل المدعي العام للمنطقة الجنوبية من نيويورك لعلاقتها بالتاجر دوغلاس لاتشفورد، الذي اتهِم في الولايات المتحدة بتهمة البيع غير القانوني للآثار عام 2019، وتوفي عام 2020، قبل أن تتم محاكمته بهذه التهم. وقد أطلق متحف متروبوليتان تحقيقاً مكثفاً حول مصدر القطع الأثرية هذا العام، وقام بتعيين فريق بحث بعد مصادرة الأعمال التي تم الحصول عليها على نحو غير قانوني.

رأس بوذا من القرن السابع ضمن القطع التي سيعيدها متحف متروبوليتان في نيويورك لكمبوديا (أ.ف.ب / مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك)

وتعود ادعاءات الحكومة الكمبودية فيما يتعلق بأعمال الخمير في مجموعة «Met» إلى أبعد من ذلك بكثير. وكان المحققون قد تعقبوا عدداً كبيراً من الآثار التي يعتقد أنها تعرضت للنهب والتهريب إلى قاعة واحد في المتحف معظمها لها صلة بالتاجر لاتشفورد. وعندما لم تتم تلبية الطلبات الأولية التي قدمتها كمبوديا للحصول على معلومات بشأن القطع وإعادتها إلى الوطن، استعانت الحكومة الكمبودية بوزارة العدل الأمريكية، بالإضافة إلى أحد اللصوص السابقين التائبين الذي كان بإمكانه تقديم أدلة على الحصول على نحو غير قانوني وبيع الآثار من المواقع المحمية. وقدم المجرم السابق، تويك تيك، معلومات إضافية تربط بين لاتشفورد والتجارة غير المشروعة، مدعياً أن التاجر استخدم وسطاء لنقل القطع خارج كمبوديا. وقد بدأت علاقة متحف متروبوليتان بلاتشفورد خلال سعي مسؤوليه إلى تنمية مجموعة المتحف الفنية من جنوب شرق آسيا في سبعينات القرن العشرين، ودخل المتحف في شراكة مع التاجر للحصول على أعمال منحوتة خميرية عالية الجودة من خلال الشراء والتبرع. بعد وفاة لاتشفورد عام 2020، أتيحت الفرصة للمحققين لتحليل مجموعة من الوثائق والسجلات المتعلقة بعمله. وفي البيان الصادر حول عملية إعادة القطع قالت متحف الميتروبوليتان إن إدارته تواصلت مع مكتب المدعي العام والمسؤولين الكمبوديين على نحو استباقي. وعبر المحادثات المشتركة تلقى المتحف معلومات جديدة حول عملية شراء المنحوتات المذكورة، وهو ما أوضح وجوب إعادة القطع لموطنها. وستظل القطع الـ16 في قاعة العرض بالمتحف حتى تنتهي إجراءات الإعادة مع إضافة نص مكتوب يشير إلى قرب رفعها من العرض لإعادتها لموطنها.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.